المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412572
يتصفح الموقع حاليا : 302

البحث

البحث

عرض المادة

استطراد: البيعة لإمام قرشي مسلم أو لغير قرشي مسلم إذا تغلب حتى استتب له الأمر يجب الوفاء بها

قال الله سبحانه وتعالى: {إنّ الّذين يبايعونك إنّما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرًا عظيمًا (1)}.

وقال سبحانه وتعالى: {ياأيّها الّذين ءامنوا أوفوا بالعقود (2)}.

وقال الإمام البخاري رحمه الله (ج1 ص89): حدّثنا قبيصة بن عقبة. قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرّة، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((أربع من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)).

تابعه شعبة، عن الأعمش.

وقال الإمام البخاري رحمه الله (ج13 ص201): حدّثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم، رجل على فضل ماء بالطّريق يمنع منه ابن السّبيل، ورجل بايع إمامًا


(1) سورة الفتح، الآية:10.
(2) سورة المائدة، الآية:1.

لا يبايعه إلا لدنياه، إن أعطاه ما يريد وفى له، وإلا لم يف له، ورجل يبايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا، فصدّقه فأخذها ولم يعط بها.

أما إذا كفر الحاكم فلا يجب الوفاء بالبيعة، لحديث عبادة بن الصامت المتقدم وفيه: ((إلاّ أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان)).

وقال سبحانه وتعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمّهنّ قال إنّي جاعلك للنّاس إمامًا قال ومن ذرّيّتي قال لا ينال عهدي الظّالمين (1)}.

وقال سبحانه وتعالى: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً (2)}.

وكذا إذا كان المبايع مكرهًا على بيعة غير شرعية، أي: لم يأذن بها الله ورسوله، فإن هذا هو مرادنا بغير شرعية فلا يجب عليه الوفاء بها لحديث: ((إنّ الله تجاوز عن أمّتي الخطأ والنّسيان وما استكرهوا عليه)). وهو حديث حسن.

وكذا إذا كانت غير شرعية كبيعة الإخوان المسلمين لمجهول لا يدرى ما حاله، فإنه لا يجب الوفاء بها، فإن صحبتها يمين كفّرت لحديث الصحيحين: ((من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليأت الّذي هو خير، وليكفّر عن يمينه)).

وكذا بيعة مشايخ الصوفية المبتدعة باطلة، وكذا بيعة المكارمة الضالين الذين هم أكفر من اليهود والنصارى وقد تقدم شيء من أحوالهم، لا يجوز الوفاء بها، دليلنا على بطلان هذه البيعات مارواه البخاري في ((صحيحه)) (ج5 ص301): حدّثنا يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن القاسم ابن محمّد، عن عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو ردّ)).

رواه عبد الله بن جعفر المخرميّ، وعبد الواحد بن أبي عون، عن سعد بن إبراهيم. اهـ

[تحريم سب الصحابة رضوان الله عليهم]

قال الإمام البخاري رحمه الله (ج7 ص21): حدّثنا آدم بن أبي إياس، حدّثنا شعبة، عن الأعمش. قال: سمعت ذكوان يحدّث عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا تسبّوا أصحابي فلو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا، ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه)).

تابعه جرير، وعبد الله بن داود، وأبومعاوية، ومحاضر، عن الأعمش.

الحديث أخرجه مسلم (ج16 ص92) فقال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد. قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرّحمن بن عوف شيء فسبّه خالد فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا تسبّوا أحدًا من أصحابي، فإنّ أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه)).

حدّثنا أبوسعيد الأشجّ، وأبوكريب. قالا: حدّثنا وكيع، عن الأعمش (ح) وحدّثنا عبيد الله بن معاذ، حدّثنا أبي (ح) وحدّثنا ابن المثنّى، وابن بشّار. قالا: حدّثنا ابن أبي عديّ، جميعًا عن شعبة، عن الأعمش، بإسناد جرير وأبي معاوية بمثل حديثهما، وليس في حديث شعبة ووكيع ذكر عبد الرّحمن بن عوف، وخالد بن الوليد.

وأخرجه أبوداود (ج12 ص413)، والترمذي (ج10 ص263) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4 ص2327): حدّثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا أبومعاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه. قال: قالت لي عائشة: يا ابن أختي أمروا أن يستغفروا لأصحاب النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فسبّوهم. وحدّثناه أبوبكر بن أبي شيبة، حدّثنا أبوأسامة، حدّثنا هشام بهذا الإسناد مثله. اهـ

قال أبوعبد الله بن ماجة رحمه الله: حدّثنا عليّ بن محمّد، وعمرو بن عبد الله. قالا: حدّثنا وكيع. قال: حدّثنا سفيان، عن نسير بن ذعلوق. قال: كان ابن عمر يقول: لا تسبّوا أصحاب محمّد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فلمقام أحدهم ساعةً خير من عمل أحدكم عمره. اهـ

هذا الأثر صحيح.

قال الإمام أحمد في ((فضائل الصحابة)) (ج1 ص60): ثنا وكيع، ثنا جعفر يعني ابن برقان، عن ميمون بن مهران قال: ثلاث ارفضوهنّ: سبّ أصحاب النّبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، والنّظر في النّجوم، والنّظر في القدر. اهـ

الأثر صحيح.

ثم رأيت الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله المطري قد كتب كتابة مفيدة لك أيها السني، فرأيت أن ألحقها بآخر ((الإلحاد الخميني في أرض الحرمين)) لتعلم أن الرافضة فتنت بإمام الضلالة الخميني في حياته وبعد مماته {ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيا من حيّ عن بيّنة (3)}.

فجزى الله أخانا الشيخ الفاضل أحمد المطري خيرًا، وأثابه على ما قام به من بيان فضائح الرافضة، والله المستعان. وإليك ما كتبه حفظه الله.

 


(1) سورة البقرة، الآية:124.
(2) سورة النساء، الآية:141.

(3) سورة الأنفال، الآية:42.

 

  • الجمعة PM 03:14
    2022-08-05
  • 638
Powered by: GateGold