احبابي سلام الله عليكم ورحمته وبركاته واحمد اليكم الله الذي امنا أنه لا إله الا هو خالقنا رازقنا مدبر أمرنا مدبر ملكوت السموات والارض من يستحق منا العبادة والذلة والانكسار والطاعة والعبودية الحق ظاهرها وباطنها ونشهد أن سيدنا وإمامنا وقائدنا الى الله ودليلنا الى ربنا والى جنتنا والى حياتنا السعيدة الهانئة المطمئنة هنا في الحياة ورضا من الله وجنة في الآخرة لا أحد إلا واحد هو محمد صلى الله عليه وسلم " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " ألم يرد الى ذهنك في يوم من الأيام أن تتسائل مع نفسك مما خلقق الله ما هي الصلة بينك أنت في جذورك وبين أبيك وامك هذه القضية أن الله متع الأب والأم بك لكي يستفيدوا منك أم أن هناك وشائج هناك قواعد هناك وسائل تواصل بينك وبينهم هذه الوسائل هذا الاتصال هذا الربط الهائل بينك وبين ابيك وامك قد نشأ من البداية من نطفة أخلاق أمشاج فما هي النطفة الأمشاج ؟؟ وكيف كونك الله منها ؟ خذ معي ما يقوله العلم عن هذه الحقيقة اكتشف العلماء مراحل خلق الجنين وأثناء اكتشافهم ودراساتهم وجدوا أن أول طور من أطوار خلق الجنين هو النطفة حيث يتدفق السائل المنوي الذي يحوي عدة مئات من الملايين من النطف ولكن في النهاية فقط نطفة واحدة تنجح في الولوج إلى البويضة وعندما تدخل النطفة وتخترق جدار البويضة تفرز البويضة مواد تمنع دخول نطفة اخرى اليها وتبدأ رحلة الاندماج بين النطفة والبويضة لإنتاج النطفة الأمشاج حيث تبدأ في الانقسام عدة مرات وتأخذ شكل قطرة ماء وبعد هذا تبدأ النطفة الأمشاج بالنمو والتطور وتأخذ أشكالا متعددة كالعلقة والمضغة وغير ذلك مما سأنبئكم عنه في حلقات أخرى وهذه العمليات الدقيقة لم يكن بالإمكان رؤيتها من قبل ولذلك فإن الحقيقة العلمية تقول بأن الجنين يخلق من نطفة الرجل وبويضة المرأة وهذا ما أنبأنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال عن خلق الجنين من كل يخلق من نطفة الرجل ونطفة المرأة والحديث رواه الإمام أحمد والمقصود بنطفة المرأة البويضة ، ولذلك فقد أكد القرآن على هذه الحقيقة أيضا وأنبأنا عن اختلاط نطفة الرجل مع نطفة المرأة وسمي ذلك بالنطفة الأمشاج والمراد بالأمشاج أي الأخلاط قال تعالى " إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا " بعد أن تبين لك ذلك عليك أن تعلم بعض الحقائق اللطيفة ومنها :

أولا أن الله يخلقك من ملايين الحيوانات المنوية التي تدفق سائرة لكي تلتقي بالبويضة في الثلث الأخير من قناة فالوب وهذه الملايين لا تقبل البويضة منها إلا حويناً واحدا نطفة واحدة من ماء الرجل وتقفل عليه وتترك ما سواة ألا يدل ذلك على أن المرأة صادقة في عاطفتها وأنها في الحالة السوية اذا تعلق قلبها بزوجها لا ترى غيره في قلبها له مكان احرصوا على اكرام المرأة فإن الله قد خلقها في الأصل صادقة صاحبة وفاء وعفة لكن أعاننا الله على اعلامنا الذي خرب فينا عاطفتنا الحقيقية النقية على أية حال علينا أن نعلم أن الله قد خلقنا في أحسن تقويم خلقا وطبعا وذوقا ووجدانا وما أفسد فينا ما أفسد إلا هذه المؤثرات الخارجية التي تريد أن تفسد علينا حياتنا التي جعلها الله طاهرة نقية في كل حال من أحوالها  لك الحمد ربي على هذا الطهر ونسأل الله أن يقي أمتنا اسباب تلوثه وان يرزقنا الاستقامة حتى نلقاك ربي وانت راض عنا