المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416645
يتصفح الموقع حاليا : 300

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 453: افتراؤه على الشعراء

يقول:

والشعراء لا يستطيعون أن يلتزموا في كلامهم الصدق والحق وبيان الضرورات الحقة حتى لو ماتوا في سبيل ذلك. إنهم لا يتكلمون بشيء إلا ويخالطه السخف، بل إن كلامهم كله مبني على السخف والكذب، ولولا الكذب والهراء لما كان للشعر وجود أصلا. ولو بحثتم في كل فقرة من كلامهم عن أي حقائق ودقائق، وفي مدى التزامه بالصدق والحق، وما يقوم عليه من الحق والحكمة، ولأية ضرورة حقة صدر ذلك الكلام من أفواههم، وما يشمله من أسرار عديمة النظير والمثال؛ لعلمتم أنه لا توجد في عباراتهم الميّتة ميزة واحدة من هذه الميزات. بل الحق أنهم يميلون إلى القافية والسجع حيثما وُجد، ويهذون بكل ما يحلو لهم، فلا يلتزمون بالحق والحكمة ولا يجتنبون سخف الكلام. ولا يهتمون إذا كانت هناك ضرورة ماسة لهذا الكلام، وما هي الخسارة الكبيرة التي يمكن أن يواجهوها نتيجة تركهم له. بل الحق أنهم يردفون جملة بعد جملة بغير وجه حق ويقلبون الموازين رأسا على عقب. وفي كلامهم لمعانٌ كثير مثل السراب، ولكن لو أمعنتم النظر لما وجدتم فيه شيئا من الحقيقة. وإن هي إلا لعبتهم مثل المشعوذين لا حقيقة فيها. فهم فقراء وضعفاء ومساكين، لا حول لهم ولا قوة، وعيونهم عمياء، ثم فوق كل ذلك عشوائية وفوضى. ولو تساهلنا معهم كثيرا لقلنا إنهم مثل العنكبوت لضعفهم وذلهم، وإن أبياتهم كبيت العنكبوت. نِعمَ ما قال الله تعالى عنهم: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ *... وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ). أي لا يتبع الشعراء إلا الذين تركوا طريق الحق والحكمة. ألم تر أن الشعراء يجوبون كل فلاة بحثا عن القوافي والسجع والمضمون ولا تثبت قدمهم على الأمور الحقة. والظالمون الذين يشبّهون كلام الله الحقَّ بكلام الشعراء سيعلمون قريبا أي منقلب ينقلبون. (البراهين، ص 506)

كثير من الشعراء  لا ينطبق عليهم ما قاله الميرزا الذي لم ينقل عبارة الاستثناء الوارد في الآية، ووضع بدلا منها نقاطا، والاستثناء الذي حذفه هو:

{ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} (الشعراء 227)

ويتابع واصفا الكتب أو شعر الشعراء:

"علت وجوهَها بصمةُ سخفِ الكلام والكذبِ والهذيانِ حتى تبعث رؤيتها كل ذي قلب طاهر على القرف والاشمئزاز... موادُّها فاسدة مثل دم المجذوم". (المرجع السابق)

وبهذا جمع بين الكذب والفجور والبذاءة.

 9 أكتوبر 2020

  • السبت PM 06:29
    2022-10-08
  • 683
Powered by: GateGold