المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416565
يتصفح الموقع حاليا : 227

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 338: فرية لقب النبيّ السائح وإمام السائحين

يقول الميرزا:

"وبسبب هذا السفر الطويل سُمّي عليه السلام بالنبي السائح، بل لُقِّب بـ "إمام السائحين" كما ذكر أحد علماء الإسلام فضيلةُ الإمام العلامة العارف بالله أبو بكر محمد بن محمد بن الوليد الفهري الطرطوسي المالكي الذائع الصيت بعظمته وفضيلته في الآفاق بالصفحة 6 من كتابه المسمّى "سراج الملوك" المطبوع بالمطبعة الخيرية بمصر عام 1306 الهجري، حيث قال: "أين عيسى روحُ الله وكلمته، رأسُ الزاهدين، وإمام السائحين".. أي أنه قد تُوفِّي كما تُوفِّي أمثاله.

اُنظروا كيف وصف هذا العالِمُ الفاضلُ عيسى - عليه السلام - بكونه سائحًا بل "إمام السائحين". (المسيح في الهند، ص 78)

قلتُ: كذب الميرزا، فالمسيح ليس معروفا بلقب النبيّ السائح، ولا إمام السيّاح. أما فقرة الطرطوشي فها هي:

"أين آدم أبو الأولين والآخرين؟ أين نوح شيخ المرسلين؟ أين إدريس رفيع رب العالمين؟ أين إبراهيم خليل الرحمن الرحيم؟ أين موسى الكليم من بين سائر النبيين والمرسلين؟ أين عيسى روح الله وكلمته رأس الزاهدين وإمام السائحين؟ أين محمد خاتم النبيين؟" (سراج الملوك، ص 6)

وليس المقصود بذلك أنه إمام السيّاح، لأنه ليس للسيّاح إمام، بل المقصود أنه إمام الصائمين.. ففي تهذيب اللغة:

"وقال الله جل وعز: الحامِدُون السَّائِحُونَ. وقال: سائِحاتٍ ثيباتٍ وأبْكَاراً. وجاء في التفسير أن السائحين والسائحات الصائمون. (تهذيب اللغة، ج2 ص 162)

والميرزا لا يجهل مثل ذلك حتى نحوّل عبارته إلى باب الجهل، بل هو الكذب المتعمّد لنصرة فكرته. وإلا هل كان الله يعِد نبيه بأنه سيزوّجه إحدى المتجوّلات بين الدول حين قال: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} (التحريم 5)

ثم إنّ المعلوم عن إبراهيم عليه السلام أنه قدِم من العراق إلى فلسطين، ثم ظلّ يذهب إلى مكة ويعود إلى فلسطين، فهو إمام المتجوّلين إذن!! لكنّ هذه ليست ميزة بحدّ ذاتها حتى يكون لها إمام، بل تفرضها الظروف.

ثم إنّ أبا بكر الطرطوشي لم يكن يعلم أنّ المسيح قد ذهب إلى كشمير، ولا إلى غيرها حتى يسميه إمام السيّاح، بل لا بدّ أنه يؤمن أنه رُفع إلى السماء، بل يؤمن أنّ إدريس أيضا قد رُفع إلى السماء، حيث قال: "ولما بشر إدريس عليه السلام بالمغفرة..... فبسط الملك جناحه فرفعه إلى السماء". (سراج الملوك، ص 109)

وعلى فرض أنه كان يؤمن بوفاة المسيح، فلن يكون لديه أي فكرة عن رحلة كشمير الهرائية، ولا غيرها من رحلات، إلا في حدود فلسطين. وهذه كلها لا تساوي نصف مشوار من مشاوير إبراهيم عليه السلام.

ثم إذا كان المسيح قد هاجر إلى كشمير فهو إمام المهاجرين، لا إمام السائحين، لأنّ السائح هو مَن يذهب إلى بلد أو بلاد، ثم يعود إلى بلده، ثم يسيح مرةً أخرى، وهكذا. أما من يذهب إلى بلد آخر بلا عودة فهو مهاجر. فهذه الأدلة كلها تثبت تعمّد الميرزا الكذب.

 15 نوفمبر 2019

  • الثلاثاء PM 02:22
    2022-10-25
  • 668
Powered by: GateGold