المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416402
يتصفح الموقع حاليا : 300

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 381: الافتراء على سِفر أعمال الرُّسُل

يقول الميرزا:

"ورد في الباب الثـاني من أعمـال الرسل صراحةً أن الحواريين إنما تحدثوا يومذاك بلغات كان يتحدث بها يهودُ أورشليم، لا أنهم تحدثوا عندها بالصينية أو السنسكريتية أو اليابانية، بل قد ورد هنالك بوضوح أن جميع اليهود كانوا يفهمون تلك اللغات كلها لأنها كانت محكية في أورشليم. فأي كرامة في ذلك للحواريين؟ بل الواقع أن تقديم مثل هذه الأمور في هذا العصر مجلبة للخجل. أليس ممكنًا أن يتقن الحواريون أيضا اللغات التي كان يحيكها بكثرة قومُهم". (منن الرحمن، ص 50)

قلتُ: كذبَ الميرزا، فاللغات التي تحدّث بها الحواريون –حسب النصّ الذي استند إليه الميرزا – كانت لغات جديدة عليهم وعلى سكان أورشليم.

وها هو النصّ:

"وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، 2وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، 3وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا". (أَعْمَالُ الرُّسُلِ 2: 1-4)

واضح إذن أنها ألسنة أخرى، أي لغات أخرى غير اللغة العبرية المعروفة في أورشليم..

وتبلغ كذبةُ الميرزا ذروتها في قوله: "ورَدَ هنالك بوضوح أن جميع اليهود كانوا يفهمون تلك اللغات كلها لأنها كانت محكية في أورشليم". (منن الرحمن، ص 50)

ففي قوله كذبتان؛ هما

1: أنّ جميع اليهود كانوا يفهمون تلك اللغات كلها.

2: أنّ هذه اللغات كلها كانت محكية في أورشليم.

أما النصّ الذي افترى عليه فيقول:

"5وَكَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ سَاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. 6فَلَمَّا صَارَ هذَا الصَّوْتُ، اجْتَمَعَ الْجُمْهُورُ وَتَحَيَّرُوا، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ يَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَتِهِ. 7فَبُهِتَ الْجَمِيعُ وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«أَتُرَى لَيْسَ جَمِيعُ هؤُلاَءِ الْمُتَكَلِّمِينَ جَلِيلِيِّينَ؟ 8فَكَيْفَ نَسْمَعُ نَحْنُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لُغَتَهُ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا؟ 9فَرْتِيُّونَ وَمَادِيُّونَ وَعِيلاَمِيُّونَ، وَالسَّاكِنُونَ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، وَالْيَهُودِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَبُنْتُسَ وَأَسِيَّا 10وَفَرِيجِيَّةَ وَبَمْفِيلِيَّةَ وَمِصْرَ، وَنَوَاحِيَ لِيبِيَّةَ الَّتِي نَحْوَ الْقَيْرَوَانِ، وَالرُّومَانِيُّونَ الْمُسْتَوْطِنُونَ يَهُودٌ وَدُخَلاَءُ، 11كِرِيتِيُّونَ وَعَرَبٌ، نَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا بِعَظَائِمِ اللهِ!». 12فَتَحَيَّرَ الْجَمِيعُ وَارْتَابُوا قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟».  (أَعْمَالُ الرُّسُلِ 2: 5-12)

فقوله: " رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ" يعني أنه كان يقيم في أورشليم في ذلك اليوم يهود جاءوا من كل مكان ومِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ، وهؤلاء القادمون -لمناسبة دينية ما- لهم لغات مختلفة كثيرة ذَكَرَها النصّ بعد سطرين، حيث قال أنهم "فَرْتِيُّونَ وَمَادِيُّونَ وَعِيلاَمِيُّونَ، وَالسَّاكِنُونَ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، وَالْيَهُودِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَبُنْتُسَ وَأَسِيَّا وَفَرِيجِيَّةَ وَبَمْفِيلِيَّةَ وَمِصْرَ، وَنَوَاحِيَ لِيبِيَّةَ الَّتِي نَحْوَ الْقَيْرَوَانِ، وَالرُّومَانِيُّونَ الْمُسْتَوْطِنُونَ يَهُودٌ وَدُخَلاَءُ، كِرِيتِيُّونَ وَعَرَبٌ". وذكر أنّ كلّ واحدٍ من هؤلاء القادمين من كل مكان قد سمع الحواريين يتحدّث كلّ منهم "لُغَتَهُ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا"، أي لغة هذا اليهودي القادم من بعيد والذي له لغة أخرى، فالمتحدّث بالعيلامية مثلا سمع أحد الحواريين يتحدث بالعيلامية، والمتحدّث بالكريتية سمع حواريا آخر يتحدث بالكريتية، وهكذا. هذا ما يقوله النص، فالافتراء على النصّ يظلّ افتراء وجريمة، سواء كان هذا النصّ صحيحا أم باطلا.

  • الثلاثاء AM 11:20
    2022-10-25
  • 673
Powered by: GateGold