اللجوء للتأويل تأييداً للعقيدة - الباطن - مشروع الحصن ll للدفاع عن الإسلام والحوار مع الأديان والرد على الشبهات المثارة ll lightnews-vII

المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 442576
يتصفح الموقع حاليا : 106

البحث

البحث

عرض المادة

اللجوء للتأويل تأييداً للعقيدة - الباطن

اللجوء للتأويل تأييداً للعقيدة :

      ومع القول بحجية الظاهر ، إلا أنهم ـ كما رأينا من قبل ـ جعلوا للإمام ما للنبى صلى الله عليه وسلم من بيان المراد من قول الله تعالى ، وتخصيص عامه ، وتقييد مطلقه . وفى الجزء الأول وجدنا أنهم لما لم يجدوا من ظاهر القرآن الكريم ما يؤيد عقيدتهم لجئوا إلى التأويل ، وناقشناهم فيما ذهبوا إليه فلم نجد لهم دليلا يمكن الاحتجاج به . وإذا كانت العقيدة من أساسها ليس لها ما يؤيدها من كتاب الله تعالى فكيف بما يتبعها من عقائد وتفريعات ؟

الباطن :

      والشيعة الاثنا عشرية لم يقفوا عند حد التأويل الذي أشرنا إليه ، فهم ينسبون للنبى صلى الله عليه وسلم وللأئمة أنهم قالوا : إن للقرآن ظهراً وبطناً ، ولبطنه بطنا إلى سبعة أبطن، أو إلى سبعين بطناً !([1][130]) وهم لا ينفردون بالقول بأن للقرآن الكريم ظاهرا وباطنا ، فقد قيل به قديماً وحديثاً . قال أستاذنا الجليل المرحوم على حسب الله تحت عنوان ظاهر القرآن وباطنه : " إذا سمع المرء كلاماً عربياً تبادر إلى ذهنه ما يدل عليه الكلام بحسب وضعه العربى ، فإذا تدبره فقد يفهم منه مقاصد مطوية وأغراضاً خفية ، فالمتبادر الأول هو ظاهر الكلام ، ويكاد يدركه كل عارف باللغة. والمفهوم الثاني هو باطنه وهو لا يدرك إلا بشىء من التدبر . وللقرآن ظاهر وباطن بهذا المعنى ، وكلاهما مراد ، غير أن الثاني لا يعتد به إلا إذا لم يكن مناقضاً للأول ، وكان له شاهد من مقاصد الدين ومراميه " ([2][131]) .

      والإمام الغزالى من قبل أفاض في الحديث عن الظاهر والباطن ، وقسم الباطن إلى خمسة أقسام :

      القسم الأول : أن يكون الشىء في نفسه دقيقاً تكل أكثر الأفهام عن دركه ، فيختص بدركه الخواص .

      القسم الثاني : من الخفيات التي يمتنع الأنبياء والصديقون عن ذكرها ، ما هو مفهوم في نفسه لا يكل الفهم عنه ، ولكن ذكره يضر بأكثر المستمعين ولا يضر بالأنبياء والصديقين .

      القسم الثالث : أن يكون الشىء بحيث لو ذكر صريحاً لفهم ولم يكن فيه ضرر، ولكن يكنى عنه على سبيل الاستعارة والرمز .

      القسم الرابع : أن يدرك الإنسان الشىء جملة ثم يدركه تفصيلاً بالتحقيق والذوق .

      القسم الخامس : أن يعبر بلسان المقال عن لسان الحال ، فالقاصر الفهم يقف على الظاهر ويعتقده نطقاً ، والبصير بالحقائق يدرك السر فيه ([3][132]) .

 

  ([1][130])  انظر الميزان 1 / 5 ، وانظر الكافى 1 / 374 .

  ([2][131])  أصول التشريع الإسلامى ص 25 ـ 26 .

  ([3][132])  راجع هذه الأقسام بالتفصيل ، والحديث عن الظاهر والباطن في إحياء علوم الدين :      1 / 171 ـ 180 ، والصوفية لهم حظ معلوم من التأويل ! وانظر ما كتبه أستاذنا العلامة المرحوم أبو زهرة عن ظاهر القرآن وباطنه عند الجعفرية ، والموازنة بين كلامهم وكلام الغزالى " الإمام الصادق ص 305 ـ 315 " . وراجع الفرق بين قولهم وما ذهب إليه جمهور المفسرين في " التفسير والمفسرون 2 / 28 ـ 32 " . وانظر كذلك أعلام الموقعين " 4 / 310 ـ 320 " ففيه بحث قيم عن التأويل ، وراجع فيه رأى ابن رشد ، ومهاجمته للغزالى ولغيره من المتأولة .

  • الاثنين AM 01:43
    2021-04-26
  • 995
Powered by: GateGold