المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413416
يتصفح الموقع حاليا : 251

البحث

البحث

عرض المادة

مع مبغض لعمر بن الخطاب رضي الله عنه

بعد صدور الطبعة الأولى من كتابي هذا، ذهبت كعادتي إلى بعض المكتبات الشيعية لاقتناء بعض الكتب التي كانت تنقص مكتبتي.

وعند ركن من أركان المكتبة حيث كنت أتأمل بعض الكتب العقائدية والتاريخية خرقت سمعي عبارة غريبة مصدرها رجل كان بجانب البائع.

ورغم أني لم أكن منتبهاً لكلام الاثنان بل كنت منهمكاً في تصفح الكتب والاطلاع على فهارسها إلا أنّ هذه العبارة استرعت انتباهي للكلام الذي كان يدور بينهما.

عبارة (إنه ابن صهاك) مع شيء من الضحك تلتها إشارة صوتية من البائع للرجل بأن يصمت، وكأنّ البائع يقول له: انتبه، في المكتبة سني!

هذا ما سمعته ... ثم عاد الكلام بينهما لكن بعيداً عن الكلام عن (صهاك)، وقد كنت حينها قد اخترت الكتب التي أريد اقتنائها ووقفت عند البائع.

 

عند هذه اللحظة بدأت نفسي تتجاذبني، أأتكلم وأُنكر عليهما ما ذكراه في حق صحابي جليل كـ (عمر بن الخطاب) نصر الله به الإسلام والمسلمين، ونال شرف مصاهرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم له أم أكتفي بالصمت ما دام الموضوع بينهما وهما على عقيدة ترتضي مثل هذه الأمور (1)؟

لكني أشفقت عليهما من الاغترار بالباطل وسلوك طريقه، ورأيت أنّ من واجبي أن أنصحهما، فقلت: المعذرة على المقاطعة لكن لدي كلمة أود أن أقولها.

فقال البائع: تفضل.


(1) إني وأنا أتحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا الكتاب استشعر حنق القارئ الشيعي الإثني عشري عليه وربما عليّ أيضاً لتمجيدي ومدحي لمثل هذه الشخصية، فشخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه عالقة بالذهن الشيعي بقصة الاعتداء على الزهراء وإسقاط جنينها كما تذكر ذلك بعض الروايات البائسة التي لا ترتقي لمستوى الاعتبار لا سنداً ولا متناً، وقد قمت بدراسة روايات هذه الأسطورة في أدبيات الفريقين ونقدها نقداً علمياً متناً وسنداً، وسأرفق هذا المبحث في كتاب لي عن فاطمة الزهراء رضي الله عنها أسأل الله تعالى أن ييسر لي الانتهاء منه وإخراجه في أقرب فرصة ممكنة.
ولهذا أقول للقارئ الشيعي الذي يزعجه الثناء على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إنّ الشخصية المرسومة في الذهن الشيعي عن هذا الصحابي الكبير ليس بالضرورة أن تكون صحيحة، فبين عمر وبين نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وآل بيته مصاهرتان تشهدان بإيمان وجلالة قدر عمر عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حفصة بنت عمر رضي الله عنهما دليل واضح على عمق العلاقة بينهما، وزواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما دليل محبة وود متبادل بين عمر وعلي، وما الثناء الذي يذكره كتاب "نهج البلاغة" الشيعي في عمر بن الخطاب -كما سيأتي- إلا دليل آخر على عمق العلاقة بينهما وعلى زيف قصة الاعتداء على الزهراء، والتي شكك فيها بعض كبار علماء الشيعة مثل المرجع الديني الكبير محمد حسين فضل الله، فما أحلى أن نضع الأمور في نصابها الصحيح بعيداً عن التطرف والتمسك بالأساطير.

قلت: أسألك بالله تعالى ... لو أنّ يهودياً أو نصرانياً قال لكما: أيها المسلمون، إنكم تعتقدون بأنّ نبيكم محمداً قد صاهر عمر بن الخطاب، وتدّعون في الوقت ذاته بأنّ عمر بن الخطاب الذي صاهره نبيكم هو ابن زانية اسمها (صهاك) (1) وأنّ أباه أنجبه من زنية بصهاك.

ويشهد قرآنكم بأنّ أزواج نبيكم هنّ أمهات للمؤمنين، ويشهد التاريخ بأنّ حفصة بنت عمر بن الخطاب هي زوجة نبيكم وهي حسب دعواكم من نسل صهاك!

فأي نبي هذا الذي تدعوننا إلى اتباعه وهو يرتضي لنفسه مثل هذا النسب؟!

بعدها نظرت إلى الرجل الذي كان يحدّث البائع فإذا بوجهه قد تلون، وشعرت حينها أنّ كلماتي على بساطتها ورغم هدوئي النسبي في طرح الفكرة كانت شديدة الوطأة عليه والتأثير فيه، فأتممت كلامي قائلاً: والله إني لا أكلمكما من منطلق كوني منتسباً إلى أهل السنة والجماعة أو إلى غيرهم ... إنما أنا مسلم يغار على دينه وعلى رسوله، والله إنكم لتسيئون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمثل هذه الدعاوى الباطلة التي تطلقونها على زوجاته وأصهاره.

لقد بالغتم في موضوع الإمامة حتى أخرجتم الخلاف فيها عن الحد المعقول ... قلتم: اغتصب الصحابة الخلافة وطعنتم في عدالتهم وقلتم عنهم (انقلبوا على أعقابهم)، فحاولنا تقبل هذا منكم على مضض، لعلنا نصل وإياكم في الحوار إلى حل، لكن لماذا الكلام في الأعراض؟!

ثم وجهت كلامي للبائع وقلت: أسألك سؤالاً وأود منك أن تجيبه بكل صراحة ووضوح.

قال لي وقد بدى على وجهه الإحراج: تفضل.

قلت: لو عُرضت عليك امرأة منحدرة من عائلة معروفة بالزنا، أو لنقل من عائلة تنتسب إلى زانية، أكنت تقبل بها زوجة لك؟

قال: معاذ الله .. لا أقبل بها بلا شك.

قلت: إذن كيف زعمتم أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتضى لنفسه أن يصاهر عمر بن الخطاب، وعمر - في زعمكم- هو ابن زانية؟!

أتراك أفضل من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين نزّهت نفسك عن أمر ارتضيته فيه أم ماذا؟

حينها قال لي البائع: ليس كل ما في الكتب صحيح، وهؤلاء أصحاب الرسول وبينهم وبينهم مصاهرات، ونحن لا نطعن في نسب عمر بن الخطاب!

نظرت إليه وقلت في نفسي: (سبحان الله .. منذ قليل كان يتكلم هو وصاحبه في عمر بن الخطاب بكل وقاحة، والآن تغير الأمر، وصار عمر من قرابة الرسول ومن الصحابة الكرام، أي عقيدة هذه التي تعلم المرء أن يتلون كالحرباء بدل أن يكون صريحاً وواضحاً أمام نفسه وأمام الآخرين)!

هكذا بكل بساطة أنكر الرجل ما يعرفه يقيناً عن طعن الطائفة في نسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لكني آثرت على نفسي أن لا أجادله في أمر ينكره ظاهراً حتى لو كان يعتقده بالباطن، فكذّبت أُذناي وصدّقته وأوكلت نيته إلى رب العباد.

ثم قلت له: لا بأس .. إنّ كلامي كان إجمالياً، وليس من الضرورة أن يكون موجهاً إليكما طالما أنكما لا تعتقدان مثل هذا الاعتقاد، ثم دفعت قيمة الكتب التي كانت معي وخرجت من المكتبة.

 


(1) الكشكول للبحراني 3/ 212 وكتاب (لقد شيعني الحسين) ص177

[شرعنة الكذب وعقلنة اللامعقول!]

لا يوجد دين من الأديان أو أمة من الأمم تقدّس الكذب وتُعطي له الشرعية والمصدّاقية باستثناء الشيعة الإثني عشرية!

لقد كنت في بداية دخولي هذا المعترك الصعب أستغرب قول تقي الدين ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية 1/ 58": (وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أنّ الرافضة (1) أكذب الطوائف والكذب فيهم قديم ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب) بل وأعتبره من الأقوال المتشددة المتشنجة التي تمليها عادة التعصبات المذهبية القائمة آنذاك، لكني سبرت هذا القول وتفحصته جيداً فوجدته دقيقاً!

فعلماء الشيعة الإثنا عشرية ومراجعهم الكبار يسبغون على الكذب صفة الشرعية ويجاهرون بذلك دون استحياء.

فقد سُئِل آية الله العظمى أبو القاسم الخوئي: هل يجوز الكذب على المبتدع أو مروّج الضلال في مقام الاحتجاج عليه إذا كان الكذب يدحض حجته ويبطل دعاويه الباطلة؟

فأجاب: إذا توقف رد باطله عليه جاز (2)!


(1) أطلق علماء أهل السنة والجماعة هذا المصطلح على الشيعة الإمامية لاعتبارات منها: أنهم رفضوا الإمام الجليل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما تولّى الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لبغضهم لهما فسمّاهم الإمام زيد بالرافضة، وقيل: إنما سمّوا رافضة لرفضهم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما. انظر: "مجموع الفتاوى 4/ 435" و"العبر 1/ 28".
(2) صراط النجاة في أجوبة الاستفتائات 1/ 447 سؤال رقم (1245).

ولذلك لا تعجب من كثرة الأكاذيب التي شُحنت بها كتب الإثني عشرية ولا كثرة الكذب على الخصوم وعلى الصحابة بالذات إن عجز العالم الشيعي عن إثبات اعتقاده أو الرد على ما يثيره الخصوم.

نعم، لا تعجب إن مرّت بك روايات شيعية صحيحة الإسناد عند الطائفة لا تكذب على الخصوم ولا الصحابة بل تتجاوز ذلك لتكذب على الكواكب والمجرّات الأخرى!

روى الكليني عن عجلان أبي صالح قال: دخل رجل على أبي عبد الله (ع) فقال له: جعلت فداك، هذه قبة آدم عليه السلام؟ قال: نعم، ولله قباب كثيرة، ألا إنّ خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثون مغرباً أرضاً بيضاء مملوّة خلقاً يستضيئون بنوره لم يعصوا الله عز وجل طرفة عين، ما يدرون خُلق آدم أم لم يُخلق، يبرؤون من فلان وفلان!

قال المجلسي: قوله عليه السلام (من فلان وفلان) أي من أبي بكر وعمر (1).

مخلوقات في كواكب أخرى ... لكنها تتبرأ من أبي بكر وعمر!!

إنّ مثل هذه الروايات مسطّرة في بعض أبرز كتب الحديث المعتمدة عند الشيعة الإثني عشرية وقد حكم عليها بعض المحققين من علماء الإمامية بالصحة والاعتبار كالمجلسي في كتابه "مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول" وقد تتبعت هذه الرواية فوجدتها قد رويت بعدة أسانيد وألفاظ متقاربة المعنى بلغت عند الشيخ الصفّار وحده (إثني عشر رواية) (2)!


(1) الكافي – كتاب الروضة – حديث (301)، قال المجلسي في (مرآة العقول 26/ 167 - 168): صحيح.
(2) بصائر الدرجات ص509 (باب في الأئمة أنّ الخلق الذي خلف المشرق والمغرب يعرفونهم ويأتونهم ويبرؤون من أعدائهم).

هكذا تمتزج الخرافة بالعقيدة، وتتجسد نزعات التشفي في أصحاب رسول الله!

فلا حول ولا قوة إلا بالله ...

[المحقق الثاني وعادة لعن الشيخين (أبي بكر وعمر)!!]

مِنَ الناس من يُذكر بعد رحيله عن الدنيا بقيام ليلٍ يُضرب به المثل أو بصيام نهار وعبادة يعجب منها المقصّر.

لكننا أمام نموذج لسبّابٍ لعّان، ترك لنا ميراثاً ثقيلاً حمل وزره عند ربه يوم يلقاه.

هو الشيخ المحقق الكركي العاملي الذي ترجم له العلامة الشيعي عباس القمّي واصفاً إياه بأنه (مروّج المذهب والملة، ورأس المحققين الأجلة، شيخ الطائفة في زمانه وعلامة عصره وأوانه، الشيخ الأجل نور الدين علي بن عبد العالي الكركي العاملي) (1).

ذكر يوسف البحراني في "لؤلؤة البحرين" تحت ترجمة (نور الدين علي بن عبد العالي المشهور الآن بالمحقق الثاني) نقلاً عن نعمة الله الجزائري ما نصه (وكان - رحمه الله - لا يركب ولا يمضي إلا والباب يمشي في ركابه مجاهراً بلعن الشيخين ومن على طريقتهما)!

ويبدو أنّ عادة لعن الشيخين كان تستهويه جداً إلى حد تصنيفه كتاباً في ذلك سمّاه (رسالة نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت) (2) ذكره البحراني من جملة مصنفاته. (3)

فعجباً لتلك القلوب كم فيها من أحقاد ... لكن ما سيأتي بعده أعجب منه ...

[أحسن طريقة لسب صحابة نبيك!!]

لو سألت عالماً شيعياً من أولئك الذين يُكثرون لعن الشيخين وسائر الصحابة في الحسينيات أو في المجالس الخاصة أو في التسجيلات الصوتية المُسجّلة لهم: هل سببت يوماً أبا لهب أو أبا جهل أو غيرهم من كفار مكة لارتسمت على وجهه علامة الاستغراب، إذ أنّ هذه الشخصيات التي آذت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحاربت الإسلام بكل ما أُوتيت من قوة هي شخصيات ليست ذات أهمية بالنسبة له!

فهؤلاء قد بُرمِجوا أو لِنقل برمَجوا أنفسهم على أنّ أعداءهم الأولين والآخرين هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين صاهر منهم من صاهر وقرّب منهم من قرّب واختص منهم من اختص!

فإذا كان المحقق الكركي قد أخذ على عهده أن يلعن الشيخين الجليلين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قياماً وقعوداً وعلى جنبه فإنّ العلامة الشيعي الكبير محمد نبي التوسيركاني الملقّب عند الطائفة بـ (عمدة العلماء والمحققين) لديه طريقة مبتكرة لإكرام صحابة نبيه صلوات ربي وسلامه عليه، فما هي تلك الطريقة؟

يقول التوسيركاني في كتابه "لئالي الأخبار 4/ 92": (اعلم أنّ أشرف الأمكنة والأوقات والحالات وأنسبها للعن عليهم - عليهم اللعنة - إذا كنت في المبال، فقل عند كل واحد من التخلية والاستبراء والتطهير مراراً بفراغ من البال، اللهم العن عمر ثم أبا بكر وعمر ثم عثمان وعمر ثم معاوية وعمر ثم يزيد وعمر ثم ابن زياد وعمر ثم ابن سعد وعمر ثم شمراً وعمر ثم عسكرهم وعمر. اللهم العن عائشة وحفصة وهنداً وأم الحكم والعن من رضى بأفعالهم إلى يوم القيامة)!!!

تباً لك ... هكذا سوّل لك شيطانك هذه الجهالات فأعماك وأصمّك فتنكّبت الطريق ...

 


(1) الكنى والألقاب 3/ 161
(2) يريد بالجبت (أبو بكر) وبالطاغوت (عمر) عياذاً بالله.
(3) لؤلؤة البحرين ص153

وكأني بالإمام محمد بن صُبيح بن السماك (1) يرد على التوسيركاني ومن يحذو حذوه قائلاً "علمت أنّ اليهود لا يسبون أصحاب موسى عليه السلام- وأنّ النصارى لا يسبون أصحاب عيسى - صلى الله عليه وسلم - فما بالك يا جاهل سببت أصحاب محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – وقد علمت من أين أُتيت، لم يشغلك ذنبك ... أما لو شغلك ذنبك لخفتَ ربك، لقد كان في ذنبك شغل عن المسيئين فكيف لم يشغلك عن المحسنين، أما لو كنت من المحسنين لما تناولت المسيئين ولرجوت لهم أرحم الراحمين، ولكنك من المسيئين، فمن ثَّم عبت الشهداء والصالحين، أيها العائب لأصحاب محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – لو نمت ليلك وأفطرت نهارك لكان خيراً لك من قيام ليلك وصوم نهارك مع سوء قولك في أصحاب محمد، فويحك! لا قيام ليلٍ ولا صوم نهار وأنت تتناول الأخيار، فأبشر بما ليس فيه البشرى إن لم تتب مما تسمع وترى" (2).


(1) انظر ترجمته في تاريخ بغداد 5/ 368
(2) رواه المعافى بن زكريا الجريري في كتابه الجليس الصالح (2/ 392) بأطول من هذا.

{قُلْ بِئْسَمَا يَامُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِين}

أيها الناس ... لنكن أكثر صراحة مع بعضنا البعض، إنّ مشكلتنا الحقيقية التي لا يمكننا التغاضي عنها ولا تجميلها مهما حاولنا ذلك ونحن نفتح هذا الملف الصعب والمتشعب هي أننا نجابه خصوماً غير نزيهين، خصوماً نجزم بأنهم ما اشتمّوا في حياتهم رائحة الأدب ولا الأخلاق ولا النزاهة ولا الشرف، أقولها هكذا بكل صراحة ووضوح ودون أن أشعر بالذنب، وإلا فبماذا يمكنك أيها القارئ مهما كان انتماؤك العقائدي أو الفكري أن تعلق على ما يقوله محمد طاهر الشيرازي ومُفلح البحراني وعالم سبيط النيلي عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

تعال فلننظر ماذا يقولون ويترّهون:

ذكر الشيخ محمد طاهر الشيرازي النجفي (1) في كتابه "الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين" تحت عنوان: (في ذكر نسب أبي بكر وبيان دناءته وخساسته): إنّ أبا قحافة أبا أبي بكر كان أجيراً لليهود يُعلّم لهم أولادهم فاشتهر عنه أنه كان يلوطهم ... وكان أبو قحافة في قريش مشهوراً باللواط.


(1) محمد طاهر بن محمد حسين الشيرازي النجفي القمي، والشيرازي نسبة إلى بلده شيراز، والنجفي نسبة إلى النجف حيث كان منشأه ومراحل تحصيله واكتسابه العلوم والمعارف فيها، وله إجازة من بعض الأعلام فيها والقمي نسبة إلى بلدة قم، وذلك لأنه بعد اتمام مراحل تحصيله في النجف الأشرف انتقل إلى قم وصار زعيماً ومرجعاً فيها، وحظي بمرتبة شيخ الإسلام! وإمام الجمعة والجماعة فيها! وكان رئيساً مطاعاً فيها!
قال فيه المولى الأردبيلي في "جامع الرواة 2/ 133" بعد ذكر اسمه: (مد ظله العالي، الإمام العلامة المحقق المدقق، جليل القدر عظيم المنزلة، دقيق الفطنة، ثقة، ثبت، عين، دين، متصلب في الدين، لا تحصى مناقبه وفضائله، جزاه الله تعالى أفضل جزاء المحسنين)!!

وأم أبي بكر سلمى من ذوات الأعلام في مكة، وكانت لها راية في الأبطح لأنّ العرب كانوا يأنفون من أن تنازلهم البغايا فكانوا يبعدونا عن قرب منازلهم، وكانت رايتها حمراء تدل على فجورها وعهرها) (1).

وقال تحت عنوان (بيان دناءة عمر وقلة حيائه وسوء مولده): (إنّ عمر كان قبل الإسلام نخاس الحمير، أبو عمر بن الخطاب قطعت يده في سوق عكاظ، ومن قلة حياء عمر أنه قال على المنبر: ألا إني فسوت وها أنا أنزل لأعيد الوضوء) (2)!

وقال عن عثمان بن عفان رضي الله عنه: (إنّ عثمان ممن يُلعب به ويتخنّث وكان يضرب بالدف) (3).

أما الشيخ مُفلح بن حسن الصميري البحراني (4) فقد ذكر في كتابه (إلزام النواصب بإمامة علي بن أبي طالب عليه السلام) نقلاً عن الإخباري هشام بن محمد بن السائب الكلبي (5) أنّ أبا قحافة (والد أبي بكر الصدّيق) كان أجيراً لليهود يُعلّم أولادهم! (6)

وأنّ عفان (أبو عثمان) كان ممن يُلعب به ويُفتحل به (7)!


(1) الأربعين 509 - 532
(2) الأربعين ص573 - 575
(3) الأربعين ص579
(4) مُفلح بن الحسن الصميري البحراني، ترجم له العلامة علي البلادي البحراني في "أنوار البدرين ص69" فقال: (وهذا الشيخ من رؤساء الطائفة المحقة وفتاويه كثيرة منقولة مشهورة في كتب الأصحاب كالجواهر والمقاييس ومفتاح الكرامة وغيرها)، وقال عنه الحر العاملي في "أمل الآمل 2/ 324": (فاضل علامة فقيه).
(5) قال عنه السمعاني في "الأنساب 5/ 86": (يروي عن أبيه ومعروف مولى سليمان والعراقيين العجائب والأخبار التي لا أصول لها) و (كان غالياً في التشيع، أخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفها).
(6) إلزام النواصب ص162
(7) إلزام النواصب ص165

وأنّ أم طلحة بن عبيد الله كانت من البغايا وذوات الرايات في الجاهلية (1)!

أما عالم سبيط النيلي فيقول عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (إني أُنبّه السادة علماء النفس إلى ضرورة تخصيص دراسة كاملة عن أثر الحِرمان الجنسي على سلوك عائشة!) (2).

شُلّت ألسِنتكم ولُعِنتم بعدد قِطرْ السماء وحبات الرمل ... لا رحمكم رب السماوات والأرضين ... أمحمد رسول الله يُقال في عِرضه وفي أصهاره وأصحابه مثل هذه الكلمات القذرة؟!

أيها الناس ... إن لم تكن مثل هذه الكلمات التي يشيب لها الرأس وتأنف من سماعها الأفئدة الحرة الشريفة زندقة فلا أدري ما الزندقة ... إنّ هؤلاء تجاسروا على عقيدة الإسلام وعلى التاريخ وعلى الصحابة وعلى كل شيء، حتى الأخلاق والقيم لم تسلم منهم!

إنّ أقذر مشرك على وجه الأرض من أي ملة كانت لم يتكلم في عِرض نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الأسلوب فكيف بهؤلاء وهم يزعمون أنهم مسلمون ويحبون آل البيت!

كيف نعيب على الدنمارك شتمهم لرسول صلى الله عليه وآله وسلم ثم نسكت عن هؤلاء الذين يقولون في عِرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما هو أشنع وأزرى؟!

لكن ... ليس ما ذكرته آنفاً إلا القليل النادر مما زخرت به كتب الشيعة الإثني عشرية في حق أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أعرضت عن الكثير خشية الإطالة وفيما يلي هذه السطور ما يدمي قلوب المؤمنين.


(1) المصدر نفسه ص173
(2) الشهاب الثاقب للمحتج بكتاب الله في الرد على الناصب أحمد الكاتب ص276

  • الاثنين AM 02:51
    2022-05-23
  • 1083
Powered by: GateGold