ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
رؤية الله تعالى عند القاديانيين
يعتقد القاديانيون أن رؤية الله تتمثل في رؤية مظاهره التي تجسد فيها ، فهي تتبدى في أنبيائه ورسله لأنهم المرايا للذات الإلهية ، وأكمل هذه المظاهر محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لذا تتبدى فيه صورة الذات الإلهية في أكمل وجوهها وأجلى صورها ، ثم تظهر صورة الذات الإلهية في أكمل وجوهها كذلك في كل شخص من أمة محمد صلى الله عليه وسلم تجلت فيه الحقيقة المحمدية ، وأكمل من تجلت فيهم الحقيقة المحمدية هو المسيح الموعود ميرزا غلام أحمد القادياني ، ففيه تتجلى الذات الإلهية في أوضح صورها ، فتصير رؤية الغلام هي عين رؤية الله .
ولا غرابة في ذلك فقد حل الله في الغلام حتى صارت نفس الله هي ذاتها نفس الغلام ، وذات الله هي ذات الغلام ، وكيان الله هو كيان الغلام ، وبالتالي يكون ظهور الغلام هو ظهور الله ، وفي هذه الحالة يكون من رأي الغلام فقد رأي الله - تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرا - ، يقول الغلام :" إن الله نزل في وأنا واسطة بينه وبين المخلوقات كلها " .
ويقول:" رأيت في إحدى رؤاي أنني أنا نفسي الله ، و كنت متأكداً أنني أنا هو ، و أنه لم يبق من مشيئتي و إرادتي ، وأفعالي البشرية شيء ، و كأنني أصبحت مثل المنخل أو كأن كياني اندمج داخل كيان آخر بحيث يختفي الكيان الأول داخل الكيان الجديد ، ولا يبقى للكيان الأول أي أثر أبدًا ، و في هذه المرحلة رأيت أن روح الله المقدسة قد دخلت في كياني ، وصار الله يسيطر على جسدي ، واندمج كياني مع كيان الله حتى لم يبق مني جزيء بشري واحد " ([1]) .
ويقول :" أنت مني وأنا منك ظهورك ظهوري" ([2]) .
ويزعم الغلام أن هذا التصريح ليس من عنده بل إن الله يخاطبه بذلك في وحيه إليه ، فيزعم أن الله يقول له : " كنت كنزًا ، فأحببت أن أعرف ، يا قمر يا شمس أنت مني وأنا منك " ([3]) .
ويخاطبه كذلك قائلاً له:" يا أحمدي أنت مرادي ومعي ، أنت وجيه في حضرتي اخترتك لنفسي وسرك سري ، وأنت معي وأنا معك ، وأنت مني بمنزلة لا يعلمها الخلق ، إذا غضبتَ غضبتُ، وكل ما أحببتَ أحببتُ " ([4]) .
ومن هذه النصوص يتبين أن الغلام وأتباعه يعتقدون أن رؤية الله تعالى تكون في الدنيا برؤية مظاهره ، أي الأنبياء والرسل ، وهم بهذا ينكرون ما أجمع عليه المسلمون من أن رؤية الله تعالى تكون في الجنة ، وأن من ادعى رؤية الله في الدنيا فهو كاذب لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" .... ، ولن تروا ربكم حتى تموتوا ... " الحديث ([5]) .
وفي الحديث في تفسيـر قوله تعالى : ) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ( ( سورة يونس :26 ) ، عن صهيب ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، قال: يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئًا أزيدكم ؟ ، فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجنا من النار؟ ، قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل "([6]) .
([1])النصان نقلاً عن القادياني وعقيدته ، منظور أحمد جنيوتي ، ص22 ، 23-24، ذكر ذلك الغلام في كتاب البرية ،ص76 ،102،103.
([2]) التذكرة ، للغلام ، ص 700 .
([3]) كتاب حقيقة الوحي للقادياني ، ص 77.
([4]) مواهب الرحمن ، للغلام ، الشركة الإسلامية ربوة ، ط1 ، 1427هـ - 2006م ، ص 100.
([5]) رواه النسائي في السنن الكبرى ، برقم 7716 ، ج7 ، ص 165، وأحمد في المسند برقم 22764،ج 37، ص 423-424، ( ورواية أحمد إسنادها ضعيف لضعف بقية بن الوليد ) ، وابن أبي عاصم في السنة واللفظ له ، برقم 429، ج1 ‘ ص 186 ، وابن خزيمة في كتاب التوحيد تحقيق عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان ، مكتبة الرشد ، الرياض ، ط5 ، 1414هـ - 1994م ، ج2 ، ص459 .
([6]) رواه مسلم ، برقم181 ،ج1 ، ص161، والترمذي في سننه ، برقم 2552 ، ج4 ، ص 268 ، والنسائي في السنن الكبرى ، برقم 7718 ،ج7، ص166 ، وابن ماجة في سننه ، برقم 187، ج1، ص67 ، وأحمد في مسنده ، برقم 18935، ج31 ، ص261.
-
السبت PM 12:18
2021-07-03 - 1189