المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413809
يتصفح الموقع حاليا : 275

البحث

البحث

عرض المادة

تعدد الصفات وتعدد الآلهة

سؤال:

ما هي الفكرة السخيفة التي كانت سببا في وثنية الهندوس وتأليه يسوع وضلال المعتزلة؟

الجواب:

الفكرة السخيفة هي الاعتقاد أن تعدد الصفات الإلهية يقتضي تعدد الجواهر، وبالتالي فإثباتها يقتضي التجسيم والتشبيه!

فالإشكال الأكبر في الفكر الهندوسي نابع من تنزيل كل صفة إلهية وكل فعل إلهي على صورة إله مستقل، فصار للحياة إله وللموت إله وللانتقام إله وهكذا... وهذا التصور هو أصل الوثنيات. إذ كلما تعددت الصفات عندهم تعددت الجواهر.

وهذا أيضا هو أصل كفر النصارى؛ حيث اتخذ النصارى من الكلمة إلها مستقلاً، فهم يقولون: "وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ" [إنجيل يوحنا إصحاح 1 عدد 1]. ومن هنا يأتي أصل المخالفات العقدية في الشرائع التوحيدية، حين دخلت في أذهانهم تلك التصورات المغلوطة أثناء ترجمة الفلسفات القديمة، فقاموا بإنكار الصفات عن الخالق، مثل المعتزلة والمعطلة، فأنكروا الصفات جملةً وتفصيلاً.

وهذا من عجيب تصورات البشر؛ فتعدد الصفات يقوم بالجوهر الواحد ولا يلزم منه لا التجسيم ولا تعدد الجواهر.

فنقول: "زيدٌ ذكي وماهر وأديب وفنان". ولا يلزم من ذلك عقلا أن يوجد في الذهن أربعة أشخاص يحمل كل واحدٍ منهم صفة مستقلة.

ولله المثل الأعلى! فله الأسماء الحسنى والصفات العلى، ولا تتعدد الذات الإلهية بتعدد صفاته.

وقد أجاب الله عز وجل في كتابه العزيز عن هذه الحقيقة بأنصع بيان، فأخبر سبحانه أنه واحدٌ أحد، وأن له الأسماء الحسنى والصفات العلى.

فقال تعالى: "هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ﴿٢٢﴾ هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ﴿٢٣﴾ هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ﴿٢٤﴾} سورة الحشر.

فأثبت لذاته الوحدانية وأثبت لذاته الأسماء والصفات.

ولو انضبطت عقيدة الأسماء والصفات في الأذهان ما توثّنَ من توثن، وما كفرَ من كفر، وما ضل من ضل!

د. هيثم طلعت

 

 

  • الاحد AM 02:33
    2021-12-12
  • 1606
Powered by: GateGold