المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409076
يتصفح الموقع حاليا : 380

البحث

البحث

عرض المادة

سب صحابة رسول الله كفر عند أئمة أهل البيت

لقد كان أئمة أهل البيت عليهم السلام والرضوان يجلون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إجلالاً عظيماً، ما كانوا يرضون بالتطاول الذي نراه اليوم على أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا الجرأة غير المعهودة في الكلام عنهم.

فقد رووا عن جدهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم تكفيره لساب أصحابه واستحقاقه الحد عقوبة على تطاوله على الصحابة (1).

فقد روى الحر العاملي في "وسائل الشيعة 28/ 213" والمجلسي في "بحار الأنوار 76/ 222" نقلاً عن صحيفة الرضا عليه السلام أنه روى عن آبائه عليهم السلام أنهم قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سبّ نبياً قُتل، ومن سبّ أصحابي جُلِد).

وروى الشيخ محمد السبزواري في كتابه "جامع الأخبار" عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من سبني فاقتلوه ومن سب أصحابي فقد كفر).

وفي خبر آخر: (من سب أصحابي فاجلدوه) (2).

وقد نقل آية الله العظمى محمد صادق الروحاني في "فقه الصادق (ع) " عن "مسالك الأفهام" للشهيد الثاني قوله: (وفي إلحاق باقي الأنبياء عليهم السلام بذلك قوة لأنّ كمالهم وتعظيمهم عُلِم من دين الإسلام ضرورة فسبهم ارتداد ظاهر) ثم علّق عليه بقوله: (ولكن في صدق الارتداد في جميع الموارد إشكالاً، ثم إنّ المرتد لا يجوز قتله مطلقاً. فالصحيح أن


(1) رغم أنّ ساب الصحابي كافر - كما في الرواية المشار إليها - إلا أنّ حد ساب الصحابي هو الجلد لا القتل لاعتبار مهم أشار إليه الإمام جعفر الصادق في إحدى رواياته وهو (التفريق بين التطاول على النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي يستحق فاعله عليه القتل وبين التطاول على غيره).
(2) جامع الأخبار ص456 (الفصل الخامس والعشرون والمائة: في السب).

يُستدل له بالنبوي الخاص "من سبّ نبياً قُتل ومن سب صاحب نبي جُلد)، المنجبر بالفتوى) (1).

أقول: وفي اعتداد مرجع تقليد كبير كالروحاني بهذا الحديث في هذا المورد المهم بالذات ما يفيد حجيته عنده، لكن أين واقع السَّبابين الشتامين اللّعانين اليوم من هذا كله؟ وأين دور الروحاني نفسه من إنكار ظاهرة سب الصحابة عند الشيعة؟ هذا إن لم يكن هو نفسه أولهم سباً ولعناً للصحابة!

[الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) يتبرأ من مبغضي الصحابة]

قَدِم على الإمام زين العابدين نفر من أهل العراق فقالوا له في أبي بكر وعمر وعثمان كلاماً قبيحاً فلما فرغوا من كلامهم قال لهم الإمام زين العابدين: (قال تعالى {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} - الآية تعني المهاجرين- قال الإمام زين العابدين لهم: أأنتم هؤلاء؟ قالوا: لا، ثم تلا زين العابدين الآية التي بعدها {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ الفَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} - الآية تعني الأنصار- فقال الإمام زين العابدين: أأنتم هؤلاء؟ قالوا: لا، قال الإمام زين العابدين: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم {وَالَّذِينَ


(1) فقه الصادق (ع) 25/ 476

جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا} (1) اخرجوا عني، فعل الله بكم!) (2).

[من هو جد الإمام جعفر الصادق؟]

إنه أبو بكر الصدّيق ... حقيقة أشبه بالخيال، هل يمكن أن يكون الرجل الذي تلعنه الشيعة الإثنا عشرية ليل نهار هو جد أحد أئمتها؟

وهل يُعقل أن يفخر هذا الإمام الذي تعتقد الشيعة الإثنا عشرية فيه العصمة بمن تلعنه الشيعة الإثنا عشرية ويكنّ له كل التقدير والوفاء؟! أمر غريب بالفعل!

وهل يُعقل أن يطعن البحراني والشيرازي وأمثالهما في نسب وعِرض جد الإمام جعفر الصادق الذين يدّعون الانتساب إلى مذهبه؟! ذاك أمر أعجب!

لقد كان جعفر الصادق يفخر قائلاً: (لقد ولدني أبو بكر مرتين) (3) وذلك لأنّ نسبه ينتهي إلى أبي بكر من طريقين:

الأول: عن طريق والدته أم فروة (قريبة) بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.

الثاني: عن طريق جدته أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر (هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.


(1) سورة الحشر آية 10
(2) كشف الغمة في معرفة الأئمة 2/ 291
(3) المصدر نفسه 2/ 374

ولم يكن أبو عبد الله ليفتخر بأبي بكر إلا لشرف هذا النسب وشرف الانتساب لرجل بإيمان أبي بكر وفي عطائه للإسلام والذب عن دين الله.

وفي ذلك يقول الشيخ الرضي:

وحُزْنا عتيقاً وهو غاية فخركم ... بمولد بنت القاسم بن محمد

يقول العلامة الشيعي محمد صالح الحائري المازندراني (1) في رسالته "منهاج عملي للتقريب": (إنّ الإمام جعفر بن محمد الصادق وولده المعصومين من ولد إمامهم الأعظم أبي بكر الصديق من قبل أمه، فإنّ أمه أم فروة بنت القاسم الفقيه ابن محمد بن أبي بكر وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصّديق، وهي بنت عم القاسم المذكور، فالإمام محمد بن علي الباقر صهر الصّديق على ابنة حفيده القاسم، وكان يقول جعفر بن محمد (ولدني أبو بكر مرتين) يعني بهما محمداً والقاسم) (2).

ويقول المولى علي محمد التبريزي الأنصاري في "اللمعة البيضاء": (وإنه كان يقال للصادق عليه السلام كثيراً: أنت ابن الصدّيق، لأنّ أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وزوجة القاسم كانت بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان (ع) يقول: ولدني أبو بكر مرتين) (3).

لكن هذا الحفيد الذي تتناقل كتب الشيعة الإثنى عشرية افتخاره بجده أبي بكر هي ذاتها التي تتناقل سب وشتم جد إمامها وتتفاخر بلعنه! فإنا لله وإنا إليه راجعون.


(1) من كبار علماء (سمنان) بإيران
(2) مسألة التقريب بين المذاهب لعبد الله العلايلي.
(3) اللمعة البيضاء ص41

  • الاثنين AM 02:54
    2022-05-23
  • 4978
Powered by: GateGold