المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415350
يتصفح الموقع حاليا : 299

البحث

البحث

عرض المادة

مسألة يسأل عنها أهل الإلحاد الطاعنون في القرآن

مسألة يسأل عنها أهل الإلحاد الطاعنون في القرآن :

      إن سألنا منهم سائل فقال : إنك قد قدمت في أول كتابك هذا في وصف البيان : بأن أعلاه درجة وأشرفه مرتبة ، أبلغه في الإبانة عن حاجة المبين به عن نفسه ، وأبينه عن مراد قائله ، كلام الله جل ثناؤه ، لفضله على سائر الكلام بارتفاع درجته على أعلى درجات البيان ، فما الوجه ـ إذ كان الأمر على ما وصفت ـ في إطالة الكلام بمثل سورة أم القرآن بسبع آيات ؟ وقد حوت معاني جميعها منها آيتان ، وذلك قوله  ]  مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [ ، إذ كان لا شك أن من عرف ملك يوم الدين ، فقد عرفه بأسمائه الحسنى وصفاته المثلى . وأن من كان لله مطيعاً ، فلا شك أنه لسبيل من أنعم الله عليه في دينه  متبع ، وعن سبيل من غضب عليه وضل منعدل . فما في زيادة الآيات الخمس الباقية من الحكمة التي لم تحوها الآيتان اللتان ذكرنا ؟

      قيل له : إن الله تعالى ذكره جمع لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولأمته ـ بما أنزل إليه من كتابه ـ معاني لم يجمعهن بكتاب أنزله إلى نبي قبله ، ولا لأمة من الأمم قبلهم . وذلك أن كل كتاب أنزله جل ذكره على نبي من أنبيائه قبله ، فإنما أنزله ببعض المعاني التي يحوى جميعها كتابه الذي أنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . كالتوراة التي هي مواعظ وتفصيل ، والزبور الذي هو تحميد وتمجيد ، والإنجيل الذي هو مواعظ وتذكير ـ لا معجزة في واحد منها تشهد لمن أنزل إليه بالتصديق . والكتاب الذي أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، يحوى معاني ذلك كله ، ويزيد عليه كثيراً من المعاني التي سائر الكتب غيره منها خال . وقد قدمنا ذكرها فيما مضى من هذا الكتاب .

      ومن أشرف تلك المعاني التي فضل بها كتابنا سائر الكتب قبله ، نظمه العجيب ورصفه الغريب وتأليفه البديع ؛ الذي عجزت عن نظم مثل أصغر سورة منه الخطباء ، وكلت عن وصف شكل بعضه البلغاء ، وتحيرت في تأليفه الشعراء، وتبلدت كسوراً عن أن تأتى بمثله ـ لديه أفهام الفهماء ، فلم يجدوا له إلا التسليم والإقرار بأنه من عند الواحد القهار . مع ما يحوى ، مع ذلك ، من المعاني التي هي ترغيب وترهيب . وأمرٌ و زجرٌ ، وقصص وجدل ومثل ، وما أشبه ذلك من المعاني التي لم تجتمع في كتاب أنزل إلى الأرض من السماء .

      فمهما يكن فيه من إطالة ، على نحو ما في أم القرآن ، فلما وصفت قبل من أن الله جل ذكره أراد أن يجمع ـ برصفه العجيب ونظمه الغريب ، المنعدل عن أوزان الأشعار وسجع الكهان وخطب الخطباء ورسائل البلغاء ، العاجز عن رصف مثله جميع الأنام ، وعن نظم نظيره كل العباد ـ الدلاله على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبما فيه من تحميد وتمجيد وثناء عليه ـ تنبيه العباد على عظمته وسلطانه وقدرته وعظم مملكته ، ليذكروه بآلائه ، ويحمدوه على نعمائه ، فيستحقوا به منه المزيد ، ويستوجبوا عليه الثواب الجزيل ؛ وبما فيه من نعت من أنعم عليه بمعرفته ، وتفضل عليه بتوفيقه لطاعته ـ تعريف عباده أن كل ما بهم من نعمة ، في دينهم ودنياهم ، فمنه ، ليصرفوا رغبتهم إليه ، ويبتغوا حاجاتهم من عنده دون ما سواه من الآلهة والأمداد ؛ وبما فيه من ذكره ما أحل بمن عصاه من مَثُلاته ، وأنزل بمن خالف أمره من عقوبته ـ ترهيب عباده عن ركوب معاصيه ، والتعرض لما لا قبل لهم به من سخطه ، فيسلك بهم في النكال والنقمات سبيل من ركب ذلك من الهُلاك.

      فذلك وجه إطالة البيان في سورة أم القرآن ، وفيما كان نظيراً لها من سائر سور الفرقان . وذلك هو الحكمة البالغة والحجة الكاملة .

   221ـ حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا المحاربى ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثنى العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ، عن أبى السائب مولى زهره ، عن أبى هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قال العبد : ] الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ   [ ، قال  الله : " حمدنى عبدى " . وإذا قال : ]  الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ    [  ، قال : " أثنى علىّ عبدى " . وإذا قال : ]  مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ  [ ، قال : " مجدنى عبدى . فهذا لي " وإذا قال : ]  إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ     [ إلى أن يختم السورة ، قال : " فذاك  له " ([1][83]) .

   222 ـ حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عبدة ، عن ابن اسحق ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبى السائب ، عن أبى هريرة ن قال : إذا قال العبد : " الحمد  لله " ، فذكر نحوه ، ولم يرفعه ([2][84]) .

   223 ـ حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثنا الوليد بن   كثير ، قال : حدثنى العلاء بن عبد الرحمن مولى الحُرقة عن أبى السائب ، عن أبى هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله ([3][85]) .

   224 ـ حدثنى صالح بن مسمار المروزى ، قال : حدثنا زيد بن الحُباب ،   قال : حدثنا عنبسة بن سعيد ، عن مطرف بن طريف ، عن سعد بن إسحق بن كعب بن عجرة ، عن جابر بن عبد الله الأنصارى ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عزوجل : " قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين ، وله ما سأل " . فإذا قال  العبد : ] الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ   [ قال الله : " حمدني عبدي ، وإذا قال : ]  الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ    [، قال : " أثنى على عبدي " وإذا قال : ]  مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ  [ قال : " مجدني عبدي " قال : " هذا لي ، وله ما بقى " ([4][86]) .

 

  ([1][83])  صحيح الإسناد .

  ([2][84]) و  (3) صحيح الإسناد ، وهذا الحديث ـ بإسناديه الموقوفين ـ مرفوع حكماً .

 

  ([4][86])  صحيح الإسناد .

  • الاثنين AM 01:15
    2021-04-26
  • 946
Powered by: GateGold