المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416609
يتصفح الموقع حاليا : 314

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 448: الافتراء على الشافعي في قوله أنّ اللغة لا يعلمها إلا نبيّ

يقول الميرزا في سياق تبرير أخطائه النحوية والصرفية الكثيرة:

"والحق أن لسان العرب - الذي هو المفتاح الحقيقي للصرف والنحو - محيط لا شاطئ له، ويصدُقُ عليه تمامًا ما قاله الإمام الشافعي رحمة الله عليه في مقولته الشهيرة: "لا يعلمه إلا نبي".. أي من المستحيل لأي إنسان أن يحيط بتلك اللغة على شتى لهجاتها وأساليبها بشكل كامل إلا نبي. إذن فهذه المقولة أيضًا تؤكّد أنه ليس بوسع كل إنسان أن يمتلك ناصية هذه اللغة من كافة النواحي، بل الإحاطة الكاملة بها إنما هي من معجزات الأنبياء عليهم السلام". (نزول المسيح، ص 59)

وقد كذبَ الميرزا عددا من الكذبات في قوله هذا:

1: فالشافعي لم يكن يتحدث عن النحو ولا عن الأخطاء في النحو، فعلمُ النحو يحيط به كثيرون، ومثله علم الصرف.

2: والشافعي لم يقصد بقوله أنه "من المستحيل لأي إنسان أن يحيط بتلك اللغة على شتى لهجاتها وأساليبها بشكل كامل إلا نبي" كما افترى الميرزا، فاللهجات ليس لها أدنى علاقة بقوله، ولا الأساليب.

كل ما قصده الشافعي أنّه لا يحيط فردٌ بألفاظ اللغة العربية، ولكنَّ عددا مِن الأفراد لا بدّ أن يحيطوا بها معا، بل يمكن أن يحيط بها اثنان معا. فموضوعه هو ألفاظ اللغة، لا قواعدها. فإذا غاب لفظ عن زيد علمه عمرو. هذا كلّ ما أراد قوله.

كان الشافعي يردّ على من قال: "إنّ في القُرَآن عربياً وأعجميًا". (الرسالة ج1 ص 41)

فقال: "القُرَآنُ يدلّ على أنْ ليس مِن كتاب الله شيء إلا بلسان العرب.... ولعل مَن قال: إن في القُرَآن غيرَ لسان العرب، وقُبِلَ ذلك منه ذَهَبَ إلى أنّ مِن القُرَآن خاصاً يَجْهَل بعضَه بعضُ العرب". (الرسالة ج 1 ص 42)

فهذا هو السياق، فيردّ الشافعي فورا على ذلك فيقول:

"ولسان العرب: أوسع الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، ولا نعلمه يحيط بجميع عِلْمِه إنسانٌ غيرُ نبيّ، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامّتها، حتى لا يكون موجوداً فيها مَن يعرفه". (المرجع السابق)

ويقصد بعبارته الأخيرة أنه إذا غاب لفظ عن عامة الناس، فلا بدّ أن يعرفه أحدُهم. أي أنّ علماء اللغة أو أهل اللغة بمجموعهم يحيطون بألفاظ اللغة.

ثم يشبّهه بالحديث النبوي [السُّنَّة] الذي إذا غاب منه حديث عن المحدّث فلان علمه المحدّث علان، فيقول:

"والعلمُ به عند العرب كالعلم بالسُّنّة عند أهل الفقه، لا نعلم رجلاً جمع السُّنَن فلم يذهب منها عليه شيءٌ.

فإذا جُمع عِلْم عامّةِ أهلِ العلم بها أتى على السُّنن [يعني شملها]، وإذا فُرّق علمُ كلِّ واحد منهم ذهب عليه الشيء منها، ثم ما كان ذهَبَ عليه منها موجوداً عند غيره. (الرسالة ج1 ص 42-43)

ثم يدندن حول الفكرة ويعيدها بصيغة أخرى فيقول عن السُّنن [الحديث]:

"وهم في العلم طبقات منهم الجامع لأكثره، وإنْ ذهَبَ عليه بعضُه، ومنهم الجامع لأقلَّ مما جمَعَ غيرُه. وليس قليلُ ما ذهَبَ مِن السنن على مَن جمع أكثرَها: دليلاً على أنْ يُطلب علمُه عند غيرِ طبقتِه مِن أهلِ العلم، بل يُطلَب عن نظرائه ما ذهَب عليه حتى يؤتى على جميع سُنن رسول الله - بأبي هو وأمي - فيتفرَّد جملةُ العلماء بجمعها، وهم درجات فيما وَعَوا منها" (الرسالة ج1 ص 43)

فها هو يؤكد على الفكرة بقوله: " فيتفرَّد جملةُ العلماء بجمعها".. أي أنّ العلماء معا يجمعون الحديثَ النبوي كلَّه/ السنن كلها.

ثم يعود إلى اللغة فيعيد الفكرة فيقول: 

"وهكذا لسان العرب عند خاصتها وعامتها. لا يذهب منه شيء عليها، ولا يُطلب عند غيرها". (المرجع السابق)

  • الاحد AM 11:54
    2022-10-09
  • 623
Powered by: GateGold