المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409036
يتصفح الموقع حاليا : 333

البحث

البحث

عرض المادة

فريق في الجنة وفريق في السعير

أصحاب الجنة وأصحاب النار
يقول الله تعالى(لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)ويقول تعالى(فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).
وفي كثير من الآيات يجمع الله بين ذكر أهل الجنة وذكر أهل النار في موضع واحد فهي أبلغ أثراً في النفس من ذكر الجنة وحدها أو النار وحدها وهذا هو الأسلوب القرآني فيحث الناس على العمل الصالح لدخول الجنة ويحذرون من العمل بعمل أهل النار فيدخلوها.
وعلى هذا النحو نتكلم بإذن الله في مقارنات بين حال أهل الجنة وحال أهل النار فنسأل الله من فضله يقول تعالى(تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ ۗ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ ۖ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)
سورة الشورى آية 22
فهؤلاء خائفون مما اكتسبوه من المعاصي والكفر بالله يعلمون أنهم سيعاقبون فحالهم أشبه بحال القاتل الذي ينتظر النطق بحكم الإعدام فكيف يكون حاله ؟ والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات يقول الشيخ السعدي في تفسيرإليها.تسأل عن بهجة تلك الرياض الموقنة وما فيها من الأنهار المتدفقة والمناظر الحسنة و الأشجار المثمرة والطيور المغردة والأصوات الشجية المطربة والاجتماع بكل حبيب.
رياض لا تزداد على طول المدى إلا حسنا و بهاء ولا يزداد أهلها إلا اشتياق إليها .ما هو لباس أهل الجنة ولباس أهل النار ؟ يقول تعالى(هَٰهذان خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ. يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ. وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ)سورة الحج19-21
ولهم مقامع من حديد يُضربون بها.
فالذين كفروا لهم ثياب من قطران وهي شديدة الاشتعال ليعمهم العذاب من جميع جوانبهم.ويقول تعالى(وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ. سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ) سرابيلهم أي قمصهم وثيابهم وتدخل النار في وجوههم من كل جانب.
واما أهل الجنة فما لباسهم ؟ يقول تعالى (وَلِبَاسُهُمْ فِيهَاحرير)ابراهيم 49
ويقول تعالى(وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا)الكهف 49
والسندس والإستبرق هما الحرير الخفيف والحرير الثقيل فهذه ثياب أهل الجنة
ما حلي أهل الجنة والنار؟
فأما أهل الجنة يقول تعالي (وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ)
ويقول تعالى( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا)
فالحلي الذهب والفضة و اللؤلؤ مما يزين ثيابهم وأجسادهم
وما حلي أهل النار؟
يقول تعالى(الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ. إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ. فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ)
ويقول تعالى(ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ. إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ. وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ)يقول مقاتل:(لو أن حلقة واحدة من هذه السلسلة وضعت على ذروة جبل لذاب كما يذوب الرصاص).
فاسلكوه:أي تدخل من فمه وتخرج من دبره.نسأل الله تعالى العفو والعافية.
ما طعام أهل الجنة وما طعام أهل النار؟
فأما أهل الجنة يقول تعالى(وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ. وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ)
ويقول تعالى(وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ. فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ. وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ. وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ. وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ. وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ. لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)
وأما أهل النار
فيقول تعالى(لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ. لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ)
والضريع نبات ذو أشواك لا تقربه الدواب ولا ترعاه
ويقول تعالى(إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا. وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا)
طعاماً ذا غصة:هو طعام يقف في الحلق فلا ينزل ولا يخرج
يقول تعالى(وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ. لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ)
والغسلين هو صديد أهل النار,الدم والماء الذي يسيل من لحومهم
ويقول تعالى(إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ. طَعَامُ الْأَثِيمِ.. كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ. كَغَلْيِ الْحَمِيمِ
)والمهل هو الزيت المغلي,ويصف الله الزقوم في موضع آخر فيقول تعالى
(أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ. إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ. إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ. طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ. فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ)
ما شراب أهل الجنة وما شراب أهل النار؟
يقول تعالى عن أهل النار(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا) الكهف 29
يُصب على أهل النار العطش فيستغيثون فيُغاثون بماء كالزيت المغلي قد انتهي حره فإذا قربوه من أفواههم ليشربوا شوى وجوههم وتساقطت فروة وجوههم.
ويقول تعالى(وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ. مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ. يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ)
يُقرب إلى فمه فيكرهه فإذا أدني من ه شوى وجهه ووقعت فروة وجهه فإذا شربه قطع أمعائه حتى تخرج من دبره.
يقول تعالى(كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ)
وأما أهل الجنة فما شرابهم؟
يقول تعالى(إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ. عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ. تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ. يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ. خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ. وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ. عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ).
والرحيق: هو أفضل أنواع الخمر,مختوم: أي مخلوط,ختامه مسك: أي مخلوط بالمسك,هذا الرحيق المختوم ممزوج بماء عين يقال لها تسنيم وهي أجود أشربة أهل الجنة.ويقول تعالى(مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ).
نسأل الله تعالى من فضله ونعوذ به من عذابه.
فما فراش أهل الجنة وما فراش أهل النار؟
فأما أهل الجنة يقول تعالى(مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ)
يتكئون على هذه الفرش كجلوس الملوك على الأسرة وتلك الفرش بطائنها من جهة الأرض من إستبرق وهو أحسن الحرير وأفخره فكيف بظواهرها التي من جهة بشرة أهل الجنة؟
ويقول تعالى(فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ) والسرر جمع سرير,مرفوعة ليرى المؤمن إذا جلس عليها ما أعطاه ربه من الملك والنعيم.
ويقول تعالى(عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ)أي مرصعة بالذهب والفضة واللؤلؤ والجواهر وغير ذلك مما لا يعلمه إلا الله.

وأما أهل النار فما فراشهم؟
يقول تعالى(لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)
المهاد هو الفراش يفرش لهم فراش من النار يغشاهم.نعوذ بالله من عذابه
ويقول تعالى(لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ)أي اجعلوا بينكم وبين عذابي وقاية.
كيف يكون الظل في الجنة وكيف يكون الظل في النار؟
فأما أهل الجنة,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها اقرءوا إن شئتم (وظل ممدود).
ويقول تعالى(وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا)ويقول تعالى(۞ مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ۚ تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا ۖ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ)
ويقول تعالى(مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا)جميع أوقاتهم في ظل ظليل لا حر ولا برد.
وأما أهل النار فيقول تعالى
(انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ. لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ)
لهب النار إذا ارتفع وصعد معه دخان فمن شدته وقوته أن له ثلاث شعب
(لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ)أي ظل الدخان لا هو ظل في نفسه ولا يقيهم من حر اللهب.
ويقول تعالى(وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ)وهو الدخان الأسود.
(لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ)لا بارد لأنه حار من سعير جهنم ولا كريم لأنه يؤلم من يستظل به.
ما أدنى أهل الجنة منزلة وما أدنى أهل النار عذاباً؟
سأل موسى ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة؟فقال رجل يجئ بعد ما دخل أهل الجنة الجنة فيُقال له:ادخل الجنة فيقول:رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيُقال له:أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلك من ملوك الدنيا؟فيقول:رضيت يارب,فيقول له لك ذلك ومثله ومثله فقال في الخامسة:رضيت يارب,فيقول هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك,فيقول رضيت رب قال:رب فأعلاهم منزلة؟قال؟أولئك الذين أردت غرس كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر.
وأما أهون أهل النار عذاباً, يقول النبي صلى الله عليه وسلم(إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه,ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه لأهونهم عذاباً).
حديث بين أهل الجنة وحديث بين أهل النار
فأما أهل الجنة فقد ذكر الله لنا طرفاً من حديثهم فقال تعالى (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ. قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ. فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ. إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)فأهل الجنة يتقابلون ويتحادثون فهم خافوه في الدنيا فأمّنهم في الآخرة فلا يجمع الله على عبده أمنين ولا خوفين,من أمنه في الدنيا أخافه في الآخرة ومن خافه في الدنيا أمنه في الآخرة.
ويقول تعالى (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ. قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ. يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ. أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ. قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ. فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ. قَالَ تَاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ. وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ. أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ. إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ. إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ).
وأما أهل النار فقد ذكر الله لنا طرفا من حديثهم

فقال تعالى(قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰهؤلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ. وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ).
ما زيادة أهل الجنة وما زيادة أهل النار؟
فأما أهل الجنة يقول تعالى( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة وقال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يثقل الله موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة وينجنا من النار قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر يعني إليه ولا أقر لأعينهم .
ثانياً: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً, فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم حسناً وجمالاً).
وأما أهل النار
فيقول تعالى(وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا)أي كلما سكنت,وسكونها من غير نقصان في آلامهم ولا تخفيف من عذابهم.كلما خبت زدناهم سعيراً:أي زدناهم لهباً ووهجاً وجمراً.فهذه أول زيادة .
وأما الزيادة الثانية:يقول تعالى(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا)
أي كلما احترقت جلودهم بدلهم الله جلوداً أخرى ليستمر عذابهم وألمهم.
نسأل الله تعالى الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل ونعوذ به من النار وما يقرب إليها من قول وعمل اللهم آمين.

  • السبت PM 03:04
    2018-11-24
  • 2410
Powered by: GateGold