المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412354
يتصفح الموقع حاليا : 312

البحث

البحث

عرض المادة

upload/upload1627128320219.jpg

من عقائد الشيعة الإثنا عشرية

الشيعة لغة :

                   الأتباع والأنصار والفرقة من الناس , وهي من المشايعة أي المطاوعة , وجمع  الشيعة : شيع , وجمع الجمع أشياع ( 1 )

 

واصطلاحا :

                  تلك الطائفة التي قالت بحصر الخلافة في سيدنا علي وذريته وقد أصبح هذا الاسم علما على هذه الفرقة منذ أواخر القرن الأول الهجري بعد مقتل الحسين في موقعة كربلاء 61   هجري ( (2 

 

والشيعة  الإمامية الإثنا عشرية (موضوع البحث) هم تلك الفرقة من المسلمين الذين زعموا أن عليًا هو الأحق في وراثة الخلافة (*) دون الشيخين وعثمان رضي الله عنهم أجمعين وقد أطلق عليهم الإمامية لأنهم جعلوا من الإمامة القضية الأساسية التي تشغلهم وسُمُّوا بالاثنى عشرية لأنهم قالوا باثني عشر إمامًا دخل آخرهم السرداب بسامراء على حد زعمهم. كما أنهم القسم المقابل لأهل السنة والجماعة في فكرهم وآرائهم المتميزة، وهم يعملون لنشر مذهبهم ليعم العالم الإسلامي.


سبب انتشارهم في ايرن

لما قام الفاروق عمر بقتح إيران، وفرق جموعها وكسر شوكتها نقم أهل إيران على الفاروق لأنهم درجوا على الملوكية واشربوا حبها، فوجد اليهود أن هذه فرصة كبيرة وأرض خصبة لزرع بذور القتنة فيها، والمنادة بأن الولاية والخلافة من حق علي بن ابي طالب، فما كان من أهل إيران إلا أن تعاونوا مع اليهود نقمة على عمر الذي هدم عرشهم وأزال ملكهم.

فلأجل هذا دخل أكثر أهل فارس في الشيعية ليجدوا فيها التسلية بسب الصحابة الفاتحين وعلى رأسهم عمر وعثمان.

يقول المستشرق الانجليزي (براؤن):

ليس عداوة ايران وأهلها لعمر إلا لأنه فتح ايران وقضى على الأسرة الساسانية

 

  • والاثنا عشر إمامًا الذين يتخذهم الإمامية أئمة لهم يتسلسلون على النحو التالي:

    ـ علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي يلقبونه بالمرتضى ـ رابع الخلفاء الراشدين، وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مات غيلةً حينما أقدم الخارجي عبد الرحمن بن ملجم على قتله في مسجد الكوفة في 17 رمضان سنة 40 هـ.

    ـ الحسن بن علي رضي الله عنهما، ويلقبونه بالمجبتى (3 ـ 50هـ).

    ـ الحسين بن علي رضي الله عنهما ويلقبونه بالشهيد (4 ـ 61هـ).

    ـ علي زين العابدين بن الحسين (38 ـ 95 هـ) ويلقبونه بالسَّجَّاد.

    ـ محمد الباقر بن علي زين العابدين (57 ـ 114هـ) ويلقبونه بالباقر.

    ـ جعفر الصادق بن محمد الباقر (83 ـ 148هـ) ويلقبونه بالصادق.

    ـ موسى الكاظم بن جعفر الصادق (128 ـ 183هـ) ويلقبونه بالكاظم.

    ـ علي الرضا بن موسى الكاظم (148 ـ 203هـ) ويلقبونه بالرضى.

    ـ محمد الجواد بن علي الرضا (195 ـ 220هـ) ويلقبونه بالتقي.

    ـ علي الهادي بن محمد الجواد (212 ـ 254هـ) ويلقبونه بالنقي.

    ـ الحسن العسكري بن علي عبد الهادي (232 ـ 260هـ) ويلقبونه بالزكي.

    ـ محمد المهدي بن الحسن العسكري (256هـ ـ ...) ويلقبونه بالحجة القائم المنتظر

 

 

إشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى طائفة الشيعة:

 

 

 

قال -صلى الله عليه وسلم- لا تسبوا أصحابي، فلو أن احدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفة" متفق عليه

وقال -صلى الله عليه وسلم-:"إذا رايتم الذين يسبون أصحابي فقولوا لعنة الله على شركم" رواه الترمذي

فكأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يشير إلى ظهور هذه الفرقة التي تشتغل بسب الصحابة رضوان الله عليهم.

نشأتهم  :

             إن أحداث الفتنة الكبرى التي انتهت بمقتل الخليفة عثمان بن عفان أدت إلى حدوث انشقاق سياسي بين المسلمين فريق يشايع عليا وفريق يشايع معاوية , فقام أتباع علي وقالوا له         ( نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت )  وقد كان هذا الفريق يتصف بمحبة آل البيت

وأنا أقول أن حب آل البيت فريضة شرعية بل إننا نتقرب إلى الله تعالى بمحبة آل بيت النبي  (ص) ولا شك أن المظهر الحقيقي للحب هو المودة القلبية والاتباع الظاهري لكن للأسف أن هذه الفرقة اتخذت هذا الشعار ( حب آل البيت ) جسرا للتشييع الشاذ والعقائد الفاسدة والمواقف الخطيرة .

و في بادئ الأمر كانت آراؤهم تنحصر في الاتجاه السياسي الذي ينظر للخلافة على أنها ميراث أدبي لعلي , ثم تطورت إلى نظرية سياسية على يد أول فرق الشيعة ( الفرقة الكيسانية ) ثم اكتملت نظريتهم في الخلافة وحصرها من ذريّة اٌلإمام علي من السيدة فاطمة الزهراء  .

وسائلهم لتحقيق أهدافهم :

                                  وللوصول إلى أغراضهم أعادوا النظر في وقائع التاريخ وفسروا النصوص بما يؤيد وجهة نظرهم , ولم يتورعوا عن اختلاق أحاديث نبويّة تؤيد فكرتهم , يقول محمد بن سعيد الأصبهاني "  سمعت شريكا يقول : أحمل العلم عن كل من لقيت إلا الشيعة فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه دينا . " .

وقال الأعمش : أدركت الناس وما يسمونهم إلا الكذابين .

وقال شيخ الإسلام بن تيمية  " وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد أن الشيعة هم أكذب الطوائف . "

وآراء الشيعة تتلاقى حول المبادئ الآتية :

الإمامة ركن في الدين:

أجمع علماء الشيعة بجميع فرقهم – عدا الزيدية – على أن الخلافة  ( ويسمونها الإمامة ) ركن في الدين , فإذا كانت أركان الإسلام عندنا خمسة فعندهم ركن سادس هو الإمامة ومن لم يقر بإمامة علي والأئمة من ذريته من بعده فهو كافر خالد في النار

وفي هذا السياق يقول الخميني: إن من ضرورات مذهبنا أن لائمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل. انظر كتابه (الحكومة الإسلامية ص 52)

وفي خطاب ألقاه بمناسبة ذكرى مولد المهدي في 15 شعبان 1400 هـ قال: لقد جاء الأنبياء جميعا من أجل إرساء قواعد العدالة لكنهم لم ينجحوا, حتى النبي محمد (ص) خاتم الأنبياء.. الذي جاء لإصلاح البشرية لم ينجح في ذلك, وإن الشخص الذي سينجح في ذلك هو المهدي المنتظر.

ويقول في كتابه (الحكومة الإسلامية ص91) إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن لا تخص جيلاً خاصا, وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر إلى يوم القيامة يجب تنفيذها واتباعها (3)

نتج عن اعتبار الإمامة ركن من أركان الدين

 عدم تفويض نظرها إلى الأمة لتختار الإمام, بل يتعين على الإمام أن يوصي بالإمامة لخلف له كما فعل رسول الله (ص) حينما أوصى بها لعلي, ومن هنا يصفون عليا بأنه الوصي والشيعة على اختلاف فرقهم, معتدلين كانوا أم غلاة -- اتفقوا على نظرية الوصية لإمامة علي بن أبي طالب لكنهم اختلفوا إلى فرق متعددة بعد هذه العقيدة التي جعلوها أهم عقائد الإيمان الديني- يكفر في نظرهم من جحدها.

 

وإذا صحت نظريتكم فى عصمة الأئمة (الإثنى عشر) .. فأجيبوا على سؤالى هذا :

لقد تنازل الحسين بن علي لمعاوية وسالمه ، في وقت كان يجتمع عنده من الأنصار والجيوش ما يمكنه من مواصلة القتال. وخرج الحسين بن علي في قلة من أصحابه في وقت كان يمكنه فيه الموادعة والمسالمة ولا يخل أن يكون أحدهما على حق. والآخر على باطل لأنه إن كان تنازل الحسن مع تمكنه من الحرب (حقا) كان خروج الحسين مجردا من القوة مع تمكنه من المسالمة (باطلا) وإن كان خروج الحسين مع ضعفه (حقا) كانت تنازل الحسن مع قوته (باطلا) و هذا يضعكم في موقف لا تحسدون عليه. لأنكم إن قلتم أنهما جميعا على حق جمعتم بين النقيضين وهذا القول يهدم أصولكم.

وإن قلتم ببطلان فعل الحسن لزمكم أن تقولوا ببطلان إمامته و بطلان إمامته يبطل إمامة أبيه و عصمته لأنه أوصى إليه و الإمام المعصوم لا يوصي إلا إلى إمام معصوم مثله. و إن قلتم ببطلان فعل الحسين لزمكم أن تقولوا ببطلان إمامته و عصمته و بطلان إمامته و عصمته يبطل إمامة و عصمة جميع أبنائه و ذريته لأنه أصل إمامتهم وعن طريقه تسلسلت الإمامة. و إذا بطل الأصل بطل ما يتفرع عنه.

نظرية الرجعة:

وأكثرهم يقول بعودة إمام منتظر يملأ الأرض عدلا هو المهدي المنتظر وإن اختلفوا فيه, وهو في اعتقادهم لم يمت بل هو في حالة غيبة مؤقتة, ولذلك يسمونه الإمام المستتر وهو يدبر الأمور في فترة استتاره ولذلك يسمى (قائم الزمان) (4), وعندما يعود هذا الإمام سيقوم بصلب أبي بكر وعمر على شجرة رطبة ثم تصير يابسة بعد الصلب, ثم يحيي السيدة عائشة أم المؤمنين ويقيم عليها الحد. انظر (حق اليقين لمحمد الباقر المجلسي ص 347) (5).

موقفهم من القرآن:

من المعلوم من الدين بالضرورة أن القرآن محفوظ بحفظ الله له, قال تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فالقران بقراءاته المتواترة قد اجتمعت عليه الأمة منذ عهد الصحابة حتى اليوم.

أما الشيعة الأمامية الاثني عشرية –وهم للأسف غالبية الشيعة المعاصرين- كما قال د/ محمد عمارة- (6) - مجمعون على أن القرآن قد حرف وبدل وجرت عليه الزيادة والنقصان وجمهور الشيعة على ذلك, ولهم كتاب كلما تذكرت اسمه علتني سحابة من الحزن واعترتني حالة من الغثيان, وهو كتاب (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) لحسين بن محمد النوري الطبرسي, وقد أورد الكليني مجموعة من الروايات قال فيها (إن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام... مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات , والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد) (7).

يذكر أن الشيخ( إحسان إلاهي ظهير) كان يلقي محاضرة في أحد المساجد في أميركا عن عقيدة تحريف القرآن عند الشيعة فاعترض أحد الشيعة و قال أن الشيعة لا يعتقدون بذلك. عندها تحداه الشيخ إحسان أن يحضر له فتوى من علماء الشيعة بولاية أميركية واحدة يكفرون فيها من يقول بتحريف القرآن. و كانت النتيجة أن عجز هذا الشيعي عن إحضار هذه الفتوى و لو من عالم شيعي واحد!

يرى بعض الباحثين أن علماء الشيعة اليوم ينكرون قضية التحريف هذه .

و لذا أقول: لو كان علماء الشيعة صادقين في هذا الإنكار لاعترفوا أولاً بما اطلعوا عليه من الكتب القديمة التي لا تزال تطبع مراراً و تكراراً و تجد طريقها إلى العالم الإسلامي و لتبرئوا من كل طاعن في القرآن الكريم كأمثال النوري و الطبرسي و باقي علماءهم، و لأصدروا فتواهم في كفر هؤلاء لطعنهم في الوحي الخالد الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه )، فهل لعلماء الشيعة الجرأة اليوم على تكفير كبار علماءهم ( النوري ، الجزائري ، القمي ، الكاشاني )؟{ اسألوهم إن كانواينطقون } التاريخ يجيبك بأن من يستنكرون نسبة القول بالتحريف إلى مذهبهم اليوم لم يقيموا حد الردة علىإمامهم النوري لقوله بالتحريف و تأليفه كتاباً في الطعن في القرآن!!! و لم يحذروا منه!!! بل لم يطردوه من بلادهم أو يسجنوه أو يحرقوا على الأقل كتابه!!! بل اعتبروا كتابه ( مستدرك الوسائل ) ثامن أهم كتب الحديث المعتمدة في مذهبهم و دفنوه بعد موته في مكان مقدس عندهم، يتمنى كل شيعى أن يدفن هناك و لو ليوم واحد، ذاك هو بناء المشهد الرضوي بالنجف!!!

و إني لأعجب حقيقة من هؤلاء الذين يكفرون أصحاب رسول الله و يتفنون في شتمهم ليل نهار و يكفرون من لم يؤمن بإمامة الأئمة الإثنى عشر، كيف لا يكفرون من يطعن فى القرآن؟!!

إنّ علماء الشيعة اليوم يعلمون أنّ تكفيرهم لكبار علمائهم القدماء يعني بطلان مذهب الشيعة، و ذلك لأنّ مذهب الشيعة لم يقم إلا بهؤلاء و بجهودهم في توثيق روايات الأئمة و جمعها و كتابتها و شرحها و توجيهها، و إنما يأتي الخوف من حيث أنّ من تجرأ على القرآن و افترى عليه و حرّفه كيفما يشاء، كم من السهل عليه أن يفتري على رسول الله و على الأئمة و على الصحابة و على الناس أجمعين.

موقفهم من السنة النبوية:

من المعروف والمجمع عليه عند علماء الشيعة بل من أصول مذهبهم, أن الأمة قد كفرت بعد وفاة رسول الله (ص) وارتدت عن دين الله, لذلك فإنهم لايعتمدون عليهم ولا يثقون بأخبارهم ويطرحونا جملة وتفصيلا باعتبارها ساقطة وكاذبة.

وقد سمعت هذا الكلام بنفسي حين حاورت أحدهم بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة وكذلك من اغتر بهم من الشباب في بلدنا, ولا حول ولا قوة إلا بالله.

هذا هو رأي الشيعة وزعيمهم الخميني في السنة النبوية المطهرة التي رواها عن رسول الله (ص) أصحابه الأتقياء البررة.

فهم بذلك ينكرون كل السنة التي رويت لنا بأحاديث صحاح ومتواترة وبذلك ينقضون المصدر الثاني لهذا الدين وهو السنة بعد أن طعنوا في المصدر الأول وهو القران الكريم.

 

موقفهم من الصحابة:

إن من عقيدتنا أن الصحابة كلهم عدول ومن المفترض علينا أن ننظر إليهم نظرة احترام وتقدير لان الله عز وجل شهد لهم فقال: لقد رضي الله......الفتح 18) وقال عنهم: (وألزمهم كلمة التقوى ... الفتح 26) ونحن نفهم من هذه الآيات أن الصحابة لا يجترئ عليهم إلا زائغ.

ولقد وقع الشيعة في الصحابة رضى الله عنهم طعناً وتكفيراً وقذفوهم بأشنع التهم وأفظعها وقد راموا من وراء ذلك الطعن في الرساله والقدح في صاحبها.

يقول الإمام مالك ابن أنس وغيره من أهل العلم ( هؤلاء قوم أرادوا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك فطعنوا في الصحابة ليقول القائل رجل سوء كان له أصحاب سوء ولو كان رجلا صالحاً لكان الصحابة صالحين ) .

وهذا ما وقع منهم بالفعل فهم يتقربون إلى الله بلعن أبي بكر وعمر ويتهمون السيدة عائشة بالزنا وقد برأها الله عز وجل.

لقد تحدث الخميني عن سيدنا عمر رضي الله عنه فقال: إن أعماله كلها نابعة من الكفر والزندقة) (8).

وقال في موضع آخر في بعض حدثيه عن الشيخين أبي بكر وعمر ( إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال والحمقى , الأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة) (9)

رأى ابن تيمية :

فأما من زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً ، أو أنهم فسقوا عامتهم ، فهذا لا ريب في كفره ، لأنه كذب لما نصه عليه القرآن في غير موضع : من الرضى عنهم والثناء عليهم ، بل من يشك في كفره مثل هذا فإن كفره متعين ، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق ، وأن هذه الآية التي هي ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) وخيرها هو القرن الأول ، كان عامتهم كفاراً أو فساقاُ ، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم ، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها ، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام

انتهى كلامه فى ( الصارم المسلول ) .

 

وإني أتسائل: أي اعتبار يبقى بعد الوقوع في أصحاب الرسول (ص) فإذا كانت تربية الرسول لم تصل بالناس إلى المعاني السامية والأخلاق العالية فما هو حال غيره؟!

مكانة الصحابة الكرام :

 إن عقيدة أهل السنة في الصحابة - رضوان الله عليهم - أنهم خير خلق الله بعد الرسل و الأنبياء و أن محبتهم طاعة و إيمان , و بغضهم نفاق و عصيان ، أبر هذه الأمة قلوباً وأرسخهم إيماناً ، بالصحبة و النصرة سبقوا سبقاً بعيداً ، وبتزكية الله ورسوله لهم بلغوا شأناً عظيماً ، أعلاهم قدراً و أكثرهم أجراً و أثقلهم ميزاناً الصديق الأكبر ثم الفاروق عمر ، وعلى هذا إجماع المؤمنين من الصحابة و التابعين ، ثم ذو النورين عثمان ثم علي بن أبي طالب ، وهم الخلفاء الراشدون الأربعة ،  ومن بعدهم باقي العشرة المبشرين بالجنة ، و من ورائهم السابقون الأولون من المهاجرين الأبرار ثم الأنصار الأخيار ثم أهل بدر ثم أهل أحد ثم أهل بيعة الرضوان ثم من آمن من بعد الفتح و أنفق و جاهد .

ففرض على كل مسلم حبهم ، و الاقتداء بهم و الاهتداء بهديهم دون غلوٍ أو تنقص .. ويجب الكف عما شجر بينهم ( وسنذكر ذلك فى العلاج ) والدعاء والإستغفار لهم فهم السابقون بالإيمان.. فلا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل . (10) .

قال تعالى ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون ) (الحشر 8)

 

موقفهم من الرسول (ص):

قال تعالى: إنا نزلنا عليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله) فالرسول (ص) قد حقق الإنصاف الإلهي بما لا يزيد عليه, بينما الشيعة ينتقصون رسول الله (ص) يقول الخميني في خطاب ألقاه في ذكرى مولد الإمام السابع بتاريخ 9/8/1984 (إنني متأسف لأمرين أحدهما إن نظام الحكم الإسلامي لم ينجح منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا, وحتى في عهد الرسول (ص) ويقول في كتابه كشف الأسرار ص155, وواضح أن النبي (ص) لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقا لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلاد الإسلامية كل هذه الخلافات.

مخالفتهم للإجماع:

قال تعالى( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) النساء 115.

فهذه الآية تدل على أن إجماع المؤمنين حجة, وأوضح مثال عند الشيعة على مخالفتهم الإجماع هو إباحتهم لنكاح المتعة الذي لازال قائما في إيران حتى الآن وما هو إلا زنا صريح بعد انعقاد الإجماع على تحريمه وممن قال بتحريمه علي بن أبي طالب.

وقد قال فتح الله الكاشاني في كتابه (منهج الصادقين): إن المتعة من ديني ودين آبائي فالذي يعمل بها يعمل بديننا, وولد المتعة أفضل من ولد الزوجة الدائمة ومنكر المتعة كافر مرتد. (10).

وقد قال إمامهم الخمينى: (لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضماً وتفخيذاً -أي يضع ذكره بين فخذيها- وتقبيلاً) انظر كتابه (تحرير الوسيلة 2/241 مسألة رقم 12).

وهم لايرون باسا من أن يعين الأب ابنته على أن تجد من يتمتع بها لبضع ساعات، لأنه تعاون على البر والتقوى، ومساعدة على إقامة شعائر الدين.

فسبحان الله .. أي عقيدة تلك التي من أصولها التمتع بألف امراة تحت سقف واحد، وإباحة الزنا باسم الدين.

إن الإباحيين في اوربا لم ينادوا بالجنس بهذه الطريقة، فهم يزنون ويعلمون أنه خطأ وعار على من يقوم به، أما الشيعة فالجنس عندهم عقيدة يثاب فاعلها. فسبحان الله.

 

(من هم الشيعة/ أحمد جوادة ص 155 ط دار الامير)

 

 

قولهم بالبداء :

والمقصود بالبداء عندهم أنهم يجوزون أن يريد الله شيئاً ثم يبدو له خلافه أي يظهر له مالم يكن ظاهراً فيغير أمره الذي بدا له (تعالى الله عما يقولون ) .

القول بالبداء يستلزم سابق الجهل  وألا يكون الله عالم بعواقب الأمور !!! وإنما لجأ الشيعة إلى القول بعقيدة البداء التى تنطوى على  سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى . لأن أئمتهم كانوا يخبرون أخبار فإن تحققت قالوا ألم نقل لكم أننا نعلم الغيب من الله وإن خالف الواقع ما أخبروا به قالوا بدا لله أمر فغير ما أخبرناكم به !!! وهذا قول كذب و باطل لايستحل أى مسلم أن يقوله على الله سبحانه وتعالى .                                             

 

التقية

و هي كتمان الحق وستر الاعتقاد فيه، ومواراة المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين أو الدنيا " .

واستدل الشيعة على التقية بالآيات التي استدل بها أهل السنة، ولكنهم توسعوا في استخدامها وخرجوا بها من حال الضرورة إلى حال الاختيار، فهي عندهم سلوك جماعي دائم وحالة مستمرة حتى يخرج قائم الزمان من سرداب سامراء. قال ابن بابويه - من أئمتهم - في كتابه الاعتقادات: " والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله تعالى وعن دين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة"

والشيعة تستخدمها مع المسلمين - ولا سيما أهل السنة - لأنهم يرون أهل السنة أشد كفراً من اليهود والنصارى ؛ لأن منكر إمامة الاثني عشر أشد من منكر النبوة عندهم. 

والتقية عندهم ركن من أركان دينهم كالصلاة أو أعظم، حتى قال قائلهم : " اعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها بمنزلة من ترك الصلاة" ، وجعلوا التقية " تسعة أعشار الدين " ، " وأن من لا تقية له لا إيمان له " .

 فالشيعة يرون التقية فريضة لا يقوم المذهب إلا بها، و يتلقون أصولها سراً وجهراً، ويتعاملون بها خصوصاً إذا أحاطت بهم ظروف قاسية، فالحذر الحذر .

 

صلاتهم على الشقفة :

ومن اعتقادات الشيعة أن تربة الحسين هي الكفيلة لشفاء الأدواء والأسقام بشتى أنواعها وأشكالها.. مخالفين بذلك قول الله: وإن يمسسكَ اللهُ بضرٍ فلا كاشفَ لهُ إلا هو( يونس 107) ، وقوله: أمّن يجيب المضطرَ إذا دعاهُ ويكشفُ السوء (النمل62 )، وقوله : وإذا مرضتُ فهو يشفين.( الشعراء 80 ). فهم باعتقادهم بهذا التراب الدواء والشفاء ، قد شابهوا المشركين في اعتقادهم بأحجارهم النفع والضر .

وهم ينسبون إلى جعفر الصادق أنه قال: طينة قبر الحسين شفاء من كل داء ، وإذا أكلته تقول : بسم الله وبالله اللهم اجعله زرقاً واسعاً وعلماً نافعاً وشفاء من كل داء . (أنظر بحار الأنوار: 98 / 129. )

تعليق الدكتور يوسف القرضاوى

إن (الحصاة) التي يضعها الشيعة في قبلتهم عند كل صلاة، ويتحرون السجود عليها، ويشيع أنها من (طينة كربلاء). فيها رائحة تقديس للحجارة والحصى، وهو من رشحات الوثنية التي يرفضها الإسلام، ويسد الذرائع إليها.

غلوهم في فاطمة الزهراء:

إن كتب الشيعة تنص على أن الوحي تنزل على قاطمة بعد أبيها عليه الصلاة والسلام, يقول الخميني في خطابه بتاريخ 2/3/1986:( وان فاطمة الزهراء عاشت بعد وفاة والدها خمسة وسبعين يوما قضتها حزينة كئيبة وكان جبريل الأمين يأتي إليها لتعزيتها وإبلاغها بالأمور التي ستقع في المستقبل, وكان علي يكتب هذه الأمور التي تنقل لها من قبل جبريل, وهذه من الفضائل الخاصة بالصديقة فاطمة الزهراء).

يقول الشيخ سعيد حوى تعليقا على هذا الكلام: إن مثل هذه الأقوال تخرج صاحبها من الدين الإسلامي بإجماع المسلمين بمختلف مذاهبهم. (11).

إغضاب السيدة فاطمة

فى أثناء محاورتى لأحدهم وجدت أن مسألة اغضاب السيدة فاطمة تشغلهم إلى حد بعيد وبناءً على هذه الحكاية يستسيغون سب أبى بكر ولعنه , فهم يقولون أن أبا بكر أهان السيدة فاطمة وأحرق بيتها وأسقط جنينها ونحن نقول أن محبة السيدة فاطمة والدفاع عنها حق لا نجادل فيه لكن قصة احراق البيت و اسقاط الجنين مكذوبة بل فيها إهانة للإمام علي نفسه لأنه رجل شهم فكيف ينظر الى امرأته يحدث لها هذا و لا يتحرك , إن كتب الشيعة تبين أن الإمام علي نفسه اغضب فاطمة فهل يرضى الشيعة أن يطبقو المبدأ على الإمام علي ؟!

فهم يحكون فى كتبهم أن الحسن بن على دخل على جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتعثر بذيله فأسرّ إلى النبي عليه الصلاة والسلام سراً فرأيته وقد تغير لونه ثم قام النبي عليه الصلاة والسلام حتى أتى منزل فاطمة … ثم جاء علي فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده ثم هزها إليه هزاً خفيفاً ثم قال: يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة فإنّ الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها) بحار الأنوار 43/42

وعن أبي عبد الله ( جعفر ) عليه السلام أنه سُئل: هل تشيع الجنازة بنار ويُمشى معها بمجمرة أو قنديل أو غير ذلك مما يُضاد به؟ قال: فتغير لون أبي عبد الله عليه السلام من ذلك واستوى جالساً ثم قال: إنه جاء شقي من الأشقياء إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لها: أما علمت أنّ علياً قد خطب بنت أبي جهل فقالت: حقاً ما تقول؟ فقال: حقاً ما أقول ثلاث مرات ، فدخلها من الغيرة ما لا تملك نفسها ، وذلك أنّ الله تبارك وتعالى كتب على النساء غيرة وكتب على الرجال جهاداّ وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الأجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل الله ، قال: فاشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة هي حتى أمست وجاء الليل حملت الحسن على عاتقها الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ، ثم تحولت إلى حجرة أبيها فجاء علي فدخل حجرته فلم ير فاطمة فاشتد لذلك غمه وعظم عليه ولم يعلم القصة ما هي ، فاستحيي أن يدعوها من منزل أبيها فخرج إلى المسجد يصلي فيه ما شاء الله ، ثم جمع شيئاً من كثيب المسجد واتكأ عليه ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما بفاطمة من الحزن أفاض عليه الماء ثم لبس ثوبه ودخل المسجد فلم يزل يصلي بين راكع وساجد ، وكلما صلى ركعتين دعا الله أن يُذهب ما بفاطمة من الحزن والغم ، وذلك أن لا يهنيها النوم وليس لها قرار ، قال لها: قومي يا بنية فقامت ، فحمل النبي عليه الصلاة والسلام الحسن وحملت فاطمة الحسين وأخذت بيد أم كلثوم فانتهى إلى علي عليه السلام وهو نائم فوضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجله على رجل علّي فغمزه وقال: قم يا أبا تراب! فكم ساكن أزعجته، ادع لي أبا بكر من داره ، وعمر من مجلسه ، وطلحة ، فخرج علي فاستخرجهما من منزلهما واجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي ! أما علمت أنّ فاطمة بضعة مني وأنا منها ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذاها بعد موتي كان كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي. علل الشرائع للقمي ص185-186

و الغريب هنا أنّ هذه المقولة قيلت بناء على إغضاب علي لفاطمة و هو تحذير نبوي لعلي زوج فاطمة و لباقي الصحابة من إغضاب فاطمة إلا أنّ الشيعة لا يستدلون بهذا الحديث إلا على أبي بكر ، و لو كان إغضاب فاطمة رضوان الله عليها أو رضاها سبباً في إيمان أو كفر لَلَحِقَ الوعيد علي بن أبي طالب قبل أبي بكر و قبل أي رجل أو امرأة اختلفت مع فاطمة. نحن نقول بأنه لا علي بن أبي طالب و لا أبي بكر كفرا أو فسقا بسبب إغضابهما فاطمة ، و النبي عليه الصلاة و السلام إنما قال تلك الكلمات في حق من يغضب فاطمة تعظيماً لأمرها و هي بلا شك أهل لذلك ، و تحذيراً من إغضاب ابنته التي لها من المكانة عنده ما لها ، رضوان الله عليها أن يُقاس من خلال القرآن و السنة فإن كان غضبها لأجلهما كان إغضابها . و غضب فاطمة لا بد إغضاباً لله و الرسول أما إذا كان غضبها لخلاف شخصي أو لوجهة نظر لها كالذي يحصل للناس عادة ، فهذا ما لا يقتضي إدانة أحد لأنّ الله عز وجل و دين الإسلام لا يتماشى مع آراء البشر و لو كانوا من صلحاءهم و مصلحيهم.

(من هم الشيعة /أحمد جوادة . )

بين أبى بكر وفاطمة الزهراء

من الأسباب الرئيسية لكراهية أبى بكر عند الشيعة قضية أرض( فدك)                                                                                                                         وبشى من الاختصار نقول:

إن أرض فدك ، قرية في الحجاز كان يسكنها طائفة من اليهود، و لمّا فرغ الرسول عليه الصلاة والسلام من خيبر، قذف الله عز وجل في قلوبهم الرعب ، فصالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على فدك ، فكانت ملكاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها مما لم يُوجف عليها بخيل و لا ركاب.

و رغم أنّّ خلاف الخليفة أبو بكر مع السيدة فاطمة رضوان الله عليهما كان خلافاً سائغاً بين طرفين يملك كل منهما أدلة على رأيه إلا أنّ حساسية البعض من شخصية أبو بكر تجعله ينظر إلى الأمور بغير منظارها فتنقلب الأمور. و لو أننا استبدلنا شخصيات القصة ( أبو بكر و فاطمة ) بفقيهين من الشيعة مثلاً أو مرجعين من مراجعهم لكان لكل طرف منهما مكانته وقدره دون التشنيع عليه وإتهام نيته ، ولكانت النظرة إلى رأي الطرفين نظرة احترام وتقدير على اعتبار وجود نصوص وأدلة يستند إليها الطرفين في دعواهما وإن كان الأرجح قول أحدهما. لكن أمام ( ابو بكر ) و ( فاطمة ) الأمر يختلف ، فأبو بكر عدو للشيعة وما دام عدواً فكل الشر فيه وكل الخطأ في رأيه ، هكذا توزن الأمور!!! توزن بميزان العاطفة التي لا تصلح للقضاء بين متنازعين فكيف بدراسة أحداث تاريخية ودراسة تأصيلها الشرعي!!!

لكن المنصف الذي لا ينقاد إلى عاطفته بل إلى الحق حيث كان ، يقف وقفة تأمل لذاك الخلاف ليضع النقاط على الحروف فأرض فدك هذه لا تخلو من أمرين: إما أنها إرث من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة رضوان الله عليها أو هي هبة وهبها رسول الله لها يوم خيبر.

فأما كونها إرثاً فبيان ذلك ما رواه البخاري و مسلم و غيرهما من أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم جاءت فاطمة رضوان الله عليها لأبي بكر الصدّيق تطلب منه إرثها من النبي عليه الصلاة والسلام في فدك وسهم النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر وغيرهما. فقال أبو بكر الصدّيق: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( إنّا لا نورّث ، ما تركناه صدقة ) وفي رواية عند أحمد ( إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث )، فوجدت فاطمة على أبي بكر بينما استدلت رضوان الله عليها بعموم قوله تعالى {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين}.

و لنكن حياديين ها هنا ولننسى أنّ المطالب بالإرث امرأة نحبها ونجلها لأنها بنت نبينا وأنّ لها من المكانة في نفوسنا وعند الله عز وجل ما لها ، لنقول : كلام محمد عليه الصلاة والسلام فوق كلام كل أحد ، فإذ صح حديث كهذا عن رسول الله فلا بد ان نقبله ونرفض ما سواه ، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا نلوم أبا بكر على التزامه بحديث رسول الله وتطبيقه إياه ؟!!

لقد صح حديث ( إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ) عند الفريقين السنة والشيعة ، فلماذا يُستنكر على أبي بكر استشهاده بحديث صحيح ويُتهم بالمقابل باختلاقه الحديث لكي يغصب فاطمة حقها في فدك؟!! أما صحته عند أهل السنة فهو أظهر من أن يحتاج إلى بيان ، وأما صحته عند الشيعة فإليك بيانه:
روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( … وإنّ العلماء ورثة الأنبياء ، إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورّثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر )

قال عنه المجلسي في مرآة العقول 1/111 ( الحديث الأول

( أي الذي بين يدينا ) له سندان الأول مجهول والثاني حسن أو موثق لا يقصران عن الصحيح ) فالحديث إذاً موثق في أحد أسانيده ويُحتج به ، فلماذا يتغاضى عنه علماء الشيعة رغم شهرته عندهم!!

إذاً حديث (إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً و لا درهماً و لكن ورّثوا العلم) صحيح كما بيّن ذلك الخميني والمجلسي من قبله ، فلماذا لا يؤخذ بحديث صحيح النسبة إلى رسول الله مع أننا مجمعون على أنه لا اجتهاد مع نص؟!!

وأعجب من هذا كله هناك حقيقة تخفى على الكثيرين وهي أنّ المرأة لا ترث في مذهب الشيعة الإمامية من العقار و الأرض شيئاً ، فكيف يستجيز الشيعة الإمامية وراثة السيدة فاطمة رضوان الله عليها لفدك وهم لا يُورّثون المرأة العقار ولا الأرض في مذهبهم؟!!

فقد بوّب الكليني باباً مستقلاً في الكافي بعنوان ( إنّ النساء لا يرثن من العقار شيئاً ) روى فيه عن أبي جعفر قوله: ( النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئاً ) و روى الطوسي في التهذيب والمجلسي في بحار الأنوار عن ميسر قوله (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن النساء ما لهن من الميراث ، فقال: لهن قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب فأما الأرض والعقار فلا ميراث لهن فيهما) و عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: (النساء لا يرثن من الأرض و لا من العقار شيئاً) و عن عبد الملك بن أعين عن أحدهما عليهما السلام قال: (ليس للنساء من الدور والعقار شيئاً)

كما أنّ فدك لو كانت إرثاً من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكان لنساء النبي و منهن عائشة بنت أبي بكر وزينب وأم كلثوم بنات النبي حصة منها ، لكن أبا بكر لم يعط ابنته عائشة ولا أحد من نساء النبي ولا بناته شيئاً استناداً للحديث ، فلماذا لا يُذكر هؤلاء كطرف في قضية فدك بينما يتم التركيز على السيدة فاطمة وحدها؟!!

يا أمير المؤمنين! ما بال مظلمتنا لا تُرد؟ فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالى لمّا فتح على نبيه صلى الله عليه وآله فدك … ، فقال له المهدي: يا أبا الحسن! حدّها لي ، فقال: حد منها جبل أحد ، وحد منها عريش مصر ، وحد منها سيف البحر ، وحد منها دومة الجندل ). فأين أرض في خيبر من مساحة كهذه ؟!! ألهذا الحد يُستخف بعقول الناس؟!!

(من هم الشيعة,أحمد جوادة . ط دار الأمير بتصرف)

 

 

.    أبو بكر الصديق: خير هذه الأمة بعد نبيها:

لقد زكّى الله صحابة الرسول عموماً و المهاجرين و الأنصار خاصة وأشار إلى بعضهم مثل أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي نصّ القرآن صراحة أن الله معه :

‏إِلاّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا (40) التوبة

فمن يكون أفضل من اثنين الله ثالثهما ؟ وهل يكون أحد أفضل من أبي بكر إلا النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فما من أحد يعادي أبا بكر الصديق إلا كان عدواً لله ، فقد نص القرآن أن الله مع أبي بكر، كما أخبره الرسول صلى الله عليه و سلم بالغار، و وصفه الله أنه صاحب رسول الله، و قد أجمع السنة و الشيعة و الخوارج على أن أبو بكر هو صاحب رسول الله (صلى الله عليه و سلم) في الغار. و لم ينل أحد هذا الفضل إلا أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

و من أفضال أبو بكر أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) قد جعله أميراً للحج. قال بن القيّم:
ثم أقام رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعد رجوعه من تبوك -بقيّة رمضان و شوّال و ذي القعدة- ثم بعث أبا بكر رضي الله عنه أميراُ على الحج ليقيم للناس حجهم. و أهل الشرك على دينهم و منازلهم من حجهم. فخرج أبو بكر في ثلاثمائة من المدينة. و بعث رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بعشرين بدنة. قلّدها و أشعرها بيده، ثم نزلت سورة "براءة" في نقض ما بين رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و بين المشركين من العهد الذي كانوا عليه، فأرسل بها علي بن أبي طالب على ناقته العضباء، ليقرأ "براءة" على الناس. و ينبذ إلى كل ذي عهد عهده, فلمّـا لقي أبا بكر قال له: "أمير, أو مأمور؟ فقال علي: بل مأمور", فلمّـا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب، فقال: يا أيها الناس! لا يدخل الجنة كافر, و لا يحج بعد العام مشرك، و لا يطوف بالبيت عريان. و من كان له عهد عند رسول الله (صلّى الله عليه و سلّم) فهوإلى مدّته.
زاد المعاد (1 / 186).

و بعد ذلك، و في آخر أيّـامه صلّى الله عليه و سلّم عندما مرض يأمر أبا بكر ليصلّي بالناس بدلاُ عنه صلّى الله عليه و سلّم و علي و العبّاس رضي الله عنهما كانا حاضرين.

و إن كان أحد قد توهم أن نص القرآن بفضل أبي بكر و ما ذكرناه من إمامة أبو بكر (رضي الله عنه) لا علاقة له بأحقيته في الخلافة، فإن علي (رضي الله عنه) قد تكفل في الرد على هذا الزعم. فقد قال علي (رضي الله عنه) عن الخلافة في كتاب نهج البلاغة و هو أصدق الكتب عند الشيعة:

(((( و إنا لنرى أبا بكر أحق بها - أي بالخلافة - إنه لصاحب الغار. و إنا لنعرف سنه. و لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصلاة خلفه و هو حي )))). نهج البلاغة، تحقيق العالم الشيعي الشريف الرضي 1 / 132

و يقول علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) و هو يذكر بيعته لأبي بكر ((... فمشيت عنـد ذلك إلى أبـي بكر فبـايعته و نهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل و زهق و كانت ( كلمة الله هي العليا و لو كره الكافرون ) فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر و سدد و قارب و اقتصد فصحبته مناصحاً و أطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً )). الغارات للثقفي (2 / 305).

و يقول عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( لله بلاء فلان فقد قوم الأود، و داوى العمد، خلف الفتنة و أقام السنة، ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي )). نهج البلاغة ص (509).

و انظر شهادة الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في فضل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن سائر صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم. و انظر أيضاً إلى محبة أهل البيت (الذين يدعي الشيعة الإنتماء لهم) لأبو بكر الصديق رضي الله عنه.

 

من هم أهل الـبـيـت؟

فى ليلة لم يطلع لها نهار , وقف معى شيعى يحاول إخراج السيدة عائشة من آل البيت ونظرا لأنه جديد فى تشيعه (ويعذر بجهلة ) لا يعرف أن هذا مدخل لاتهام السيدة عائشة فى عرضها لذا سأناقش مع حضراتكم هذا المبحث بشىء من التفصيل . 

قال الله تعالى { يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا {32} وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا {33} وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا {34} }
وعن أم المؤمنين عائشة قالت: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: { إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً }.

التعليق:
1- آية التطهير إنما نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قال الله تبارك وتعالى { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إنّ الله كان لطيفاً خبيراً} فالذي يراعي سياق هذه الآيات يوقن أنها في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة ، بل من يدقق في الآيات سيجد بنفسه أنّ قوله تعالى { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً } آية واحدة والخطاب فيها كما هو واضح موجه لنساء النبي.

و لعل هذا يدعونا إلى التساؤل: إذا كان الأمر كذلك فلم لم يعبّر عنهن بنون النسوة بدلاً من (ميم) الجماعة؟ غير أنّ ما يمكن أن يقوله المرء هنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو رأس أهل بيته وهو داخل بلا شك في الآية مع نساءه كما قال تعالى في إبراهيم عليه السلام { أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } مع أنّ الخطاب لإمرأة إبراهيم عليه السلام ولكنه لما دخل إبراهيم عليه السلام وزوجته في مسمى أهل البيت عبّر عنهم جميعاً بـ ( ميم ) الجماعة في قوله تعالى { رحمة الله وبركاته عليكم } تغليباً ، بل إنّ إطلاق تسمية ( أهل ) على الزوجة وارد في قوله تعالى عن موسى عليه السلام { فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله } مع أنه لم يكن مع موسى عليه سوى زوجته ، فما العجب في أن تعني الآية نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتستخدم في حقهن (ميم ) الجماعة؟!!

2- مما يؤكد أنّ الآية لم تنزل في أصحاب الكساء رضوان الله تعالى عليهم بل في نساء النبي خاصة حديث الكساء نفسه ، ذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث الكساء دعا لأصحاب الكساء بأن يذهب الله عنهم الرجس بقوله ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس ) فإذا كانت الآية نزلت فيهم وقد أخبر الله فيها بإذهاب الرجس فما الداعي لدعاء كهذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!! وإنما أراد رسول الله من دعاءه هذا أن يضم الله عز وجل أصحاب الكساء وهم من أهل بيته بلا ريب إلى نساءه اللاتي نزلت فيهن الآية في المعنى الذي تضمنته الآية وهو إرادة التطهير ورفع الرجس.

إنّ أهل السنة يقولون بأنّ الله عز وجل أذهب الرجس عن أصحاب الكساء لحديث الكساء لا لورود آية التطهير التي إن جاز الاستدلال بها على أحد فعلى أمهات المؤمنين اللاتي هن نساء النبي صلوات الله عليه وأهل بيته.

3- معنى أهل البيت يتعدى نساء النبي صلوات الله عليه ويتعدى الإمام علي والسيدة فاطمة وإلامامين الحسن والحسين إلى غيرهم كما في حديث زيد بن الأرقم الذي سئل فيه ( نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته الذين حُرموا الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس ) فمفهوم أهل البيت يتضمن أيضاً آل عباس وابن عبد المطلب وآل عقيل بن أبي طالب وآل جعفر بن أبي طالب بدليل حديث زيد بن الأرقم، ويدخل في مسمى أهل البيت أيضاً آل الحارث بن عبد المطلب لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب ( إنّ الصدقة لا تنبغي لآل محمد ، إنما هي أوساخ الناس )

4- الاستدلال بالآية على عصمة أصحاب الكساء لا يخلو من العجب لأمر بديهي يعرفه كل أحد وهو أنّ حديث الكساء يذكر السيدة فاطمة رضوان الله عليها كأحد الأطراف الذين نزلت فيهم الآية ، والإمامية (وهم الإثنى عشرية والجعفرية ) يقولون بأنّ الله عز وجل أضفى على الأئمة صفة العصمة لاحتياج المهمة المناطة بهم لذلك وهي إمامة الناس وتحكيم شرع الله ، والسؤال : إذا كان الأمر كذلك فهل السيدة فاطمة نبية أو من الأئمة لكي تُضفى عليها صفة العصمة؟!! وما الغاية التي لأجلها أُضفيت عليه العصمة؟ هل كل من يحبه الله أو كل من له مقام عنده الله يُعطى العصمة ؟!!
إنّ الله عز وجل لمّا أضفى صفة العصمة على الأنبياء أضفاها عليهم لأنهم مبلغو الوحي وأمن الرسالة السماوية، و لو أننا قبلنا عصمة الأئمة دون أن نناقشها، فإنّ ما لا يمكن تقبله لا عقلاً ولا شرعاً أن يتصف بالعصمة من ليس بنبي و لا حتى إمام!!

5- لمّا كانت الآية نازلة في نساء النبي ( أمهات المؤمنين ) و في إرادة تطهيرهن، جمع النبي عليه الصلاة أصحاب الكساء وهم من خواص أهل البيت ، ليدعو لهم بأن ينالهم التطهير الذي نال أمهات المؤمنين قائلاً (اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً) طالباً من الله عز وجل أن ينالهم هذا الفضل وهو بلا شك أهل له ، فحرصت أم سلمة بعد أن رأت رسول الله قد جمع علياً وفاطمة والحسن والحسين أن تكون معهم وتنال بركة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام وكان ذلك قبل أن يدعو النبي عليه الصلاة وأن يقرأ الآية موضحاً سبب طلبه لهم ، فقالت أم سلمة ( وأنا معهم يا رسول الله ) ، قال : ( إنك على خير ) و في رواية أخرى قال ( إنك الى خير أنت من أزواج النبي ) إذ لا حاجة لأم سلمة في أن يدعو لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن يُذهب الله عنها الرجس طالما أن الآية نزلت فيها وفي باقي نساء النبي عليه الصلاة والسلام ، وهذا من أبرز الدلائل على كون الآية نازلة فيها لا في أصحاب الكساء الذي حرص النبي عليه الصلاة والسلام على الدعاء لهم ولو كانت الآية نازلة فيهم لما جمعهم الرسول عليه الصلاة والسلام وقال ما قال. نذكر أن الآية لم تنزل في بيت ام سلمة بل نزلت في بيت عائشة (انظر الى الرواية المروية عن عائشة في مسلم وهي التي يستدل بها الشيعة)، ثم بعد نزولها و في فترة لاحقة جاء الرسول الى بيت ام سلمة ثم دعا علي و فاطمة و الحسن و الحسين و غطاهم بالكساء و دعا لهم.

6- قوله تعالى{ ويطهركم تطهيراً } ليس فيه إخبار بذهاب الرجس بل فيه أمر لمن نزلت فيهم الآية بالتزام طاعته لكي يحصل لهن التطهير ، لأنّ الله عز وجل يريد تطهيرهن ، وسياق الكلام الموجه لنساء النبي صلوات الله وسلامه عليه كان يتضمن توجيهاً إلهياً إليهن بفعل أمور واجتناب أخرى وبين الله عز وجل أنه يريد منهن التزام هذه التوجيهات ليذهب عنهم الرجس بمقتضى أمره لهم ، وبامتثالهم لأمر الله وحفظه لوصاياه يحصل التطهير ، وهذا النمط من الخطاب استخدم الله عز وجل في آخرين كما في قوله تعالى للمؤمنين { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم } وقوله تعالى { يريد الله ليبين لكم ويهديكم } وقوله تعالى { يريد الله أن يخفف عنكم } فالإرادة هنا متضمنة للأمر والمحبة والرضا لا أنها حصلت فعلاً ، ولو كان الأمر كذلك لتطهر كل من أراد الله طهارته ، وأبسط مثال يوضح ذلك هو أنّ الله عز وجل يريد على سبيل المثال للبشر كلهم أن يدخلوا الجنة وهذه الإرادة هي إرادة محبة ، وهناك إرادة له سبحانه كونية قدرية في هذا الشأن وهي أنه سيكون من البشر مؤمن وكافر وأنّ ما كل البشر سيدخل الجنة ، لأنّ الله سبحانه وتعالى العادل أعطى البشر الحرية في عمل الخير والشر لكي يحصل العدل بمجازاته ، ولو كان الإنسان مجبوراً على الخير فقط لما كان من العدل مجازاته أصلاً لأنه لو أراد الشر ما وجد إلى ذلك سبيلاً، فإرادة الله إدخال البشر كلهم إرادة محبة ولكنه ما من الواجب تحققها لأنّ الله نفسه لم يوجب حدوثها.

7- إنّ مضمون حديث الكساء أنّ النبي صلى الله عليه وآله دعا لهم بأن يُذهب الله عنهم الرجس ويطهرهم تطهيراً ، وغاية ذلك أنّ يكون دعا لهم بأن يكونوا من المتقين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم ، واجتناب الرجس واجب على المؤمنين ، فإنّ الله عز وجل يريد تطهير كل المؤمنين وليس أهل البيت فقط ، وإن كان أهل البيت هم أولى الناس وأحقهم بالتطهير.
يقول الله تعالى { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم } ويقول { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } وقال تعالى { إنّ الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } ، فكما أخبر الله عز وجل بأنه يريد تطهير أهل البيت أخبر كذلك بأنه يريد تطهير المؤمنين كذلك ، فإن كان في إرادة التطهير وقوع للعصمة لحصل هذا للمؤمنين الذين نصت الآيات على إرادة الله عز وجل تطهيرهم.

8- التطهير الوارد في الآية لا يعني العصمة بل التنزه عن الفواحش وهو استخدام شائع في القرآن الكريم كما قال تعالى { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها } وما من أحد يقول بأنها قصدت بالتطهير هنا العصمة بل التنزه من الفواحش ، وكذلك في قوله تعالى { و ثيابك فطهّر} وغيرها من الآيات ، وبالجملة لفظ ( الرجس ) أصله ( القذر )، يُطلق و يُراد به الشرك كما في قوله تعالى { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } ، ويُطلق ويُراد به الخبائث المحرّمة كالمطعومات والمشروبات كقوله تعالى { قل لا أجد فيما أُوحي إليّ محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسق } وقوله { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان } ولم يثبت أن استخدم القرآن لفظ ( الرجس ) بمعنى مطلق الذنب بحيث يكون في إذهاب الرجس عن أحد إثبات لعصمته.

9- مما يؤكد أنّ الآية لا تنص على وقوع التطهير بل على إرادة التطهير وأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرص على أن يلحق أصحاب الكساء ما لحق زوجاته أمهات المؤمنين اللاتي نزلت فيهن الآية وفي إرادة تطهيرهن ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أنه كان إذا خرج إلى الصلاة يمر بباب علي وفاطمة ويقول: الصلاة يا أهل البيت { إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً } مذكّراً إياهم بالآية وحاضاً علياً على الخروج لصلاة الجماعة ، إذ بالمحافظة على الفرائض وبطاعة الله يحصل التطهير.

10- على فرض أنّ الآية نزلت في أصحاب الكساء لا في نساء النبي عليه الصلاة والسلام ، فإنّ التطهير الذي جاءت به الآية واقع لغيرهم أيضاً بنص القرآن كما قال تعالى عن المؤمنين { ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم } وغيرها من الآيات ، ولو كان في معنى إرادة التطهير معنى العصمة لوجب القول بعصمة جميع المؤمنين لنص الآية على إرادة الله تطهيرهم ، وهذا ما لا يقوله لا السنة والشيعة ، فكيف تطبق نظرية التطهير على أناس دون آخرين؟!! أليس في المسألة نوع من التزييف وليس المنهجية العلمية.

و العجيب في علماء الشيعة أنهم يتمسكون بالآية ويصرفونها إلى أصحاب الكساء ثم يصرفون معناها من إرادة التطهير إلى إثبات عصمة أصحاب الكساء ثم يتناسون في الوقت نفسه آيات أخرى نزلت في إرادة الله عز وجل لتطهير الصحابة بل هم بالمقابل يقدحون فيهم ويقولون بانقلابهم على أعقابهم مع أنّ الله عز وجل نص على إرادة تطهريهم بنص الآية ، مفارقات عجيبة يُحار فيها العقل ولا تجد لها إلا إجابة واحدة ، إنه التعصب .

ولأهمية هذه القضية نستأنف الحديث مرة أخرى ونقول

لقد دأب أهل الباطل عندما يعجزون عن إيجاد أدلة تؤيد باطلهم على التشويش على المسلمين واستخدام أسلوب الذين في قلوبهم مرض باتباع المتشابه من الآيات والأحاديث واقتطاع ما يناسب فكرهم أو تفسيرها بما يتناسب مع أهوائهم ، وقد قال الله تعالى فيمن هذا حاله ( فأما الذين في قلوبهم مرض فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا). ولمّا عجزوا عن الإتيان بدليلٍ يثبت اقتصار لفظ أهل البيت على ( علي وفاطمة والحسن والحسين ) وإخراج زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من هذا اللفظ عمدوا إلى أخذ دليلٍ صحيح يذكر (( أن النبي صلى الله عليه وسلم جللَ علي وفاطمة والحسن والحسين بكساء ، وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فقالت أم سلمه وأنا قال انت على مكانك أنت على خير )) وما ورد عن عائشة أنها قالت بحديث نحو ذلك عند مسلم. و لا شك أن الله يعمي عن الحق أقوامًا و يهدي إليه أخرين ولأن الدين والأحكام لا يؤخذ منها جزء ويترك جزء كما فعل هؤلاء بالاستدلال بهذا الدليل و رفض غيره مما هو أصرح وأوضح وتفسير الأيات تفسيرا لايتناسب مع سياقها، وجب ايضاح الحق لأن الحق اذا اتضح يمحو الباطل و قد قال الله تعالى : ( كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )

وأما الأدلة على أن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم منهم أزواجه:
أولاً: قال الله تعالى : ( يا نساء النبي لستن كأحد من الناس إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا ، وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وأتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ، فبالله عليكم لمن الخطاب في هذه الآية ؟ إن الخطاب  لنساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وضح بالأدلة التي من السنة أن عليًا وفاطمة والحسن والحسين هم أيضا من أهل بيته حرصا منه على ان يشملهم هذا الفضل العظيم فأدخلهم مع أهل بيته لاقتصر المقصود بلفظ أهل البيت في الآيه على نسائه فقط لكن الأدله أثبتت دخول غيرهم معهم ،
وقد يقول قائل أن قوله تعالي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) نزل مستقلا عن الأيه فالجواب عنه من وجوه :

  • أولاً: أن الكثير من الأيات وبعض أجزاء الأيات على هذا النحو تنزل في أوقات مختلفة ويأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بوضعها في المكان المناسب ليكون قرأنا يتلى الى يوم القيامه ويفهم على ماأثبته الله ورسوله فيه في النهايه والرسول صلى الله عليه وسلم اثبت هذه الأيه على هذا النحو ولا شك أن الرسول أعلم بكتاب ربه ولوكان المعني على غير المراد الذي يفهمه من يقرا القرأن لجعله في موضع مستقل منعا للإلتباس وكان وضعه في موضع يجعل فيه لبسا خطأ (يبراء الله ورسوله منه ) وإنما قال بهذا أهل الضلال وحجتهم في ذلك ينكرها حتى العقلاء منهم و لو أخذنا الأيات مجزاءه لما استقام في كتاب الله معنى.
  • ثانيا : ان قوله تعالى(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ليس أيه مستقله بل جزء من أيه والأيه كامله هي (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وأتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (33) سورة الأحزاب
  • ثالثا : من أراد أن يفصل معنى الأيه ويجعل جزأها لخطاب قوم والجزء الأخر لخطاب آخرين ويناقظ المعنى الواضح ويفسر الأيه بغير مراد الله منها يحتاج الى دليل وهذا مالا يوجد عليه دليل بل الدليل خلافه لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزول الأيه دعا عليًا وفاطمة والحسن والحسين وجللهم بالكساء ودعا لهم حرصا منه على ان يشملهم هذا الفضل العظيم وليبين أن الأيه تشملهم أيضا لأن المتبادر للذهن منها أنها لنساءه خاصه و لو(و لو ألغينا عقولنا) و قلنا أن الأيه يقصد بها علي و فاطمه والحسن والحسين فقط لما كان لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي فائده لتوضيح أمر واضح و أصبح فعله من العبث

قال ابن كثيرعن الآية :
نص في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت ههنا لأنهن سبب نزول هذه الآية وسبب النزول داخل فيه قولا واحدا إما وحده على قول أو مع غيره على الصحيح وروى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وهكذا روى ابن أبي حاتم قال حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنها في قوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة
وقال عكرمة من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن فصحيح وإن أريد أنهن المراد فقط دون غيرهن ففي هذا نظر فإنه قد وردت أحاديث تدل على أن المراد أعم من ذلك
(( تأمل كيف ينتصر أهل السنه للحق وبيان أن الأيه لاتقتصر على نساء النبي فقط وإنما تشملهم وغيرهم))
وقال القرطبي بعد أن ذكر الأيه : قال الزجاج : قيل يراد به نساء النبي صلى الله عليه وسلم وقيل : يراد به نساؤه وأهله الذين هم أهل بيته على مايأتي بيانه بعد
ثم قال : فيه ثلاث مسائل :
الأولى قوله تعالى : واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة هذه الألفاظ تعطي أن أهل البيت نساؤه وقد أختلف أهل العلم في أهل البيت من هم فقال عطاء وعكرمة وابن عباس : هم زوجاته خاصة لا رجل معهن وذهبوا إلى أن البيت أريد به مساكن النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : واذكرن ما يتلى في بيوتكن وقالت فرقة منهم الكلبي : هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة وفي هذا أحاديث عن النبي عليه السلام واحتجوا بقوله تعالى : ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم بالميم ولو كان للنساء خاصة لكان عنكن ويطهركن إلا أنه على الصحيح خرج على لفظ الأهل كما يقول الرجل لصاحبه : كيف أهلك أي امرأتك ونساؤك فيقول : هم بخير قال الله تعالى : أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم وإنما قال : ويطهركم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليا وحسنا وحسينا كان فيهم وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر فاقتضت الآية أن الزوجات من أهل البيت لأن الآية فيهن والمخاطبة لهن يدل عليه سياق الكلام والله أعلم أما أن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فدخل معهم تحت كساء خيبري وقال : هؤلاء أهل بيتي وقرأ الآية وقال : اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله قال : أنت على مكانك وأنت على خير أخرجه الترمذي وغيره وقال : هذا حديث غريب وقال القشيري : وقالت أم سلمة أدخلت رأسي في الكساء وقلت : أنا منهم يا رسول الله قال : نعم
وقال الثعلبي : هم بنو هاشم فهذا يدل على أن البيت يراد به بيت النسب فيكون العباس وأعمامه وبنو أعمامه منهم وروي نحوه عن زيد بن أرقم رضي الله عنهم أجمعين وعلى قول الكلبي يكون قوله : واذكرن ابتداء مخاطبة الله تعالى أي مخاطبة أمر الله عز وجل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم على جهة الموعظة وتعديد النعمة بذكر مايتلى في بيوتهن من آيات الله تعالى والحكمة قال أهل العلم بالتأويل : آيات الله القرآن والحكمة السنة والصحيح أن قوله : واذكرن منسوق على ماقبله وقال عنكم لقوله أهل فالأهل مذكر فسماهن وإن كن إناثا باسم التذكير فلذلك صار عنكم ولا اعتبار بقول الكلبي وأشباهه فإنه توجد له أشياء في هذا التفسير ما لو كان في زمن السلف الصالح لمنعوه من ذلك وحجروا عليه فالآيات كلها من قوله : يا أيها النبي قل لأزواجك إلى قوله إن الله كان لطيفا خبيرا منسوق بعضها على بعض فكيف صار في الوسط كلاما منفصلا لغيرهن ! وإنما هذا شيء جرى في الأخبار أن النبي عليه السلام لما نزلت عليه هذه الآية دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين فعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى كساء فلفها عليهم ثم ألوى بيده إلى السماء فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد نزول الآية أحب أن يدخلهم في الآية التي خوطب بها الأزواج فذهب الكلبي ومن وافقه فصيرها لهم خاصة وهي دعوة لهم خارجة من التنزيل

ولأن أهل السنة والجماعة لا يأخذون ببعض الأدلة دون بعض فقط احتجوا بحديث أم سلمة وحديث عائشة على أن عليًا وفاطمة والحسن والحسين هم أيضًا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كما أزواجه وردوا قول من قال أن المقصود بأهل بيت النبي هم أزواجه فقط ، خاصة أن لفظة أهل البيت تعني من يعولهم رب البيت ممن هم فيه ،(((وتأملو اخوتي الفرق بين أهل السنه وأهل البدعة وكيف ينتصر أهل السنه للحق في اظهار أن أهل البيت يشمل أيضا عليا وفاطمة والحسن والحسين وأن الايه وان ذكرت النساء فقط فقد أبانت السنه شمولها لغيرهم وكيف أن أهل الضلال يسعون جاهدين لطمس الحق الواضح في الأيات الكريمة فيخرجون المخاطب بالأيات وهم نساء النبي ويقصرون الأيه على منلم يخاطب بها )))

ثانياً: يقول الله تعالى على لسان الملائكه عن إبراهيم وزوجته : ( قالوا اتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) فهل أهل بيت إبراهيم هم أولاده الذين لم يأتوا بعد أو زوج ابنته أم أن الله سبحانه وجه الخطاب لزوجة إبراهيم فعلم أن من أهل البيت زوجة إبراهيم ،

ثالثاً: لا شك أن القرآن عربيٌ فصيح ، وأنزل على قومٍ عرب يفهمون عباراته وحينما قال الله أهل البيت علموا أن أهل البيت هم أزواجه صلى الله عليه وسلم لأن كلمة أهل البيت في اللغة العربية تطلق ويراد بها من يعولهم رب البيت ممن هم فيه ،و لم يفهم أحد من الصحابه أن الأيه يقصد بها غير نساء النبي ولذلك روى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وهكذا روى ابن أبي حاتم قال حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنها في قوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة
وقال عكرمة من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وأما حديث أم سلمة فهو دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حرص وأراد أن يبين أن علياً وفاطمة والحسن والحسين من أهل بيته لئلا يُفهم أن الآية تقتصر على زوجاته فقط وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على أن يشمل الفضل العظيم الذي خص الله به نسائه أن يشمل عليا وفاطمة وابنيها الحسن والحسين لمكانتهم من النبي
قال القرطبي بعد أن ذكر الحديث :
فهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد نزول الآية أحب أن يدخلهم في الآية التي خوطب بها الأزواج فذهب الكلبي ومن وافقه فصيرها لهم خاصة وهي دعوة لهم خارجة من التنزيل
ولذلك لما قالت أم سلمة وأنا يارسول الله قال انك الى خير اي قد ذكرك الله في الأيه صريحة فأنت الى خير.

ثم ان الروايات الاخرى للحديث تفسر معناه ففي روايه أخرى - لم يذكرها الرافضة -( انك الى خير أنت من أزواج النبي ) فلا يحتاج الأمر الى ايضاح لأن الأية صريحة في بيان أن أزواج النبي من أهل البيت
ونص الروايه ( قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا الحسن بن عطية حدثنا فضيل بن مرزق عن عطية عن أبي سعيد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت إن هذه الآية نزلت في بيتي إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قالت وأنا جالسة في باب البيت فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت فقال صلى الله عليه وسلم إنك إلى خير أنت من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت وفي البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم )

وفي روايه قال أنت على مكانك أنت على خير
ونص الروايه ( ان أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فدخل معهم تحت كساء خيبري وقال : هؤلاء أهل بيتي وقرأ الآية وقال : اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله قال : أنت على مكانك وأنت على خير ) فأخبرها أنها على مكانها الذي جعلها الله عليه في الأيه فلا يحتاج الأمر الى أصرح من الأيه وانما الذي يحتاج الى بيان أن يدخل في الأيه على وفاطمة وأبنائهما

وفي روايه أخرى - لم يذكرها الشيعة أيضا - (قال وأنت)
ونص الرواية : ( قال الإمام أحمد 6/296 حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن أبي المعدل عن عطية الطفاوي عن أبيه قال إن أم سلمة رضي الله عنها حدثته قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما إذا قالت الخادم إن فاطمة وعليا رضي الله عنهما بالسدة قالت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومي فتنحي عن أهل بيتي قالت فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين رضي الله عنهم وهما صبيان صغيران فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنق عليا رضي الله عنه بأحدى يديه وفاطمة رضي الله عنها باليد الأخرى وقبل فاطمة وقبل عليا وأغدق عليهم خميصة سوداء وقال اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي قالت فقلت وأنا يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم وأنت) ..... وتأمل حرص النبي على أزواجه وغيرته حيث أمر أم سلمه أن تتنحى حيث كان علي رضي الله عنه معهم فأمرها بالتنحي وتامل تأويلات الرافضه فهل كانو يريدون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل زوجته مع علي رضي الله عنه في الكساء وهوه أشد حياء وأحرص على اتباع أمر الله الذي قال للمؤمنين ( واذا سألتموهن متاعا فاسئلوهن من وراء حجاب )

وفي روايه أخرى قال أنت من أهلى
ونص الروايه ( عن أبي كريب عن وكيع عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أم سلمة رضي الله عنها بنحوه طريق أخرى قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا خالد بن مخلد حدثني موسى بن يعقوب حدثني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وعن عبد الله بن وهب بن زمعة قال أخبرتني أم سلمة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع عليا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى الله عز وجل ثم قال هؤلاء أهل بيتي قالت أم سلمة رضي الله عنها يا رسول الله أدخلني معهم فقال صلى الله عليه وسلم أنت من أهلي

وأما ما رواه مسلم (برقم 2424) عن أبي بكر ابن أبي شيبة عن محمد بن بشر به طريق أخرى قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا سريج بن يونس أبو الحارث حدثنا محمد بن يزيد عن العوام يعني ابن حوشب رضي الله عنه عن ابن عم له قال دخلت مع أبي على عائشة رضي الله عنها فسألتها عن علي رضي الله عنه فقالت رضي الله عنه الله عنها تسألني عن رجل كان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تحته ابنته وأحب الناس إليه لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا رضي الله عنهم فألقى عليهم ثوبا فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت فدنوت منهم فقلت يا رسول الله وأنا من أهل بيتك فقال صلى الله عليه وسلم تنحي فإنك على خير ) فإن الجواب فيه واضح من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد من عائشة أن تدخل معهم في الغطاء وعلي فيه وأخبرها النبي أنها على خير لماذكره الله في الأيه صريحا في أنها من أهل البيت وانما رحمة من رسول الله ورغبة في أن يدخل عليا وفاطمة وابنائهما في الفضل العظيم الذي ذكره الله لنسائه فذكرهم حتى يشملهم الله بذلك الفضل فيدخلو في أهل بيته

حديث آخر وقال مسلم في صحيحه(برقم 2408) حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حبان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن سلمة إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يازيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يازيد خيرا كثيرا حدثنا يازيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوا ومالا فلا تكلفوا فيه ثم قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا بماء يدعى خمسا بين مكة والمدينة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فأنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله عز وجل ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثا فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس رضي الله عنهم قال كل هؤلاء حرم الصدقة بعده قال نعم ) وتأمل قول الصحابي جوابا زيد على السؤال بقوله ((نساؤه من أهل بيته)) ثم عقب بان أهل بيته لايقتصر عليهن بل ان من أهل بيته من ذكرهم  ... انظر( من هم الشيعة د-  بتصرف يسير  )

 

فضل السيدة عائشة :

لا يخفى على المسلم فضل أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن، وما خصهن الله به من نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوتهن، وما تمتعن به من منزلة سامية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهن من أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم، وأعزهن عنده، وأعرفهن بمطارح أنظاره، وأسرعهن إلى التعلق بأسباب رضاه في كل ما تقر به عينه صلى الله عليه وسلم.

ولا ريب أن الصديقة بنت الصديق، والحبيبة بنت الحبيب، والطاهرة العفيفة المبرأة من فوق سبع سماوات، عائشة رضي الله عنها أولاهن بهذه النعمة، وأحظاهن بهذه الغنيمة، وأخصهن من هذه الرحمة العميمة:

فقد حازت قصب السبق إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين سائر أزواجه، فهي الحبيبة المدللة، ابنة حبيبه وصدّيقه، ولم يتزوج بكراً غيرها، ولم ينزل عليه الوحي في فراش امرأة سواها، كما نص على ذلك صلوات الله وسلامه بقوله لزوجه أم سلمة رضي الله عنها: {يا أم سلمة.. لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها}

وكان لعائشة رضي الله عنها شرف خدمة النبي صلى الله عليه وسلم وتمريضه في أيام حياته الأخيرة، فما إن نزل به مرضه الأخير الذي مات فيه حتى أخذ يسأل: {أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟ يريد أن يكون في بيت عائشة ثم استأذن أزواجه أن يكون في بيتها، فأذن له، فبقي عندها ترعاه وتخدمه، وتسهر عليه في مرضه إلى أن قبضه الله إليه، وإن رأسه لفي حجرها بين سحرها ونحرها، وحاقنتها وذاقنتها وريقه قد خالط ريقها، فكان موته في بيت أحب الناس إليه، كما ثبت عنه في الصحيح لما سئل: {أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة}.

وقبض وهو راض عنها، وقبر في بيتها، فرضي الله عن عائشة وأرضاها.

فهي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقرب الناس إلى قلبه وأحبهم إليه.

والمؤمن يحب ما يحبه الله ورسوله.

ولقد زكّى الله أزواج النبي وعلى رأسهن عائشة بنت أبي بكر، و برأها في سورة النور من حديث الإفك، و جعلها الله وبقية أزواج النبي أمهات للمؤمنين، فمن كان مؤمناً فإن عائشة أمّه، و لا ينال منها إلا من أعلن أنّ التي سمّاها الله ( أم المؤمنين) ليست أمّه ، وبذلك فهو يعلن أنه ليس من المؤمنين.

‏النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (6) الأحزاب

ستحمل عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها لقب ( أم المؤمنين) إلى يوم القيامة رغماً عن كل راغم، فمن لم يعجبه كلام الله ، فليمت بغيظه ، و من أحسن من أم المؤمنين عائشة (ر) و هي أرجح نساء رسول الله (ص) عقلاً و أفقههم ديناً و أحبَّهنَّ إليه؟ أخرج البخاري: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَانَتْ لاَ تَسْمَعُ شَيْئًا لاَ تَعْرِفُهُ إِلاَ رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ.

و أخرج أيضاً: أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَام.

و أخرج مسلم في صحيحه: عَنْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قُلْتُ مِنَ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ عُمَرُ فَعَدَّ رِجَالاً.

ورغم هذا الفضل فقد نشرت مجلة كويتية شهرية فكرية كما تصف نفسها تدعى (المنبر) موضوعاً رئيسيا على غلافها تحت عنوان (أم المتسكعين) وكالت في مقال نشر في عدة صفحات الشتائم القذرة بحق السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها،وقالت المجلة (والعياذ بالله) أنها كانت تمارس مهنة (القوادة) وأنها كانت تزين الجواري من أجل إغراء الشباب،وأضافت المجلة أن السيدة عائشة كانت أول امرأة تبتدع ما يسمى (ساعة لقلبك وساعة لربك) واتهمت المجلة السيدة عائشة بتأليف الأحاديث حسب مزاجها.وأشار كاتب المقال وهو سعيد السماوي الشيعى بأنه لا يتشرف بأن تكون السيدة عائشة أمه أو أم المؤمنين وأنها لو كانت أمه فانه سيتبرأ منها متهما إياها بأنها كانت منحلة أخلاقياً وترعى حفلات وصفها بالليالي الحمراء.يذكر أن مجلة (المنبر)الكويتية دأبت على نشر مقالات تتهجم فيها على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد اتهمت عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مقال سابق بأنه مريض أخلاقياً،وأن أبا بكر لم يكن مع الرسول في الغار،وأن عمر بن عبدالعزيز ملعون في السموات،وأن خالدا بن الوليد قد قتل رجلا مسلما وزنا بإمرأته،وكثير من المواضيع ذات الرائحة الكريهة التي تعج بها هذه المجلة الخبيثة، والتي يبد أنها لا تلاقي معارضة من الحكومة الكويتية أو حتى ابناء الشعب الكويتي.فبراير 2005

فهل نريد لمصر مثل هذا ؟

 

أقوال الفقهاء في قذف السيدة عائشة

قال الامام النووي: " إن براءة السيدة عائشة من الإفك براءة قطعية بنص القران العزيز فلو تشكك فيها إنسان صار كافرا مرتدا بإجماع المسلمين"

وقال القاضي ابو يعلى: " من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف"

وقال أبو موسى إمام الحنابلة ببغداد في عصره: "من رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة"

وقال ابن قدامة المقدسي: "إن الصديقة بنت الصديق (عائشة رضي الله عنها) هي زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه كفر بالله العظيم".

وقال الحافظ ابن كثير:"أجمع علماء الأمة قاطبة على أن من سبها ورماها به بعد نزول القران ببرائتها فانه كافر معاند للقرآن".

وقال بدر الدين الزركشي:"من قذفها فقد كفر لتصريح القران ببرائتها".

ما لا يصح في فضائل علي

دأبت هذه الطائفة على التمسك بالأحاديث الواهية والموضوعة التي لا تغني من الحق شيئاً قال الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.

قال الحافظ أبو يعلى الخليلي في كتاب "الإرشاد" (1\420): «قال بعض الحفاظ: تأمّلتُ ما وضعه أهل الكوفة في فضائل علي وأهل بيته، فزاد على ثلاثمئة ألف». وعلق على هذا الإمامُ ابن القيم في المنار المنيف (ص161): «ولا تستبعد هذا. فإنك لو تتبعت ما عندهم من ذلك لوجدت الأمر كما قال».

قال ابن الجوزي في الموضوعات (1\252): «فضائله (أي علي) كثيرة، غير أن الرافضة لم تقتنع، فوضعت له ما يَضَعُ ولا يَرفَع». وقال الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال في ترجمة "أبان بن تغلب": «ثم بدعةٌ كبرى كالرفض الكامل والغلو فيه والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والدعاء إلى ذلك: فهذا النوع لا يُحتجّ بهم ولا كرامة. وأيضاً فما استحضر الآن في هذا الضرب رجلاً صادقاً ولا مأموناً، بل الكذب شعارهم والتقية والنفاق دثارهم. فكيف يُقبل نقل من هذا حاله؟

قال الإمام ابن تيمية في الفتاوى (13\31): «فأصل بدعتهم مبنية على الكذب على رسول الله –صلى الله عليه وسلم– وتكذيب الأحاديث الصحيحة. ولهذا لا يوجد في فرق الأمة أكثر كذباً منهم».

ومكانة علي بن أبي طالب رضي الله غنية عن دجل الرافضة وأكاذيبهم. ففضائل رابع الخلفاء وصهر رسول الله –كما ثبتت بالأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرها– كثيرة جداً رضي الله عنه وأرضاه، ولكن أبت عقول الرافضة إلا الكذب.

وإليك بعض تلك الأحاديث الموضوعة (التي هي غيضٌ من فيض) مع الإشارة إلى المراجع التي فيها بيان ضعف تلك الأحاديث:

1_) في تفسير قوله تعالى { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد }، وأن المنذر هو النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والهادي هو علي.
منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية للإمام بن تيمية (7/141)، تفسير بن كثير (2/458)الطبعة العصرية، مختصر التحفة الإثنا عشرية (157)، الضعيفة للألباني (10-2/535)، زاد المسير لإبن الجوزي (4/307)، لسان الميزان (2/199) و (6/55).

2_) حديث " خلقت أنا وعلي من نور وكنا عن يمين العرش قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام ثم خلق الله آدم فانقلبنا في أصلاب الرجال ثم جعلنا في صلب عبد المطلب ثم شق أسماءنا من اسمه فالله محمود وأنا محمد والله الأعلى وعلي علي "
اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة لجلال الدين السيوطي (1/294)، تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة لابن عراق الكناني (1/351)، الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني (343).

3_) حديث " لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين ذلك أنه لم يصلي معي رجل غيره "
الموضوعات (1/354)، تنزيه الشريعة (1/376)، الفوائد (343) اللآلئ المصنوعة ( 1/294).

4_) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن نفسه: " أنا عبدا لله وأخو رسول الله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب صليت قبل الناس سبع سنين "
اللآلئ المصنوعة (1/295) الفوائد (343- 344).

5_) حديث " عرضت علي أمتي في الميثاق في صور الذر بأسمائهم وأسماء آبائهم وكان أول من آمن بي وصدقني علي بن طالب وكان أول من آمن بي وصدقني فهذا الصدق الأكبر "
الآلئ المصنوعة (1/295)، تنزيه الشريعة (1/351)، موضوعات بن الجوزي ( 1/356).

6_) حديث " يا علي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك أحد من قريش أولهم إيماناً بالله وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية و أبصرهم في القضية وأعظمهم عند الله مزية "
اللآلئ (1/296)، الموضوعات ( 1/356)، التنزيه ( 1/352)، ميزان الاعتدال (1/313)، الضعيفة (10-2/570).

7_) حديث " من لم يقل علي خير البشر فقد كفر "
الموضوعات (1/260 )، اللآلئ (1/300)، التنزيه (1/353)، الميزان حديث رقم (1782)، المغني في الضعفاء للذهبي ترجمة رقم (1362).

8_) حديث " أولكم وروداُ على الحوض وأولكم إسلاماً علي بن أبي طالب رضي الله عنه "
اللآلئ (1/298)، تنزيه الشريعة (1/377)، الفوائد (346)، الموضوعات (1/259)، العلل المتناهية لابن الجوزي (1/211).

9_) حديث " ستكون من بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من يراني وأول من يصافحني وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين "
اللآلئ (1/298)،الموضوعات (1/257)، تنزيه الشريعة ( 1/352)، الفوائد (344).

10_) حديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها "، وقد جاء بألفاظ مختلفة.
اللآلئ (1/301)، تفسير القرطبي (9/366)، الجرح والتعديل (6/99)، العلل للإمام أحمد (3/9)، الموضوعات ( 1/262)، تنزيه (1/377)، الفوائد (348)، التحفة الإثنا عشرية (165).

11_) حديث " يا علي أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك بعدي "
السلسلة الضعيفة للإمام الألباني (10-2/522)، تنزيه الشريعة (1/398).

12_) حديث " هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله يمد بها صوته أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب "
اللآلئ (1/303)، الموضوعات (1/264)،الكشف الإلهي للعلامة السندروسي (2/500).

13_) حديث " أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي "
الضعيفة (10-2/515 )، تلخيص المستدرك للذهبي المطبوع مع المستدرك حيث جزم بوضعه (3/122)، والحديث لا يصح.

14_) قصة رجوع الشمس حين لم يصل علي رضي الله العصر فقال النبي صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم " اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس " قالت أسماء فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت.
اللآلئ (1/308)، تنزيه الشريعة (1/378/379)، الفوائد المجموعة (350-3554 )، منهاج السنة (4/185) من الطبعة القديمة دار الكتب العلمية.

15_) حديث النظر لعلي عبادة، وقد روى بألفاظ.
الموضوعات ( 1/269)، اللآلئ (1/313)، تنزيه الشريعة ( 1/382)، الفوائد (359)، تحذير المسلمين من أحاديث لا تصح للأزهري (183).

16_) قصة سد الأبواب إلا باب علي رضي الله عنه.
تفسير بن كثير (1/502)، الموضوعات ( 1/273)، مسند البزار (2/144)، الفوائد المجموعة (361)، لسان الميزان (4/164).

17_) حديث " أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعلي يقاتل على تأويل القرآن "
الضعيفة (10-2/569)، العلل المتناهية (1/242)، وبنحوه في التحفة الإثنى عشرية (174).

18_) حديث " حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب "
الموضوعات (1/277)، تنزيه الشريعة (1/355)، الفوائد (367)،اللآلئ (1/325).

19_) حديث " من أراد أن ينظر إلى أدم في علمه وإلى نوح في حكمه وإلى إبراهيم في حلمه فلينظر إلا علي بن أبي طالب "
اللآلئ ( 1/325)، الموضوعات ( 1/277)، الضعيفة (10-2/545)، الفوائد (376)،التحفة الإثنا عشرية (165-166)، الضعيفة (10-2/545).

20_) أحاديث الوصية وهي بألفاظ مختلفة، ومنها " لكل نبي وصي، وإن علياُ وصيي ووريثي "
الموضوعات (1/280-28/2)، تنزيه (2/256-257)، الفوائد المجموعة ( 369)، اللآلئ ( 1/327-328)، أـحاديث مختارة للذهبي (36-37) تحقيقي الفريوائي.

21_) حديث الطير " الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللم ائتني بأحب الناس إليك يأكل معي هذا الطير "
مختصر التحفة الإثني عشرية(165)، الفوائد (382)،البداية والنهاية لاين كثير (7/375-377).

22_) حديث النبي يوم أحد وقوله لعلي " أنا منه وهو مني " ثم نادى مناد من السماء " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي بن أبي طالب "
الموضوعات (1/286)، اللآلئ ( 1/333)، تنزيه الشريعة (1/385 )، الفوائد المجموعة (371).

23_) حديث " إن حافظي علي بن أبي طالب ليفتخران على جميع الحفظة بكينونتهما مع علي، إنهما لم يصعدا إلى الله بشيء يسخطه منه "
تنزيه الشريعة (1/360)، الموضوعات (1/287)، اللآلئ (1/334).

24_) حديث " من مات وفي قلبه تغض لعلي فليمت يهودياً أو نصرانياً "
اللآلئ (1/335)، الموضوعات (1/288)، تنزيه ( 1/360) الفوائد (373) ميزان الاعتدال (3/151).

25_) حديث " أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة "
الضعيفة (10-2/540-541)، الموضوعات (1/287)، تنزيه الشريعة (1/360)، اللآلئ (1/343)، الفوائد (373).

26_) حديث " من أحب أن يتمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله بيده في جنة عدن فليتمسك بحب علي بن أبي طالب "
اللآلئ (1/337)، الموضوعات (1/290)، تنزيه الشريعة (1/361)، الفوائد (375).

27_) حديث " إنه لن يرى عورتي إلا علي"
الموضوعات (1/294)، تنزيه الشريعة (1/363-364)، الفوائد (378)، اللآلئ (1/242).

28_) حديث " حمله الراية يوم القيامة " يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهداً في علي بن أبي طالب فقال " إنه الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائي يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غداً في القيامة وصاحب رايتي يوم القيامة، علي مفاتيح خزائن رحمة ربي "
الموضوعات (1/291)، الضعيفة (10-2/507)، تنزيه ( 1/359)، اللآلئ (1/332).

29_) حديث منع القطر " إن الله منع القطر على بني إسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم، وإنه يمنع قطر مطر هذه الأمة ببغضهم علي بن أبي طالب عليه السلام "
الموضوعات (1/290)، تنزيه (1/361)، الفوائد (374) اللآلئ (1/336).

30_) حديث النخلة " يا علي إنما سمي نخل المدينة صحائياً لأنه صاح بفضلي وفضلك "
الموضوعات (1276)، اللآلئ (/324) تنزيه (1/354355).

العلاج

لاشك أن العلاج المباشر وتناول هذه الموضوع أمام الناس (العوام) ربما تكون له آثار سلبية ورد فعل غير محمود بل ربما –إذا لم نحسن العلاج- نكون سببا في انتشار هذه المذهب الهدام.

والعلاج باختصار يتمثل في إعادة صياغة عقائد الناس دون ذكر لكلمة (شيعة) حتى يموت الاسم نفسه –فذكره حياة له- وهذه الصياغة الجديدة تدور على محاور أربعة:

 

  • تعميق الإيمان بكمال القرآن وتمامه وتناول الحديث أمام الناس في خطب الجمعة والدروس وحلقات الوعظ والإرشاد عن تكفل الله بحفظ القران وعنايته وتواتره وإعجازه وبلاغته وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
  • الحديث عن السنة النبوية كمصدر أساسى من مصادر التشريع الإسلامي وقد جاءت إلينا عبر رجال ثقات معتبرون موثقة بسلسلة السند التي لم يعرف مثلها في التاريخ, وكيف أنفق سلفنا الصالح من جهد في جمع وتوثيق السنة بالطرق المتواترة والصحيحة.
  • تعميق حب الصحابة لدى الجماهير لأن الله زكاهم ومدحهم وألزمهم كلمة التقوى فلا يجترئ عليهم إلا سفيه .. فهم خير الناس كما قال النبي(ص), وكذلك تبرئة ساحة السيدة عائشة رضي الله عنها وكيف زكاها الله في القران الكريم, ومن خاض في عرضها فقد رد على الله كلامه.

 4-عدم الخوض في الحديث عن المعارك والفتن التي دارت بعد مقتل عثمان بن عفان بين علي ومعاوية وأخص بالذكرحادثة التحكيم  التى تعتبر من أخطر الموضوعات في تاريخ الخلافة الراشدة وقد تاه كثير من الكتاب , وتخبط فيها آخرون , وسطروها في كتبهم ومؤلفاتهم وقد اعتمدوا على الروايات الضعيفة والموضوعة التي شوهت الصحابة الكرام  , وخصوصا أبو موسى الأشعري الذي وصفوه بأنه أبله ضعيف الرأي مخدوع في القول وأنه كان على جانب كبير من الغفلة، ولذلك خدعه عمرو بن العاص في قضية التحكيم، ووصفوا عمرو بن العاص بأنه كان صاحب مكر وخداع، فكل هذه الصفات الذميمة حاول الحاقدون على الاسلام إلصاقها بهذين الجلين العظيمين وقد تعامل الكثير من المؤرخين والأدباء والباحثين مع هذه الروايات على أنها حقائق تاريخية وكأنها صحيحة لا مرية فيها.

 

فكل هذه الحروب و المعارك لا ندري حتى الآن بحقائقها أو بخلفياتها التاريخية فكثير ممن أرّخوا لتلك الحقبة لم يتسموا بالنزاهة والحياد وتحري الدقة لأسباب سياسية كالشعوبيين وغيرهم.

فالحق أن نكلهم إلى نياتهم ومصيرهم إلى الله الواحد الأحد ولتسعنا كلمة سعيد بن جبير وقاعدته الرائعة حين سئل عن هذه الأحداث فأجاب وقال: هذه حرب قد طهر الله منها أيدينا فلنطهرمنها ألسنتنا.

 

وما علمت أحدا خاض في هذه الأحداث إلا وخرج متحاملا على أحد الفريقين أو سابا لأحد الصحابة, وقد قال الله فيهم: (أولئك الذين هداهم الله وأؤلئك هم أولوا الألباب).

 

  • السبت PM 03:05
    2021-07-24
  • 983
Powered by: GateGold