المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416624
يتصفح الموقع حاليا : 240

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبتان 450-451: فبركةُ حكايةِ مناظرةٍ في بغداد في معنى التوفّي، وقوله أنّ قاديان الى الشرق تماما من دمشق

في 27/10/1905م جاء بعض المشايخ وطلاب مدرسة طبيّة وأساتذتهم عند الميرزا. فأخذ الميرزا يقول:

"لا يليق بالأطباء أنْ يستخفّوا بالطب القديم؛ ففيه أمور مفيدة جدا. لقد حفظتُ عن ظهر غيب عشرين جزءا مِن أجزاء بعض كتب الطب. كان في مكتبتنا أكثر من ألف كتاب عن الطب، وقد اشترينا بعضها بأسعار باهظة، ولكن هذا العلم ظنيّ؛ فلا يحق لأحد أن يتباهى ويدّعي ادعاءات كبيرة". (الملفوظات نقلا عن بدر مجلد 1، رقم 33، صفحة 2-4، عدد: 6/11/1905م)

ولانعرف ماذا يقصد بالجزء في قوله أنه حفظ عن غيب 20 جزءا!!! ولن نهتمّ بكذبه الواضح في هذه الفقرة، ولن نعُدَّه.

ثم بدأ يتحدث عن وفاة المسيح كعادته، فقال:

"إن المشايخ ينصرون النصارى لدرجة أنهم أنفسهم جعلوا كثيرا من الناس مسيحيين. الجانب الذي أمسك به الله هو الأفضل وبواسطته ينتصر الإسلام. تُستخدم كلمة النزول والنزيل إكراما واحتراما للضيف". (المرجع السابق)

"هناك قطع الشيخُ الكلامَ وقال: سينزل المسيح في دمشق، وأين نزلتَ أنت؟!

فردّ الميرزا بقوله:

"ثابت من الحديث أنه سينزل شرقي دمشق، وقاديان تقع في شرقي دمشق تماما". (المرجع السابق)

وهذه كذبة أخرى، فقاديان ليست إلى الشرق تماما  من دمشق، بل إلى الشرق تماما من المستوطنَتَين العدوانيّتين التاليتين:

بسغات زئيف وكفار أدوميم، على خط عرض (31.82)  كما هو خطّ عرض قاديان. أما دمشق فيقع وسطها على خطّ عرض: (33.51)، وهو يبعد نحو 200 كم عن خط عرض قاديان. فلو كان الميرزا صادقا لما أضاف كلمة "تماما"، بل لقال: "تقريبا".

ثم تابع الميرزا يقول:

"لقد عُقدت في مدينة بغداد مناظرة كبيرة لتعيين معنى التَّوَفّي، وبُتَّ فيها أخيرا أنه إذا كان الفاعل هو الله والمفعول به هو اسم عَلَم فلا معنى لها إلا الإماتة". (المرجع السابق)

لقد استغلّ الميرزا جهل الضيوف ففبرك هذه الحكاية التافهة، وإلا هل يعقد الناسُ مناظراتٍ لتحديد معنى كلمة؟ ثم كيف عرف بهذه المناظرة مِن دون أن يعرف طرَفَيْها ومنظّميها وسببها وتاريخها؟ ولماذا لم يذكر كيف بلغَتْه هذه الحكاية؟ أليس واجب المرء توثيق ما ينقُل؟ ولماذا لم يسأل عن تفاصيل أدلةِ الفريق المهزوم مثلا وكيف أقرَّ بالهزيمة؟ ولماذا لم يجرؤ على كتابة هذه الكذبة في كتبه؟

بل إنّ الميرزا قد كذَب حتى لو فرضنا حدوث هذه المناظرة السخيفة، لأنه حدَّث بكلّ ما سمع مِن دون أنْ يتوثّق، لأنه " كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ". (مسلم)

  • السبت PM 06:32
    2022-10-08
  • 600
Powered by: GateGold