المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413597
يتصفح الموقع حاليا : 210

البحث

البحث

عرض المادة

الإمام علي والدّين

فمن الأمور التي سيقف عليها هذا الناصبي الخبيث المتصيّد للعثرات حديث رواه الحر العاملي في "وسائل الشيعة 18/ 317" عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (أعوذ بالله من الكفر والديّن، قيل: يا رسول الله، أتعدل الدّين بالكفر؟ قال: نعم).

فيأتي برواية شيعية أخرى رواها الحر العاملي عن علي بن طاووس بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: قُبض علي عليه السلام وعليه دين ثمانمائة ألف درهم، فباع الحسن عليه السلام ضيعة له بخمسمائة ألف فقضاها عنه وباع بيعة له بثلاثمائة ألف فقضاها عنه) (1).

ويقول لك الناصبي: انظر .. هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعدل الديّن بالكفر، وهذا علي يموت وعليه دين، بالضبط كما يفعل الشيعة الإثنا عشرية عادة مع أبي بكر

وعمر وباقي الصحابة، لا يريد المرء منهم أن يتفهم النصوص ولا أن يجمع بينها ولا يتأكد من ثبوتها ولا أن يُحسن الظن ولا أن يعرف لهؤلاء الصحابة فضلهم ويعلم أنهم بشر يخطئون ويصيبون.

فأما الشيعي الإثنا عشري فسيقف مبهوتاً أمام هذا الناصبي الخبيث .. كل ما سيفعله أحد أمرين: إما تكذيب الروايات (السابقة منها واللاحقة) أو شتم الناصبي ولعنه، لأنه لن يستطيع الطعن في منهجية ذاك الناصبي، فالمنهجية بينهما مشتركة، هذا يطعن في علي ويستخدم النصوص بغير حق، وذاك يطعن في أبي بكر وعمر والبقية ويستخدم النصوص بغير حق فيهم!

فإن قال له الشيعي: (الإمام علي له من الفضائل كذا وكذا فكيف تقول عنه هذا وتحمّل النصوص ما لا تحتمل) فسيقول له الناصبي: (ليست مشكلة، أنتم تناسيتم فضائل أبي بكر وعمر وطعنتم فيهما ولم تجدوا حرجاً في ذلك، فما الحرج في فعلي؟ وعلي عندي ممن أحدثوا في الدين من بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أم أنكم تكيلون خصومكم بغير ما تكيلون به أنفسكم؟).

[2 - إهانة اسم الله!]

وسيستدل الناصبي بما رواه شيخ القميين عبد الله بن جعفر الحميري في "قرب الإسناد ص154" عن جعفر الصادق عن أبيه الباقر قال: (كان نقش خاتم أبي محمد بن علي (ع): العزة لله جميعاً، وكان في يساره يستنجي بها، وكان نقش خاتم علي (ع): الملك لله، وكان في يده اليسرى يستنجي بها).

 


(1) وسائل الشيعة 18/ 322 وكشف المحجة ص125 والحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة 20/ 103

ويُلحق هذه الرواية بتعليق المحقق الأردبيلي عليها والذي يقول فيه: (ويمكن استفادة استحباب التختم باليسار منهما وعدم تحريم التنجيس أيضاً إلا أن يكون ذلك ثابتاً بالإجماع ونحوه، أو يحمل على عدم وصول النجاسة إليه) (1).

فيقول: انظر .. هذا هو إمامكم علي يهين اسم الله بهذه الصورة، يستنجي باليد التي وضع فيها خاتماً عليه (الملك لله)! وهذا هو الكفر بعد الإيمان.

أما الشيعي الإثنا عشري فلن يستطيع أن يرد على هذا الناصبي إلا بتكذيب للرواية وشتم للناصبي (2).

وسيرد عليه الناصبي قائلاً: سبحان الله! .. ها أنتم تقبلون كل الروايات التي تطعن فينا نحن النواصب، وتقبلون كذلك الروايات التي تطعن في أهل السنة وغيرهم من الفرق وتقبلون قبل كل هذا الروايات الطاعنة في أبي بكر وعمر وعثمان والزبير وطلحة وغيرهم فما الذي جعل الروايات الطاعنة في علي دائماً ضعيفة مكذوبة، والروايات الطاعنة فينا وفي غيرنا دائماً صحيحة، اللهم إلا الهوى!


(1) مجمع الفائدة 1/ 97 (الشرح).
(2) لا يفوتني أن أشير هنا إلى احدى الطرائف التي وقفت عليها عند الاستدلال بهذه الرواية، فقد وجدت المحقق النراقي قد ذكر الرواية ذاتها بإسناد آخر في كتابه "مستند الشيعة في أحكام الشريعة 1/ 402" وحملها على التقية قائلاً: (وأما خبر وهب:"كان نقش خاتم أبي (العزة لله جميعاً) وكان في يساره يستنجي بها وكان نقش خاتم أمير المؤمنين (ع): (الملك لله) وكان في يده اليسرى يستنجي بها". فمحمول على التقية مع أنه لا ضير في صدور المكروه عنهم أحياناً فليحمل الخبر عليه). ومن حقنا أن نعجب من تقية تكون في الخلاء وعند قضاء الحاجة!! فأي مخالفٍ هذا الذي سيكون بُقربِ الإمام وهو يقضي حاجته؟!

وهكذا يفعل الهوى في أصحابه، ولو التزم الفريقان الإنصاف وتقوى الله في تحري الحق ودراسة أسانيد الروايات حق الدراسة لما وجدنا من يطعن في صحابي.

[3 - النظرة السلبية للمرأة]

قال الناصبي: لقد كرّم الله تعالى المرأة، وقرر مساواتها للرجل في أصل الخلق، وفي التكاليف، وفي الجزاء، فقال عزّ من قائل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (سورة النساء: 1) وقال {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (سورة الأحزاب: 35) وقال {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْض} (سورة آل عمران: 195).

لكن إمامكم علي بن أبي طالب له رؤية أخرى، لا توافق الكتاب ولا السنة!

فهو القائل: (المرأة عقرب حلوة اللبسة) (1) والقائل أيضاً: (المرأة شر كلها، وشر ما فيها أنه لا بد منها) (2).

فأيّ نظرة جائرة هذه؟! ومن أين استقى إمامكم هذه النظرة الظلامية للمرأة؟ ولماذا أعرض عن القرآن والسنة وتأثر بالجاهلية في نظرتها السلبية للمرأة؟


(1) نهج البلاغة- (باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السلام) - حكمة رقم (61).
(2) المصدر نفسه - حكمة رقم (238).

فبماذا سيجيبه الشيعي؟ أتراه سيُكذّب (نهج البلاغة)؟! أم يتأول هذه النصوص ويحملها على غير محملها خروجاً من المأزق؟

[4 - اتهام الإمام علي بخيانة صحابي استضافه في بيته!]

وسيستدل الناصبي بما ذكره العلامة الشيعي الكبير يوسف البحراني في "الكشكول 3/ 76": (قال السيد الجليل المحدّث نعمة الله الجزائري في كتابه "زهر الربيع" المشهور بين الناس: وذكر صاحب كتاب "إحقاق الحق" أنّ السبب في تحريمه (1) متعة النساء أنه أضاف أمير المؤمنين (ع) ليلة وأنامه معه في داره، فلما أصبح قال له: يا علي، ألست قد قلت: من كان في البلد فلا ينبغي له أن يبات عزباً؟ فقال عليه السلام: اسأل أختك، وكان عليه السلام قد تمتع بها في تلك الليلة)!

فإلى هذه الدرجة يصل الانحطاط .. حين يريد هؤلاء التشفي بعمر بن الخطاب رضي الله عنه بِنسبة استمتاع الإمام علي بن أبي طالب بأُخته!

بالله عليكم ... أمن الدين أم مِن الأخلاق أن تستضيف رجلاً في بيتك فتتفاجئ به وقد تعدّى على محارمك بهذه الصورة؟!

أترى هؤلاء الذين يدّعون التشيع للإمام علي بن أبي طالب يعرفون شيئاً عن أخلاق ودين وقيم الإمام علي؟!

[خلاصة الكلام]

إنّ الروايات السابقة روايات شيعية إثني عشرية لا دخل للنواصب ولا الزيدية ولا أهل السنة ولا المعتزلة ولا أي طائفة بها بل هي شيعية اثني عشرية صرفة، فالحجة فيها قائمة على الإثنى عشرية إن استدل بها النواصب على معتقدهم في الإمام علي.

إنّ نظرة عوراء لرجل مؤمن مجاهد مبشر بالجنة كتلك التي رأيناها كفيلة بأن تستوقفك أيها الشيعي المنصف.

إنّ هذه النظرة العوراء التي جعلت فرقة كالخوارج تطعن في الإمام علي على كل ما يُنسب له صحيحاً كان أم ضعيفاً، متناسية فضله وتضحياته للإسلام وطاعته لله وللرسول وجهاده مع الصحابة إلى حد أن باتت تلك الفرقة تكفّره وتلعنه وتطعن فيه ليل نهار!!

هذه النظرة العوراء في حقيقتها هي أخت شقيقة لنظرة عوراء أخرى لا زالت الشيعة الإثنا عشرية تنظر بها إلى صحابة رسول الله الذين قدموا للإسلام ما قدّموا، وضحّوا بأرواحهم وأموالهم ولطخوا الأرض بدمائهم في سبيل رفعة هذا الدين، حتى لا يكاد كتاب شيعي يخلو من طعن في صحابي من صحابة رسول الله، وكأنّ تلك الفئة المختارة لصحبة خاتم الأنبياء والمرسلين لم تكن إلا فئة تجري وراء الدنيا ووراء مصالحها وأهوائها.

عجباً لأولئك النفر الذين يتصيدون العثرات لأصحاب رسول الله! أما تفكروا في ذنوبهم؟ أما يخافون من سوء العاقبة والمنقلب وهم يعادون الأخيار ويتهمونهم بأشنع التهم؟!

 


(1) أي تحريم عمر بن الخطاب رضي الله عنه للمتعة هذا مراده، ومتعة النساء حرمها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأحاديث صحيحة صريحة، وإنما وقع المنع منها في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما بلغه تمتع ربيعة بن أمية بامرأة فحرمها قانوناً من موقعه كخليفة للمسلمين وإلا فتحريمها شرعاً لا يكون إلا من الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وليس لأحد من الناس أن يحرم أو يحلل ما يريد.

  • الاثنين AM 04:33
    2022-05-23
  • 859
Powered by: GateGold