المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416610
يتصفح الموقع حاليا : 312

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 289.. كذبة التنبؤ بالطاعون في إلهام: يا مسيح الخلق عَدوانا

يقول الميرزا في عام 1907 محيلا إلى عام 1897:

"هناك نبوءة عن حلول الطاعون في كتابي "السراج المنير" ونصُّها: "يا مسيح الخلق عَدوانا". أي يا أيها المسيح الذي أُرسل لصالح الخلق انتبِهْ إلى الطاعون النازل علينا". (حقيقة الوحي)

فهل تنبأ الميرزا بهذا النصّ عن الطاعون؟

الحقيقةُ أنّ العكس هو الصحيح؛ فها هي الفقرة التي يشير إليها في كتاب السراج المنير:

"وفي قضية ليكهرام تشير الآية الكريمة [{وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}] إلى أن الذين كذَّبوا الإلهام ظلما ونسجوا مؤامرات القتل وحرّضُوا الحكومة على القتل ثم تابوا وآمنوا فسوف يرحمهم الله، فبخصوص هذه المناسبة تلقيت إلهاما "يا مسيحَ الخلق عَدوانا" أي يا أيها الذي جاء مسيحا للخلق اهتمّ بأمراضنا المُعدية". (السراج المنير)

فواضح أنّ النبوءة عن الرحمة والشفاء، لا عن مرض ولا عن كارثة ولا عن دمار..

ويتابع الميرزا مؤكدا على ذلك:

"فالإلهام المسجل في الصفحة 519 من البراهين الأحمدية يشير إلى هذا حيث قال: "أنت مبارك في الدنيا والآخرة أمراض الناس وبركاته إن ربك فعال لما يريد"، أي قد بورك فيك في الدنيا والآخرة فاهتم بشفاء الناس من الأمراض ببركات الله. (السراج المنير)

فإنْ قيل: إن الشفاء خاص بالمؤمنين، قلتُ: كلا، فهو من أساسه يتحدث عن مغفرة ورحمة. ثم إنه تابع يقول:

"انظروا في أي زمن نُشِرت هذه الأنباء ولا أعرف متى تتحقق. ففي زمن يهلك الناس بالدعاء ويأتي زمن ينالون الحياة بالدعاء". (السراج المنير)

ففي قوله: " ويأتي زمن ينال فيه الناسُ الحياة بالدعاء"، إنما يشير إلى هذه النبوءة.. أي إلى زمن تحقق نبوءة "يا مسيح الخلق عَدوانا" التي سينجو بها الناس وينالون الحياة بدعاء الميرزا.

فصار لدينا في النصّ نفسه 3 أدلة على أنّ نبوءة "يا مسيح الخلق عَدوانا" تشير إلى عكس ما تنبأ به الميرزا.

فإنْ قيل إنه اجتهد وأخطأ، قلتُ: لا نتحدث عن نبوءته ولا عن تحققها العكسي، بل نتحدث عن كذبه في الإحالة، فهو يزعم أنه تنبأ بالطاعون، لكنّ الذي تبين أنه تنبأ بشفاء عامة الناس وانتهاء الوباء بفضل أدعيته، لا باستفحال الطاعون الذي يفتك بالكافرين وحدهم.

ومما يؤكد أنّ الميرزا لم يخطر بباله أن يتحدث عن انتشار الطاعون في هذا الإلهام، هو أنه بعد عام.. أي في عام 1898 حين كان طاعون البنجاب في بداياته، أخذ الميرزا يتحدث عن بركات أدعيته التي تحمي الناس من الأمراض وتمنع عنهم العذاب، فقال ما ملخصه:

1: أنه تلقى وحيا يقول: "ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم".. أي ليس مِن شأن الله أن ينزل العذاب على هذا الشعب وهذه الحكومة التي أنا مِن رعيَّتها.

2: بركات الميرزا هي البركات الدنيوية نفسها التي أُعطيَها عيسى عليه السلام؛ وهي شفاء عامة الناس، وليس المؤمنين فقط.

3: أنه تلقى إلهام "أمراض الناس وبركاته"، وإلهام "يا مسيح الخلق عَدوانا".. واللذان يعنيان أنّ الميرزا أُرسلَ لخير البشر جميعا، وسيساعد البشر جميعا في القضاء على الطاعون، لا جماعته وحدها.

4: الوقت قريب جدا حين يلاحِظ الناس هذه البركات بكثرة، وحين يُقضى على الطاعون ببركة الميرزا، فالله يستحيل أن يعذّب الناس بالطاعون أو بغيره ما دام الميرزا بينهم.

وفيما يلي فقرة الميرزا التي كان ما سبق ملخَّصًا لها:

" لقد قلت قبل هذا مرارا وتكرارا وأعيد مرة أخرى: إن لأدعيتي وتركيزي ووجودي علاقةً أقوى من جميع الناس بعافية الناس وبركتهم. ولا يمكن أن يباريني في هذه الأمور أحد. ومَن حاول ذلك فسوف يُخزيه الله. لقد قال الله سبحانه وتعالى بحقي حصرًا: "ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم".. أي ليس مِن شأن الله أن ينزل العذاب على هذا الشعب [يقصد الشعب كله مسلمين وهندوسا] وهذه الحكومة التي أنت مِن رعيَّتها. وقال: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، إنه آوى القرية". صحيح أن هذا الإلهام ما زال يتسم بإجمال، لكنه- كما يُفهم من ظاهر النص- يعني بأن القرية التي أسكن فيها سيحميها الله من الطاعون وآفاته اللاحقة. وباختصار، إنها البركات الدنيوية نفسها التي أُعطيَها عيسى عليه السلام؛ أي كانت ميزته البارزة أن همته وتركيزه ودعاءه مؤثرة في عافية الخلق العامة [أي الناس جميعا بلا استثناء]. فهذه الصفات وُهبتْ لهذا العبد المتواضع، ففي البراهين الأحمدية أيضًا هذا الإلهام "أمراض الناس وبركاته"، وهناك إلهام آخر "يا مسيح الخلق عَدوانا".. أي أيها المسيح الذي أُرسلَ لخير الخلق ساعِدْنا على دفع الطاعون. فتذكروا أن الوقت وشيك بل قريب حيث يلاحِظ الناس هذه البركات بكثرة". (أيام الصلح)

بل يؤكد على ذلك بعد صفحتين مؤكدا على أنّ هذا هو دليل صدقه وأنه المسيح، فيقول: 

"أما البركات العيسوية التي تعني تخليص الناس من المشاكل بالدعاء والالتفات وإبرائهم من الأمراض، وإنقاذهم من الأعداء وتخليصهم من الفقر والفاقة، والتسبب في نشوء البركات الدنيوية العامة؛ ففي هذا المجال أقول بكل تحدٍّ أنكم لن تجدوا نظير ما أظهر الله من بركات على الناس نتيجة التفاتي وهمّتي. إن الله سيُظهر عن قريب نماذج أخرى كثيرة أيضا [على يدي]، حتى لن يجد العدو أيضا بدًّا من التسليم بها مضطرا. إنني أقول مرارا وتكرارا إني قد أعطيتُ هذه البركاتِ بنوعيها- أي البركات العيسوية والبركات المحمدية- وإنني أعلم بتلقي العلم من الله إنّ إزالة مشاكل العالم لن تجاب بأدعية غيري بقدر ما تجاب بأدعيتي". (أيام الصلح)

كان الطاعون في تلك الأيام بسيطا، فرأى الميرزا أن يركب الموجة وأن يزعم أنه ببركة وجوده وببركة أدعيته لم ينتشر ولم يقضِ على كثير من الناس، بل سيزول، وسيُشفى الناس جميعا بأدعية الميرزا

أما بعد 3 سنوات وأشهر فقد استفحل الطاعون وانتشر انتشارا كبيرا، فركب الميرزا الموجة، وأخذ يفبرك الوحي التابع للواقع والمخالف لما كان قد أصَّل له في هذه الفقرة. بل زعم أنه كان قد دعا في عام 1894 لانتشار الطاعون!! وزعم أنّ وحي: "يا مسيح الخلق عدوانا" كان عن انتشار الطاعون، لا عن معجزات شفاء الناس جميعا.

فواضح أنّ الميرزا يكذب ويغيّر من أقواله حسب الواقع.

  • الاربعاء PM 12:30
    2022-10-26
  • 619
Powered by: GateGold