المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416350
يتصفح الموقع حاليا : 344

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 559: زعمه أنّه تلقى كلمة "الضَّفَف" وحْيًا

يقول:

"احتجتُ أثناء الكتابة بالعربية إلى ما يعني "كثرة العيال" ولم أعرف تلك الكلمة، بينما السياق يتطلبها، فأُلقيَ في قلبي فورًا لفظُ "الضفف" على صورة وحي متلوٍّ". (نزول المسيح، مجلد 18، ص 343)

سنبحثُ أينَ وردتْ هذه الكلمة في كتب المرزا، وسنبحث في الفقرة التي وردت فيها إنْ كانت من إبداع المرزا أم كانت كلّها مسروقة. فإنْ كانت كلها مسروقة، فلن نفترض أنّه سرق كل شيء من الحريري إلا هذه الكلمة تلقَّاها وحيا، فما دامت السرقة سهلة ميسورة، فما قيمة الوحي؟ وهل يساعد الله السارقين؟ وهل يساعد الله الشرير في تحقيق شيء يمكن أنْ يحققه بسهولة؟

فيما يلي الفقرة التي وردت فيها كلمة الضَّفَف:

يقول الميرزا:

"بل وراءهم ضفَف وكرش يدعونهم إلى الشياطين، يبكون أنهم أُهلِكوا مِن الشَّظَف وصفر الراحة، وحصَّهم جَنَف وقَشَف". (الهدى والتبصرة، ص 16-17)

وفيما يلي فقرة الحريري المسروقة:

وورَاءهُ ضَفَفٌ. مَسّهُمْ شظَفٌ [سوء الحال]. وحصّهُمْ [عرّاهم] جنَفٌ [ميل الدهر عنهم]. وعمّهُمْ قشَفٌ [بؤس عيش]. (المقامة المراغية)

فالسرقة هنا تمتد إلى الفقرة كلها تقريبا؛ فلم يبقَ مجال للزعم أنّ الميرزا

1: كان يكتب من ذهنه،

2: واحتاج إلى كلمة بهذا المعنى،

3: ولم يكن يعرف هذه الكلمة،

4:  فأوحى الله بها إليه،

فهذا كله كذب، لأنه واضح أنه أخذها من المقامة المراغية ضمن فقرة كاملة.

فقوله: أُهلِكوا مِن الشَّظَف وصفر الراحة، يقابله عند الحريري: مَسّهُمْ شظَفٌ.

وقوله: وحصَّهم جَنَف وقَشَف، يقابله: وحصّهُمْ جنَفٌ. وعمّهُمْ قشَفٌ.

فمن الطبيعي أن يكون قوله: بل وراءهم ضفَف مأخوذا مِن قول الحريري: وورَاءهُ ضَفَفٌ

فكلها في سطر واحد.

الدليل الأهمّ هو الفشل في السرقة

فالحريري يتحدث على لسان بطل القصة الذي يتحدث عن نفسه:

أنّ ورَاءهُ ضَفَفٌ [وراءه عيال]. مَسّهُمْ شظَفٌ [سوء حال] وحصّهُمْ [عرّاهم] جنَفٌ [مَيْل الدَّهر عنهم] وعمّهُمْ قشَفٌ [بؤس عيش].. أي أنّ بطل القصة فقير ولديه أولاد في عيشة صعبة ووضع بائس. فأتى بهذا الإبداع في التعبير.

أما المرزا فيتحدث عن نفوس أهل الدنيا، فيقول: "وراءهم ضَفَفٌ وكرشٌ يدعونهم إلى الشياطين. يبكون أنهم أُهلكوا من الشظف وصفرِ الراحة، وحَصَّهم جنفٌ وقشفٌ فما بقي معهم ذرّة من الراحة. ثم يقولون نحن سُراةُ أنديةِ الأدب، وحُماةُ لُسْن العرب. كلا.". (الهدى والتبصرة)

فما معنى أنّ أهل الدنيا وراءهم عيال يدعونهم إلى الشياطين؟ وهل كلّ عيال يدعون إلى الشيطان؟

وما معنى أنّ أهل الدنيا وراءهم كرشٌ يدعونهم إلى الشياطين؟ وهل كرشُ المرء لا بدّ أن يدعوه إلى الشيطان؟

وما معنى أنّ أهل الدنيا يبكون أنهم أُهلكوا من الشظف وصفرِ الراحة؟ وما المشكلة لو بكى المرء من صعوبة الحياة إنْ كان ضعيفا أو هدَّه الفقر مثلا؟ ألا تتفاوت قدرات الناس؟ ماذا عليه أن يعمل إنْ كسَرَه الدهر؟ علينا مساعدته بدلَ تقريعه.

وما معنى أنّ أهل الدنيا حَصَّهم جنفٌ وقشفٌ فما بقي معهم ذرّة من الراحة؟ بل إنّ أهل الدنيا يعمُّهم عيش رغيد فيزدادون بعدا عن الدين. فواضح أنّ عبارة المرزا مجرد نقل كلام إلى سياق مختلف لا يصلح له البتة.

وهذا دليل على أنه ينقل الكلام من دون استيعاب معناه. وهذا يحصل كثيرا في سرقات المرزا.

ليس صعبا على المدرس أن يكتشف الطالب الغبيّ الذي غشّ عن طالب آخر.

والدليل الثالث أنّ هذه المقامة التي وردت فيها هذه الكلمة كان المرزا قد سطا عليها كلها، فيقول الحريري مثلا:

فأجمَعَ مَنْ حضَرَ منْ فُرْسانِ اليَراعَةِ. وأرْبابِ البَراعةِ. على أنّهُ لمْ يبْقَ مَنْ يُنقّحُ الإنْشاءَ. ويتصرّفُ فيهِ كيفَ شاءَ. ولا خلَفَ. بعْدَ السّلَفِ. مَنْ يبتَدِعُ طريقةً غَرّاء. أو يفتَرِعُ رسالةً عذْراءَ. وأنّ المُفلِقَ من كُتّابِ هذا الأوانِ. المُتمكّنَ من أزِمّةِ البَيانِ. كالعِيالِ على الأوائِلِ. ولو ملَكَ فَصاحَةَ سحْبانِ وائِلٍ... ونشَروا العَجْوَةَ والنّجْوَةَ منْ نوْطِهِمْ. (المقامة المراغية)

وقد سرق المرزا هذا كله، فقال:

فُتن في موطنِ فرسانِ اليَراعة وأرباب البراعة، فثبت أنه لا يقدر على أن ينقّح الإنشاءَ، ويتصرّف فيه كيف شاء..... ولا خَلَفَ بعد السَلف.... على أن يكتبوا عبارةً غرّاء، ولا قوّةٌ ليفترعوا رسالةً عذراءَ.... وقد قلتُ لهم مرارًا إنني أنا المُفْلِق الوحيد من كُتّاب هذه الأوان... ولي غلبة على الأواخر والأوائل، ولو جاءني سَحْبانُ وائل كالسائل... أو ينثُروا عَجْوةً أو نَجْوةً مِن نَوطهم. (لجة النور)

فعدد الكلمات المسروقة: 30

بل إنّ المسروق أكثر من ذلك، وفيما يلي السطر التالي من المقامة نفسها، حيث يتابع الحريري:

يُنْبئ تَخازُرُ طرْفِهِ. وتشامُخُ أنفِهِ... ومُجْرَمِّزٌ سيَمُدّ الباعَ.... وعظّمتُمُ العِظامَ الرُّفاتَ... معهم انعَقَدَتِ المودّاتُ. (المقامة المراغية)

وقد سطا المرزا عليها كلها، فقال:

يَمُدَّ الباعَ.... ويشمَخ بأنفه أَنَفًا عند ذكر الغير ... يعظّمون العِظامَ الرُفاتَ... وما انعقدت من المودّات. (لجة النور)

عدد الكلمات المسروقة: 9

فواضح أنّ الميرزا يعرف هذه المقامة التي فيها كلمة "ضفف"، بل سطا عليها وركّز عليها.

فهذه أدلة ثلاثة على كذب المرزا في زعمه.

 29 نوفمبر2020

  • السبت PM 02:28
    2022-10-08
  • 587
Powered by: GateGold