المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416519
يتصفح الموقع حاليا : 231

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 203: تلقي الوحي زمن الصحابة

يقول الميرزا:

" كان أحد كُتّاب الوحي - بسبب قربه من نور النبوة - يتلقى وحيًا بعض الآيات القرآنية التي كان الإمام (أي النبي صلى الله عليه وسلم) يريد منه اكتتابها، فزعم في أحد الأيام أنه ليس من فرقٍ بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ أصبح هو الآخر يتلقى إلهاما مماثلا". (ضرورة الإمام، ص 5)

والحقيقةُ أنه لا يُعرف أنّ أحدا من الصحابة تلقّى أيّ وحي، لا آية قرآنية ولا غيرها. كل ما في الأمر قصة "يا سارية الجبل". وهذه مرة واحدة، وليست آية قرآنية. أما عبد الله بن أبي السرح في قصة (فتبارك الله أحسن الخالقين)، فلم يعلن أنه تلقاها وحيا، ولم يعلن أنه كان يتلقى الوحي من قبل، بل أطلَق هذه العبارة "تعجباً من تفصيل خلق الإنسان" حين سمع الآيات السابقة.

وقد كذب الميرزا هذه الكذبة لمجرد أنْ يردّ على أحد أتباعه المهووسين الذي ظنّ أنه يتلقى الوحي وأنه تفوّق على الميرزا ووحيه، فأراد الميرزا أن يقول له: لا قيمة لوحيك إلا أن يكون تابعا لوحيي، وإلا فأنت شيطان.

ويتابع الميرزا قائلا:

"وكان أويس القرني هو الآخر يتلقى وحيًا، ولكنه تواضع لدرجة أنه رأى بروزه أمام شمس النبوة والإمامة مخلًا بالأدب إزاءها. فكان سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول متوجهًا ناحية اليمن: إني لأجد نَفَسَ الرحمن من قبل اليمن. وكان يقصد بذلك أن نور الله تعالى قد حلّ في أويس القرني". (ضرورة الإمام، ص 6)

الحقيقةُ أنّ أويس القرني لم يكن يتلقى أي وحي. وأما  حديث (إني لأجد نفَس الرحمن من قبل اليمن) فقد قال العراقي: لم أجد له أصلا. (كشف الخفاء 1 / 217)، فإذا لم يكن للحديث أيّ أصل، وإذا كان قد فُبرك لاحقا، فالميرزا أساء مرتين، أولاهما حين صحّحه وثانيهما حين فسّره هذا التفسير. ومع ذلك لن نعُدّ هذه كذبة مباشرة.

الميرزا يفبرك الروايات أو يحرّف فيها من أجل أن يجعلها تخدمه وتخدم مزاعمه ومن أجل أن يضرب بها خصومه.

  • الاربعاء PM 04:22
    2022-10-26
  • 686
Powered by: GateGold