المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409163
يتصفح الموقع حاليا : 356

البحث

البحث

عرض المادة

تخرصات في القمر والرد عليها

يقول علماء الفلك القمر أقرب الأجرام السماوية للأرض وأقل حجما منها. يدور حول الأرض مرة كل شهر. وجاذبية القمر مع جاذبية الشمس هي التي تسبب بقدرة الله المد والجزر في البحر. وقد درس الفلكيون أحوال القمر الجغرافية ووصفوها ورسموا لها الرسومات لتبيين جباله وأوديته. يقول "اللورد افبري" أن سطح القمر صحاري وقفار تتناهض فيها البراكين الخامدة وجباله ضخمة عظيمة يبلغ ارتفاعها 42 ألف قدم بزيادة تقرب من 13 ألف قدم عن أعلى جبل على سطح الأرض. وفوهات البراكين هائلة العظمة يبلغ قطرها 78 ميلا. ويقولون إن جبال القمر أقدم بكثير من سلاسل الجبال الأرضية بملايين السنين.

والجواب أن يقال أما قول الفلكيين أن القمر أقر الأجرام السماوية إلى الأرض فهو تخرص لا دليل عليه من كتاب ولا سنة. وما لم يكن عليه دليل فليس عليه تعويل.

وأما قولهم إن القمر أصغر حجما من الأجرام السماوية. فهو أيضا من التخرص واتباع الظن الكاذب. وفي القرآن والسنة ما يدل على أن القمر أكبر حجما من الكواكب. قال الله تعالى مخبرا عن مناظرة إبراهيم عليه الصلاة والسلام لقومه {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ}.

وفي هذه الآيات دليل على أن القمر أكبر من الكواكب فإن الله تعالى بدأ بذكر الأصغر أولا ثم ثنى بذكر ما هو أكبر منه ثم ذكر ما هو أكبر منهما.

ويدل على ذلك أيضا ما رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والبيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب».

ورواه الدارمي ولفظه «وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم».

وروى أبو نعيم في الحلية عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.

وفي تفضيل القمر على سائر الكواكب دليل على أنه أكبر منها حجما وأشد إضاءة.

وأيضا فقد قال الله تعالى {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.

وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله».

وفي النص على أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تنويه بعظم شأنهما وأنهما أكبر من سائر الكواكب.

وأما قولهم إن جاذبية القمر مع جاذبية الشمس هي التي تسبب المد والجزر في البحر.

فجوابه أن يقال أما الشمس فلا تأثير لها في مد البحر وجزره.

وأما القمر فقد جعل الله له خاصية في المد والجزر. ولم يقم دليل على أن ذلك بسبب الجاذبية.

وللمد والجزر حالتان: حالة يومية وحالة شهرية كما قد شاهدنا ذلك في الخليج العربي.

فأما الحالة اليومية فإنه يمد ويجزر في اليوم والليلة مرتين. إذا طلع القمر في آية ساعة من ليل أو نهار إذا الماء قد انتهت زيادته. ثم يأخذ في النقص إلى أن يتوسط القمر في السماء فحينئذ ينتهي النقصان. فإذا زال القمر عن وسط السماء إلى جهة المغرب أخذ الماء في الزيادة إلى أن يصل القمر إلى المغرب فحينئذ تنتهي الزيادة كما كانت عند طلوع القمر, فإذا غرب القمر أخذ الماء في النقصان إلى أن يتوسط القمر فيما بين المشرق والمغرب فحينئذ ينتهي النقصان ثم يأخذ الماء في الزيادة إلى وقت طلوع القمر فحينئذ تنتهي الزيادة. وهكذا أبدا.

وأما الحالة الشهرية فإنه يمد ويجزر في الشهر مرتين. إذا كان في أول يوم من الشهر إذا الماء قد انتهت زيادته ثم يأخذ في النقص إلى اليوم الثامن فحينئذ ينتهي النقصان ثم يأخذ في الزيادة إلى نصف الشهر فإذا انتصف الشهر إذا الزيادة قد انتهت كما كانت في أول يوم من الشهر ثم يأخذ في النقص إلى اليوم الثاني والعشرين من الشهر فحينئذ ينتهي النقصان ثم يأخذ في الزيادة إلى تمام الشهر فحينئذ تنتهي الزيادة. وهكذا أبدا. حكمة بالغة من حكيم عليم.

وأما قوله وقد درس الفلكيون أحوال القمر الجغرافية إلى آخره.

فجوابه أن يقال كل ما ذكره الفلكيون ههنا عن القمر فهي تخرصات وظنون كاذبة. ومن أين للفلكين أن يصلوا إلى القمر ويدرسوا أحواله الجغرافية وهو في السماء بنص القرآن وبين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام بنص الأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوصول الفلكيين إلى القمر مستحيل وظنونهم وتخرصاتهم عما فيه مردود عليهم.

وأما قوله ويقولون إن جبال القمر أقدم بكثير من سلاسل الجبال الأرضية بملايين السنين.

فجوابه أن يقال هذا من أبطل الباطل, لأن الله تعالى قد نص على أنه خلق الأرض قبل خلق السماء وما فيها فقال تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} وقال تعالى {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}.

وروى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن اليهود أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألته عن خلق السموات والأرض فقال - صلى الله عليه وسلم - «خلق الله تعالى الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين وخلق الجبار يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب فهذه أربعة {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} لمن سأله. قال وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقيت منه وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء مما ينتفع به الناس وفي الثالثة آدم وأسكنه الجنة وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة».

وفي الآيات التي ذكرنا مع حديث ابن عباس رضي الله عنهما دليل على أن الأرض خلقت قبل السماء وما فيها من الشمس والقمر والنجوم. بل في حديث ابن عباس رضي الله عنهما النص على أن الشمس والقمر والنجوم خلقت يوم الجمعة وهو آخر الأيام الستة التي خلق الله فيها الخليقة. وفي هذا أبلغ رد على ما يهذو به طواغيت الإفرنج من تخرصاتهم وظنونهم الكاذبة إن في القمر جبالا أقدم من الجبال الأرضية بملايين السنين.

وروى ابن جرير أيضا عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه قال: (إن الله بدأ الخلق يوم الأحد فخلق الأرضين في الأحد والاثنين وخلق الأقوات والرواسي في الثلاثاء والأربعاء وخلق السموات في الخميس والجمعة وفرغ في آخر ساعة من يوم الجمعة فخلق فيها آدم على عجل فتلك الساعة التي تقوم فيها الساعة).

وروى ابن جرير أيضا من طريق السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن مرة ابن مسعود رضي الله عنه وعن ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنهم {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ} قال إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا غير ما خلق قبل الماء فلما أراد أن يخلق الخلق الحرج من الماء دخانا فارتفع فسما عليه فسماه سماء ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة ثم فتقها فجعلها سبع أرضين في يومين في الأحد والاثنين وخلق الجبال فيها وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين في الثلاثاء والأربعاء وذلك حين يقول {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا} يقول أنبت شجرها {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} يقول أقواتها لأهلها {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} يقول قل لمن يسألك هكذا الأمر {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} وكان ذلك الدخان من تنفس الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة ثم فتقها فجعلها سبع سموات في يومين في الخميس والجمعة وإنما سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} قال خلق في كل سماء خلقها من الملائكة والخلق الذي فيها من البحار وجبال البرد وما لا يعلمه غيره ثم زين السماء بالكواكب فجعلها زينة وحفظا تحفظ من الشياطين فلما فرغ من خلق ما أحب استوى على العرش فذلك حين يقول {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ويقول {كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}.

وروى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال خلق الله الأرض قبل السماء فلما خلقت ثار منها دخان فذلك قوله {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} فسواهن سبع سموات بعضهن فوق بعض وسبع أرضين بعضهن فوق بعض.

وقال البغوي في تفسيره عند قوله تعالى {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا}: قال قتادة: يعني خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها.

وقال مقاتل وأوحى إلى كل سماء ما أراد من الأمر والنهي وذلك يوم الخميس والجمعة. انتهى.

وهذه الآثار تعضد حديث ابن عباس رضي الله عنهما المذكور قبلها وتدل على ما دل عليه من تقدم خلق الأرض وما فيها من الجبال على خلق السماء وما فيها من الشمس والقمر والنجوم. وفي ذلك رد على من زعم أن في القمر جبالا أقدم من جبال الأرض بملايين السنين.

وقال الصواف في صفحة 71 ولقد رصد أسلافنا القمر قبل أهل الشرق والغرب. إلى آخر ما نقله من كلام ابن الهيثم في صفحة 73.

قلت وقد استوفيت الرد على هذه المواضع في آخر الصواعق الشديدة فليراجع هناك.

وقد زعم الصواف في صفحة 73 أن ابن الهيثم عالم مسلم وهذا خطأ ظاهر فإن ابن الهيثم فيلسوف جاهل بالعلوم الشرعية النافعة التي هي العلم على الحقيقة وأهلها هم العلماء على الحقيقة. وهم الذين عناهم الله تعالى بقوله {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} وقوله تعالى {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} وقوله تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.

والفلاسفة ليسوا من المسلمين فضلا عن أن يكونوا من العلماء. قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى: ليس الفلاسفة من المسلمين. ونقل عن بعض أعيان القضاة في زمانه أنه قيل له ابن سينا من فلاسفة الإسلام فقال: ليس للإسلام فلاسفة.

وقد كان ابن الهيثم من أصحاب الحاكم العبيدي وقد ولاه الحاكم بعض الدواوين. وقد تقدم كلام العلماء في تكفير العبيديين وأنهم أكفر من المشركين المحاربين من الإفرنج وغيرهم وأعظم كفرا وردة من كفر أتباع مسيلمة الكذاب ونحوه من الكذابين. ومن تولى شيئا من أعمالهم فهو منهم. وقد قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى في جواب له وقد سئل عن المعز بن تميم الذي بنى القاهرة. قال: ومما يبين هذا أن المتفلسفة الذين يعلم خروجهم من دين الإسلام كانوا من أتباع مفسر بن قابل أحد أمرائهم وأبى علي ابن الهيثم اللذين كانا في دولة الحاكم نازلين قريبا من الجامع الأزهر. وابن سينا وأبوه وأخوه كانوا من أتباعهم. انتهى. وفي كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كفاية في رد ما زعمه الصواف من إسلام ابن الهيثم والله أعلم.

ونقل الصواف في صفحة 74 عن ابن باديس أنه قال في الشمس أنها هي التي أبصرت القمر.

والجواب أن يقال بل الله وحده لا شريك له هو الذي جعل الضياء في الشمس والنور في القمر قال تعالى {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} وقال تعالى مخبرا عن نوح عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} وقال تعالى {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا}.

فإن قيل أن نور القمر مستفاد من نور الشمس فما وجه الاعتراض على ابن باديس.

فالجواب أن يقال أن إسناد الأبصار إلى الشمس شرك بالله تعالى, لأن الله تعالى هو الذي جعل الضياء في الشمس وجعله يمتد منها إلى القمر وينعكس منه إلى الأرض. فهذا كله خلق الله وفعله. والواجب في مثل هذا أن يسند الفعل إلى الفاعل المختار لا إلى المخلوق المربوب المدبر. ومن أسند شيئا من أفعال الله تعالى إلى غيره فقد أشرك به.

وذكر الصواف في صفحة 4 ما نقله الألوسي عن ابن قتيبة في ذكر منازل القمر الثماني والعشرين وعد منها السماك الرامح وليس هو من المنازل وأسقط سعود السعود وهو من المنازل.

وهذا غلط أما من الألوسي أو ممن قبله من النساخ ويبعد أن يكون ذلك عن ابن قتيبة. وقد نبهت على هذا الغلط في آخر الصواعق الشديدة.

 

  • الاربعاء PM 08:48
    2022-05-25
  • 803
Powered by: GateGold