المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413517
يتصفح الموقع حاليا : 272

البحث

البحث

عرض المادة

السبأية التي تتستر بالإسلام

عباد بن يعقوب الرواجني (1)

قال الحافظ الذهبي في ((الميزان)) (ج 2 ص379):

عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني الكوفي من غلاة الشيعة ورءوس البدع لكنه صادق في الحديث. عن شريك والوليد بن أبي ثور وخلق. وعنه البخاري حديثًا في الصحيح مقرونًا بآخر، والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وابن أبي داود.

وقال أبوحاتم: شيخ ثقة. وقال ابن خزيمة: حدثنا الثقة في روايته المتهم في دينه عباد.

وروى عبدان الأهوازي عن الثقة أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف. وقال ابن عدي: روى أحاديث في الفضائل أنكرت عليه، وقال صالح جزرة: كان عباد بن يعقوب يشتم عثمان وسمعته يقول: الله أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة، قاتلا عليًّا بعد أن بايعاه.

وقال القاسم بن زكريا المطرز: دخلت على عباد بن يعقوب وكان يمتحن من سمع منه، فقال: من حفر البحر؟ قلت: الله. قال: وهو كذلك، ولكن من حفره؟ قلت: يذكر الشيخ. فقال: حفره علي. قال: فمن أجراه؟ قلت: الله. قال: هو كذلك، ولكن من أجراه؟ قلت: يفيدني الشيخ. قال: أجراه الحسين. وكان مكفوفًا فرأيت سيفًا، فقلت: لمن هذا؟ قال: أعددته لأقاتل به مع المهدي. فلما فرغت من سماع ما أردت منه دخلت فقال: من حفر البحر؟ قلت: معاوية، وأجراه عمرو بن العاص، ثم وثبت وعدوت فجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه.

رواها الخطيب عن أبي نعيم عن ابن المظفر الحافظ عنه. اهـ

- وهذه القصة سندها صحيح، أبونعيم هو أحمد بن عبد الله أبونعيم الأصبهاني صاحب ((الحلية)) حافظ كبير الشأن. وابن المظفر هو محمد بن المظفر وترجمته في ((تاريخ بغداد)) (ج3 ص262) وهو حافظ كبير ثقة. وقاسم بن زكريا ترجمته أيضًا في ((تاريخ بغداد)) وفيه: كان من أهل الحديث والصدق والمكثرين في تصنيف المسند والأبواب والرجال، وفيه أيضًا أنه مصنف مقرئ نبيل. اهـ المراد منه.

وهذه القصة أيضًا في ((الكفاية)) ص (209).

هؤلاء ثلاثة ورابعهم كلبهم بيان بن سمعان زنديق ادعى إلهية علي. وقال: إن فيه جزءًا إلهيًا متحدًا بناسوته إلى آخر هذيانه، راجعه من ((ميزان الاعتدال)).

فهذه بعض خرافات الشيعة وترهاتهم، ولا يعصمك من هذه الأباطيل إلا الله ثم التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

ولا تظن أن هذه الخرافات قد مضت وانقضت، فهذه الرافضة بإيران لا يزالون منتظرين لخرافتهم صاحب السرداب محمد بن الحسن العسكري.

ولقد أحسن بعض أهل السنة إذ يقول:

أما آن للسرداب أن يلد الذي ... كلفتموه بجهلكم ما آنا

فعلى عقولكم العفاء فإنّكم ... ثلثتم ... العنقاء والغيلانا

[السبأية التي تتستر بالإسلام]

قال الشهرستاني في ((الملل والنحل)) (ج2 ص11 من هامش الفصل لابن حزم): السبأية أصحاب عبد الله بن سبأ الذي قال لعلي عليه السلام: أنت أنت. يعني: أنت الإله، فنفاه إلى المداين، وزعموا أنه كان يهوديًا فأسلم، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون: موسى موسى. مثال ما قال في علي عليه السلام، وهو أول من أظهر القول بالغرص بإمامة علي ومنه تشعبت أصناف الغلاة، وزعموا أن عليًّا حيّ لم يقتل وفيه الجزء الإلهي، ولا يجوز أن يستولي عليه وهو الذي يجيء في السحاب، والرعد صوته، والبرق سوطه، وأنه سينْزل بعد ذلك إلى الأرض فيملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جورًا، وإنما أظهر ابن سبأ هذه المقالة بعد انتقال عليّ عليه السلام، واجتمعت عليه جماعة وهم أول فرقة قالت بالتوقف والغيبة والرجعة، وقالت بتناسخ الجزء الإلهي في الأئمة بعد عليّ، وهذا المعنى مما كان يعرفه الصحابة وإن كانوا على خلاف مراده. هذا عمر رضي الله عنه كان يقول فيه حين فقأ عين واحد في الحرم ورفعت إليه القصة: ماذا أقول في يد الله فقأت عينًا في حرم الله، فأطلق عمر اسم الإلهية عليه لما عرف منه ذلك. اهـ

وإليك ترجمة عبد الله بن سبأ من ((الميزان)) و ((لسانه)) قال الحافظ الذهبي رحمه الله: عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة، ضال مضل، أحسب أن عليًّا حرقه بالنار، وقد قال الجوزجاني: زعم أن القرآن جزء من تسعة أجزاء، وعلمه عند عليّ، فنفاه علي بعد ما همّ به. انتهى.

 

 


(1) قال أبوعبد الرحمن: في النفس شيء من إدخال هذا بين الزنادقة، والظاهر أنه مغفل أحمق، ولا يبلغ حد الزندقة. والله أعلم.

قال ابن عساكر في ((تاريخه)): كان أصله من اليمن وكان يهوديًّا فأظهر الإسلام، وطاف بلاد المسلمين ليلفتهم عن طاعة الأئمة، ويدخل بينهم الشر ودخل دمشق لذلك. ثم أخرج من طريق سيف بن عمر التميمي في الفتوح، له قصة طويلة لا يصح إسنادها، ومن طريق ابن أبي خيثمة حدثنا محمد بن عباد، ثنا سفيان، عن عمار الدهني، سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت المسيب بن نجبة أتي به (1) دخل على المنبر فقال: ما شأنه؟ فقال: يكذب على الله وعلى رسوله.

حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن زيد بن وهب قال: قال علي رضي الله عنه: مالي ولهذا الخبيث الأسود. يعني عبد الله ابن سبأ، كان يقع في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. ومن طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن العلاء، ثنا أبوبكر بن عياش، عن مجالد، عن الشعبي، قال: أول من كذب عبد الله بن سبأ.

وقال أبويعلى الموصلي في ((مسنده)): ثنا أبوكريب، ثنا محمد بن الحسن الأسدي، ثنا هارون بن صالح، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي الجلاس سمعت عليًّا يقول لعبد الله بن سبأ: والله ما أفضى لي بشيء كتمه أحد من الناس، ولقد سمعته يقول: ((إن بين يدي السّاعة ثلاثين كذّابًا)) وإنك لأحدهم.

وقال أبوإسحاق الفزاري: عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن زيد بن وهب، أن سويد بن غفلة دخل على عليّ في إمارته،

فقال: إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر يرون أنك تضمر لهما مثل ذلك، منهم عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله أول من أظهر ذلك. فقال عليّ: ما لي ولهذا الخبيث الأسود. ثم قال: معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن والجميل. ثم أرسل إلى عبد الله بن سبأ فسيره إلى المدائن، وقال: لا يساكنني في بلدة أبدًا. ثم نهض إلى المنبر حتى اجتمع الناس فذكر القصة في ثنائه عليهما بطوله، وفي آخره: ألا ولا يبلغني عن أحد يفضّلني عليهما إلا جلدته حد المفتري.

وأخبار عبد الله بن سبأ شهيرة في التواريخ وليست له رواية ولله الحمد، وله أتباع يقال لهم: السبائية يعتقدون الإلهية في علي بن أبي طالب، وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته. اهـ من ((لسان الميزان)).

وتراجع ترجمته في ((تاريخ دمشق)).

ولا تظن أن أتباعه قد انقرضوا، فهذا إمام الضلالة الخميني يتظاهر بالغيرة على الإسلام وهو يهدم أركانه، وقد كان اغتر به بعض جهلة الإخوان المسلمين وأصبحوا يدعون له على المنابر، فلما خرج كتاب ((وجاء دور المجوس)) لأخينا في الله عبد الله محمد الغريب، سقط في أيديهم وخجلوا فأمسكوا عن الثناء عليه، والحمد لله بالأمس الخميني الدجال يسب أمريكا وروسيا والآن يمد يده لهما من أجل أن يعطياه قوات يضرب بها المسلمين، فالحمد لله الذي فضحه وهو حي حتى لا يغتر به، ولست أحمل على الخميني من أجل البعثي الملحد صدام حسين فإني أقول: أراح الله الإسلام والمسلمين من شرهما.

فعسى أن يعتبر المسلمون من قصة عبد الله بن سبأ فيحذروا من دسائس الرافضة وخبثهم، فإن دعوتهم مبنية على الخداع، وما أشبه الليلة بالبارحة الرافضة الآن يقتدون بعبد الله بن سبأ، إن دخلوا المساجد لا يصلون مع المسلمين، وإن حاضروا فهم ينفّرون عن السنة وأهلها، وإن كتبوا فهم يحاربون السنة وأهلها، فرب كتاب من كتب السنة قد دنسوه بتعليقاتهم الأثيمة فالحافظ ابن عساكر رحمه الله يترجم لعلي بن أبي طالب في ((تاريخ دمشق)) كما أنه ترجم لغير علي رضي الله عنه من أهل دمشق أو من نزلها وذكر في ترجمة علي رضي الله عنه الصحيح، والحسن، والضعيف، والموضوع، فيأتي الرافضي الأثيم محمد باقر المحمودي ويتعسف تعسف الرافضة الأحمق ويحاول تصحيح الموضوع والباطل، وإنه لواجب على إخواننا المشتغلين بالتحقيق من أهل السنة أن يطهروا هذا الجزء من تدنيس الرافضي، وأن يخرجوه نقيًّا من حماقات الرافضة وسخافاتهم، والله المستعان.

 


(1) هنا بياض في ?لسان الميزان?، وهو في ?تاريخ ابن عساكر?: (ملببة وعلي على المنبر).

  • السبت PM 03:11
    2022-08-06
  • 887
Powered by: GateGold