المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416184
يتصفح الموقع حاليا : 400

البحث

البحث

عرض المادة

upload/upload1627129367204.jpg

بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة "الشيعة" لليهود

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

فإن دور اليهود في نشوء دين الرافضة – الشيعة - من الحقائق التاريخية الثابتة؛ فبعد أن حطم الإسلام عروش الكفر والطغيان لم يكن أعداء الإسلام ليقفوا موقف المتفرج بل عزموا على الثأر من الإسلام, وقد أدركوا بعد الحروب الطاحنة التي خاضوها ضد المسلمين أن لا طاقة لهم بمواجهة الإسلام بالسيف والسنان؛ فلجؤوا إلى أسلوب المكر والخديعة وبث الفتن بين صفوف المسلمين.

ومن أولئك الأعداء اليهود الذين أرادوا الثأر لأسلافهم من يهود بني النضير وبني قريظة وبني قينقاع وأهل خيبر, فكان عبد الله بن سبأ اليهودي الماكر هو مرشح اليهودية للقيام بهذه المهمة الخبيثة؛ فادعى الإسلام وجعل يبث بمكره بين صفوف المسلمين عقيدة الوصية والرجعة والبراءة من الصحابة ثم أظهر الغلو في علي رضي الله عنه وأبنائه, فاستطاع أن يضع الجذور الأساسية لفرقة تستمد مبادءها وأفكارها من اليهودية في ثوب إسلامي.

وإن من أهم الكتب التي أبرزت حقيقة التشابه بين اليهود والشيعة كتاب الشيخ عبد الله الجميلي  "بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة – الشيعة – لليهود".

فقد قدم المؤلف هذه الحقيقة بتوثيق دقيق من مراجع اليهود والشيعة بما لا يدع مجالا للشك والارتياب, ولتمم الفائدة على الوجه المطلوب قمت باختصار الكتاب وحذف المكرر والردود , والاقتصار على الشواهد والإثباتات ثم عقبت ذلك بجدول مقارنة بين دين اليهود ودين الشيعة مستقى من كتاب عبد الله ين سبأ وإمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه, والله أسأله أن ينفع بهذا الكتاب والحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات.



عبد الله بن سبأ حقيقة وليس أسطورة

يحاول بعض الكتاب التشكيك بشخصية عبد الله بن سبأ, وأن يظهر أنها شخصية وهمية, مع أن الدلائل التاريخية كثيرة في بيان دوره في تأسيسه جذور دين الشيعة؛ ومن تلك الدلائل  اعتراف كثير من علماء الشيعة بهذه الحقيقة.

المثبتون وجود ابن سبأ من علماء الشيعة

1- الناشئ الأكبر (203هـ):

ذكر الناشئ الأكبر عبد الله بن سبأ ضمن حديثه عن فرقة السبئية فقال: "وفرقة زعموا أن علياً عليه السلام حي لم يمت، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، وهؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله سبأ رجلاً من أهل صنعاء يهودياً.

2- الأشعري القمي (310هـ):

تحدث عن السبأية وابن سبأ في كتاب "المقالات والفرق فقال: "هذه الفرقة تسمى السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني، وساعده على ذلك عبد الله بن حرسي وابن أسود وهما من أجلة أصحابه، وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم"([1]).

3- النوبختي (من أعلام القرن الثالث):

تحدث عن ما أحدثه ابن سبأ من القول بفرض إمامة علي بن أبي طالب ثم قال: "وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً عليه السلام , وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة فقال في إسلامه بعد وفاة النبي r في علي عليه السلام بمثل ذلك"([2]).

4- الكشي (369هـ):

ذكر عبد الله بن سبأ وأورد خمس روايات بسندها إلى أئمتهم في البراءة من عبد الله بن سبأ ولعنه وذمه نورد منها:

ما روي عن أبي جعفر أنه قال: "إن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله ,تعالى الله عن ذلك، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال: نعم أنت هو، وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأني نبي، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك، فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام لم يتب فأحرقه بالنار وقال: إن الشيطان استهواه فكان  يأتيه يلقي في روعه ذلك.

وعن أبي عبد الله أنه قال: "لعن الله عبد الله بن سبأ إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبداً لله طائعاً، الويل لمن كذب علينا , وإن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم نبرأ إلى الله منهم"([3]).

5- ابن أبي الحديد: (656هـ):

ذكر أن ابن سبأ أول من أظهر الغلو في زمن علي رضي الله عنه قال: "وأول من جهر بالغلو في أيامه عبد الله بن سبأ، قام إليه وهو يخطب فقال له: أنت أنت، وجعل يكررها، فقال له ويلك من أنا؟ فقال: أنت الله، فأمر بأخذه وأخذ قوم كانوا معه على رأيه"([4]).

6- نعمة الله الجزائري (1112هـ):

يقول نعمة الله الجزائري في كتابه "الأنوار النعمانية": قال عبد الله بن سبأ لعلي بن أبي طالب: أنت الإله حقاً فنفاه علي عليه السلام إلى المدائن وقيل إنه كان يهودياً فأسلم وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وفي موسى مثل ما قال في علي([5]).

ومن علماء الشيعة المثبتين لدور ابن سبأ كذلك الصدوق والمامقاني ومحمد حسين المظفري وغيرهم كثير.

مشابهة الرافضة لليهود

أشبهت الرافضة اليهود في كثير من جوانب العقيدة وغيرها من المسائل والأحكام الفقهية في مذهبهم ولا عجب أن يحدث ذلك التشابه الكبير بينهما، فمذهب الرافضة قد وضعه اليهود وتشرب بعقائدهم ومبادئهم منذ نشأته. وتأثر الرافضة باليهود لا يخفى على من له معرفة بعقائدهم ومبادئهم وذلك إما بمخالطتهم ومعاملتهم أو بمطالعة كتبهم وخاصة القديم منها.

ولما كان سلفنا الصالح رحمهم الله من أعرف الناس بهم، أدركوا هذه الحقيقة فصرحوا بمشابهة الرافضة لليهود في كثير من عقائدهم وحذروا الناس منهم.

وكان أول من تنبه لذلك الإمام عامر بن شراحيل الشعبي، فقد كان كوفي المولد والمنشأ والوفاة – أي أنه كان مخالطاً لهم طوال حياته – ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه من أخبر الناس بهم([6]).

فقد روى ابن عبد ربه في "العقد الفريد" عن مالك بن معاوية أنه قال: قال لي الشعبي وذكرنا الرافضة، يا مالك لو أردت أن يعطوني رقابهم عبيداً , وأن يملئوا بيتي ذهباً على أن أكذبهم على عليّ كذبة واحدة لفعلوا، ولكني والله لا أكذب عليه أبداً، يا مالك إني درست الأهواء كلها، فلم أر قوماً أحمق من الرافضة فلو كانوا من الدواب لكانوا حميراً أو كانوا من الطير لكانوا رخماً([7]). ثم قال: أحذرك الأهواء المضلة شرها الرافضة، فإنها يهود هذه الأمة، يبغضون الإسلام كما يبغض اليهود النصرانية، ولم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة من الله ولكن مقتاً لأهل الإسلام وبغياً عليهم , وقد حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار، ونفاهم إلى البلدان، منهم عبد الله بن سبأ نفاه إلى ساباط وعبد الله بن سبأ نفاه إلى الحازر، وأبو الكروس، وذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود. قالت اليهود: لا يكون الملك إلا في آل داود، وقالت الرافضة: لا يكون الملك إلا في آل علي بن أبي طالب، وقالت اليهود: لا يكون جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح المنتظر، وينادي مناد من السماء، وقالت الرافضة: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينزل سبب من السماء. واليهود يؤخرون صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم، وكذلك الرافضة، واليهود لا ترى الطلاق الثلاث شيئاً، وكذا الرافضة، واليهود لا ترى على النساء عدة، وكذلك الرافضة، واليهود تستحل دم كل مسلم، وكذلك الرافضة، واليهود حرفوا التوراة، وكذلك الرافضة حرفت القرآن، واليهود تبغض جبريل عليه السلام وتقول: هو عدونا من الملائكة، وكذلك الرافضة تقول: غلط جبريل في الوحي إلى محمد بترك علي بن أبي طالب، واليهود لا تأكل لحم الجزور، وكذلك الرافضة..([8]).

وروى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نحو هذا الكلام عن أبي عاصم خشيش بن أصرم في كتابه، ورواه من طريقه أبو عمرو الطلمنكي في كتابه في الأصول.

قال أبو عاصم حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه قال: قلت لعامر الشعبي: ما ردك عن هؤلاء القوم وقد كنت فيهم رأساً؟ قال: رأيتهم يأخذون بأعجاز لا صدور لها ثم قال لي: يا مالك لو أردت أن يعطوني رقابهم عبيداً أو يملؤوا لي بيتي ذهباً، أو يحجوا على بيتي هذا على أن أكذب على عليّ رضي الله عنه لفعلوا، ولا والله لا أكذب عليه أبداً، ...يا مالك: لم يدخلوا في الإسلام رغبة فيه لله ولا رهبة من الله ولكن مقتاً من الله عليهم وبغياً منهم على أهل الإسلام، يريدون أن يغمصوا دين الإسلام كما غمص بولص بن يوشع – ملك اليهود – دين النصرانية. ولا تتجاوز صلاتهم آذانهم، قد حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار ونفاهم من البلاد، منهم عبد الله بن سبأ يهودي من يهود صنعاء نفاه إلى ساباط وأبو بكر الكروس نفاه إلى الجابية([9])، وحرق منهم قوماً أتوه فقالوا: أنت هو فقال: من أنا؟ فقالوا: أنت ربنا فأمر بنار فأججت فألقوا فيها، وفيهم قال علي رضي الله عنه:

لما رأيت الأمر أمراً  منكراً

 

أججت ناري ودعوت قنبراً

يا مالك، إن محنتهم محنة اليهود، ... قالت اليهود: فرض الله علينا خمسين صلاة في كل يوم وليلة، وكذلك الرافضة. واليهود لا يصلون المغرب حتى تشتبك النجوم، وقد جاء عن النبي r: ((لا تزال أمتي على الإسلام ما لم تؤخر المغرب إلى اشتباك النجوم مضاهاة لليهود))([10])، وكذلك الرافضة. واليهود إذا صلوا زالوا عن القبلة شيئاً، وكذلك الرافضة. واليهود تنود في صلاتها([11])، كذلك الرافضة. واليهود يسدلون أثوابهم في الصلاة،. واليهود يسجدون في صلاة الفجر الكندرة([12])، وكذلك الرافضة. واليهود لا يخلصون بالسلام إنما يقولون: سام عليهم وهو الموت، وكذلك الرافضة... واليهود يستحلون أموال الناس وقد نبأنا الله عنهم أنهم قالوا: {ليس علينا في الأميين سبيل}، وكذلك الرافضة يستحلون مال كل مسلم. واليهود يستحلون دم كل مسلم، وكذلك الرافضة. واليهود يرون غش الناس، وكذلك الرافضة، واليهود لا يعدون الطلاق شيئاً إلا عند كل حيضة، وكذلك الرافضة، واليهود ليس لنسائهم صداق وإنما يتمتعون متعة، وكذلك الرافضة يستحلون المتعة. واليهود لا يرون العزل عن السراري وكذلك الرافضة. واليهود يحرمون الجرّي([13]) والمرماهي، وكذلك الرافضة. واليهود حرموا الأرنب والطحال وكذلك الرافضة. واليهود لا يرون المسح على الخفين، وكذلك الرافضة. واليهود لا يلحدون وكذلك الرافضة. وقد ألحد لنبينا r. واليهود يدخلون مع موتاهم سعفة رطبة، وكذلك الرافضة. ثم قال لي: يا مالك، وفضلتهم اليهود والنصارى بخصلة قيل لليهود : من خير أهل ملتكم؟ قالوا أصحاب موسى، وقيل للنصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى. وقيل للرافضة من شر أهل ملتكم؟ قالوا: حواري محمد يعنون بذلك طلحة والزبير، أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم، والسيف مسلول عليهم إلى يوم القيامة، ودعوتهم مدحوضة ورايتهم مهزومة، وأمرهم مشتت كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين([14]).

هذا ما روي عن الإمام الشعبي من الأمور التي شابهت الرافضة فيها اليهود، وقد ذكر غيره من علماء السلف بعض الأوجه الأخرى.

ومن هؤلاء العلماء شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، فقد ذكر في كتابه "الرد على الرافضة" تحت: "مطلب مشابهتهم اليهود":

"ومن قبائحهم تشبههم باليهود، ولهم بهم مشابهات منها: أنهم يضاهون اليهود الذين رموا مريم الطاهرة بالفاحشة بقذف زوجة رسول الله r عائشة المبرأة بالبهتان وسلبوا بسبب ذلك الإيمان، ويشابهونهم في قولهم أن دينا بنت يعقوب خرجت وهي عذراء فافترعها مشرك، بقولهم إن عمر اغتصب ابنة  علي رضي الله عنه. وبلبس التيجان فإنها من ألبسة اليهود، وبقص اللحى أو حلقها أو إعفاء الشوارب هذا دين اليهود وإخوانهم من الكفرة، ومنها أن اليهود مسخوا قردة وخنازير، وقد نقل أنه وقع ذلك لبعض الرافضة في المدينة المنورة وغيرها، بل قد قيل إنهم تمسخ صورهم ووجوههم عند الموت، والله أعلم.

ومنها ترك الجمعة والجماعة وكذلك اليهود فإنهم لا يصلون إلا فرادى، ومنها تركهم قول آمين وراء الإمام في الصلاة فإنهم لا يقولون آمين يزعمون أن الصلاة تبطل به، ومنها تركهم تحية السلام فيما بينهم وإذا سلموا فعلوا بعكس السنة، ومنها خروجهم من الصلاة بالفعل وتركهم السلام في الصلاة ؛ فإنهم يخرجون من الصلاة من غير سلام بل يرفعون أيديهم ويضربون بها على ركبهم كأذناب الخيل الشمس([15]).

ومنها: شدة عداوتهم للمسلمين، وأخبر الله عن اليهود: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ }، وكذلك هؤلاء أشد الناس عداوة لأهل السنة والجماعة حتى أنهم يعدونهم أنجاساً، فقد شابهوا اليهود في ذلك ومن خالطهم لا ينكر وجود ذلك فيهم.

ومنها: أنهم يجمعون بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها يشابهون اليهود فإنهم كانون يجمعون في شرع يعقوب بين الأختين.

ومنها: قولهم إن من عداهم من الأمة لا يدخلون الجنة بل يخلدون في النار، وقد قال اليهود والنصارى: {لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى}.

ومنها: اتخاذهم الصور الحيوانية كاليهود والنصارى، وقد ورد الوعيد الشديد في تصوير الصور ذات الأرواح في البخاري وغيره أنه قال رسول الله r: (لعن الله المصورين)([16])، وأنه قال: (إن المصور يكلف يوم القيامة أن ينفخ الروح فيما صوره وليس بنافخ).

ومنها: تخلفهم عن نصر أئمتهم كما خذلوا علياً وحسيناً وزيداً وغيرهم رضي الله عنهم، قبحهم الله ما أعظم دعواهم في حب أهل البيت وأجبنهم عن نصرهم، وقد قال اليهود لموسى: {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}.

ومنها: أن اليهود مسخوا وقد روي: إن كان خسف ومسخ ففي المكذبين للقدر، وهؤلاء مكذبون به، وقد خسف بقرى كثيرة مرات عديدة من بلاد العجم.

ومنها: أن اليهود ضربت عليهم الذلة والمسكنة أينما كانوا، وكذلك هؤلاء ضربت عليهم الذلة حتى أحبوا التقية من شدة خوفهم وذلهم.

ومنها: أن اليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون: هذا من عند الله، وهؤلاء يكتبون الكذب ويقولون هذا من كلام الله تعالى ويفترون الكذب على رسوله r وأهل بيته رضي الله عنهم"([17]).

ومن العلماء الذين ذكروا المشابهة بين اليهود والرافضة، عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي رحمه الله تعالى، فقد ذكر بعض الأوجه التي نقلها العلماء عن الشعبي في المشابهة بين اليهود والرافضة في "مختصر التحفة الاثنى عشرية"([18]). وقد أكد الكتاب المعاصرون كذلك هذه الحقيقة وهي مشابهة اليهود للرافضة في أكثر من كتاب من كتبهم.

فقد أفرد عبد الله القصيمي في كتابه "الصراع بين الإسلام والوثنية" هذا الموضوع بعنوان مستقل، فقال تحت عنوان "شبه الشيعة باليهود":

"تشبه الشيعة اليهود من وجهات ووجوه كثيرة، ولا عجب في الأمر، فإن أصل المذهب الشيعي كما قد ذكرنا مرات قد وضعه اليهود وأسسوه ودعوا إليه سراً وجهراً حتى قام وصار مذهباً مستقلاً متبايناً المذاهب والنحل مخالفاً لها بميزاته وخصائصه([19]).

ثم عقد القصيمي مقارنة بينهم دلت على ما بين الفريقين من تشابه كبير في العقيدة، فقال: "تشبه الشيعة باليهود من وجوه كثيرة:

من ذلك أن الشيعة تقول بالبداء على الله، واليهود تقول بذلك أيضاً.

ومن ذلك أن اليهود يقولون بالتشبيه، تشبيه الله بخلقه، فيصفونه بالحزن، والبكاء، واللغوب، وأعراض النقص، وكذلك الشيعة يشبهون ويصفون الله بصفات الخلق والنقص. ومن ذلك أن اليهود يعادون جبريل عليه السلام ويمقتونه ويقولون هو عدونا، وكذلك الشيعة تقدح فيه وتمقته؛ لأنه في زعمهم قد أرسل إلى علي فغلط فنزل على محمد عليه السلام.

ومن ذلك أن الطائفتين قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة، فاليهود قد أخبر الله عنهم بذلك وسجله عليهم في الكتاب العزيز، وقد أنبأنا به منذ أربعة عشر قرناً ونصف وأبانه بياناً صريحاً واضحاً.

ومن ذلك اليوم إلى اليوم واليهود لا يزالون يتقلبون في الذلة والمسكنة والهوان لم تقم لهم قائمة ، وكذلك الشيعة قد حاولوا مرات في عصور مختلفة الاستبداد بالأمر والنهوض بأعباء الملك والسلطان وانتزاعه بين أيدي أهله، وقد نالوا جزءاً طفيفاً من ذلك في فترات من الزمن ودانت لقوتهم بعض الأقطار أحياناً قصيرة زائلة، ولكنهم ما زالوا أذلة صاغرين حتى في أيام دولتهم وسلطانهم وحتى في الأقطار التي دانت لهم في الظاهر واعترفت لهم بالملك.

من ذلك أن اليهود يحرفون الكلم عن مواضعه كما قال تعالى: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه} ، وكذلك الرافضة يحرفون الكلم عن مواضعه. ومن ذلك أن اليهود والرافضة لا يعدلون في حبهم ولا بغضهم، ولا يقتصدون في توليهم ولا في تبريهم، بل كلتا الطائفتين مسرفة في هذا وهذا، ظالمة في هذا وذاك.

ومن ذلك أن اليهود يستحلون دماء المسلمين العرب وأموالهم بكل الوسائل بالخداع والربا الفاحش والاغتيال والغش وبما استطاعوا من الوسائل، وكذلك الرافضة يستحلون دماء أهل السنة جميعاً وأموالهم بكل الوسائل بالاغتيال والغدر والاحتيال والغش وبما استطاعوا من صنوف الوسائل الباطلة.

ومن ذلك أن اليهود يتعشقون القبور ويهيمون بها هياماً ويصيرونها مساجد غلواً وافتتاناً، وقد قال الرسول r: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)). وكذلك الرافضة يغلون في القبور والمشاهد غلواً قبيحاً غلو اليهود، ويتعشقونها كاليهود وأشد حتى أصاروها مشاهد ومعابد ومساجد وهم يحجون إليهم كما يحج إليها المسلمون إلى البيت الحرام من كل مكان.

ومن ذلك أن اليهود يغلون في تقديس الأحبار والرهبان إلى حد العبادة والتأليه كما قال تعالى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ}، وكذلك الرافضة يغلون في أئمتهم غلو تأليه وعبادة، ويقدسونهم ويضعونهم في درجات هي فوق مستوى البشر والخلق.

ومن ذلك أن اليهود وغيرهم كالنصارى ليس لدينهم ولما يأثرونه ويذكرونه عن أنبيائهم أسانيد صحيحة ولا ضعيفة، ولا لمن يروون عنهم كتب تراجم صحيحة معتبرة لها أسانيد متصلة بها يعرف حال الرواة الدينية والعلمية والخلقية، وكذلك الرافضة ليس لعقائدهم ومفرداتهم التي باينوا بها أهل السنة والجماعة واختصوا بها وصاروا بها رافضة مستقلين عن غيرهم أسانيد صحيحة ولا روايات متصلة مقبولة ولا لمن يروون عنهم ما يروون من هذه المفاريد والخصائص تراجم معروفة صحيحة ينقدون بها هؤلاء الرواة ويعلمون بها مكانتهم العلمية والدينية والخلقية.

ومن ذلك أيضاً أن اليهود يقولون بالتقية وكتمان الحق والموافقة على الباطل، وكذلك الرافضة يقولون هذه المقالة ويسرفون في ذلك , ولهم في هذه التقية روايات غريبة([20]).

ومن الذين ذكروا مشابهة الرافضة لليهود من المعاصرين الشيخ عبد الوهاب خليل الرحمن في مقدمته لتحقيق كتاب "رسالة في الرد على الرافضة" لأبي حامد المقدسي ([21]).

الوصية عند اليهود

يرى اليهود ضرورة تنصيب وصي بعد النبيr يقوم مقامه في إرشاد الناس من بعده، وقد جاءت عدة نصوص في "التوراة" وغيرها من أسفار اليهود، تفيد أن الله تعالى طلب من موسى عليه السلام أن يوصي ليوشع بن نون قبل موته، ليكون مرشداً لبني إسرائيل من بعده.

جاء في سفر "العدد": "فكلم الرب موسى قائلاً: ليوكل الرب إله أرواح جميع البشر رجلاً على الجماعة، يخرج إمامهم ويدخل أمامهم، ويخرجهم ويدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها، فقال الرب لموسى: خذ يشوع بن نون رجلاً فيه روح، وضع يدك عليه، وأوقفه قدام العازار الكاهن وقدام كل الجماعة، وأوصه أمام أعينهم .. ففعل موسى كما أمره الرب وأخذ يشوع وأوقفه قدام العازار الكاهن وقدام كل الجماعة، ووضع يده عليه وأوصاه كما تكلم الرب عن يد موسى"([22]).

وأما الشيعة فتتلخص عقيدتهم في الوصية والوصي: أن الوصي بعد النبي r هو علي ابن أبي طالب، وأن اختيار علي لهذا المنصب لم يكن من قبل النبي r، وإنما جاء من الله تعالى.

جاء في كتاب "بصائر الدرجات": "عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عرج بالنبي r إلى السماء مئة وعشرين مرة، ما من مرة إلا وقد أوصى الله النبي r بولاية علي والأئمة من بعده أكثر مما أوصاه بالفرائض"([23]).

ويروي الشيخ الصدوق عن النبي r أنه قال: "إن الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن أبي طالب، وزوجه ابنتي من فوق سبع سمواته، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته، وجعله لي وصياً وخليفة، فعلي مني وأنه منه، محبه محبي، ومبغضه مبغضي، وإن الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته"([24]).

أوجه التشابه بين عقيدتي اليهود والرافضة في الوصية

فمن أوجه هذا التشابه :

الجانب الأول: التشابه في التسمية، فإطلاق لقب "وصي" على من يخلف رسول الله r في تصريف شؤون المسلمين لم يعرف عند المسلمين، ولم يوجد أحد من المسلمين أطلق لقب "وصي" على أحد من الخلفاء الأربعة، إلا ما كان من ابن سبأ وممن غرر بهم من عوام الناس عندما أحدث القول بالوصية، وزعم أن علياً وصي رسول الله r وكان ذلك في زمن عثمان بن عفان.

فبهذا يتضح أن أصل لقب "وصي" يهودي انتقل إلى الرافضة عن طريق ابن سبأ.

الجانب الثاني: اتفاق اليهود والرافضة على وجوب تنصيب وصي بعد النبي، وقد شبهت اليهود الأمة التي بغير وصي بالغنم التي لا راعي لها.

وقالت الرافضة: إن الأرض لو بقيت بغير إمام لساخت، وكلا القولين يحتم وجوب تنصيب وصي، وأنه لا غنى للناس عنه.

الجانب الثالث: اتفق اليهود والرافضة على أن الله تعالى هو الذي يتولى تعيين الوصي وليس للنبي اختيار وصيه من بعده، وقد دلت نصوص اليهود أن الله هو الذي أمر موسى أن يتخذ يشوعاً وصياً له، ودلت روايات الرافضة أن الله تعالى هو الذي أمر نبينا r أن يتخذ علياً وصياً، وأن ولاية علي جاءت من فوق سبع سماوات.

الجانب الرابع: اتفاقهم أن الله يكلم الأوصياء، ويوحي إليهم، فقد زعم اليهود أن الله خاطب يشوعاً مباشرة أكثر من مرة، كما دلت على ذلك نصوص كتبهم. وكذلك الرافضة زعموا أن الله ناجى علياً t أكثر من مرة في أكثر من موضع، على حسب ما جاءت به رواياتهم.

الجانب الخامس: ينزّل اليهود والرافضة الوصي منزلة النبي، فقد جاء في أسفار اليهود أن الله قال ليشوع: "اليوم ابتدأ أعظمك في أعين جميع بني إسرائيل لكي يعلموا أني كما كنت مع موسى أكون معك"، وجاء أيضاً أن بني إسرائيل هابوا يشوع كما هابوا موسى عليه السلام. والرافضة يزعمون أن لعلي t وغيره من الأئمة منزلة تعادل منزلة النبي r، وأنهم في درجته كما دلت على ذلك رواياتهم السابقة.

الجانب السادس:

من التوافق بين اليهود والرافضة أن اليهود يزعمون أن الله تعالى أوقف الشمس والقمر ليشوع ([25])عندما أراد أن ينتقم من أعدائه كما مر ذلك سابقاً. وكذلك الرافضة يزعمون أن الله تعالى رد الشمس لعلي بن أبي طالب t. فقد رووا عن الباقر عن أبيه عن جده الحسين بن علي عن جويرية – أحد أصحاب علي t - حديثاً طويلاً وفيه: "وسار أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن قطع أرض بابل، وتدلت الشمس للغروب ثم غابت واحمر الأفق، قال: فالتفت إليّ أمير المؤمنين وقال: يا جويرية، فقلت: يا أمير المؤمنين ما وجب العشاء بعد، فقال عليه السلام: أذن للعصر فقلت في نفسي أأذن للعصر وقد غربت الشمس! ولكن عليّ الطاعة فأذنت، فقال: أقم، وإذا أنا في الإقامة تحركت شفتاه بكلام كأنه منطق الخطاطيف لم أفهم ما هو، فرجعت الشمس بصرير عظيم حتى وقفت في مركزها من العصر، فقام عليه السلام وكبر وصلينا وراءه، فلما فرغ من صلاته، وقعت كأنها سراج في طست وغابت واشتبكت النجوم، فالتفت إليّ ثم قال: أذن للعشاء يا ضعيف اليقين"([26]).

تلك هي أوجه الاتفاق بين اليهود والرافضة في هذه العقيدة، وليس غريباً أن يحدث ذلك التوافق الكبير بينهما، فعبد الله بن سبأ هو الذي أسس مذهب الرفض ودعا إليه، وقام بنشر العقائد الفاسدة بين من اغتر به من ضعفاء الناس، وكان أول ما نادى به ابن سبأ من هذه العقائد؛ زعمه أن علي بن أبي طالب هو وصي رسول الله r، وقد صرح ابن سبأ نفسه، أنه لم يأخذ هذه الفكرة من مصدر إسلامي، بل أخذها من "التوراة".

حصر اليهود الملك في آل داود

عندما استقر اليهود في فلسطين أخذوا يحلمون بعصورهم الذهبية في عهد داود وسليمان وما كانوا يعيشونه من نعم الله الوافرة وما كانوا فيه من عزة وقوة، فظن هؤلاء أن ذلك كان بسبب داود وسليمان.

فمن هنا أخذ اليهود ينادون بملك من آل داود يعيد لهم عزهم ومجدهم الغابر، فكان أن وافقت هذه العصور فترة تدوين اليهود لأسفارهم، فنسبوا إلى الله فيها بأنه وعدهم ، يبقي على عرش إسرائيل رجلاً من آل داود إلى الأبد، وذلك ليضيفوا على أحلامهم صبغة شرعية لتنال الاحترام عند اليهود، فكانت هذه بداية عقيدة حصر الملك في آل داود عند اليهود، ثم تناقلها اليهود جيلاً بعد جيل إلى يومنا هذا، فما زال يهود اليوم يحلمون ببناء هيكل سليمان وتنصيب رجل من آل داود على عرش إسرائيل.

ولنبدأ الآن بذكر النصوص التي بثوها في أسفارهم للدعوة لهذه العقيدة:

جاء في سفر "حزقيال" فيما نسبوه إلى الله أنه قال: "هاأنذا أخبر بني إسرائيل من بين الأمم الذين ذهبوا إليها وأجمعهم من كل ناحية، وآتي بهم أرضهم وأصيرهم أمة واحدة في الأرض على جبال إسرائيل، وملك واحد يكون ملكاً عليهم كلهم، وداود عبدي يكون ملكاً عليهم، ويكون لجميعهم راع واحد، فيسلكون في أحكامي ويحفظون فرائضي ويعملون بها، ويسكنون في الأرض التي أعطيت عبدي يعقوب إياها التي سكنها آباؤكم ويسكنون فيها هم وبنو بنيهم إلى الأبد"([27]). ومن النصوص الدالة على هذه العقيدة من كتب اليهود، ما جاء في سفر "إرميا": "لأنه هكذا قال الرب لا ينقطع لداود إنسان يجلس على كرسي بيت إسرائيل"([28]).

وفي "سفر الملوك الأول": "ويكون لداود ونسله وبيته وكرسيه سلام إلى الأبد من عند الرب"([29]). وفي "سفر الملوك الأول" أيضاً: والملك سليمان يبارك وكرسي داود يكون ثابتاً أمام الرب إلى الأبد"([30]). وقد بلغ من تشبث اليهود بهذه العقيدة أن زعموا أن الله وعدهم أن يديم الملك في نسل داود ولو كانوا كفاراً.

جاء في "سفر المزامير" أن الله قال: "وجدت داود عبدي، بدهن قدسي، مسحته وأجعل إلى الأبد نسله وكرسيه مقل أيام السماوات، إن ترك بنوه شريعتي ولم يسلكوا بأحكامي إن نقضوا فرائضي ولم يحفظوا وصاياي، أفتقد بعصا معصيتهم وبضربات إثمهم، أما رحمتي فلا أنزعها عنه، ولا أكذب عليه من جهة أمانتي، لا أنقض عهدي ولا أغير ما خرج من شفتي، مرة حلفت بقدسي أن لا أكذب لداود نسله إلى الدهر يكون وكرسيه كالشمس أمامي([31]).

وإصرار اليهود على دعوتهم لنسل داود بالملك واستمراره فيهم ليس حباً لداود ونسله، بل لما ظنوا بجهلهم أن سر عزهم ومجدهم في عهد داود وابنه سليمان لسبب متعلق بهما، فأخذوا ينادون لنسل داود بالملك والإمامة وإن كانوا فساقاً وكفاراً، متناسين وقافلين عن سبب العزة الحقيقي، ألا وهو الإيمان بالله والالتزام بالشرائع التي كان يتمتع بها نبيا الله داود وسليمان عليهما السلام.

ولا زال اليهود إلى يومنا هذا يؤمنون بهذه العقيدة ويحلمون بإعادة عرش إسرائيل وتنصيب رجل من آل داود عليه.

جاء في "بروتوكولات حكماء صهيون": "والآن سأعالج الأسلوب الذي تقوى به دولة الملك داود حتى تستمر إلى اليوم الآخر"([32]). ثم يقول هذا الكاتب بعد ذلك: "إن أعضاء كثيرين من نسل داود سيعودون ويربون الملوك وخلفاءهم الذين لن ينتخبوا بحق الوراثة بل بمواهبهم الخاصة"([33]).

حصر الرافضة الإمامة في ولد الحسين

يعتقد الرافضة الإمامية أن النبي r أوصى بالإمامة من بعده لعلي بن أبي طالب t، ثم انتقلت من بعده إلى ابنه الحسن ثم من بعد الحسن إلى الحسين ثم تناقلها أولاد الحسين حتى انتهت إلى المهدي المنتظر، وهو الإمام الثاني عشر عندهم. وعدد الأئمة عندهم اثنا عشر، يعتقدون أن النبي r قد نص على إمامتهم، ثم نص كل إمام منهم على من يأتي بعده، ويعتقدون أن الإمامة قد انحصرت بعد الحسين في أولاده فلا تخرج منهم إلى يوم القيامة. أما اعتقادهم أن الإمامة محصورة في اثني عشر فلهم في ذلك روايات كثيرة منها: ما رواه الأربلي عن علي بن أبي طالب r قال: قال رسول الله r: ((الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها))([34]).

وروى الصدوق: عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر إماماً منهم حسن وحسين ثم الأئمة من ولد الحسين([35]).

ويعلل الرافضة الإمامية انحصار الأئمة في هذا العدد بموافقته لعدد أسباط بني إسرائيل وذلك مما يدل على شغف الرافضة الكبير في التشبه باليهود. حتى إن الشيخ الصدوق وضع في كتابه "الخصال" عنواناً مستقلاً لإبراز موافقتهم لبني إسرائيل في عدد الأئمة فقال: أخرج الله عز وجل من بني إسرائيل اثني عشر سبطاً ونشر من الحسن والحسين عليهما السلام اثني عشر سبطاً.

وأورد تحت هذا العنوان هذه الرواية: عن علي بن موسى بن جعفر عليه السلام أنه قال: إن الله عز وجل أخرج من بني إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم اثني عشر سبطاً وجعل فيهم النبوة والكتاب ونشر من الحسن والحسين ابني أمير المؤمنين عليهم السلام من فاطمة بنت رسول الله r اثني عشر سبطاً([36]). ويعلل الأربلي انحصار الأئمة في هذا العدد بعدة وجوه نذكر منها قوله: إن الله عز وجل أنزل في كتابه العزيز: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا}، فجعل عدة القائمين بذلك الأمر اثني عشر فتكون عدة أئمة القائمين بهذا كذلك. ويقول أيضاً: قال تعالى: {وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ*وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا}، فجعل الأسباط الهداة إلى الحق بهذه العدة فتكون الأئمة كذلك([37]).

فانظر أيها القارئ إلى حال هؤلاء كيف يعدلون عن كتاب الله وسنة نبيه إلى قياسات باطلة على شرائع سابقة، إما منسوخة بهذه الشريعة أو هي باطلة أصلاً ثم يبنون دينهم على هذه الأقيسة وما ذلك إلى لفرط حبهم لليهود وشدة بغضهم لهذه الأمة المحمدية. ويمكن إبراز أوجه التشابه بينهما في النقاط التالية:

أولاً: يحصر اليهود الملك في آل داود , ويرون أنه لا يجوز أن يخرج الملك منهم إلى غيرهم إلى يوم القيامة.

جاء في أسفارهم: "لأنه هكذا قال الرب لا ينقطع لداود إنسان يجلس على كرسي بيت إسرائيل". ويحصر الرافضة الإمامة في ولد الحسين ويرون أنها لا تخرج عنهم إلى يوم القيامة. قال المفيد: اتفقت الإمامية على أن الإمامة بعد النبي r في بني هاشم خاصة ثم في علي والحسن والحسين، ومن بعد في ولد الحسين دون ولد الحسن عليه السلام إلى آخر العالم.

ثانياً: يعلل الرافضة حصرهم الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن أن ذلك اقتداء بسنة موسى وهارون، حيث جرت الكهانة في ولد هارون دون ولد موسى مع أن موسى أفضل من هارون، وكذلك جرت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن مع أن الحسن أفضل من الحسين. وذلك تشبه واضح منهم باليهود وإعراضهم عن كتاب الله وسنة الرسول r وعن إجماع المسلمين.  

ثالثاً: يشترط اليهود في ملوكهم أن يعيدوا بناء هيكل سليمان وأن يحملوا تابوت عهد الرب، وقد زعموا أن الله تعالى اشترط على داود أن يقوم نسله ببناء الهيكل ليبقى فيهم الملك، فقال له: "متى كملت أيامك واضطجعت مع آبائك أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك، واثبت مملكته هو يبني بيتاً لاسمي وأنا أثبت كرسي مملكته". ويشترط الرافضة لصحة إمامة أئمتهم أن يحملوا سلاح رسول الله r وهم يشبهون السلاح فيهم بالتابوت في بني إسرائيل.

رووا عن أبي عبد الله أنه قال: "إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل، أي أهل بيت وجد التابوت على بابهم أوتوا النبوة فمن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة".

رابعاً: من التشابه بين اليهود والرافضة في العقيدة، انقطاع ملك آل داود في بني إسرائيل والذي زعم اليهود أنه لا ينقطع إلى يوم القيامة منذ زمن بعيد جداً. وكذلك انقطاع إمامة ولد الحسين بل إنه لا الحسين ولا أبناؤه لم يتولوا إمارة للمسلمين في يوم من الأيام. وهذا مما يدل على كذب اليهود والرافضة وافترائهم على الله تعالى، الذين نسبوا غليه بأنهم وعدهم باستمرار الملك والإمامة فيمن زعموا، إذ لو وعد الله بذلك لوفى بوعده فالله لا يخلف وعده، قال تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

خامساً: يستدل الرافضة الإمامية لحصرهم الأئمة في اثني عشر إماماً بمشابهتهم لعدد أسباط بني إسرائيل. يقول الأربلي: إن الله عز وجل قال في كتابه: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا}، فجعل عدة القائمين بذلك الأمر اثني عشر فتكون عدة أئمة القائمين بهذا كذلك.

فهذه بعض أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في هذه العقيدة .

عقيدة المسيح المنتظر عند اليهود

ينتظر اليهود خروج رجل من آل داود يحكم العالم، ويعيد لليهود عزهم ومجدهم، ويستعبد جميع الشعوب ويسخرهم لخدمة اليهود، ويطلقون على هذا الرجل الذي سيأتي – بزعمهم – في آخر الزمان "المسيح المنتظر". وقد جاءت البشارة بالمسيح المنتظر في أكثر من موضع من أسفار اليهود المقدسة، منها ما جاء في سفر زكريا: "ابتهجي جداً ا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان .. ويتكلم بالسلام للأمم، وسلطانه من البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض([38]).

وجاء في سفر اشعيا حكاية عن المسيح: "روح السيد على لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق، لأنادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا لأعزي كل النائحين"([39]).

وجاء في التلمود: "إن المسيح يعيد قضيب الملك إلى إسرائيل فتخدمه الشعوب وتخضع له الممالك، وعندئذ يمتلك كل يهودي ألفين وثمانمائة عبد وثلاثمائة وعشرة أبطال يكونون تحت إمرته"([40]).

وفي التلمود أيضاً: "ويعيش اليهود في حرب طاحنة مع باقي الشعوب منتظرين ذلك اليوم، وسيأتي المسيح الحقيقي([41])، ويحصل النصر المنتظر، ويقبل المسيح وقتئذ هدايا كل الشعوب ويرفض هدايا المسيحيين"([42]).

وقد أكد وجود هذه العقيدة عند اليهود إمامهم العظيم السموأل بن يحيى المغربي([43])، والذي هداه الله  للإسلام فألف كتاباً في الرد على اليهود وأسماه "إفحام اليهود" جاء فيه:

"وينتظرون قائماً يأتيهم من آل داود النبي إذا حرك شفتيه بالدعاء مات جميع الأمم ولا يبقى إلا اليهود، وإن هذا المنتظر – بزعمهم – هو المسيح الذي وعدوا به.."  إلى أن قال: "ويعتقدون أيضاً أن هذا المنتظر، متى جاءهم يجمعهم بأسرهم إلى القدس وتصير لهم دولة، ويخلو العالم من سواهم، يحجم الموت عن جنابهم المدة الطويلة"([44]).

وعقيدة المسيح المنتظر لم تقتصر على اليهود القدماء فحسب بل لا يزال يهود اليوم يحلمون بخروج هذا المسيح الذي ينتظرونه بفارغ الصبر.

جاء في "بروتوكولات حكماء صهيون": "إن ملكنا سيكون مختاراً من عند الله ومعيناً من أعلى، كي يدمر كل الأفكار التي تغرى بها الغريزة لا العقل، وحينئذ سنكون قادرين على أن نصرخ في الأمم: صلوا لله واركعوا أمام ذلك الملك الذي يحمل آية التقدير الأزلي للعالم، والذي يقود الله ذاته نجمه، فلن يكون أحد آخر إلا هو نفسه قادراً على أن يجعل الإنسانية حرة من كل خطيئة"([45]).

وبهذه النصوص يتضح لنا مدى رسوخ هذه العقيدة عند اليهود، ومدى تمسكهم بها قديماً وحديثاً.

عقيدة المهدي المنتظر عند الشيعة

من أبرز عقائد الشيعة والتي تكاد تمتلئ بها كتبهم عقيدة المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري وهو الإمام الثاني عشر عندهم وهم يطلقون عليه الحجة كما يطلقون عليه القائم ويزعمون أنه ولد سنة 255 واختفى في سرداب سر من رأى سنة 265هـ، وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان لينتقم لهم من أعدائهم, ولا يزال الشيعة يزورونه بسرداب سر من رأى ويدعونه للخروج.

وقد صاحبت عقيدة المهدي المنتظر عند الشيعة خرافات وعقائد منحرفة خطرة ومن تلك العقائد:

أولاً: عندما يخرج المهدي ينادي الله باسمه العبراني: جاء في كتاب "الغيبة" للنعماني (ص169): "إذا أذن الإمام دعا الله باسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر".

ثانياً: عندما يخرج المهدي يجتمع إليه الشيعة من كل مكان: جاء في "بحار الأنوار: (52|291): عن أحد موالي أبي الحسن عليه السلام قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: {أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً} قال: ذلك والله أن لو قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان.

وهذا الاجتماع لا يقتصر على الأحياء فقط بل حتى الأموات يحيون ويخرجون من قبورهم ملبين نداء القائم المنتظر. روى الحر العاملي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل: كم يملك القائم (عج) قال: "سبع سنين بطول الأيام والليالي حتى تكون السنة من شيعته مقدار عشر من سنينكم هذه وإذا آن قيامه مطر الناس جمادي الآخرة وعشر أيام من رجب مطرا لم ير الخلائق مثله فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم من قبورهم فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب"([46]).

ثالثاً: مهدي الشيعة يستفتح المدن بتابوت اليهود: جاء في كتاب "الرجعة" للإحسائي (156ص): ".. ويخرج الله التابوت الذي أمر به أرميا أن يرميه في بحيرة طبريا بقية مما ترك آل موسى وآل هارون ورضاضة اللوح وعصا موسى وقبا هارون وعشرة أصواع من المن وشرايح السلوى التي ادخرها بنو إسرائيل لمن بعدهم فيستفتح بالتابوت المدن".

كما جاء في كتب الشيعة: أنه عندما يخرج المهدي ستنبع له في الكوفة عينان من ماء ولبن وأنه يحمل معه حجر موسى الذي انبجست منه اثنتا عشرة عينا فكلما أراد الطعام أو الشراب نصبه.

روى المجلسي عن أبي سعيد الخرساني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: "إذا قام القائم بمكة وأراد التوجه إلى الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاماً ولا شراباً ويحمل حجر موسى الذي انبجست منه اثنتا عشرة عيناً فلا ينزل منزلاً إلا نصبه فانبجست منه العيون فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظمآن روى فيكون زادهم حتى ينزلوا النجف من ظاهر الكوفة فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء واللبن دائما فمن كان جائعا شبع ومن كان عطشانا روي"([47]).

رابعاً: في عهد المهدي يصير للرجل من الشيعة قوة أربعين رجلا ويمد لهم في أسماعهم وأبصارهم.

جاء في "الكافي" عن أبي ربيع الشامي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "إن قائمنا إذا قام مد الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد يكلمهم فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه"([48]).

خامساً: يقيم حكم آل داود: عقد الكليني باباً في أن الأئمة عليهم السلام إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود، ولا يسألون البينة، ثم روى عن أبي عبد الله قال: "إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان، ولا يَسْأَلُ بَيِّنَةً"([49]).

وروى المجلسي: "يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد، وقضاء جديد"([50]).

سادساً: يضع السيف في العرب وفي قريش خاصة: روى المجلسي أن المنتظر يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قَتْلُهم([51])

وروى أيضاً: "ما بقي بيننا وبن العرب إلا الذبح"([52]).

وفي "الغيبة" للنعماني (ص234) و"تاريخ ما بعد الظهور" للصدر (ص115) عن أبى عبد الله  قال: "إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف".

سابعاً: يقيم الحد على أبي بكر وعمر ويهدم الحجرة النبوية، ففي "بحار الأنوار" (53|104): "أن منتظرهم يقول: "وأجيء إلى يثرب فأهدم الحجرة, وأخرج من بها وهما طريان فآمر بهما تجاه البقيع وآمر بخشبتين يصلبان عليهما".

أوجه التشابه بين المسيح المنتظر عند اليهود والمهدي المنتظر عند الشيعة

إن المتأمل لصفات المسيح المنتظر عند اليهود، وصفات المهدي المنتظر عند الرافضة يجد أن هناك تشابهاً كبيراً بين صفات مسيح اليهود ومهدي الرافضة، ومن أوجه هذا  التشابه بينهما:

أولاً: عندما يعود مسيح اليهود يضم مشتتي اليهود من كل أنحاء الأرض ويكون مكان اجتماعهم مدينة اليهود المقدسة وهي "القدس". وعندما يخرج مهدي الرافضة، يجتمع إليه الرافضة من كل مكان ويكون مكان اجتماعهم المدينة المقدسة عند الرافضة وهي "الكوفة".

ثانياً: عند خروج مسيح اليهود يحيا الأموات من اليهود ويخرجون من قبورهم لينضموا إلى جيش المسيح، وعندما يرجع مهدي الرافضة يحيا الأموات من الرافضة ويخرجون من قبورهم لينضموا إلى معسكر المهدي.

ثالثاً:عندما يأتي مسيح اليهود تخرج جثث العصاة ليشاهد اليهود تعذيبهم، وعندما يأتي مهدي الرافضة يخرج أصحاب النبي r من قبورهم فيعذبهم.

رابعاً: يحاكم مهدي اليهود كل من ظلم اليهود ويقتص منهم، ويحاكم مهدي الرافضة كل من ظلم الرافضة ويقتص منهم.

خامساً: يقتل مهدي اليهود ثلثي العالم ويقتل مهدي الرافضة ثلثي العالم.

سادساً: عندما يخرج مسيح اليهود تتغير أجسام اليهود فتبلغ قامة الرجل منهم مائتي ذراع، وكذلك تطور أعمارهم، وعندما يخرج مهدي الرافضة تتغير أجسام الرافضة فتصير للرجل منهم قوة أربعين رجلاً، ويطأ الناس بقدميه، وكذلك يمد الله لهم في أسماعهم وأبصارهم.

سابعاً: في عهد مهدي اليهود تكثر الخيرات عند اليهود فتنبع الجبال لبناً وعسلاً، وتطرح الأرض فطيراً وملابساً من الصوف، وفي عهد مهدي الرافضة تكثر الخيرات عند الرافضة وتنبع من الكوفة نهران من الماء واللبن يشرب منها الرافضة.

ثامناً: مهدي اليهود معدوم لا وجود له وكذلك مهدي الرافضة، فهذه هي أهم أوجه التشابه بين مهدي اليهود والرافضة. ومما يؤكد أيضاً صلة مهدي الرافضة باليهود ما صرح به الرافضة أنفسهم من الأمور التالية:

  • أنه عندما يخرج المهدي ينادي الله باسمه العبراني.
  • أنه يستفتح المدن بتابوت اليهود، ويخرج عصا موسى عليه السلام، وعشرة أصواع من المن، وبعض شرايح السلوى، كما يخرج حجر موسى الذي انفجرت منه اثنتا عشرة عينا.
  • أنه يحكم بحكم آل داود عليه السلام.

وأقول: إن كون مهدي الرافضة يدعو الله باسمه العبراني، ثم إخراجه للآثار اليهودية كالتابوت، وعصا موسى عليه السلام وإخراجه المن والسلوى، ثم حكمه بحكم آل داود، كل هذا مضافاً إلى ما زعموه من أنه سيقوم بهدم الكعبة، والمسجد الحرام، ومسجد النبي r ثم إخراجه صحابة النبي r من قبورهم وتعذيبهم أشد العذاب. ألا يدل كل هذا على براءة هؤلاء من الإسلام وأهله، ألا يكفي تصريحهم هذا لبيان مدى حقدهم وبغضهم لكل ما له صلة بالإسلام والمسلمين وعلى مدى حبهم وتشبثهم بكل ما له علاقة أو صلة باليهودية اليهود.

عقيدة الرجعة عند اليهود

تعد عقيدة الرجعة من العقائد الأساسية عند اليهود , وقد دلت على هذا الموضوع نصوص كثيرة جاءت في أكثر من موضع من أسفار اليهود المقدسة: فقد جاء في الإصحاح السادس والعشرين من سفر "إشعيا" وصف ليوم خروج المسيح المنتظر ومما جاء فيه: "تحيا أمواتك، تقوم الجثث، استيقظوا ترنموا بإسكان التراب لأن طلك طل أعشاب والأرض تسقط الأخيلة، هلم يا شعبي ادخل مخادعك واغلق أبوابك خلفك"([53]).

وجاء في التلمود أن أحد الحاخامات قتل حاخاماً آخر في حالة سكر، ثم أتى بمعجزة، فأعاد الحاخام القتيل إلى الحياة!

وجاء في "التلمود" أيضاً: أن أحد مؤسسي المذهب "التلمود اليهودي" بمقدوره أن يحيي الإنسان بالسحر بعد قتله وقد كان في كل ليلة يخلق عجلاً ابن ثلاث سنوات بمساعدة أحد الربانيين ويأكلانه معاً([54]).

وجاء أن بعض الربانيين المنتمين للمذهب التلمودي يملكون حجراً يستطيعون بقوته إعادة الحياة إلى الذين ماتوا([55]). ويخبر التلمود: أن ربانياً قطع رأس أفعى بسنه ولمسها ثانية بحجره فرجعت إليها الحياة، بل إنه كان يلمس بهذا الحجر الطيور التي ماتت فتعود إليها الحياة وتطير ثانية([56]).

عقيدة الرجعة عند الرافضة

يعتقد الشيعة برجوع أئمتهم وشيعتهم بعد الموت قبل يوم القيامة في زمن مهديهم النتظر بل برجوع أعداء الشيعة إلى الحياة للانتقام منهم.

قال آية الله السيد إبراهيم الموسوي في معنى الرجعة: "الرجعة عبارة عن حشر قوم عند قيام القائم الحجة بن الحسن عليه السلام ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ويبتهجوا بظهور دولته، وقوم من أعدائه ينتقم منهم وينالون بعض ما يستحقونه من العذاب والقتل على أيدي شيعته، وليبتلوا بالذل والخزي بما يشاهدونه من علو كلمته، وهي عندنا الإمامية الاثنا عشرية تختص بمن محض الإيمان ومحض الكفر والباقون سكوت عنهم"([57]).

وقال الشيخ محمد رضا المظفر: "عقيدتنا في الرجعة أن الله تعالى يعيد قوماً من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها فيعز فريقاً ويذل فريقاً آخر، ويديل المحقين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين، وذلك عند قيام مهدي آل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، ولا يرجع إلا من علت درجته في الإيمان، أو من بلغ الغاية من الفساد، ثم يصيرون بعد ذلك إلى الموت"([58]). وهذا ملخص ما ذكره علماء الشيعة  القدماء والمعاصرون في معنى الرجعة والذي يتلخص في النقاط التالية:

  • أن معنى الرجعة هو إعادة أقوام للحياة قبل يوم القيامة.
  • أن الرجعة لا تكون إلا لمن بلغ درجة عالية في الإيمان أو من بلغ الغاية من الفساد.
  • أن رجعة المفسدين لا تكون إلا لمن لم يهلكه الله بالعذاب أما من أهلكه الله بالعذاب فإنه لا يرجع.

والشيعة  جميعهم يقولون بالرجعة، وقد نقل غير واحد من علمائهم المشهورين إجماعهم على القول بالرجعة.

قال الشيخ الصدوق في "اعتقاداته": "اعتقادنا – يعني الإمامية – في الرجعة أنها حق، وقد قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ}([59]).

رجعة بعض الصحابة بهدف تعذيبهم

وذلك قبل خروج المهدي على حد زعم الرافضة

 عداء الرافضة للصحابة ليس له حد وخاصة للشيخين رضي الله عنهما، وقد بلغ بهم الحقد مبلغه عندما زعموا أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يخرجان من قبريهما في كل موسم حج ليرجمهما الأئمة عند الجمرات.

روى الصفار في "بصائر الدرجات" عن علي بن عيسى أنه قال: أخبرني أبي عن جدي أنه كان مع أبي جعفر محمد بن علي بمنى وهو يرمي الجمرات، وأن أبا جعفر عليه السلام رمى الجمرات. قال: فاستتمها، ثم بقي في يده بعد خمس حصيات فرمى اثنتين في ناحية وثلاثة في ناحية. فقال له جدي: جعلت فداك لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعه أحد قط، رأيتك رميت الجمرات ثم رميت بخمس بعد ذلك ثلاث من ناحية واثنتين في ناحية قال: نعم إنه إذا كان كل موسم أخرجا الفاسقين الغاصبين ثم يفرق بينهما ههنا لا يراهما إلا إمام عدل فرميت الأول اثنتين والآخر ثلاث: لأن الآخر أخبث من الأول([60]).

 

  • "المقالات والفرق" (ص20).
  • "فرق الشيعة" (ص22).
  • "رجال الكشي" (70-71).
  • "شرح نهج البلاغة " (5|5)
  • "الأنوار النعمانية (2|234)
  • "منهاج السنة" (1/22).
  • جمع رخمة، وهو طائر أبقع يشبه النسر في الخلقة.
  • ابن عبد ربه: "العقد الفريد" (2/249-250).
  • قرية من أعمال دمشق من ناحية الجولان.
  • رواه أبو داود في "سننه" (1/291)، وابن ماجه (1/225)، والحاكم في "المستدرك" (1/191) وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
  • التنود وهو التحرك، يقال: تنود الغصن إذا تحرك.
  • الكندرة من الأرض ما غلظ وارتفع.
  • نوع من السمك.
  • "منهاج السنة" (1/28-34).
  • شمس الفرس، منع ظهره.
  • قطعة من حديث رواه البخاري.
  • الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "رسالة في الرد على الرافضة" (ص43-46).
  • (ص298).
  • "الصراع بين الإسلام والوثنية" (1/492).
  • انظر: "الصراع بين الإسلام والوثنية" (1/494-503).
  • انظر (ص110-112)، من المقدمة.
  • "الإصحاح السابع والعشرون"، فقرات (15-23).
  • الصفار (ص99).
  • "أمالي الصدوق" (ص108).
  • صح حبس الشمس ليوشع عليه السلام كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة .
  • حسين عبد الوهاب، "عيون المعجزات" (ص7، 8).
  • "الإصحاح السابع والثلاثون" فقرات (21، 25).
  • "الإصحاح الثالث والثلاثون" فقرة (17).
  • "الإصحاح الثاني" فقرة (33).
  • "الإصحاح الثاني" فقرة (45).
  • "المزمور التاسع والثمانون"، فقرات (20-36).
  • "البروتوكول الرابع والعشرون" (ص210).
  • المرجع السابق.
  • "كشف الغمة" (2/507).
  • "الخصال" (ص478).
  • "الخصال" (ص465، 466).
  • "كشف الغمة" (1/54، 55).
  • "الإصحاح التاسع" فقرتا (9، 10).
  • "الإصحاح الحادي والستون" فقرتا (1-2).
  • بولس حنا مسعد: "همجية التعاليم الصهيونية" (75).
  • قولهم المسيح الحقيقي هذا احتراز من المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، فهم يزعمون أنه مسيح مزيف أما المسيح الحقيقي فهو الذي ينتظرونه.
  • د. وهلنج: "الكنز المرصود في قواعد التلمود" (ص65).
  • السموأل بن يحيى بن عباس المغربي، كان فاضلاً في العلوم الرياضية، عالماً بصناعة الطب، وأصله من بلاد المغرب، وكان يهودياً ثم أسلم وحسن إسلامه، وصنف كتاباً في إظهار معايب اليهود وكذب دعاويهم في "التوراة"، ومات شاباً بمراغة قريباً من سنة 570هـ، ابن أبي أصيبعة "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" (ص471).
  • "إفحام اليهود: (ص125، 127).
  • "البروتوكول الثالث والعشرون: (ص 209، 210).
  • "الإيقاظ من الهجعة" (ص249).
  • "البحار" (52|335).
  • "روضة الكافي" (8/241).
  • "الأصول من الكافي" (1/397).
  • "البحار" (52/354)، "غيبة النعماني" (ص154).
  • "بحار الأنوار" (52/318).
  • "بحار الأنوار" (52/349).
  • الفقرتان (19، 20).
  • ظفر الإسلام خان: "التلمود – تاريخه وتعاليمه" (ص 85).
  • بولص حنا مسعد: "همجية التعاليم الصهيونية" (ص43)، و د. هلنج: "الكنز المرصود" (ص57).
  • المرجع السابق .
  • "عقائد الإمامية الاثني عشرية" (2/228).
  • محمد رضا المظفر: "عقائد الإمامية" (ص118).
  • نقلاً عن محسن الكاشاني: "علم اليقين في أصول الدين" (2/827).
  • "بصائر الدرجات" (306، 307)، و"الإيقاظ من الهجعة" (ص193).

  • السبت PM 03:22
    2021-07-24
  • 1998
Powered by: GateGold