المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416373
يتصفح الموقع حاليا : 311

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبات 347-349: استسهال الكذب عند الميرزا

الميرزا لا يرى بأسا بالكذب إذا كان ذلك ينفع الفكرة التي يريد أن يذكرها.

يقول في سياق الردّ على اعتراضات:

"اقرأوا التاريخ، كان النبي صلى الله عليه وسلم طفلا يتيما توفي والده قبل ولادته ببضعة أيام وتوفيت والدته وهو ابن بضعة أشهر، فظَلَّ هذا الطفل الذي كانت يد الله فوقه يتربى في رعاية الله دون أي سند آخر. وفي أيام هذه المصيبة واليُتم رعى الأغنام لبعض الناس أيضا ولم يكن له كفيل سوى الله. وصل إلى سن الخامسة والعشرين ومع ذلك لم يكن هناك أي واحد من أعمامه مستعدًا ليزوّجه ابنته لأنه -كما يبدو في الظاهر- لم يكن قادرا على حمل أعباء البيت". (رسالة الصلح)

الميرزا لا يجهل أنّ والدة الرسول صلى الله عليه وسلم قد توفيت حين كان في السادسة من عمره، لا مجرد بضعة أشهر.. ولكنه يرى الكذب هنا يزيد دفاعه قوةً، فلا بأس أن يلجأ إليه.

ويزيد من البهارات حين يزعم أنّ أعمامه جميعا كانوا يرفضون تزويجه لعجزه عن حمل أعباء البيت!!! ومع أنه أراد التمجيد بهذا الكذب، لكنّ ذلك يحمل إساءات واضحة للرسول صلى الله عليه وسلم ولأعمامه.

ويتابع قائلا:

"خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة وأخذ معه أبا بكر وظل مختبئا في غار ثور مدة ثلاثة أيام وليال. واتّبعه الأعداء ووصلوا إلى الغار بمساعدة القصاص. لقد اتبع القصاص آثار أقدامهما حتى وصل إلى مدخل الغار، وقال: هنا تنتهي آثار الأقدام، لذا عليكم أن تبحثوا في هذا الغار إذ لا توجد آثار أقدام بعده، وإذا كان قد تقدّم عن ذلك فلا بد أنه صعد إلى السماء. ولكن مَن ذا الذي يستطيع أن يحصر عجائب قدر الله؟ ففي ليلة واحدة أظهر الله قدرته عندما أغلق العنكبوت باب الغار بنسجه الشبكة، وبنت الحمامة عشها على مدخل الغار وباضت. وعندما رغّب القصاص الناسَ في دخول الغار، قال رجل عجوز: لقد أصيب القصّاص بالجنون، فإني أرى شبكة العنكبوت هذه على باب الغار قبل أن يولَد محمد. وعلى ذلك تفرّق الناس ونبذوا فكرة البحث عنه في الغار". (رسالة الصلح)

قول الرجل العجوز فبركه الميرزا، أو أنه سمعه من أحد القصّاص، ولم يسعَ للتحرّي. وهل هنالك بيت عنكبوت يصمد خمسين عاما؟ ألم يدخل هذا الغار أحد في نصف قرن؟!

وتابع يقول:

"عندما تجاوز ظلم كفار قريش الحدود كلها وبدأوا يقتلون النساء الفقيرات الضعيفات، واليتامى من الأطفال، وقتلوا بعض السيدات دون هوادة إذ ربطوا إحدى رجليهن في جمل ورِجلهن الأخرى بجمل آخر بإحكام وساقوا الجملَين إلى اتجاهين مختلفينِ، فمُتن بعد أن قُطعت أجسادهن جزءين". (رسالة الصلح)

وليته عدّد لنا خمسة من النساء الفقيرات اللاتي قُتلن، وأربعة من اليتامى الذين قُتلوا، وثلاثة من النساء اللاتي قُتلن بهذه الطريقة الوحشية!! لكنه لا يتورع عن الكذب، بل يموت من دونه؛ فهو أوكسجينه.

الحقيقة أنه لا يُعرف أنّ قريشا قتلت أحدا غير ياسر وسمية. أما أن يقتلوا يتامى أو أن يتفنّنوا في قتل نساء بتقطيعهنّ أجزاء، فهذا لم يكن معروفا عنهم. إنما هناك إشاعة كاذبة نُسبت إلى زيد بن حارثة في الرواية التالية، حيث يقول ابن حجر:

"وغزوةُ زيدٍ السَّابِعَةُ كانت إِلَى نَاسٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ وَكَانَ خَرَجَ قَبْلَهَا فِي تِجَارَةٍ فَخَرَجَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ فَأَخَذُوا مَا مَعَهُ وَضَرَبُوهُ، فَجَهَّزَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَأَوْقَعَ بِهِمْ وَقَتَلَ أُمَّ قِرْفَةَ.... فَيُقَالُ رَبَطَهَا فِي ذَنَبِ فَرَسَيْنِ وَأَجْرَاهُمَا فَتَقَطَّعَتْ. وَأَسَرَ بِنْتَهَا وَكَانَتْ جَمِيلَةً". (فتح الباري 7/ 499)

فهذا الذي قيل، ولا نعرف مَن الذي قاله.. فلا يُعتدُّ بإشاعات لا يُعرف مطلقها، وهي تخالف السنة النبوية وتجريم المُثلة.. المهم أنّ ذلك الهراء قيل بحقّ زيد، ولم يُقَل بحقّ مشركي مكة، فلا نقول إن الميرزا أخذا برواية ضعيفة أو مكذوبة، بل هو الذي كذب وافترى.

  • الثلاثاء PM 02:15
    2022-10-25
  • 572
Powered by: GateGold