المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 414880
يتصفح الموقع حاليا : 187

البحث

البحث

عرض المادة

عقيدة الشيعة (الرافضة) في أزواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وتوضيح بطلانها

لقد اصطفى الله تبارك وتعالى أنبياءه ورسله من خلقه للدعوة إليه، وتبليغ رسالاته، وشرّفهم بهذه المنقبة العظيمة، ألا وهي منقبة النبوة والرسالة.

وعلى الرغم من الجهد العظيم الذي يبذله أنبياء الله تعالى ورسله لدعوة الخلق إليه جل وعلا، وهدايتهم إليه، إلا أنه لا استجابة من الكثير، وقد يكون من بين تلك الكثرة التي لم تستجب: الابن (ونموذج ذلك: ابن نبي الله نوح عليه السلام)، أو الزوجة (ونموذج ذلك: زوجة نبي الله لوط عليه السلام).

ولا يُعدّ ذلك قدحًا في أنبياء الله تعالى ورسله، أو انتقاصًا منهم، أو مما بذلوه من جهد بالغ في الدعوة إلى الله تعالى، وذلك لأن الهداية بيد الله جل وعلا، وهو سبحانه وتعالى أعلم ببقلوب عباده، وبمن يصطفيهم للفوز بهدايته ورحمته، ومن ثم رضاه وجنته.

ولكن إذا ما نُسب إلى أي من زوجات أنبياء الله ورسله ركوب الفاحشة (الزنا)، وخيانتهن لأعراض أزواجهن (أنبياء الله ورسله)، فإن الأمر بذلك لم يعد قاصرًا عليهن فحسب، وإنما صار متعلقًا بأزواجهن أيضا، لا سيما في هذا الأمر (العِرض).

وذلك بعكس أي قضية أخرى وإن كانت قضية الكفر (كما أشرنا سابقًا)، إذ أن كفر إحدى زوجات الأنبياء لا يُعد قدحًا في الأنبياء أنفسهم، إذ لم يقصروا في تبليغ دعوتهم، وإنما ذلك الكفر يكون قاصرًا على صاحبه، وقدحًا فيه دون غيره.

ومن ثم، فإنه إذا ما طُعن في عرض أي من زوجات أنبياء الله ورسله، ونُسبت إليهن الخيانة لأعراض أزواجهن، فإن ذلك لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال، لما به من تعارض وتصادم مع تكريم الله تعالى لأنبياءه ورسله، وتشريفه لهم.

حيث إن من تكريم الله تعالى وتشريفه لأنبياءه ورسله أن يحفظ أعراضهم في زوجاتهم، ويصونها لهم، وأن لا يلحق بهم مثل تلك الرذائل الخبيثة والفضائح المنكرة.

وهذا هو ما تقبله الفطر النقية، وتميل إليه النفوس الزكية، ولا تتصادم معه العقول السوية.

فالطعن في عرض أي من زوجات أنبياء الله تعالى ورسله، هو طعن في الأنبياء والرسل أنفسهم، وقدح فيهم، ومن ثم فهو قدح في الإله الخالق جل وعلا، حيث إسائته في اختياره لمن شرفهم وكرمهم بالنبوة والرسالة، وتعالى الله عز وجل عن سوء الاختيار لأنبياءه ورسله، ومَن شرفهم وكرمهم بهذه المنزلة الرفيعة، والمكانة العالية.

فالله سبحانه وتعالى هو الإله الخالق، الذي له جميع صفات الكمال مع حسنها وجمالها.

ومع ما قد أوضحناه في إيجاز، إلا أننا نجد أن الشيعة الرافضة قد سلكت مسلكًا معاكسًا لما أشرنا إليه، ومناقضًا للفطر النقية والنفوس الزكية، ومصادمًا للعقول السوية، في تكذيب صارخ لما قد أنزله الله تعالى في كتابه المحكم (القرآن الكريم) من آيات بينات تتلى إلى قيام الساعة، بل وفي رفض تام لما ثبت وصح عن رسول الله r في أحاديثه النبوية الشريفة.

فنجد أن الشيعة الرافضة قد طعنت في عرض السيدة عائشة رضي الله عنها، زوجة رسول الله r، وأم المؤمنين، وابنة أبي بكر الصديق، وأخذت (الشيعة الرافضة) في سبَّها ولعنها، بل وتكفيرها، مع غيرها من أمهات المؤمنين، زوجات رسول الله r، في عداء خاص (من الشيعة الرافضة) لها ولأبيها، وفي عداء خاص ايضًا بأم المؤمنين حفصة وكذلك أبيها عمر بن الخطاب، في تكذيب واضح لما أنزله الله تعالى من آيات كريمات تشهد ببراءتها مما قد افتراه عليها المبطلون، وفي تكذيب بيّن لما قد أنزله الله تعالى من آيات كريمات تشهد بكرامتهن عند الله تبارك وتعالى.

وأيضًا في تكذب ونقض للثابت الصحيح من أحاديث النبي محمد r، الواردة في فضلهن (أمهات المؤمنين، أي: زوجات رسول الله r)، وكرامتهن عند الله تبارك وتعالى.

ومن الآيات الكريمات التي تشهد ببراءة أم المؤمنين (السيدة: عائشة رضي الله عنها)، ما أنزله الله تعالى في سورة النور من قوله جل وعلا:

﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ  * لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ  * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ  * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ  * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [سورة النور: 11 – 18].

ومن الآيات الكريمات التي تشير إلى أن أزواج النبي محمد r، هن أمهات للمؤمنين، ومن ثم الشهادة بفضلهن وكرامتهن عند الله تعالى، قوله جل وعلا: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا﴾ [الأحزاب: 6].

إلى غير ذلك من الآيات الكريمات التي تشير إلى كرامة أزواج الأنبياء، ومنهن أزواج النبي محمد r. وأما بالنسبة لأحاديث النبي محمد r، والتي يتبين منها فضل أمهات المؤمنين (زوجات رسول الله r)، فإننا نحيل القارئ إلى موسوعة المكتبة الشاملة بما تتضمنه من الأحاديث النبوية الشريفة، وذلك من خلال البحث الآلي، للتعرف على فضل كل من زوجات النبي محمد r على حدى.

وننوه إلى: أن الآية الكريمة الواردة في كتاب الله تعالى، في قوله جل وعلا:

﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ [التحريم: 10].

بما فيها من قوله سبحانه وتعالى (فخانتاهما) لا تشير إلى خيانة العرض، وإنما تشير إلى الخيانة في الإيمان، أي أن زوجة نبي الله نوح عليه السلام وكذلك زوجة نبي الله لوط عليه السلام، لم يوافقا زوجيهما (النبيين) على الإيمان, ولم يصدقاهما في الرسالة([1]).

وأيضًا فإن وجة نبي الله نوح عليه السلام كانت تخبر بأنه مجنون، وكذلك زوجة نبي الله لوط عليه السلام فإنها كانت تدل قومها على أضيافه (أضياف نبي الله لوط).

ومن ثم، فإنه مما أشرنا إليه في إيجاز، يتبيّن لنا: أن ما قد ادّعته الشيعة (الرافضة) وزعمته في حق أمهات المؤمنين، إنما هو زعم باطل واجتراء منكر، لا يمكن لصاحب فطرة نقية ونفس زكية وعقل رشيد أن يتقبله بأي حال من الأحوال، فضلًا عن أن يتخذه معتقدًا له.

لذا، فإن الحق هو ما قد استمسك به أهل سنة الحبيب النبي محمد r من معتقد صاف نقي سليم في أزواج النبي محمد r (أمهات المؤمنين)، قائم على الاستدلال بآيات الله تعالى في قرآنه الكريم، وبأحاديث نبيه سيد المرسلين محمد r، وموافق للفطر النقية السوية، والنفوس الزكية النقية، والعقول الرشيدة السديدة، وهو: الاعتقاد بكرامتهن عند الله تعالى، وفضلهن على أمة النبي محمد r من بعده، وبرائتهن مما قد افترته الشيعة الرافضة عليهن من افتراءات وأكاذيب.

فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة العقل، وأن هدانا وأرشدنا إلى صراطه المستقيم، وطريقه المستبين، وهو: طريق أهل سنة الحبيب النبي محمد.

 

([1]) تفسير القرآن الكريم، للعلامة/ ابن كثير.

 

  • الاربعاء PM 05:29
    2021-05-26
  • 1489
Powered by: GateGold