المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416789
يتصفح الموقع حاليا : 252

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 610: إخفاء قضية مصيرية وإيهام الناس بعكس ما هي عليه

إذا أعلن زيد أنه نبيّ، وقال إنّ والد النبيّ لا بدّ أن يكون من {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}، فإنما يعلن ضمنا أنّ والده يصلّي ويحافظ على صلاته. فإذا لم يكن أبوه يصلّي، وأخفى زيدٌ ذلك عن الناس، فإنّه يكذب، لأنه يقول لهم ضمنا أنه يصلي.

ومعلوم أنّ الصلاةَ هي الدليل الأوضح على إسلام المرء، فمن لا يصلي فلا يمكن أن يكون مسلما، لكنّ هذا لا يعني أن نحكم عليه بالكفر، لأنّ هذا ليس من اختصاص أحد.

والد المرزا لم يكن يصلي، ولم أقرأ للمرزا حديثه عن عدم صلاة أبيه قطّ، بل أوهمَنا أنه كان مسلما صالحا.

يقول المرزا:

كان في "بطالة" شخص من "السادات" اسمه فضل شاه أو مهر شاه، وكان شديد الحب والتعلق بوالدي، فلما أخبره أحد بأني قد ادعيتُ أني أنا المسيح الموعود، بكى كثيرًا وقال: كان أبوه صالحًا جدًّا، بمعنى: لا ندري ممن ورث هذا خصلة الافتراء، مع أن أباه كان بارًّا ومسلمًا مستقيمًا ونقيّ القلب وبعيدًا عن الافتراء. (سفينة نوح، مجلد 19، ص 51)

فالمرزا يشرح كلام هذا الشخص الذي يرى والدَ المرزا صالحا جدا، فكان عليه في هذا السياق أن يقول:

أين الصلاح مع انعدام الصلاة؟ ألم يرد في الحديث: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ (الترمذي). ألم يعلم أنّ والدي لم يركع لله ركعة واحدة؟ فكيف يقول عنه صالحا ويقول عني مفتريا وأنا الذي "قطّعت حصر الجوامع"؟!

أما دليل عدم صلاة أبيه، فهو قول سلطان بن المرزا:

 جاء إلى قاديان مرةً شيخ بغدادي فأكرمه جدّنا [والد المرزا] وقدّم له ضيافة جيدة. قال هذا الشيخ لجدنا: إنك لا تصلي. قال جدنا: نعم، لا شك أنه خطئي. لقد كرّر الشيخ الأمر نفسه مرة بعد أخرى وأصر عليه. وكان جدّنا يقول كل مرة: نعم، هذا تقصير مني. (سيرة المهدي، رواية 224)

وهذه الحكاية لا بدّ أن تكون قُبيل وفاته بأيام أو أسابيع أو شهور، لأنّ سلطان وُلد في عام 1864، وتوفي جده في 1875.. أي حين كان في الـ 11 من عمره. ويُستبعد أن يكون قد سمع هذا الكلام ووعاه قبل التاسعة من عمره.. أي قبل أكثر من سنتين من وفاة جدّه.

وقد أخفى المرزا هذه القضية المصيرية لأنه يؤمن أنّ والد النبيّ لا بدّ أن يكون تقيا ورعا، حيث يقول مستدلا بالآية: (وتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ):

"حين كنت تتقلّب في أصلاب الصالحين كابرًا عن كابر كبذرةٍ". (ترياق القلوب)

فآباء النبيّ صالحون.. أي موحّدون ومحافظون على الواجبات.

أما محمود ابنه فيبدو أنه تنبّه إلى استحالةَ إخفاء أنّ والد المرزا لم يكن يصلّي، أي لم يكن يقوم بأول الواجبات، أي لم يكن ساجدا ولا صالحا، فطرح تفسيرا آخر للآية، فقال:

"وقد قال بعض المفسرين أن قوله تعالى: { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } يعني أن آباء النبي صلى الله عليه وسلم كلهم كانوا ساجدين أي مؤمنين، ولكن هذا خطأ؛ فقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة لأصحابه عن أُمّه: "اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي" (أحمد). فثبت أن نظرية المفسرين عن آباء الرسول صلى الله عليه وسلم لا صحة فيها. عبد المطلب... لم يدرك عقيدة التوحيد إدراكًا صحيحًا، فمن الخطأ القول أن قول الله سبحانه وتعالى {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} يدل على أن آباء النبي صلى الله عليه وسلم كانوا مؤمنين حتمًا. إنما الحقيقة أن الله تعالى يثني هنا على الصحابة ويقول للنبي صلى الله عليه وسلم إنك تعيش وتتنقل بين ظهراني قوم عابدين ساجدين لله سبحانه وتعالى، لأن التقلب قد ورد هنا في هذه الآية {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ}، ومعنى التقلب تنقُّل الشيء من هنا إلى هناك. وأي شك في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنقل دائمًا بين صحابته، فحينًا كان يتشاور في أمر حرب فيجتمع حوله لفيف من القادة؟". (تفسير سورة الشعراء)

 6 يناير 2021

  • السبت PM 03:46
    2022-10-01
  • 628
Powered by: GateGold