المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416542
يتصفح الموقع حاليا : 277

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 431: زعمه أنّ الله يوحي بالحقّ لمن يسأله ويبحث عنه ولا بُدّ

يقول الميرزا:

"هل صحيح فعلا أن الله قاسي القلب إلى هذا الحد أو فاقد الرحمة وبخيل إلى هذه الدرجة أو ضعيف وعديم الحيلة بحيث يترك الباحثين عنه حيارى ومشدوهين ويغلق بابه على الذين يطرقون ولا يرحم الذين يفِرُّون إليه بصدق، ولا يرحم حالة ضعفهم ولا يأخذ بيدهم بل يدَع الطالبين الصادقين ليسقطوا في الهوة ولا يتقدم إليهم خطوات لطفا منه ولا يجعل مدة معاناتهم قصيرة بتجلّيه الخاص؟ سبحانه وتعالى عما يصفون! (البراهين، ص 397)

يقصد أنّ الله لا بدّ أن يتجلّى على مَن يبحث عنه ويطرق بابه. أي لا بدّ أن يوحي إليه، فإنْ لم يفعل فهو قاسي القلب بخيل.

ولأنّ الميرزا يعلم أنّ هناك كثيرا من المسيحيين وغيرهم ممن يبحث عن الحقّ، وممن سأل الله أن يهديه للحقّ، فلم يتلقَّ أيٌّ منهم وحيا يقول له: "الإسلام هو الحقّ فعليك به"، لأنه لو تلقى أحدٌ وحيا مثل ذلك، أو لو نزل عليه جبريل وأخبره مثل ذلك، لسمعنا به، ولتكرر كثيرا، ولرأينا مثله في كل سنة ألف حالة أو آلاف الحالات. وحيث إنّ الميرزا يعلم هذه الحقيقة، وحيث إنه تعمّد التزييف فيها، وتعمّد الإيهام أنّ الله لا بدّ أن يوحي لمن يسأله بإخلاص، وأنه لا بدّ أن يخبره بالدين الحقّ، فقد ثبت تعمده الكذب للإساءة إلى الله واتهامه بالبخل والقسوة، لأنّ الواقع يعرفه الجميع أنّ الله لا يُنزل جبريل ليخبر كلّ باحث.

ويقول الميرزا:

"أتباع برهمو سماج ينكرون هذه الحقيقة ويزعمون أن الإنسان تعيس الحظ لدرجة لا يستطيع أن يحظى بوصال الحبيب الحقيقي مهما اضطرب لذلك ومهما جرت عيونه أنهارا، بل لو صار ترابا من أجل وصال حبيبه لن يصل إلى حبيبه الغالي على قلبه. ويزعمون أنه قاسي القلب قسوة متناهية فلا يرحم طالبيه ولا يُطمئن الباحثين عنه بآياته الخاصة، ولا يعالج المتألمين بتجلياته المدلِّلة بل يتركهم تائهين في أفكارهم ولا يرزقهم معرفة أكثر من أن يتخبّطوا في التخمينات من عند أنفسهم فقط فيضيعوا أعمارهم كلها في التخمينات ويموتوا في حالة من الظلمة المستولية عليهم".  (البراهين، ص 397)

ومعنى عبارته كما يلي:

لأنّ الله ليس قاسي القلب فإنه يرحم طالبيه ويُطمئن الباحثين عنه بآياته الخاصة، ويعالج المتألمين بتجلياته المدلِّلة ولا يتركهم تائهين في أفكارهم، بل يرزقهم المعرفة ويوحي إليهم بالدين الحقّ.

ومعناها أيضا: إذا لم يملأ اللهُ تعالى الأرواح المستعدة بالمعارف الصافية وغير المحجوبة، وإذا لم يفتح عليهم أبواب السماء ويُنزل عليهم وحيه الواضح، فهو بخيل.

وهذا كذبٌ واضح، فقد ظلَّ يُطلب من الناس منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أنْ يبحثوا في صدق الإسلام بالأدلة العقلية، والقرآن نفسه خاطبهم بذلك، ولم يطلب منهم الرسول نفسه، ولا الصحابة، ولا التابعون أن يسألوا الله حتى يوحي إليهم ويخبرهم بالحقيقة بوحيه أو عن طريق جبريل، بل ظلوا يطالبونهم بالاستدلال العقلي على صدق الإسلام وظلوا يذكرون الأدلة العقلية على ذلك، ولم يفتحوا مدرسةً للدعاء من أجل تلقي الوحي، ولم يذكروا الشروط الواجب توفرها في المرء حتى ينزل عليه الوحي يخبره بالدين الحقّ.

 5 أكتوبر2020

  • الخميس PM 02:39
    2022-10-20
  • 584
Powered by: GateGold