المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416654
يتصفح الموقع حاليا : 289

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبات 695-697: افتراءات على المحدّثين الشيعة والسنة لتبرير كذبه

في سياق ردّه على الشيخ الغزنوي الذي انتقده لأنه وصف قول ابن عباس بأنه "حديث" قال المرزا:

"أئمة المذهب الشيعي ومحدثوهم لا يوصلون أيّ حديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أفلا يسمّون هذه الأخبار أحاديث؟ وأضِف إلى ذلك أن المحدثين من أهل السُنّة أيضا عدّوا بعض الأخبار موضوعة ومع ذلك سموها أحاديث. وقد قسموا الأحاديث على عدة أقسام وسمُّوها كلها أحاديث". (التحفة الغزنوية)

قلتُ: لماذا لا يوصِل محدثو الشيعة وأئمتهم أيّ حديث إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا يجزم المرزا بذلك؟ هل قرأ كتبهم كلها عن آخرها فلاحظ أنه ليس هنالك أيّ حديث مرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؟

الحقيقةُ أنّ هذه جرأة كبيرة تدلّ على أنّ الكذب جزء من طبيعته، بل تدلّ على إيغال في الوقاحة، لأنّ مثل هذا الجزم لا يُقدِم عليه مَن لديه ذرة حياء.

لقد نظرتُ في بحار الأنوار، فعثرتُ في أول صفحة فتحتُها على حديثين مرفوعين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي نصُّهما:

ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله مِن أبر؟ قال: أمّك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك. (بحار الأنوار، ج71 ص 83، رقم 92)

نوادر الراوندي: باسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:  سِر سنتين بر والديك، سِر سنة صِل رحمك، سر ميلا عُد مريضا سر ميلين شَيّع جنازة، سر ثلاثة أميال أجِب دعوة، سر أربعة أميال أغِث ملهوفا، وعليك بالاستغفار فإنها المنجاة . (بحار الأنوار، ج71 ص 83، رقم 93)

ولا أعرف كم نسبة الأحاديث المرفوعة، فقد تكون قليلة جدا، لكنها حتما ليست صفرا.

أما قوله: "إنّ المحدثين من أهل السُنّة عَدُّوا بعضَ الأخبار موضوعة ومع ذلك سموها أحاديث"، فقد أراد به التمويه والتضليل والتزييف، لأنه أراد به تبرير تسمية قول ابن عباس بالحديث، فاستدلالُه هنا يدلّ على كذبه.

الحديث الموضوع لم يسمُّوه حديثا، بل سموه حديثا موضوعا. والمقصودُ أنه حديث مكذوب، أي أنه كلام نُسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم زورا. فلا يقال إنّ كلمة الحديث هنا أُريد بها أنه كلام الرسول، بل يقال أُريد بـالحديث الموضوع أنه نُسِب إلى  الرسول زورا.

ومثاله أن يقول زيد: عمرو ليس غنيا، فيقول المرزا: "لاحظوا أنّ زيدا سمّى عَمرا بالغنيّ، لأنّ كلمة غنيّ وردت في قوله" موهِما أنّ كلمة "ليس" لا قيمة لها، فلا خلاف أنّ قوله مجرد دجَل.

فالمرزا يخلط ويزيّف لتبرير كذبه. 

وأما قوله: "وقد قسموا الأحاديث على عدة أقسام وسمُّوها كلها أحاديث"، فرغم أنه صحيح تماما، لكنه أراد به التمويه أيضا، فهذه الأحاديث الضعيفة بشتى أصنافها يُظنّ بدرجة ما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قالها، أما قول ابن عباس فلا يُظنّ البتة أن الرسول قد قاله، وإلا ما كان لابن عباس أن ينسبه إلى نفسه إنْ كان قد سمعه مِن الرسول.

فهذه كذبات مرزائية ثلاث.

 10 فبراير 2021

  • السبت PM 01:38
    2022-10-01
  • 597
Powered by: GateGold