المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416549
يتصفح الموقع حاليا : 276

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 418: زعمه أنّ الله يبعث وارث النبيّ في ظروف شبيهة بظروف بعثة النبيّ

يقول الميرزا:

"وإن الشدة المتناهية لأنواع الضلال التي أقام الله سبحانه هذا الوارث [وارث النبيّ] لمقاومتها، والفساد الكبير للزمان... يقتضي بشدة أن يكون علمُ هذا الشخص اللدنّي أشبهَ بعلم الرسل. وهؤلاء هم الذين سُمُّوا في الأحاديث "أمثل" وفي القرآن الكريم "صديق". وإنَّ زمن ظهورهم أشبه ما يكون بزمن بعثة الأنبياء، بمعنى أنه كما يأتي الأنبياء دائما في زمن انتشار الضلال والغفلة القصوى في كل حدب وصوب، كذلك يأتي هؤلاء الناس أيضا حين يسود الضلال في كل جانب بشدة متناهية، ويُستهزَأ بالحق، ويُمدَح الباطل.... ففي هذه الأوقات يكون هؤلاء الذين يكون إلهامهم يقينيا وقطعيا هم حُجّة الإسلام، وينوبون مناب الكُمَّل الذين سبقوهم". (البراهين، ص 435-436)

قلتُ: كذَبَ الميرزا، فهذه الفكرة لم يسمع بها مسلم من قبل أن ينطق بها الميرزا، ولا دليل عليها من قرآن أو حديث. كل ما في الأمر حديث بعثة المجددين على رأس كلّ قرن، ولم يُذكر فيه أو في غيره أنّ هذه البعثة ستكون بالوحي، بل هي مجرد تيسير، أي أن الله سييسر للأمة علماء صالحين يعيدون الأمور إلى نصابها باجتهادهم. هذا ما فهمه المسلمون، وهذا الذي يرونه قد حدث. أما الذي يزعمه الميرزا فلا يقول به أحد، كما أنه لم يحدث على أرض الواقع.

وأما حديث "إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاء"، فقد بينتُ في كذبة الميرزا السابقة أنه يتعلق بوراثة العلم، لا أكثر.

وأما حديث: "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل"، فيقول السخاوي عنه:

"قال شيخنا [ابن حجر] ومن قبله الدميري والزركشي: إنه لا أصل له، زاد بعضهم ولا يعرف في كتاب معتبر، وقد مضى في: "أكرموا حملة القرآن كاد حملة القرآن أن يكونوا أنبياء، إلا أنهم لا يوحى إليهم". (المقاصد الحسنة 1/ 154)

وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.

"وقال السيوطي في الدرر: لا أصل له". (كشف الخفاء 2 / 64)

ثم إذا كان علماء الأمة الإسلامية كأنبياء بني إسرائيل في تلقيهم الوحي، فيجب أن يقال إنهم مثل الرسول صلى الله عليه وسلم في تلقي الوحي.. لذا يجب البحث عن متغيّر آخر غير تلقي الوحي يتشابهون به مع أنبياء بني إسرائيل، ولا يتشابهون به مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الوقت نفسه. ودون ذلك خرط القتاد. فالحديث لا معنى له بحال.

الخلاصة أنّ الميرزا كذب كذبتين هنا؛ أولاهما أنه زعم أنّ هناك بعثة لوارث النبيّ، وثانيهما أنه زعم أنّ هذه البعثة تحدث كلما ساد الضلال. ولو كان لديه ذرة حياء لذكر أسماء الذين أرسلهم الله خلال الـ 1300 سنة التي سبَقَتْه.

 4 أكتوبر2020

  • الخميس PM 02:56
    2022-10-20
  • 598
Powered by: GateGold