المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 411964
يتصفح الموقع حاليا : 252

البحث

البحث

عرض المادة

الجبال في القران الكريم

جملة أخرى لافته للانتباه في القرآن تتعلق بوصف الجبال:"أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا" (النبأ:6-7).

 

نعلم اليوم أن الجبال لها جذور عميقة تحت سطح الأرض، وأن هذه الجذور قد تصل إلى أعماق أكبر بعدة مرات من ارتفاعها فوق الأرض، لذا فإن أنسب كلمة لوصف الجبال بناءً على هذه المعلومات هي كلمة "أوتاد"، بما أن أغلب حجم الوتد الموضوع بشكل صحيح يكون مدفوناً تحت الأرض. هذه النظرية عن الجبال وجذورها العميقة لم تقدم إلا في النصف الأخير من القرن التاسع عشر. والجبال أيضاً تلعب دوراً مهماً في تثبيت قشرة الأرض، فهي تمنع اهتزاز الأرض. "وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ "(النحل:15).

 

وبالمثل فإن النظرية الحديثة للصفائح التكتونية تقول إن الجبال تعمل كمثبتات للأرض، وهذه المعرفة عن دور الجبال كمثبتات للأرض لم يتم فهمها في إطار الصفائح التكتونية إلا بعد عام 1960! يذكر القرآن العديد من الأشياء عن العالم الطبيعي، ويدعونا للتفكير العميق والتدبر، وأن أصحاب الفهم سيدركون أن هذه كلها إشارات تشير إلى قوة وحكمة الخالق، وأن كل هذا ليس للمتعة أو من اجل لا شيء، بل لغرض عميق نبيل.

 

 

القرآن ليس كتاباً علمياً، بل كتاب إشارات وآيات، فمن السهل أن نفهم كيف أن الخالق سيعلم هذه الأشياء عن أصل الكون والعالم، وتفاصيل التطور الجنيني، وأن للجبال جذوراً، ولكن ليس من السهل أن نفهم كيف لمحمد أن يذكر هذه الأشياء في القرآن إن لم يكن نبياً، ويبدو أن قبول هذا الأمر هو ما يجب أن يفعله أي شخص صادق عقلاني.

 

 

 

تعاليم الكتاب

 

ماهي إذن التعاليم الأساسية للقرآن؟

أول ما يجب قبوله هو أن هناك إلها واحداً، وأنه لا يشبه شيئاَ، ولا شئ مثله، وأن الله واحد لا شريك له، ولا منافس، وعلينا أن نصلى ونتعبد للخالق فقط.

 

 

 

أما كيفية الصلاة وعبادة الخالق و الاهتداء بهديه، فهنا يأتي دور النبي محمد، والقرآن يخبرنا أن كل أنبياء الله ورسله للبشر كانوا بشراً، هذا لأنهم ليسوا فقط حاملين للرسالة، بل مثال عملي لتطبيق هذه الرسالة، وهذا منطقي، لأنه إذا كان واحد من البشر يستطيع فعل هذا، فنظرياً على الأقل كلنا نستطيع أيضاً، ولو كان رسول الله ملكاً من السماء، لكنا تخلقنا الأعذار عن عدم قدرتنا أن نكون كالملائكة، لأن الأمر سهل عليهم أن يكونوا ملائكيين!

 

 

يخبرنا القرآن أن الحياة اختبار، لهذا يوجد فرح وحزن، صحة ومرض،غنى وفقر، خير وشر، ليل ونهار، نور وظلام، ونعرف الشئ من خلال نقيضه، فكيف لنا أن نقدر الخير إن لم يكن هناك شر، وكيف أننا في كثير من الأحيان لا نقدر الصحة إلا عند المرض؟ فالاختبار هو أن ندرك طبيعة أنفسنا، هل سنقبل الحقيقة أم سنتبع شهواتنا؟ هل سنطيع الخالق أم سنعصيه؟ فقد أعطانا الله الهداية والاختيار، وعلينا استخدام عقولنا وذكائنا لنفهم ونتبع هذا الهدي، إن أخطأنا وهذا محتم فنحن بشر، فعلينا أن نعلم أننا طالما التزمنا بسؤال الله الهداية وطلب المغفرة وبذل ما في استطاعتنا لتغيير أنفسنا للأفضل، فإن الله سيغفر لنا.

 

إن فهمنا هذا لمحدوديتنا في الواقع وعظمة الله هو جوهر ما يدعوا له الإسلام، ولهذا يجب على الإنسان أن يستسلم ويخضع لله وهذا ما يعنيه الإسلام حقاً.

 

  • السبت PM 02:01
    2022-03-12
  • 1308
Powered by: GateGold