ما موقف الإسلام من المرأة في ضوء الأوضاع السائدة في مجتمعاتنا؟ - مشروع الحصن ll للدفاع عن الإسلام والحوار مع الأديان والرد على الشبهات المثارة ll lightnews-vII

المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 441855
يتصفح الموقع حاليا : 288

البحث

البحث

عرض المادة

ما موقف الإسلام من المرأة في ضوء الأوضاع السائدة في مجتمعاتنا؟

إنني أسأل أولاً

هل عوملت المرأة في العالم الإسلامي وفق تعاليم الإسلام؟ وما أظن ذلك وقع إلا لماماً..

 

إن الحاكم في مستدركه روى حديثاً موضوعاً حكم العالم الإسلامي أكثر من ألف عام، يقول هذا الحديث: لا تعلموا النساء الكتابة، ولا تسكنوهن الغرف.. أي إذا كان البيت مكوناً من طبقات لم يجز إسكان النساء في الطبقات العليا، حسبهن ظهر الأرض أو تحتها إن أمكن!!..

 

وتطبيقاً لهذا الحديث المكذوب لم تفتح مدرسة لتعليم البنات في قرية أو مدينة خلال القرون الماضية وأصبح تثقيف النساء من الفضول، بل من المناكر المحظورة!!

 

وروى عبد الله بن عمر قول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ" فقال ابنه معترضاً التوجيه النبوي، إذن يتخذنه دغلاً – أي مهرباً لاقتراف المفاسد – والله لنمنعهن.

 

فوكز عبدالله ابنه في صدره، اشتد عليه غضبه، وقال: أقول: قال رسول الله وتقول: لا.. وقاطعه إلى آخر حياته..

 

والغريب أن العالم الإسلامي لم يكترث لرواية ابن عمر- على صحتها – وتبع رأي الولد السيئ الأدب!!..

 

 

ويوجد حظر عام على ارتياد النساء للمساجد..

وبعد جهاد سنين طويلة للسماح بصلاة المرأة في المسجد أمكن فتح أقل من 10% من بيوت الله لإماء الله، أما الكثرة الساحقة من مساجد القرى والمدن فهيهات أن يدخلها النساء..

 

كنت في دولة الإمارات المتحدة، وشاركت في قضية جديرة بالعرض، نشرتها جريدة الاتحاد على هذا النحو: قال الأستاذ مصطفى شردى: نحن في إحدى أمسيات الثلاثاء بمسجد سعد بن أبي وقاص. انتهى المحاضر من حديثه وبدأ التحاور.

 

سؤال جاء من الشرفة المخصصة للسيدات. تقول صاحبة السؤال إنها متزوجة منذ سنوات، من رجل له أكثر من زوجة. وأن زوجها لا يسمح لها بزيارة أبيها ورعايتها بين الحين والآخر، على الرغم من أن الأب وحيد يحتاج إلى الرعاية والعناية، والشعور ببر الأبناء لآبائهم ينغصها فهل تطيع الزوج وتهمل واجب رعاية الأب، أم تخالف زوجها وتطيع قلبها وتكون بارة بوالدها؟ أثار السؤال الهمس، ثم سكت الجيمع انتظاراً لما سيرد به المحاضر وهو عالم فاضل، وكان من الواضح أن السؤال مس أوتاراً في العديد من القلوب، وأعتقد أن قلب المحاضر من بينها..

 

حمد الرجل الله وأثنى على الرسول الكريم، وتحدث عن التزام لصلاح الأسرة وسلامة المجتمع، وطالب الزوجة بأن تضاعف جهدها لإقناع زوجها حتى يسمح لها برعاية أبيها، إلا أنه اختتم إجابته برأي محدد اجتهد فيه فقال: إنه في حال تمسك الزوج بموقفه القاسي الغريب دون مبرر مقبول، فإنه على الزوجة أن تبادر إلى زيارة أبيها ورعايته وتقديم حنانها إليه، لأن الن القرآني بشأن بر الوالدين واضح وقاطع وصريح، ولأن لهذا الزوج بالذات أكثر من زوجة تخدمخ وترعاه إذا غابت عنه واحدة لأداء واجب البر والإحسان تجاه والد عجوز مريض ضعيف أمرها الله بأن ترعاه وتحسن إليه.

 

انتهى المحاضر من إجابته فاشتد الهمس! بين الحاضرين عدد كبير من المتزوجين بأكثر من واحدة! وقد رأوا في إجابة المحاضر تحريضاً للزوجات على عدم الالتزام بأوامر الزوج، حتى ولو كانت متعارضة مع المنطق ومتضاربة مع المعقول! وبدأ فريق من الحاضرين يناقشون الرأي بأعصاب توشك على الانفلات! فقالوا: إن رأي المحاضر يتعارض مع تعاليم الإسلام! ولا بد من التراجع عنه! لأن طاعة الزوج واجبة قبل أي اعتبار آخر، وتمسك المحاضر برأيه وكادت تهب عاصفة من الاحتجاجات بسبب هذا الرأي، وتتحول إلى مهاترة لا يسمح بها..

 

المهم أننا انصرفنا من المسجد، وظل السؤال معلقاً بين الآراء التي اختلفت عليه!..

 

كان مطلوباً من الشيخ المفتي أن يغير فتواه، وأن يحكم بحبس المرأة في البيت ولو مات أبوها! وأيد ذلك الاتجاه أن متفيهقاً ذكر حديثاً معناه أن الله رضي عن زوجة بقيت في بيتها حتى توفى والدها فلم تعده في مرضه الأخير؛ لأن زوجها كان في سفر فلم يأذن لها بالخروج من البيت!.

 

قلت: هذا حديث مكذوب! واستغربت أن يطالب من امرأة ما باسم الإسلام أن تعق أباها، وتقطع به صلتها، وتدعه يموت مستوحشاً لأن هذا حق رجلها!..

 

وعندما تفقد المسكينة عاطفة البنوة فماذا يبقى من كيانها الإنساني في بيت الزوجية؟ إنها ستكون أسيرة فحل يملك أمرها وقهرها.. وحسب!..

 

وفي الأرياف كان أغلب النساء يفقد ميراثه الشرعي: فتقسم الأرض على الذكور وحدهم، ويقول الإخوة الذين اجتاحوا الأرض: كيف نترك غريباً ينزل بأرض أبينا؟ ويعنون بالغريب زوج أختهم!..

 

فإذا حدث أن طالبت الأخت بنصيبها الشرعي قاطعها إخوانها إلى الأبد!..

والأسر الشريفة لها تقليد عجيب – أعني الأسر التي تدعي الانتساب إلى البيت النبوي – فالمرأة تموت عانساً بائسة إذا لم يجئها الكفء من الأشراف، أما الرجل فله حق الزواج من الإنكليز والأمريكان!..

 

ويظهر أن بنات العم سام أو العم جون لهن شرف يضارع شرفه، أما النساء اللاتي نكبن بالدم الشريف، فلا كفء لهم على المدى البعيد إلا الموت!..

 

وروى البخاري عن الربيع بنت معوذ قالت: كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم فنسقي القوم ونخدمهم ونرد الجرحى والقتلى إلى المدينة..

 

ويبدو أن هذا التقليد كان قصير العمر جداً، فاستخفى في أيام الحرب والسلم على سواء وتعتمد المستشفيات في العالم الإسلامي اليوم على الممرضات الأجانب، وإذا كان النساء قد منعن المساجد أفكان يؤذن لهن بالذهاب إلى ميادين القتال؟

 

ولا أريد أن يفهم غر أني راغب في نقل معالم الحضارة الغربية إلى مجتمعاتنا فهذه الحضارة تجمع خليطاً من التقاليد الحسنة والتقاليد الرديئة..

 

وإنما أريد إعمال النصوص المكتوبة أو المفهومة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسلفه الأول، وهذا مسلك يعجز عنه أصحاب الخيال والشذوذ..

 

لقد رأيت في قضية المرآة أحاديث موضوعة، وأحاديث واهية صححها الغرض المدخول،  وأحاديث صحيحة حرفت عن موضعها..

 

واستغربت وأنا أقرأ لبعض الفقهاء أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد الحرام أو المسجد النوي!

 

وقلت: لو كان الأمر كذلك فلم أشرف الرسول على تنظيم صفوفهن في مسجده؟ ولم جعل لهن باباً خاصاً بهن؟ ولم ذهب إليهن فعلمهن وحثهن على الصدقة، ولم حذر "البعض" أن يحرص على القرب من صفوفهن؟

 

الواقع أن المرأة أولى بها أن تصلي في البيت إذا كانت مسئولية التغذية أو التربية تفرض عليها ذلك، أما إذا تخففت من هذه الواجبات لسبب أو لآخر فلا يمنعها بشر من الذهاب إلى المسجد ليلاً أو نهاراً.

 

أي إن صلاة الجماعة ليست مؤكدة في حقها كالرجال، وليس يفيد ذلك فرض حصار قاتل على حياتها العلمية والعبادية، وتحويلها إلى مسخ لا مكان له في دنيا ولا دين، كما انتهت بذلك الأوضاع الإجتماعية في العالم الإسلامي..

 

عندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة خرج النساء لمبايعته، وتلقى تعاليم الإسلام منه، ولم يحتبسن في بيوتهن قعوداً عن هذا الغرض، أي إن علاقة المرأة بالحياة العامة كانت قائمة، وكانت من الناحية العملية – تسير في خط يحاذي علاقة الرجل، ولا يتطابق معه..

وقبل فتح مكة اهتدت نساء كثيرات إلى الإسلام، ورفضن البقاء مع أزواجهن الكفار فقررن الهجرة إلى المدينة.

 

وحدث ذلك في وقت كان المسلمون فيه ملزمين برد كل من يلحق بهم من مكة فاراً بدينه – تنفيذاً لمعاهدة الحديبية.

ولكن القرآن نزل يستثني النساء من ذلك الحكم فقال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِذَا جَآءَكُمُ ٱلْمُؤْمِنَٰتُ مُهَٰجِرَٰتٍۢ فَٱمْتَحِنُوهُنَّ ۖ  ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَٰنِهِنَّ ۖ  فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَٰتٍۢ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلْكُفَّارِ} [الممتحنة: 10].

 

وورد أن عمر بن الخطاب كان في ذلك الامتحان يحلف المرأة المهاجرة: الله ما خرجت رغبة بأرض عن أرض! وبالله ما خرجت من بغض زوج! وبالله ما خرجت التماس دينا! وبالله ما خرجت إلا حباً لله ورسوله"..

 

ماذا ترى في هذا القسم؟.. وفيمن أدته؟.. ألا ترى شخصية مستقلة واضحة الوجهة محترمة المسلك، تحارب وتسالم وتقيم أو تسافر وفق ضميرها وتفكيرها؟..

 

أين هذه الشخصية التي واثقت الرسول في مكة، والتي هاجرت إليه في المدينة، من شخصية المرأة المسلمة في القرون الأخيرة؟..

المرأة التي لا تعرف كتاباً ولا إيماناً ولا صلاة ولا ثقافة عامة، بل التي يعتبر من العيب الفاضح أن يعرف لها اسم، أو يبدو لها شبح؟! لأنه لا وظيفة لها إلا إعداد الطعام، وإرضاء البعل!!..

  • الخميس AM 10:49
    2022-03-24
  • 1486
Powered by: GateGold