المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415336
يتصفح الموقع حاليا : 258

البحث

البحث

عرض المادة

خمسة وثلاثون حديثاً

خمسة وثلاثون حديثاً :

بعد هذا لنبدأ في ذكر أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعدد ما جمعته بلغ خمسة وثلاثين حديثا .

     1 ـ عن أبى سعيد بن المعلى قال : " كنت أصلى في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه ، فقلت : يا رسول الله ، إني كنت أصلى ، فقال : ألم يقل الله :  ]  اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم  [ ؟ ثم قال لي : لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، ثم أخذ بيدى ، فلما أراد أن يخرج قلت له : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القـرآن ؟ قال : ]  الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [هي السبع المثانى والقرآن العظيم الذي أوتيته ". [البخاري ـ كتاب التفسير ـ باب ما جاء في فاتحة الكتاب . وأخرجه الترمذى بسند آخر في فضائل القرآن : باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب ، وقال : حسن صحيح . وأخرجه كذلك ابن خزيمة والحاكم : انظر فتح الباري 8 / 157 ] .

      2 ـ قال صلى الله عليه وسلم : " اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال " . [ أخرجه الترمذى في أبواب التفسير : سورة فاتحة الكتاب ، وأخرجه أحمد وابن حبان : انظر فتح الباري 8 / 159 .      وذكر السيوطي أخبارا كثيرة ثم قال : قال ابن أبى حاتم : لا أعلم خلافا بين المفسرين في تفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى ـ انظر الدر المنثور 1 / 16 ] .

      3 ـ قال صلى الله عليه وسلم : " الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين " . [ البخاري ـ كتاب التفسير ـ سورة البقرة ـ باب : ]  وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى  [  وفى رواية " من المن الذي أنزل على بنى إسرائيل " انظر فتح الباري 8 / 164 ] .

      4 ـ قال صلى الله عليه وسلم : " قيل لبنى إسرائيل  ]  ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ    [  فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم وقالوا : حبة في شعرة ".[ أخرجه الشيخان في كتابي التفسير في صحيحيهما ، واللفظ لمسلم ، وفى سنن الترمذي دخلوا متزحفين على أوراكهم أي منحرفين . وانظر روايات أخرى في الدر المنثور 1 / 71 ] .

      5 ـ قال صلى الله عليه وسلم : " يدعى نوح يوم القيامة فيقول : لبيك وسعديك يا رب ، فيقول : هل بلغت ؟ فيقول : نعم . فيقال لأمته : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير ، فيقول : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته ، فيشهدون أنه قد بلغ ، ويكون الرسول عليكم شهيداً فذلك قوله جل ذكره  ]  وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدً [والوسط : العدل " . [ أخرجه البخاري في كتاب التفسير ـ سورة البقرة : باب : ]وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا … [  وأخرجه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجه ، وزيد في رواية : " فيقال : وما علمكم ؟ فيقولون : أخبرنا نبينا أن الرسل قد بلغوا فصدقناه " : انظر فتح الباري 8 / 172 ] .

      6 ـ عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال : " قلت : يا رسول الله ، ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، أهما الخيطان ؟ قال : إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين . ثم قال : لا ، بل هو سواد الليل وبياض النهار " .

      [ البخاري : باب : ]  وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ  … [ وأخرجه الترمذى في تفسير الآية الكريمة بلفظ " إنما ذلك بياض النهار من سواد الليل " وقال : هذا حديث حسن صحيح ] .

      7 ـ عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم   في قوله تعالى :]   نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حــرْثَكُمْ إني شِئْتُمْ    [   يعنى صماماً واحداً .[ أخرجه الترمذى وقال : هذا حديث حسن صحيح ، ويروى : في صمام واحد ]. وعن ابن عباس قال : " جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هلكت ، قال : وما أهلكك ؟ قال : حولت رحلى الليلة . قال : فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ، قال : فأنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ]   نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ إني شِئْتُمْ  [  أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة " .

      [ أخرجه الترمذى وقال : حسن غريب . وقال ابن حجر في الفتح "         8 / 191 " : أخرجه أحمد والترمذى من وجه صحيح .

      وراجع كثيراً من الأخبار المرفوعة والموقوفة في الدر المنثور              1 / 261 ـ 267 ] .

      8 ـ قال صلى الله عليه وسلم  يوم الخندق : " حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس ، ملأ الله قبورهم وبيوتهم ـ أو أجوافهم ـ نارا " " شك يحيى بن سعيد القطان أحد الرواه " .

      [ البخاري ـ سورة البقرة : باب " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطىـ وأخرج مسلم عدة روايات في كتاب الصلاة : باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ، وفى بعضها " شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر " ، وعند الترمذى " صلاة الوسطى صلاة العصر " وقال : حسن         صحيح ، ورواه غيرهم : انظر فتح الباري 8 / 195 ، والإتقان 2 / 192 ، والدر المنثور 1 / 300 ـ 305 ] .

      9 ـ عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس المسكين الذي ترده التمرة و التمرتان ، ولا اللقمة ولا اللقمتان . إنما المسكين الذي يتعفف . اقرءوا إن شئتم ـ يعنى قوله تعالى ]  لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً [.

      [ البخاري ـ سورة البقرة ـ باب ]  لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً   [ وروى أحمد وأبو داود والنسائى وصححه ابن خزيمة وابن حبان من طريق عبد الرحمن بن أبى سعيد عن أبيه مرفوعاً " من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف " ، وفى رواية ابن خزيمة " فهو ملحف " ، والأوقية أربعون درهما .

      ولأحمد من حديث عطاء بن يسار عن رجل من بنى أسد رفعه " ومن سأل وله أوقية أوعدلها فقد سأل إلحافاً " .

      ولأحمد والنسائى من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه " من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف " انظر فتح الباري 8 / 202  ـ 203 ، والدر المنثور 1 / 358 ـ 363 ] .

      10 ـ قال صلى الله عليه وسلم : " من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له ماله شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ، يأخذ بلهزمتيه : يعنى بشدقيه ـ يقول : أنا مالك ، أنا كنزك . ثم تلا هذه الآيـة  ]وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَآ آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ [  إلى آخر الآية

      [ البخاري ـ سورة آل عمران : باب :] وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ   [ ، وعند الترمذى : " ما من رجل لا يؤدى زكاة ماله إلا جعل الله يوم القيامة في عنقه شجاعا  " ، وقال : حسن صحيح . ورواه أيضاً أحمد والنسائى وابن خزيمة. انظر فتح الباري 8 / 230 ] .

      11 ـ قام أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية  ]  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ   [ ، وإنكم تضعونها على غير موضعها ، وإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب . [ أخرجه ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والحميدى في مسانيدهم وأبو داود والترمذى وصححه والنسائى وابن ماجه وغيرهم ـ انظر الدر المنثور 2 / 339 ، والإتقان 2 / 193 ] .

      12 ـ قال صلى الله عليه وسلم : مفاتح الغيب خمس :  ]  إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ    [وفى رواية أخرى قال : مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله : لا يعلم ما في غد إلا الله ، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ، ولا يعلم متى يأتى المطر أحد إلا الله ، ولا تدرى نفس بأى أرض تموت ، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله .

       [ انظر البخاري : سورة الأنعام . باب :  ]  وَعِندَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ[  وسورة الرعد باب : ]  اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ  [   وسورة لقمان ـ باب :  ]  إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ  { .

      وروى أحمد والبزار وصححه ابن حبان والحاكم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : خمس لا يعلمهن إلا الله  ]  إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَة [ الآية . انظر فتح الباري 8 / 514 ، والدر المنثور 3 / 15 ] .

      13 ـ قال صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا رآها الناس آمن من عليها ، فذاك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبـل .

      وفى رواية أخرى قال : لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون ، وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها . ثم قرأ الآية .

      [ انظر البخاري ـ سورة الأنعام : باب  ]  قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ  [ ، وباب: ]   لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا   [.

      ورواه مسلم وأحمد والترمذى وغيرهم ، انظر الإتقان 2 / 194 ، وفى رواية لمسلم : ثلاث إذا خرجن ]  لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا   [ : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابـة الأرض .

      راجع كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم ـ سورة الأنعام باب في قوله تعالى : ]  لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ   [ واقرأ أخباراً كثيرة في الدر المنثور 3 / 57 ـ 62 ] .

      14 ـ قال صلى الله عليه وسلم : ينادى مناد : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبداً ، فذلك قوله عزوجل :   ]  وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ   [ .

[ مختصر مسلم ـ سورة الأعراف ـ باب في قوله تعالى  ]  وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ    [ .

      وأخرجه ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد والدارمى والترمذى والنسائى وآخرون ـ انظر الدر المنثور 3 / 85 ] .

      15 ـ عن أبى سلمة بن عبد الرحمن قال : مر بى عبد الرحمن بن أبى سعيد الخدرى ـ رضي الله عنه ، قال : قلت له : كيف سمعت أباك يذكر في المسجد الذي أسس على التقوى ؟ قال : قال أبى : دخلت على رسول الله  صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه ، فقلت : يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى ؟ قال : فأخذ كفاً من حصباء فضرب به الأرض ، ثم قال : هو مسجدكم هذا " لمسجد المدينة " . قال : فقلت : أشهد بأنى سمعت أباك هكذا يذكره .

      [ مختصر صحيح مسلم ـ كتاب الصلاة باب في المسجد الذي أسس على التقوى ، وكتاب الحج باب بيان المسجد الذي أسس على التقوى ، وأخرجه ابن أبى شيبة وأحمد والترمذى والنسائى وغيرهم .

      و في إحدى الروايات : اختلف رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي أسس على التقوى ، فقال أحدهما : هو مسجد الرسول  صلى الله عليه وسلم ، وقال الآخر هو مسجد قباء ، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه ، فقال : هو مسجدى هذا .

      انظر الدر المنثور 3 / 277 ، والإتقان 2 / 195 .

      ومن المعلوم أن الآية الكريمة إنما نزلت في مسجد قباء ، ولكن إذا كان هذا المسجد أسس على التقوى من أول يوم ، فمسجد رسول الله  صلى الله عليه وسلم أولى           بتسميته بذلك .

      راجع ما قاله ابن تيمية وابن كثير في كتابى : آية التطهير بين أمهات المؤمنين وأهل الكساء : ص 26 ] .

      16 ـ عن صهيب ـ رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية ] لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ    [  قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد : يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه ، فيقولون : وما هو ؟ ألم تثقل موازيننا ، وتبيض وجوهنا ، وتدخلنا الجنة ، وتزحزحنا عن النار ؟ قال : فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه ، فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم .

      [ أخرجه أحمد ومسلم والترمذى وابن ماجه وغيرهم ، وفى رواية : الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الرحمن . انظر الدر المنثور 3 / 305 والإتقان    2 / 195 ] .

      17 ـ عن الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى  ]  لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ  [  قال : هي في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له،وفى الآخرة الجنة .

      وفى رواية : الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ، فهى بشراه في الحياة الدنيا ، وبشراه في الآخرة الجنة .

      [ أخرجه سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وأحمد والترمذى وحسنه وغيرهمـ انظر الدر المنثور 3 / 311 والإتقان 2 / 195 ـ 196 ] .

      18ـ قال صلى الله عليه وسلم : يدنى المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه : تعرف ذنب كذا ؟ يقول : أعرف ، يقول : رب أعرف " مرتين " . فيقول : سترتها في الدنيا ، وأغفرها لك اليوم . ثم تطوى صحيفة حسناته .

      وأما الآخرون ـ أو الكفار ـ فينادى على رءوس الأشهاد : هؤلاء الذين كذبوا على ربهم .

   [ البخاري ـ سورة هود ـ باب  ]  وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ   [.

      وفى مسلم : يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه عزوجل حتى يضع عليه كنفه ، فيقرره بذنوبه ، فيقول : هل تعرف ؟ فيقول : أي رب أعرف .قال : فإنى قد سترتها عليك في الدنيا ، وإنى أغفرها لك اليوم ، فيعطى صحيفة حسناته ، وأما الكفار والمنافقون ، فينادى بهم على رءوس الخلائق : هؤلاء الذين كذبوا على الله .

      راجع مختصر صحيح مسلم ـ كتاب التوبة وقبولها ـ باب في النجوى وتقرير العبد بذنوبه .

      وأخرجه ابن المبارك وابن أبى شيبة وابن جرير وغيرهم ـ انظر الدر المنثور 3 / 325 ] .

      19 ـ قال صلى الله عليه وسلم : إن الله ليملى للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته . ثم            قرأ : ]  وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [ .

     [ البخاري ـ سورة هود ـ باب  ]  وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ   [   .

      وفى مسلم : إن الله عزوجل يملى للظالم ، فإذا أخذه لم يفلته ، ثم قرأ ... انظر مختصر صحيح مسلم ـ كتاب الظلم ـ باب في الإملاء للظالم .

      وأخرج الحديث : الترمذى والنسائى وابن ماجه وغيرهم ـ انظر الدر المنثور 3 / 349 ] .

      20 ـ عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رجلاً أصاب من إمرأة قبلة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له ، فأنزلت عليه  ]  وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ   [ قال الرجل : أَِلىَ هذا ؟ قال : لمن عمل بها من أمتى .

     [ البخاري ـ سورة هود ـ باب :   ]  وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ   [  .

      وفى مسلم : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني عالجت أمرأة في أقصى المدينة ، وإنى أصبت منها ما دون أن أمسها ، فأنا هذا ، فاقض في ما شئت . فقال له عمر : لقد سترك الله ، لو سترت نفسك . قال : فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ، فقام الرجل فانطلق ، فأتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً دعاه ، وتلا عليه هذه الآية :

 

   ]  أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [ فقال رجل من القوم : يا نبي الله : هذا له خاصة ؟ قال : بل للناس كافة.

      سورة هود ـ باب في قوله تعالى ]  إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ    [.

    وأخرجه أحمد والترمذى والنسائى وغيرهم ـ انظر الدر المنثور  3 / 352 ] .

      21 ـ عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرونى بشجرة تشبه أو كالرجل المسلم لا يتحات ورقها ولا ولا ولا ، تؤتى أكلها كل حين ، قال ابن عمر : فوقع في نفسى أنها النخلة ، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان ، فكرهت أن أتكلم . فلما لم يقولوا شيئاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  هي النخلة .....

      [ البخاري ـ سورة إبراهيم ـ باب : ]  كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ    [  .

      ورواه الترمذى والنسائى والحاكم وابن حبان وأحمد باختلاف يسير عن البخاري ـ انظر الإتقان 2 / 197 ، وراجع كذلك الدر المنثور 4 / 76 ـ 77 

      وفى مسلم : أخبرونى بشجرة شبه أو كالرجل المسلم لا يتحات ورقها ، تؤتى أكلها كل حين .

      مختصر مسلم : كتاب الإيمان ـ باب مثل المؤمن ….. ] .

      22 ـ قال صلى الله عليه وسلم : المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فذلك قوله : ]  يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ    [ .

   [ البخاري ـ سورة إبراهيـم بـاب :]  يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ   [      ورواه غير البخاري كثير من الأئمة ـ انظر الإتقان 2 / 197                 والدر المنثور 4 / 78 ] .

      23 ـ عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فضل صلاة الجمع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة ، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح .

 يقول أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم :]  وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا  [.

      [ البخاري ـ سورة الإسراء ـ باب   ] إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا  [   .

        وأخرجه عبد الرزاق ومسلم وابن جرير وغيرهم . وأخرج أحمد والترمذى وصححه والنسائى وابن ماجه وآخرون عن أبى هريــرة في قوله تعالــى :  ]  وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [ قال : تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار تجتمع فيها .

      انظر الدر المنثور 4 / 196 ، والإتقان 2 / 198 ] .

      24 ـ قال صلى الله عليه وسلم : إن موسى قام خطيباً في بنى إسرائيل ، فسئل : أي الناس أعلم ؟ فقال : أنا . فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه ، فأوحى الله إليه : إن لي عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك . قال موسى : يا رب فكيف لي به ؟ قال : تأخذ معك حوتاً فتجعله في مكتل ، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم . فأخذ حوتاً فجعله في مكتل ثم انطلق ، وانطلق معه فتاه يوشع بن نون ... إلخ .

      [ انظر الخبر بتمامه ، وأخباراً أخرى للبخارى وغيره في فتح الباري         8 / 409 ـ 425 ، وانظر الدر المنثور 4 / 229 ـ 240 ومختصر صحيح مسلم ـ كتاب ذكر الأنبياء وفضلهم ـ باب في قصة موسى مع الخضر عليهما السلام] .

      25 ـ عن المغيرة بن شعبة قال : بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران ، فقالوا : أرأيت ما تقرءون  ]  يَا أُخْتَ هَارُونَ   [  ؟ وموسى قبل عيسى بكذا أوكذا  قال : فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم .

      [ أخرجه ابن أبى شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذى والنسائى وغيرهم ـ انظر الدر المنثور 4 / 270 والإتقان 2 / 198 ] .

      26 ـ عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إني قد أحببت فلاناً فأحبه ، فينادى في السماء ، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض ، فذلك قول الله ‌‌‌‌‌‌ ]  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا  [  .

      [ أخرجه الشيخان وغيرهما ـ انظر الدر المنثور 4 / 287 ، والإتقان        2 / 199 ] .

      27 ـ عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رجلاً قال : يا نبي الله ، يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة ؟ قال : أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادراً على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة .

      [ البخاري ـ سورة الفرقان باب : ]  الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا    [ .

      قال ابن حجر : وفى حديث أبى هريرة عند البزار " يحشر الناس على ثلاثة أصناف : صنف على الدواب ، وصنف على أقدامهم ، وصنف على وجوههم . فقيل : فكيف يمشون على وجوههم " الحديث .

      ويؤخذ من مجموع الأحاديث أن المقربين يحشرون ركبانا ، ومن دونهم من المسلمين على أقدامهم ، وأما الكفار فيحشرون على وجوههم . فتح الباري          8 / 492 .

      وروى الحديث مسلم وغيره ـ انظر الإتقان 2 / 198 .

      ومختصر مسلم ـ كتاب صفة القيامة ـ باب حشر الكافر على وجهه يوم القيامة ] .

      28 ـ عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : لما نزلت هذه الآية  ]  الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ  [شق ذلك على أصحاب رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه ليس بذاك ، ألا تسمع إلى قول لقمان لابنه  ]  إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ   [.

      [ البخاري سورة لقمان باب  ]  لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ   [

      ورواه أحمد ومسلم وغيرهما ـ انظر الإتقان 2 / 193 ، والدر المنثور     3 / 26 . ومختصر صحيح مسلم : كتاب التفسير ـ سورة الأنعام ـ باب في قوله تعالى :   ]  الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ  [   ]  .

      29 ـ عن فروه بن مسيك المرادى ـ رضي الله عنه ـ قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومى بمن أقبل منهم ؟ فأذن لي في قتالهم وأمرنى ، فلما خرجت من عنده أرسل في أثرى فردنى ، فقال : ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه ، ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك ، قال وأنزل في سبأ ما أنزل . فقال رجل : يا رسول الله ، وما سبأ ؟ أرض أم امرأة ؟ قال : ليس بأرض ولا امرأة ، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب ، فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة ، وأما الذين تشاءموا : فلخم وجذام وغسام وعاملة ، وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار .

      فقال رجل : يا رسول الله ، وما أنمار ؟ قال : الذين منهم خثعم وبجيلة .

      أخرجه أحمد وعبد بن حميد والبخارى في تاريخه والترمذى وحسنه وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه .

      وأخرج أحمد وعبد بن حميد والطبرانى وابن أبى حاتم وابن عدى والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ : أرجل هو أم امرأة أم أرض ؟ فقال : بل هو رجل ولد عشرة : فسكن اليمن منهم ستة ، وبالشام منهم أربعة . فأما اليمانيون : فمذحِج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير ، وأما الشاميون : فلخم وجذام وعاملة وغسان .

      [ الدر المنثور 5 / 231 ، وانظر الإتقان 2 / 200 ] .

      30 ـ عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : " ما بين النفختين أربعون . قالوا : يا أبا هريرة ، أربعون يوماً ؟ قال : أبيت .           قال : أربعون سنة ؟ قال : أبيت . قال : أربعون شهرا ؟ قال : أبيت . ويبلى كل شئ من الإنسان إلا عجب ذنبه ، فيه يركب الخلق .

      وفى رواية أخرى . ما بين النفختين أربعون . قال : أربعون يوماً ؟قال: أبيت . قال :  أربعون شهراً ؟ قال : أبيت . قال : أربعون سنة ؟ قال :أبيت. قال :  ثم ينزل الله من السماء ماء ، فينبتون كما ينبت البقل ، ليس من الإنسان شئ إلا يبلى ، إلا عظماً واحداً . وهو عجب الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم  القيامة .

   [ البخاري ـ سورة الزمر ـ باب]  وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ  يَنظُرُونَ  [وسورة النبأ ـ باب :  ]  يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا   [ .

      وقوله : أبيت : أي امتنعت عن القول بتعيين ذلك لأنه ليس عندى في ذلك توقيف . ولابن مردويه عن الأعمش في هذا الحديث فقال " أعييت " من الإعياء وهو التعب ، وكأنه أشار إلى كثرة من يسأله عن تبيين ذلك فلا يجيبه .

      وفى حديث أبى سعيد عند الحاكم وأبى يعلى : قيل : يا رسول الله ما عجب الذنب ؟ قال : مثل حبة خردل .

      والعجب . عظم لطيف في أصل الصلب ، وهو رأس العصعص ، وهو مكان رأس الذنب من ذوات الأربع .

      وقال العلماء . هذا عام يخص منه الأنبياء ، لأن الأرض لا تأكل أجسادهم . (انظر فتح الباري 8 / 552 ـ 553 . وانظر الحديث في مختصر صحيح مسلم ـ كتاب الفتن ـ باب ما بين النفختين أربعون ويبلى الإنسان إلا عجب الذنب . وأخرج الحديث أحمد والترمذى وابن ماجه وآخرون . انظر الدر المنثور           5 / 336 ) .

      31 ـ قال صلى الله عليه وسلم :  ]  يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ  [  حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه .

      [ البخاري ـ سورة المطففين ـ باب  ]  يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ   [  .

      وقوله : " في رشحه " : بفتحتين أي عرقه لأنه يخرج من البدن شيئا بعد شىء كما يرشح الإناء المتحلل الأجزاء .

      وفى رواية أخرى : حتى إن العرق يلجم أحدهم إلى أنصاف أذنيه .

      وفى رواية لمسلم : تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق : فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً .

      انظر فتح الباري : 8 / 696  . ومختصر صحيح مسلم : كتاب صفة القيامةـ باب دنو الشمس من الخلق يوم القيامة . والإتقان : 2 / 203  . وأخرجه مالك وعبد بن حميد والترمذى وغيرهم : انظر الدر المنثور 6 / 324 ] .

      32 ـ عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس أحد يحاسب إلا هلك . قالت : قلت : يا رسول الله جعلنى الله فداءك ، أليس يقول الله عزوجل  ]  فَأَمَّا مَنْ أُوتيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا  [   ؟ قال : ذاك العرض يعرضون ، ومن نوقش الحساب هلك .

      [ البخاري ـ سورة الانشقاق ـ باب ]  فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا  [  

      ومختصر مسلم ـ كتاب التفسير ـ سورة الانشقاق ـ باب في قولة        تعالى : ]  فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا   [   .

      وأخرجه أحمد وعبد بن حميد والترمذى وغيرهم : انظر الدر المنثور          6 / 329 ، والإتقان 2 / 203 ] .

      33 ـ عن عبد الله بن زمعة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ، وذكر الناقة والذى عقر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ]  إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا  [  إنبعث لها رجل عزيز عارم، منيع في رهطه مثل أبى زمعه عم الزبير بن العوام .

      [ البخاري ـ سورة الشمس ، وانظر فتح الباري 8 / 705 ـ 706 .

      وأخرج الحديث : سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذى والنسائى وآخرون ـ انظر الدر المنثور 6 / 357 ] .

      34 ـ عن على بن أبى طالب ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال : كنا في جنازة في بقيع الغرقد ، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقعد وقعدنا حوله ، ومعه مخصرة، فنكس فجعل ينكت بمخصرته ، ثم قال : ما منكم من أحد ، وما من نفس منفوسة ، إلا كتب مكانها من الجنة والنار ، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة . قال رجل : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة ، ومن كان منا من أهل الشقاء فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ؟ قال : أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاء ، ثم قرأ  ]  فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى  [   الآية .

      وفى رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم : " اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة ، وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة ، ثم قرأ  ] فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى    [ الآية .

      [ انظر البخاري ـ سورة الليل ـ من الباب الثالث إلى الباب السابع ، وهو الأخير .

      والحديث : أخرجه الجماعة وغيرهم ـ انظر الدر المنثور 6 / 359 ] .

      35 ـ عن أنس رضي الله عنه قال : لما عرج بالنبى صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال : أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوف ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر .

      [ البخاري ـ سورة الكوثر ـ الحديث الأول ] .

      وذكر الإمام البخاري حديثين آخرين :

      أحدهما : عن أبى عبيدة عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قال : سألتها عن قوله تعالى : ]  إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ  [  قالت : هو نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم ، شاطئاه عليه در مجوف آنيته كعدد النجوم .

      والحديث الآخر عن أبى بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في الكوثر : هو الخير الذي أعطاه الله إياه . قال أبو بشر : قلت لسعيد بن جبير : فإن الناس يزعمون أنه نهر في الجنة ، فقال سعيد : النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه .

      وفى رواية للنسائى لحديث السيدة عائشة : هو نهر أعطيه نبيكم في بطنان الجنة . قلت : ما بطنان الجنة ؟ قالت : وسطها .

      وقال ابن حجر تعقيباً على الحديث الثالث للبخارى : هذا تأويل من سعيد بن جبير جمع به بين حديثى عائشة وابن عباس . وقد أخرج الترمذى من طريق ابن عمر رفعه : " الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت " الحديث : قال : إنه حسن صحيح . وفى صحيح مسلم : " بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ غفا إغفاءه ، ثم رفع رأسه مبتسماً . فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : نزلت على سورة . فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم .  ]إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ   [  إلى آخرها ، ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه نهر وعدنيه ربى عليه خير كثير ، وهو حوض ترد عليه أمتى يوم القيامة " الحديث . وحاصل ما قاله سعيد بن جبير أن قول ابن عباس أنه الخير الكثير لا يخالف قول غيره أن المراد به نهر في الجنة ، لأن النهر فرد من أفراد الخير الكثير ، ولعل سعيداً أومأ إلى أن تأويل ابن عباس أولى لعمومه ، لكن ثبت تخصيصه بالنهر من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم فلا معدل عنه .

      [ انظر فتح الباري 8 / 732 ، وراجع مجموع الأحاديث المتصلة بالموضوع في الدر المنثور 6 / 401 ـ 403 ] .

نتائج الجمع :

      هذه هي الأحاديث الشريفة في التفسير التي أمكن جمعها . وأشرنا من قبل إلى دور السنة بالنسبة للقرآن الكريم ، فلا حاجة للإعادة ، ولكن نذكر هنا بعض الملاحظات ، في ضوء هذه الأحاديث :

      1 ـ بين الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام ما لا علم لهم به ، ولا طريق إلى معرفته إلا بهذا البيان النبوى ، مثل الأمور المتعلقة بالأمم السابقة ، وأنبيائهم ، أو الأمور الغيبية كبعض ما سيحدث يوم القيامة وأشار إليه القرآن الكريم ، واحتاج إلى بيان .

      2 ـ ونلاحظ كذلك أن بعض الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فهموا بعض الآيات الكريمة فهما خاطئاً ، فصحح لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ما فهموا ، وبين لهم مراد الله تعالى ، وذلك مثل قوله تعالى :  ] وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ  [  . وقوله عزوجل :  ]  الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ   [.

      3 ـ بين الرسولصلى الله عليه وسلم ما قد يغيب عن الصحابة كلهم أو بعضهم ، مثل : تعريف المسكين ، والصلاة الوسطى ، ومفاتح الغيب ..إلخ .

      4 ـ كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل أحيانا صحابته ليتأكد من صحة فهمهم ، كما سأل عن الشجرة الطيبة ، والصحابة بدورهم كانوا يسألونه صلى الله عليه وسلم فيما غاب عنهم ، كالسؤال عن " الذين يحشرون على وجوههم " ، وعن ]فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا  [ مع قول الرسول  صلى الله عليه وسلم : " من نوقش الحساب هلك " .

      5 ـ لعل هذه الأحاديث الشريفة هي أكثر ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم في تفسير آيات من كتاب الله العزيز ، إلى جانب بيانه صلى الله عليه وسلم لما أجمل في القرآن الكريم من أحكام العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية وغيرها .

      وهذه الأحاديث قليلة بلا شك ، وهى وما يصح مثلها تعتبر وحدها عند جمهور المسلمين الحجة التي لا ترد ، لأنها قول المعصوم صلى الله عليه وسلم  . وهنا يظهر الفرق جلياً بين جمهور المسلمين والشيعة الجعفرية ، فالشيعة يعتبرون أئمتهم جميعاً معصومين ، فأقوالهم كأقوال الرسول  صلى الله عليه وسلم ولهم ما للرسول صلى الله عليه وسلم من بيان مجمل الكتاب ، أو تقييد مطلقه ، أو تخصيص عامة ، لأن أقوالهم تدخل ضمن مفهوم السنة كمصدر من مصادر التشريع ، ولها دورها بالنسبة للقرآن الكريم .

      ولهذا عندما ندرس كتب التفسير عندهم فإنا سنجد أن بعض التفاسير تعتبر في معظمها حجة عندهم ، لأنهم يرون أنها مأخوذة عن الأئمة

  • الاثنين AM 12:34
    2021-04-26
  • 916
Powered by: GateGold