المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416441
يتصفح الموقع حاليا : 214

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 379 من كذبات الميرزا: زعمُه أنّ الله هو سبب ضلال المسيحيين بسبب عجزه واضطراره

يقول:

"ولو قيل: لماذا إذن أطلقت الكتب السابقة اسم الأب على الله تعالى؟ فجوابه... بما أن بني إسرائيل وفروعهم من بعدهم كانوا يعانون من الانحطاط الشديد في ذلك الزمن، ويعيشون كالوحوش، فما كان لهم أن يفهموا المعنى الطاهر والكامل الكامن في اسم "الرب"، فبيّن لهم الوحي الإلهي مفهوم لفظ الرب بكلمات يفهمونها نظرًا إلى حالتهم المتردية... فإنّ استخدام تسمية "الأب" أدّى بأمة جاهلة ..أعني المسيحيين.. إلى اتخاذ العبد العاجز إلهًا. غير أن هذه التعبيرات قد استُخدمت على سبيل الاضطرار نظرًا إلى انحطاط هؤلاء القوم إذ كانت تعاليم كتبهم محدودة". (منن الرحمن، ص 44-45)

فقوله: " غير أن هذه التعبيرات قد استُخدمت على سبيل الاضطرار" يعني أنّ الله اضطر لذلك، ولم يجد وسيلة أخرى، ولا سبيلا آخر، ولا كلمة أخرى.

وقوله: "إنّ استخدام تسمية "الأب" أدّى بالمسيحيين إلى اتخاذ العبد العاجز إلهًا"، يعني أنّ الله هو المسؤول عن ذلك، لاضطراره وعجزه وعدم قدرته على العثور على كلمة أخرى.

والحقيقةُ أنّ هذا كذب في كذب، للأدلة التالية:

1: لو كانت هذه الكلمة هي السبب لألَّه اليهودُ أنبياءهم من قبل. إنما أسباب تأليه المسيح ولادته العذرية ومعجزاته الخارقة مِن إحياءِ موتى وتحكُّمٍ بالريح وقيامتِه من الأموات ثم صعودِه إلى السماء حسب ما ورد عندهم، فهذه لم تتحقق في أحد مِن قبل.

2: وردت في التوراة كلمات أشدّ من كلمة "أب" من هذه الناحية، وهي كلمة "آلهة"، حيث وُصف رجال الدين بالآلهة، فقد ورد في المزامير:

1 اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسْطِ الآلِهَةِ يَقْضِي: [هاني: الله يقف وسط رجال الدين، فسمى رجال الدين آلهةَ]

2حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْرًا وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟ سِلاَهْ.

3 اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمِسْكِينَ وَالْبَائِسَ.

4 نَجُّوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ أَنْقِذُوا.

5«لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشَّوْنَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ.

6 أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. [هاني: أطلق على رجال الدين آلهة وأبناء الله]

7 لكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ».

8 قُمْ يَا اَللهُ. دِنِ الأَرْضَ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَلِكُ كُلَّ الأُمَمِ. (المزامير 82)

فالإشكال الأكبر في كلمة "آلهة"، لا في كلمة "أب" التي ورد مقابلها "أبناء العليّ". فإذا لم يفهموا من كلمة "آلهة" إلا أنهم رجال الدين، فكيف سيفهمون من كلمة "أب" أنه الله؟!

وبهذا ظهر كذب الميرزا بوضوح، وظهر فجوره في الخصومة، حيث صَبَّ جام غضبه على كلمة "الأب" لمجرد أنّ مسيحيا امتدحها. وظهر أيضا أنّ الحقيقةَ لا تعني الميرزا، بل يعنيه أن يردّ على الخصم كيفما اتُّفِق.

  • الثلاثاء AM 11:21
    2022-10-25
  • 535
Powered by: GateGold