المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416380
يتصفح الموقع حاليا : 287

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 82: كذبة عدم مخالفة المسلمين إلا في وفاة المسيح

يقول الميرزا في مطلع 1894:

وما خالفْنا المكفّرين إلا في وفاة عيسى بن مريم عليه السلام، فاغتاظوا غيظا شديدا، ومُلئوا منه. (نور الحق، ص 4)

قلتُ: كذبَ المرزا؛ فقد كان محمد عبده من معاصري الميرزا، وكان يقول بوفاة المسيح، ولم يخطر ببال أيّ مصري أو عربي أو مسلم أن يكفِّره لهذا السبب. ثم استلم الراية من بعده الشيخ محمد رشيد رضا، ثم تتالت السلسلة، حتى وصلت بعض شيوخ الأزهر. وظلَّ آخرون يرون المسيح حيا في السماء، وظلّت هذه المسألة لا تستحقّ الخلاف والشقاق، فكيف بالتكفير؟!

الحقيقةُ أنّ المسلمين في القارة الهندية وقفوا ضد الميرزا لزعمه أنه هو المسيح الواجب على الناس الإيمان به.. أي لادعائه النبوة، سواء كان قد ادعاها شكلا ومضمونا، أم مجرد مضمون بلا اسم. فما دام قد طالبَ الناس بالإيمان به حسب أمر الله النازل عليه، فقد ادعى النبوة، حتى لو ظلَّ ينفيها ليل نهار، وإلا ما هو النبيُّ غير ذلك الذي يطالبُ الناس بالإيمان به مبعوثا لديهم؟

فما دام المسلمون عن آخرهم يؤمنون بانقطاع هذا الإرسال، سواء سميتَ ذلك نبوةً أم غير ذلك، فقد وقفوا موقفا واضحا من الميرزا، ورأوه مجرد دجال.

ولم يكن السبب قوله بوفاة المسيح. وكيف يكفّرونه لقوله هذا بينما لا يجدون غضاضةً في تبنّي آخرين لهذا القول؟

لو ادعى شخصٌ الآنَ أنّ الله أوحى إليه أنْ يبلّغ الناسَ بطاعته باعتباره مرشِدا، وأنّ مَن لم يؤمن به فهو في النار، فسيرفض الناس دعواه مهما قال بانقطاع النبوة، لأنه في الحقيقةِ يدّعي النبوة مهما نفى ذلك.

فالميرزا حين كان ينفي النبوة لم يكن في ذلك أكثر من مخادع.

  • الخميس PM 02:20
    2022-10-27
  • 531
Powered by: GateGold