المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416351
يتصفح الموقع حاليا : 357

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبات 767-769: زعمه أنّ الاجتهاد في فهم النصّ ظلم عظيم

يقول:

رحم الله المسلمين المعاصرين، فقد تجاوزت معظم أمورهم الإيمانية والعقائدية حدودَ الظلم والجَور كلها؛ يقرأون في القرآن الكريم أن عيسى عليه السلام مات ثم يحسبونه حيا. كذلك يقرأون في سورة النور أن الخلفاء القادمين كلهم سيكونون من هذه الأمة، ثم يعتقدون بنزول عيسى من السماء. يقرأون في الصحيحين أن عيسى الآتي لهذه الأمة سيكون من الأمة نفسها، ثم ينتظرون عيسى الإسرائيلي. (محاضرة سيالكوت، ص 72)

قلتُ: كذَبَ المرزا؛ فاجتهادات المسلمين هذه لا تعني أنّ معظم أمورهم الإيمانية والعقائدية قد تجاوزت حدودَ الظلم والجَور كلها، بل أقصى ما في الأمر أنه اجتهاد خاطئ يؤجَرون عليه. ثم إنّ هذه ليست معظم الأمور الإيمانية والعقائدية، بل هي مسألة واحدة، وهي: هل صعد المسيح إلى السماء وسيعود منها، أم مات وسيُحييه الله، أم مات وسيبعث الله مثيله.. فمهما قال المرء في ذلك فقد اعتمد على قراءته للروايات وإلى معاني الألفاظ.

وكذبَ المرزا في هذا التهويل ثلاث مرات، أما المرة الأولى فتشنيعه على القائلين بصعود المسيح إلى السماء رغم أنهم يقرأون أحاديث كثيرة أنه سينزل، وهو يعلم أن المتبادرَ إلى الذهن من النزولِ الصعودُ أولا، خصوصا أنّ القصة القرآنية لم تعترض بوضوح على القصة الإنجيلية في مسألة الصعود، كما اعترضت بوضوح على القول بألوهيته. وأما كلمة متوفيك فحاولوا فهمها بأكثر من طريقة، كما هو الحال حين يجد المرء نوعا من التعارض بين النصوص، فيسعى للتوفيق. فلا جريمة في اجتهادهم ولا في فَهْمِهم، ولا ظلم ولا جور.

والكذبة الثانية قوله: "يقرأون في سورة النور أن الخلفاء القادمين كلهم سيكونون من هذه الأمة".

لأنّ سورة النور لا تقول ذلك بوضوح، ولا بنصف وضوح، ولا بعُشْر وضوح، بل تقول:

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} (النور 55)

أي وعد الله المؤمنين بالاستخلاف في الأرض والسيطرة عليها وانتهاء عصر الاضطهاد والخضوع للظالمين، وليس فيها خلافة ولا خلفاء ولا أولياء، إلا بليّ الأعناق. فكيف يزعم أنّ تفسيرهم ظلم وجور؟

والكذبة الثالثة قوله: ". يقرأون في الصحيحين أن عيسى الآتي لهذه الأمة سيكون من الأمة نفسها، ثم ينتظرون عيسى الإسرائيلي".

لأنّ البخاري ومسلما لا يذكران أنّ عيسى الآتي لهذه الأمة سيكون مِن الأمة نفسها، ولم يخطر ببالهم مثل ذلك، فهذه هي الرواية: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ. (البخاري، أحاديث الأنبياء، نزول عيسى)

والمعنى المتبادر إلى ذهن البخاري وغيره:

كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ، وكان يحكمكم حاكم منكم، ولم تكونوا خاضعين لأحد؟

فهذا المعنى هو الذي ظلّ يقول به المسلمون، وهو الذي ظلّ يخطر ببالهم، فلو كان المعنى الذي يذهب إليه المرزا قاطعا لخطر ببال كثيرين من قبل. فأقصى ما يمكن قوله هو أنّ معنى المرزا مقبول وإنْ كان بعيدا، لكن لا يمكن التشنيع على المسلمين لأخذهم بالمعنى المتبادَر إلى الذهن. بل إنّ التشنيع في هذا السياق كذب ووقاحة، فكيف إذا وُصف اجتهاد المسلمين بتجاوز حدود الظلم كله؟

 18 مارس 2021

  • الثلاثاء PM 12:08
    2022-09-06
  • 670
Powered by: GateGold