المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 414892
يتصفح الموقع حاليا : 263

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 428: حكاية 50 روبية و 1000 روبية

يقول الميرزا:

أَذكُر أني رأيت في الأول أو الثاني من شهر محرم عام 1299 هـ في الرؤيا شخصا ما قد أرسل لي بخمسين روبية مساعدةً لطباعة الكتاب. وفي الليلة نفسها رأى أحد الآريين أيضا أن أحدا قد أرسل لي ألف روبية للغرض نفسه. وعندما سرد لي منامه حكيتُ له منامي وقلتُ: لقد اختلط في منامك 19 جزءا من الكذب وذلك عقابا لكونك هندوسيا وخارج الإسلام. ربّما شق عليه ذلك ولكن كلامي كان صحيحا تماما وقد ظهر صدقه في اليوم الخامس أو السادس من شهر محرم نفسه؛ إذ وصلت بتاريخ 5 أو 6 من محرم الحرام وبحضور أناس كثيرين بمن فيهم أحد الآريين خمسون روبية كان قد أرسلها من جُونا غرهـ -مساعدةً لطبع الكتاب- السيدُ شيخ محمد بهاء الدين المحترم المسؤول الأعلى في الولاية، والحمد لله على ذلك. (البراهين، ص 449)

أدلة كذب الميرزا في فبركة هذا الحلم:

1: أنه لم يذكر اسم الآريّ الذي رأي أنّ أحدا أرسل له ألف روبية.

2: أنه لم يذكر الأناس الكثيرين الذين شاهدوا وصول خمسين الروبية.

أما أنّ الشيخ محمد بهاء الدين قد أرسل هذا المبلغ فممكن، ولكنّ الميرزا فبرك هذا الحلم لاحقا. ولو كان حقيقيا ولو كان هناك آريّ رأى ما نسبه إليه لملأ الميرزا الدنيا باسمه، وبأسماء الشهود، ولأرسل آخرين لينقلوا عن الآري والشهود شهاداتهم.

علما أنّ الميرزا ذكر اسم الأريّ بعد نحو عشرين سنة، حيث قال:

"ذات مرة أرسل إليّ بخمسين روبية المدعو "شيخ بهاء الدين" المسئول الأعلى في ولاية "جونا غره". وقبل أن أعرف شيئًا عن إرساله النقودَ أخبرني الله تعالى إلهاما أن خمسين روبية ستصل قريبا. فأخبرتُ بهذا الغيب البحت أناسا كثيرين قبل الأوان أن هذا المبلغ سيصلني قريبا. وأخبرت أيضا بذلك "شرمبت" الهندوسي من قاديان الذي سبق ذكره مرارا في هذا الكتاب. واللافت في الموضوع أن الهندوسي المذكور قال إثر سماع إلهامي بأنه رأى أيضا في المنام أنه قد جاءني ألف روبية من مكان ما. فقلتُ: ما دام ليس لك نصيب من الإيمان فاختلط في منامك 19 جزءا من الكذب، ولكن تأكدْ أن خمسين روبية ستأتيني حتما وليس ألف روبية. كان هذا الهندوسي لا يزال في بيتي حين وصلت خمسون روبية بالبريد بعثها "شيخ بهاء الدين" المذكور". (ترياق القلوب)

لماذا ذكر الميرزا شرمبت هنا ولم يذكره في وقته؟ إنما السبب أنّه لم يكن ليستطيع أن يفتري عليه افتراء حديثَ العهد، لأنه سيكذّبه فورا وسيُخزيه. أما بعد عشرين سنة فلو كذَّبه فسيقول له الميرزا إنك قد نسيت. علما أنّ شرمبت أصدر بيانا يكذّب فيه الميرزا فيما ينسبه إليه، وقد ذكر الميرزا ذلك في كتابه "نحن وآريو قاديان".

3: الدليل الثالث على كذب الميرزا هو تناقضه، حيث يقول في البراهين: " وقد ظهر صدقه في اليوم الخامس أو السادس من شهر محرم نفسه إذ وصلت خمسون روبية".. أي بعد أربعة أيام.. لكنه في ترياق القلوب بعد عشرين سنة قال: " كان هذا الهندوسي لا يزال في بيتي حين وصلت خمسون روبية بالبريد بعثها شيخ بهاء الدين".. أي أنّ المبلغ وصل في اللحظة نفسها التي جرى فيها سرد الحلُم. وليس سببُ ذلك التناقض إلا أنّ ذاكرة الكذاب ضعيفة.

4: الدليل الرابع أنّ الهندوسي سرد حلمه أولا كما زعم الميرزا في البراهين فقال:

"وعندما سرد لي منامه حكيتُ له منامي".

ولكنّ هذا الهندوسي سرد حلمه بعد الميرزا كما زعم الميرزا في الترياق، فقال:

"واللافت في الموضوع أن الهندوسي المذكور قال إثر سماع إلهامي بأنه رأى أيضا في المنام أنه قد جاءني ألف روبية من مكان ما".

وليس سبب هذا التناقض إلا ضعف ذاكرة الكذاب.

علما أنّ اسم شيخ محمد بهاء الدين لم يرد في تراث الميرزا كله إلا في هذه الحكاية التي لم ترد إلا في البراهين وفي الترياق، ولم يتجرأ الميرزا على تكرارها في نزول المسيح وحقيقة الوحي، مع أنه كرر فيهما معجزاته السابقة معظمَها.

 5 أكتوبر2020

  • الخميس PM 02:42
    2022-10-20
  • 662
Powered by: GateGold