المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416627
يتصفح الموقع حاليا : 275

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبات 435-442: زعمُه ظهورَ معارفِ القرآن على يديه وظهور الآيات والخوارق، وزعمُه ظهورها على ورثة سابقين في كل قرن

يقول الميرزا في عام 1893:

" وليس صحيحا القول قط بأن الأنبياء عليهم السلام خلَوا من هذه الدنيا بدون الورثة... بل الحق أنه كان لهم ورثة في كل قرن بحسب مقتضى الحال. أما في القرن الحاضر فأنا العبد المتواضع. لقد أرسلني الله تعالى لإصلاح هذا العصر لتُزال مِن أفكار المسلمين أخطاء كانت إزالتها مستحيلة دون تأييد خاصّ من الله سبحانه وتعالى، وأن يقدَّم للمنكرين دليلٌ على وجود الله الحيّ، وأن تُثبَت عظمة الإسلام وحقيقته بالآيات الحية. وهذا ما يحدث. إذ تتبين معارف القرآن الكريم وتنكشف لطائف كلام الله ودقائقه، وتظهر الآيات السماوية والخوارق. ويُجلّي الله تعالى جمال الإسلام وأنواره وبركاته من جديد".(بركات الدعاء)

في هذه الفقرة سبع كذبات:

1: أنّ الله كان يرسل وارثا للنبيّ صلى الله عليه وسلم في كل قرن.

2: أنّ الله كان يوحي للوارث وحيا يصحح به أخطاء المسلمين ويقدّم دليلا على وجود الله الحيّ ويُظهر الخوارق.

3: أنّ الميرزا قدَّم للمنكرين دليلا على وجود الله الحيّ مما لم يكن معروفا

4: أن الميرزا أثبَتَ عظمة الإسلام وحقيقته بالآيات الحية.

5: أن الميرزا بيَّنَ معارف القرآن الكريم وكشف لطائف كلام الله ودقائقه بالوحي.

6: أنه ظهرت الآيات السماوية والخوارق على يد الميرزا.

7: أنّ الله جلّى جمال الإسلام وأنواره وبركاته من جديد على يد الميرزا.

إذا شكّ الأحمدي بكذبات الميرزا السبع، فعليه أن يبيّن ما يلي:

1: أسماء ورثة النبيّ صلى الله عليه وسلم السابقين.

2: الوحي النازل عليهم وتجديداتهم وخوارقهم.

3: الدليل الذي قدَّمه الميرزا على وجود الله الحيّ، غير الآيات العكسية التي سوَّد الله بها وجهه، والتي حدث معظمها في آخر حياته. لأننا هنا نتحدث حتى عام 1893، فليس مقبولا أيّ دليل بعد هذا التاريخ.

4: الآيات التي أثبت بها الميرزا عظمة الإسلام وآياته الحيّة، غير آية موت زوج محمدي بيغم حتى يتزوّج بها الميرزا.

5: معارف القرآن التي بينها الميرزا حتى ذلك العام، غير تفسير "الرحمن الرحيم" المسروق والمتضمّن إشكالات ذكرناها سابقا.

6: الآيات السماوية والخوارق التي ظهرت على يد الميرزا، غير نبوءة ولادة مبارك باعتباره الابن الموعود، لأنها لم تكن قد تحققت، ولأنه سرعان أن مات.

7: مظاهر جمال الإسلام التي ظهرت على يد الميرزا مما ظلّ مجهولا عبر القرون.

فإن لم يستطيعوا الإتيان بشيء، فهو دليل على إقرارهم بالكذبات السبع.

أما في البراهين التجارية فيقول الميرزا عن سبب غرق الأمم الأخرى:

"مَن كان إيمانه مبنيا على القصص والحكايات فقط مثل اليهود والنصارى والهندوس، فليس لإيمانه استقرار، ولسوف يواجه في نهاية المطاف الضلال نفسه الذي وقعت فيه الأمة المسيحية الشقية وغيرها، إذ لم تكن في أيديها إلا الحكايات القديمة والقصص البالية التي تعود إلى آلاف السنين. فلا يستقر لإيمان مثل هؤلاء القوم قرارٌ، وليس لهم أن يعرفوا أين الآن ذلك الإله الأزلي الذي كان مع أجدادهم؟ أو هل هو موجود أصلا أم لا؟ (البراهين، ص 458)

ويقصد أنّه إذا لم تظهر الآيات والخوارق على يد أفراد في الأمة وإذا لم يتلقوا الوحي الذي فيه أسرار وغيب ونبوءات، فالدين ميّت.

أما فقرة كتاب بركات الدعاء السابقة، فهذه مقدّمتها، حيث يقول:

"لا شك أن الصحابة رضي الله عنهم نالوا الأنوار من النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا أول الوارثين لعلوم النبوة. وكان فضل الله عليهم عظيما وكانت نصرة الله تعالى حليفة قوتهم المدركة دائما، لأنهم ما كانوا محظوظون بالقال بل بالحال.... صاحب وحي المحدَّثية [مثل الصحابة] يكون متصبغا بصبغة نبيه المتبوع كليا. ويُعطَى كلَّ ما يعطاه النبي إلا النبوة وتجديد الأحكام. ويظهر عليه التعليم الصادق على وجه اليقين. وليس ذلك فحسب بل تنزل عليه جميع الإنعامات والأفضال التي تنزل على النبي المتبوع. لذا فإن بيانه لا يكون مبنيا على التخمينات فقط بل يقول بعد أن يسمع ويرى. وإن هذا السبيل مفتوح لهذه الأمة.... ومن الجهل الشديد أيضا أن ينكر المرء وجود هؤلاء الوَرَثة، ويعتقد أنه يجب قبول أسرار النبوة الآن كقصص قديمة لا وجود لها أمام أعيننا ولا يمكن أن تكون، ولا يوجد لها مثال. إن الأمر ليس هكذا لأنه لو كان كذلك لما أمكن أن يُدعى الإسلام دينا حيًّا، بل لكان ميتا مثل الأديان الأخرى. وفي هذه الحالة لكان الاعتقاد بمسألة النبوة قصة بحتة يشار إلى وجودها في القرون السابقة فقط. ولكن الله تعالى لم يرد ذلك لأنه كان يعلم جيدا أنه لا يمكن الإثبات أن الإسلام دين حيٌّ، وإثبات حقيقة النبوة اليقينية التي يمكن أن تُفحم منكري الوحي في كل زمان إلا إذا استمر الوحي دائما بصبغة المحدَّثية، ففعل الله عز وجل ذلك تماما. المحدَّثون هم أولئك الذين يُشرَّفون بشرف مكالمة الله، وجوهر نفوسهم يماثل جوهر نفوس الأنبياء أشد مماثلة. ويكونون كآيات باقية لخواص النبوة العجيبة لكيلا تصبح المسألة الدقيقة لنزول الوحي دون إثبات في زمن من الأزمان فتبقى كالقصة فقط. وليس صحيحا القول قط بأن الأنبياء عليهم السلام خلَوا من هذه الدنيا بدون الورثة ولا أهمية للكلام عنهم الآن أكثر من القصص والحكايات. بل الحق أنه كان لهم ورثة في كل قرن بحسب مقتضى الحال. أما في القرن الحاضر فأنا العبد المتواضع. لقد أرسلني الله تعالى لإصلاح هذا العصر. (بركات الدعاء)

ويتابع قائلا:

" أما القول إن طريق وحي الأولياء مسدود، ولا يمكن أن تظهر الآيات أو تستجاب الأدعيةُ فهو طريق الهلاك وليس سبيل السلام. لا تردّوا فضل الله، فانهضوا وجرّبوا واختبروا، ثم إذا وجدتموني كإنسان ذي عقل عادي وفهم عادي يأتي بما هو عادي جدا من الكلام فلا تقبلوني". (بركات الدعاء)

وهذه هي الكذبة الثامنة هنا، حيث يزعم أنه إنسان ذو عقل غير عادي وأنّ فهمه فوق العادة وأنه أتى بخوارق العادات، وأنه يطالب بعدم الإيمان به لمن لم يرَ هذه الخوارق غير الموجودة أصلا. فما هي مظاهر كونه ذا عقل فوق العادة وفهم فوق العادة وأتى بما هو فوق العادة؟ ليس هنالك شيء تميّز به سوى الكذب الكثير.. ولكنّ هذه لا يتفرّد بها، ففي جماعته نفسها شهود زور مثله في الكذب.

ويتابع قائلا:

" ولكن إذا رأيتم تجلّيات قدرة الله تعالى ورأيتم بريق يده - عز وجل - التي ظلت تظهر في الذين يؤيدهم الله تعالى ويكلِّمهم فاقبِلوا. واعلموا يقينا أن أعظم منة لله على عباده هي أنه لا يريد أن يُبقي الإسلام دينا ميِّتا بل يريد أن يجعل طرق اليقين والمعرفة وإدانة الخصم مفتوحة دائما.

فكّروا بأنفسكم أنه إذا أنكر أحد وحي الأنبياء وقال إن فكرتكم هذه وهمٌ بحتٌ فأيّ دليل يمكن أن يُفحمه إلا إراءة نموذجه؟ هل هذه بشارة سارة أم محزنة أن البركات السماوية بقيت في الإسلام لبضع سنوات فقط ثم صار دينا يابسا بل ميتا؟ هل يجب أن تكون هذه علامات الدين الحق؟" (بركات الدعاء)

وقد أراد الميرزا أن يقول إنّ الإسلام يابس مثل الأديان الأخرى، وأنّ الدين كله باطل.

وقد ظلّ يؤكد على هذه الفكرة ويدندن حولها طوال حياته، فقال في 1907:

وليس في دينهم إلا قصص منقولة، ومن المشاهدات معزولة. ومن المعلوم أن القصص المجرّدة لا تهب اليقين، وليس فيها قوّة تجذب إلى ربّ العالمين. وإنما الجذب في الآيات المشهودة، والكرامات الموجودة، وبها تتبدّل القلوب، وتزكّى النفوس وتزول العيوب، فهي مختصّ بالإسلام، واتّباع نبيّنا خير الأنام، وإنا على هذا من الشاهدين، بل من أهلها ومن المجرّبين، ونتمّ بها الحجّة على المنكرين. وأيّ شيءٍ الدينُ الذي كان كدارٍ عفَتْ آثارها، أو كروضةٍ أُجيحت أشجارها؟ ولا يرضى العاقل بدينٍ كان كدارٍ خربتْ. (الاستفتاء، ص 30-31)

  • الخميس PM 02:34
    2022-10-20
  • 860
Powered by: GateGold