ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
ابحث الأن .. بم تُفكر
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
يتصفح الموقع حالياً 79
تفاصيل المتواجدون
من هنا الطريق
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
المواد

يدعي بعض الجاهلين أن العلاقة بين العبد وربه في الإسلام تقوم على الإذلال والخضوع، لا على المحبة والسلام كما هي في الأديان الأخرى، كما يزعمون أن رسالة الإسلام تنحصر فقط في تحرير الإنسان من عبودية البشر إلى عبودية الله، وهذا في ظنهم إخضاع المسلم لعبودية كهنة النصوص.

يزعم بعض المغالطين أن تقديس المسلمين للكعبة (بالطواف حولها)، وتقديسهم للحجر الأسود (بتقبيله واستلامه) نوع من الوثنية وعبادة الأصنام؛ لأن الحجر الأسود في ظنهم كان صنما من جملة الأصنام التي كانت في الكعبة، لكنه لم يزل كغيره من الأصنام عام الفتح.

ينكر بعض المغالطين على المسلم إخفاءه لعقيدته بغرض النجاة من إيذاء الكفار. ويستدلون على ذلك بقوله تعالى: )إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان( (النحل 106)، وبقصة عمار بن ياسر حينما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إن عادوا فعد»، ويتساءلون: كيف يكون ذلك عند المسلمين، وعيسى يقول: من أنكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله؟!

يزعم بعض المغالطين أن في الإسلام طبقة لها نفوذ دون سواها تسمى "رجال الدين" ويعتبرون وسطاء بين العباد و ربهم ليقربوهم إليه، وبذلك يسلبون عن الإسلام فارقا مهما بينه وبين النصرانية، ويثبتون أنه أقر ذلك المأخذ الذي طالما عابه المسلمون على النصرانية وتاريخها.

يدعي بعض المغالطين أن الإسلام دين يعادي الملل والعقائد الأخرى، ويدعو إلى التعصب، والانتقام من مخالفيه، ويستدلون على هذا بتصنيف الناس إلى مسلمين وكفار، في إشارة إلى رفض الآخر ورفض التعايش معه وإهانته، ويرون أن الإسلام قد عامل الذميين بقسوة واضطهاد

يزعم بعض المفترين أن الإسلام ليس الدين الحق، ويتساءلون: إذا كان في الإسلام ما يرضى الإنسان ويكفيه، فلماذا - إذن - يتركه الناس ويلحدون؟!

يزعم بعض المشككين أن القرآن يؤكد فكرة الحلول والاتحاد[1]، مستدلين على ذلك بقوله عز وجل: )فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين (30)( (القصص)، قائلين بأن قوله: )من الشجرة( يوحي بأن الله يحل في الشجرة

يعتقد بعض الطوائف أن الله - عز وجل - في كل مكان بذاته، على ما في ذلك من تمهيد للقول بالحلول واختلاطه - عز وجل - بمخلوقاته، وينكرون ما تواتر عن السلف والأئمة من إثبات استوائه - عز وجل - على عرشه وعلوه وفوقيته. وقد يستدلون على ذلك بظواهر بعض الآيات، كقوله عز وجل: )وهو معكم أين ما كنتم( (الحديد: ٤).

تنكر طائفة من الملحدين[1] والماديين[2] وغيرهم أن يكون لهذا الكون إله خالق مدبر ميسر، بل يزعمون أنه وجد صدفة، وأن الطبيعة بقوانينها هي التي تسير في حركة ذاتية يحكمها قانون التطور والارتقاء؛ فالعناصر والكائنات تتطور وترتقي من حال إلى حال ومن كون إلى كون، فالقرد يتطور إنسانا، والإنسان ينتهي إلى تراب

يدعي بعض المشككين أن العالم قديم قدم الخالق، وأنه نشأ من عناصر مادية، كالماء والهواء، والنار، والتراب، ويستدلون على ذلك بقولهم: إن كل شىء يفسر بالمادة والحركة، وأنهما عنصران أزليان أبديان، والعالم مدبر مسير بقوانينهما.

ينكر بعض المغالطين ثبوت عقيدة التوحيد في الشرائع السماوية، ويدعون أنها أقرت عقيدة التثليث، مستدلين على ذلك ببعض شعائر المسلمين، كقولهم في الأذان: الله أكبر؛ فاستخدام صيغة أفعل تدل على أن هناك أكثر من إله، هذا أكبرهم. وكذلك قول المسلمين: بسم الله الرحمن الرحيم

يدعي بعض المغالطين أن الإله الذي يؤمن به المسلمون هو إله خاص بهم وحدهم، مختلف عن الإله الذي دعت إليه كل الرسالات وديانات كل الرسل من قبل؛ فليس هو إله إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، وموسى، وعيسى - عليهم السلام، ومتى تقرر أن وحي الله في جانب العقائد لا يتبدل كان ذلك بمجرده طعنا في الإسلام وعقيدته

يزعم بعض المشككين أن الفضل الذي رتبه الإسلام على صوم رمضان من غفران للذنوب والخطايا ينافي ما هو معروف من عدله - عز وجل - وهو العدل الذي تجلى في النصرانية التي تقر أن المسيح عذب وصلب من أجل ذلك الغفران، لا أنه صام ليلة خيرا من ألف شهر، فإن هذا ونحوه - في زعمهم - مما لا يستحق ذلك الجزاء

يزعم بعض المغالطين أن ما قرره الإسلام في أمر العصاة من عذاب يوم القيامة إنما يتنافى مع ما يتصور في جناب الألوهية من رحمة ورأفة، وأن ترتيب عذاب الخلد للكافرين على ذنب محدود الزمان في الدنيا هو أدنى إلى التساؤل عن رحمة الله - عز وجل - بعباده.

يدعي بعض المشككين أنه لا قيمة للتوبة والغفران ما دام مصير الناس إلى جهنم كما ورد في القرآن: )وإن جهنم لموعدهم أجمعين (43)( (الحجر) وإذا كانت طائفة واحدة من الطوائف الإسلامية هي التي ستخلص كما في الحديث «إلا واحدة» أفلا يكفي هذا لإثارة خوف سائر المسلمين من مصيرهم المحتوم؟! ويظنون أن ذلك مبعث قلق وخوف يكدران حياة المسلم ويفسدانها.

يزعم بعض الجاحدين أن الإنسان خلق مصادفة دون قصد، وأن الذرات انتظمت عرضا فخلق الإنسان، وهم بهذا يشككون في خلق الله تعالى للإنسان، وفي الهدف الأسمى من خلقه، وهو عبادة الله تعالى.

زعم البهائيون أن الله تجسد في شخص زعيمهم "بهاء الله" وظهر فيه، وأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - ليس خاتم الأنبياء والرسل - كما يؤمن المسلمون - وأن الله قد اختص "بهاء الله" ببيان أسرار الحقائق الكلية التي أرسل بها رسله وخفيت على الناس كافة، ويدعون أن "البهائية" أتت لهذا العالم بفكر جديد

يزعم بعض المشككين أن عقيدة الإسلام جامدة تعوق المسلمين عن التقدم؛ فهي تتحكم في كل مناحي حياتهم اليومية، حتى تحولت الأمة الإسلامية إلى أمة مريضة مشلولة تأتي في ذيل الركب الحضاري للإنسانية؛ بسبب تمسك المسلمين بعقيدتهم المتحجرة.

يدعي بعض المغالطين أن العقيدة الإسلامية تدعو إلى التواكل والسلبية والتقصير في العمل وعدم الأخذ بالأسباب، ويستدلون على ذلك بما حدث لإبراهيم - عليه السلام - عندما ألقي في النار، وجاءه جبريل وقال له: ألك حاجة؟ فأجاب إبراهيم: أما إليك فلا، فاعتبروا كلام إبراهيم إعراضا عن الأخذ بالأسباب.

يدعي بعض المتوهمين أن الإسلام يعني بالإيمان ويهتم به أكثر من عنايته واهتمامه بالعمل، ويستدلون على هذا بأن الإسلام جعل الإيمان بالله ورسوله شرطا لقبول العمل الصالح والفوز بالجنة، كما أن الإسلام كثيرا ما ينذر أولئك الذين لا يقبلون دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعذاب النار في الآخرة

يزعم بعض المغالطين أن التمسك بالعقيدة الإسلامية رجعية، وأن الوقوف على ذلك نوع من الجمود والتخلف الحضاري، وأنه تعصب للموروثات القديمة، ويستدلون على ذلك بحال المسلمين الآن وواقعهم الأليم.

يدعي بعض الحاقدين أن العقيدة الإسلامية تأثرت بثقافات وديانات البلاد التي فتحها المسلمون، وأنها لم تقو على مقاومة هذه الموروثات التي كانت سائدة في ربوع تلك الأقطار؛ مما أنتج عقيدة مشوهة مرقعة بالبدع والخرافات والأساطير.

يدعي بعض المشككين أن الرهبانية في بعض الأديان تعني التقوى في الإسلام، فالسمو في الآخرة في زعمهم لا يتحقق مع وجود هذا الجسد اللعين، ويتساءلون: إن كان هذا هو شأن الدين الإسلامي، فلماذا يتدخل في شئون الحكم ويحرص على الأمور الدنيوية؟!

يدعي بعض المشككين أن العرب قبل الإسلام كانوا يعرفون التوحيد، ولم يأت به الإسلام كما يدعي المسلمون، ويستدلون على ذلك بجمع الآلهة في الكعبة؛ مما يدل على تطلع العرب إلى عبادة إله واحد، وبهذا لا يكون للإسلام فضل في الدعوة إلى عبادة إله واحد.

يزعم بعض المغالطين أن العقيدة الإسلامية تقر عقيدة الصلب والفداء النصرانية، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى: )وفديناه بذبح عظيم (107)( (الصافات).

يدعي بعض الجاهلين أن العقيدة الإسلامية قد استوحاها الرسول - صلى الله عليه - من النساطرة الذين كانوا مقيمين بشبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، وأن الراهب بحيرا النسطوري الذي قابل محمدا - صلى الله عليه وسلم - في إحدى الرحلات هو الذي لقنه القرآن الكريم

يدعي بعض الجاهلين أن هناك تعارضا بين الفكر الإسلامي الذي يقوم على الإيمان بالحقائق الغيبية وبين معطيات العلم التجريبي الحديث ومناهج الفلسفة الوضعية المادية المعاصرة، ويقولون: إن هذا الفكر الإسلامي لا يصلح لأن يكون منهج حياة يتبعه الناس في حياتهم العامة؛ نظرا لتناقضه وتعارضه مع معطيات العلم والفلسفة التي يؤمن بها العالم في العصر الحديث.

يزعم بعض المشككين أن الإسلام دين يلغي العقل ويخضعه للنصوص الدينية المدونة في القرآن والسنة، والمفروض في ظنهم أن يحكم العقل في كل شىء حتى في القرآن، وأن ما لا يقبله العقل من الشرع غير مقبول.

يخطئ بعض الجاهلين في فهم دعوة القرآن الكريم للتفكر والتدبر من أجل الإيمان على بصيرة؛ فهم يفهمون هذه الدعوة على أنها عيب في القرآن وليست ميزة؛ لأنه يدعو إلى إعمال العقل، والإيمان والعقل في ظنهم متعارضان غير متوافقين أصلا.

يدعي بعض المشككين في عقيدة التوحيد لدى المسلمين أنها عقيدة متناقضة عسيرة الفهم، مستدلين على ذلك بعدم قدرتهم على إدراك دعوة القرآن لتوحيد إله واحد بصورة واضحة مقنعة.

تزعم طائفة من المغالطين أن القرآن الكريم مخلوق خلقه الله - عز وجل - وأن القول بقدمه يفضي إلى القول بتعدد القدماء وهو ما ينافي الوحدانية، وهم بذلك يذهبون إلى ما قال به النصارى في عيسى - عليه السلام - أنه كلمة الله على الوجه الذي يفسرونها به. ويستدلون على ذلك بأن القرآن شىء "والله خالق كل شىء"

يزعم بعض المشككين أن "الله" في الإسلام له سلطة الإضلال والهداية؛ فهو الذي يضل من يشاء، ويعينه على الضلال مستندين - خطا - إلى قوله تعالى: )فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء( (إبراهيم: 4). ويتساءلون: كيف يضل الله العباد وهو الذي أرسل الرسل وأنزل الكتب من أجل هداية البشر؟

يفهم بعض المغرضين خطأ أن إمهال الله - عز وجل - للعصاة في الدنيا، وعدم التعجيل بعقابهم إهمال وليس إمهالا. ويتساءلون: أمن الحكمة أن تؤجل عقوبة العاصي والمخطئ لأمد، أم يعجل بها فيتعظ به الآخرون؟!

يدعي بعض المغالطين أن إخراج آدم - عليه السلام - من الجنة إنما كان عقابا لذريته من بعده، وقد تحملت هذه الذرية خطيئة أبيها القديم على غير جريرة[1] منها. وكأن هؤلاء يرمون الفعل الإلهي بالظلم، أو يقاربون بين فكرة الإسلام عن هبوط آدم إلى الأرض، وفكرة الفداء عند النصرانية، بجمع اشتراك الذرية في الحالين في تحمل وزر الخطيئة الأولى.

قد جرى كثير من طوائف أهل الكتاب الدينية تبعا لنصوص محرفة يثبتونها على نسبة صفات مظاهر الضعف البشري من البكاء والندم والمرض إلى الله - عز وجل - وحين دعا الإسلام إلى الصدقة؛ ابتغاء مرضاة الله سخرت اليهود وقالت: )إن الله فقير ونحن أغنياء( (آل عمران: 181).

يزعم بعض المغرضين أن الله تعالى يتصف ببعض صفات النقص البشرية، كالمكر والخداع، مستدلين على ذلك بقوله سبحانه وتعالى: )ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين (30)( (الأنفال)، وبقوله تعالى في المنافقين: )يخادعون الله وهو خادعهم( (النساء: 142).

يدعي بعض المتوهمين أن القول بأن الله في السماء مستو على العرش، ينزل إلى السماء الدنيا - كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - يقتضي نسبة الجهة والإشارة إليه، وهي من صفات الحوادث، وإذا كان الله في السماء، فأين كان قبل أن يخلق السماء؟

يدعي بعض المغرضين أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام دليل على اضطراب العبادة الإسلامية، ويرددون في هذا السياق كلاما قديما كانت قد قالته اليهود والمنافقون يومئذ؛ من أن القبلة الحقة إن كانت الكعبة فلم لم يوجه الله المسلمين إليها منذ بداية الدعوة؟

يدعي بعض الجاهلين أن الله سبحانه لا يعلم الغيب، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى: )وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون (30)( (البقرة)، ثم حدث بعد ذلك الإفساد وسفك الدماء

يدعي بعض المشككين أن القرآن الكريم يتناقض بشأن صفات الله - عز وجل - فكثيرا ما تجد آيات تصفه بأنه رحمن رحيم، أوغفور ودود، في حين تصفه آيات أخرى بأنه جبار متكبر، وأن بطشه شديد!

يزعم بعض المغالطين أن الأخلاق التي جاء بها الإسلام لا تكفي لبناء مجتمع فاضل، ويعتقدون أن هذه الأخلاق تقوم على الكراهية لا الحب للآخرين، وينظرون إلى الحرب في الإسلام على أنها حرب مقدسة هدفها إراقة الدماء وإكراه الناس على أن يكونوا مسلمين.

ينكر بعض الجاحدين خروج الدابة التي تعد علامة من علامات الساعة، ويخطئون في فهم الوصف القرآني لها في قوله سبحانه وتعالى: )وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون (82)( (النمل)

يستند بعض المشككين إلى رأي من ذهب من المفسرين إلى أن إبليس من الملائكة - في القول بالتعارض بين ما ذهبوا إليه وبين عصيانه لربه؛ إذ لم يسجد لآدم، متسائلين: كيف يعصي إبليس ربه، وهو من الملائكة

ينكر بعض المشككين حقيقة الجن الواردة في القرآن الكريم، متوهمين أن القرآن يتعارض مع الحقائق التي أثبتها الكتاب المقدس فيما يتعلق بالجن وحقيقتهم؛ ففي الوقت الذي أقر فيه الكتاب المقدس بأنهم أرواح شيطانية؛ جاء القرآن ليقول: إن الجن جنس عاقل بين الإنس والشياطين

يدعي بعض المشككين أن خلق الجن من نار خالصة لا يشوبها الدخان خرافة من الخرافات التي يعتقدها العرب ويؤمن بها المسلمون، ويتساءلون: إذا كانت الجن مخلوقة من النار كما يدعي المسلمون فكيف يعذب كافرهم بالنار؟!

يدعي بعض المتوهمين أن ما جاء به رسول المسلمين صلى الله عليه وسلم ليس فيه ما يثبت أنه وحي إلهي جديد، ذاهبين إلى أن الدين الذي جاء به مصدره اللاشعور، كما أن الوحي الذي يدعيه محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يوافق الشروط التي وضعها (اللاهوتيون) في قبول أي وحي مفترض

يخطئ بعض الواهمين في فهم ما خص به الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم من الشفاعة لأتباعه يوم القيامة، ظانين أن طمع المسلمين في نيل نصيبهم من الشفاعة يحملهم على التواكل والتهاون وعدم الجدية، ما دام كل له حظه من الجزاء والثواب والجنة والنعيم

يزعم بعض المغرضين أن إيمان المسلم بالقضاء والقدر يفقده القدرة على الاختيار، ويجعله مسلوب الإرادة، ويدفعه إلى السلبية والكسل والتواكل وترك العمل، ويدعون أن هذه العقيدة أدت إلى تأخر المسلمين، ويتساءلون: إذا كان الإنسان يصيب ويخطئ بقدر الله ومشيئته

يشكك بعض الطاعنين في موقف الإسلام من الحريات، ويدعون أنه يهدر حق الإنسان في حريته الفكرية والدينية، ويخضعه للنصوص الدينية، ويكرهه حتى يعتنق الدين، كما يزعمون أن مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإسلام مبدأ ينافي الحرية الشخصية للإنسان.

يدعي بعض المتوهمين أن الدين يسلب العبد حريته وكرامته، فيظل مقيدا بالأوامر والنواهي والمعاملات والعقوبات والحدود في كل جوانبه الحياتية، حتى إنه لا يسمح له بإعمال عقله فيما يفرض عليه من أمور الدين، مسلما فقط بما يمليه عليه رهبان الدين ورجاله

يدعي بعض المتوهمين أن "الدين أفيون الشعوب"؛ إذ إنه يفعل فيها ما يفعله المخدر في متعاطيه؛ وذلك أنه يخدر الكادحين والمظلومين عن ثورتهم أو عن إحساسهم بالألم، بما يمنيهم من نعيم الآخرة الذي أعد للصابرين على الظلم، والراضين بالشقاء. ويرون أن هذا الأمر ينطبق تماما على الدين الإسلامي.

يدعي بعض المشككين أن الدين وسيلة لخداع الناس، خاصة الفقراء والمساكين والمتعصبين، وما الحياة إلا مادة تحكمها الطبيعة بقوانينها التطورية؛ فلا إله، ولا أخلاق، وصلاح الناس إنما في تشيعهم، لا تدينهم أو إسلامهم، ذاهبين إلى أن النظرة الشيوعية الماركسية تغني عن التدين عموما، وعن الإسلام خصوصا.

يدعي بعض الجاهلين أنه ليس هناك إله خارج النفس الإنسانية، فالإنسان هو إله الإنسان وهو المشرع له، ويستنتجون من ذلك أنه إذا كان الإلحاد قد حرر الإنسان من عبادته لله، فإن التصوف قد حرره من قيود الشريعة.

يدعي بعض المنتسبين إلى البابية والباطنية والبهائية أنهم يزورون شيوخهم؛ عملا بما جاء في القرآن وفي الحديث النبوي مما يوجب زيارة بيت الله الحرام، وهم بهذا يتوهمون أن زيارتهم لمقامات شيوخهم والتمسح والتوسل بها يماثل زيارة بيت الله الحرام واستلام الحجر الأسود.

يتوهم بعض الجاهلين أن ما عليه الصابئة ديانة وتوحيد، ويستدلون على هذا بأن القرآن قد أثبت ذلك وذكره في ثلاثة مواضع؛ حيث قال الله سبحانه وتعالى: )إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحـا فلهـم أجرهـم عنـد ربهـم ولا خوف عليهم ولا هـم يحزنــون (62)( (البقرة)

ينكر دعاة المادية على الإسلام نظرته المتوازنة للحضارة الإنسانية عموما، وللإنسان خصوصا روحا وجسدا، ويزعمون أن الإنسان الجسد هو المقوم الأمثل والأوحد للحضارة المادية، وهذا - في ظنهم - ما دفع فرويد إلى تصور الإنسان على أنه مجموعة من الغرائز الجسدية التي تهوي به إلى أصله الهابط، وهو القرد كما يؤكد دارون.

يزعم بعض المشككين أن امتثال المسلم لتعاليم دينه المتمثلة في أدائه الفرائض، وإقامته الشعائر، وتردده على المساجد، كلها أعراض لمرض نفسي هو لوثة[1] الإيمان، وأن المسلم كلما ازداد إيمانه، ازداد تعصبه، وازدادت رغبته في العنف والتدمير والإرهاب.

يخطئ بعض المغالطين في توصيف مفهوم التدين، ويزعمون أنه ظاهرة ناتجة عن خوف الإنسان من تقلبات الطبيعة، ومن كوارثها، وأنه يرتبط بفقر الحال والانغلاق الفكري والفراغ الاجتماعي؛ لذلك تجد أكثر المتدينين من الفقراء والمنكوبين والمضطرين والمنغلقين وذوي الحاجات والمرض

يزعم بعض المتوهمين أن إيمان المسلمين موروث تقليدي خال من العقيدة الراسخة، ومن ثم فهو سلوك مزيف. ويهدفون من وراء ذلك إلى الطعن في حقيقة إيمان المسلمين.

ينكر بعض الجاحدين سؤال الله - عز وجل - لعباده: )ألست بربكم( (الأعراف: 172)، وإجابتهم التقريرية "بلى"، مستبعدين حصول هذا الحوار، ومتسائلين: كيف، ومتى حدث هذا، وما الدليل عليه؟!

يخطئ بعض المغالطين في فهم طبيعة المشهد الذي حاور فيه الله - سبحانـه وتعالـى - ملائكتـه حينمـا أمرهـم بالسجـود - تشريفا وتكريما - لسيدنا آدم - عليه السلام - قبل استخلافه في الأرض، ويقولون: إذا لم تكن الملائكة قد سجدت لآدم - عليه السلام - كما أمرها الله عز وجل، فقد عصت أمره واعترضت عليه

يدعي بعض الجاهلين أن النبوات والمعجزات والشعائر الدينية ما هي إلا خرافات وأساطير، وأن الله - في فهمهم - كصانع الساعة؛ صنعها، ثم انقطعت صلته بها، وهي تعمل بذاتها دون تدخل منه.

ينكر بعض الجاحدين الإيمان بأمور الغيب التي أخبر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - بها؛ بحجة أنها لا تدخل تحت علومهم التي تخضع للإدراكات الحسية أوالتجارب، ويقولون: لا نؤمن إلا بما أدركته حواسنا واستساغته عقولنا.

يدعي بعض المغرضين أن معجزة الإسراء والمعراج مستوحاة من التراث الفارسي الوارد في كتاب الأساطير الفارسية باللغة الفهلوية، وكذلك من الأدب الأوربي وبخاصة ملحمة دانتي، ويتساءلون: ما الجديد الذي جاء به رسول المسلمين، وما وجه الإعجاز فيه؟!

ينكر بعض الطاعنين إيمان المسلمين بعقيدة البعث؛ بحجة أنه لا يوجد دليل مادي واحد على صحتها، وينكرون طلاقة قدرة الله - عز وجل - على إحياء الإنسان بعد موته وفناء عظامه، ويستدلون على إنكارهم هذا بعدم وجود دليل مادي يهديهم إلى هذه العقيدة. ويرمون من وراء ذلك إلى التشكيك في ركن أساسي من أركان الإسلام.

يخطئ بعض الجاهلين في فهم معيار الثواب والعقاب يوم القيامة ويذهبون إلى أنه غير عادل، ويستدلون على هذا الفهم الخاطيء بإدخال الله - عز وجل - من ولد في غير ديار المسلمين النار؛ لعدم إسلامه، ويتساءلون: ألا يتعارض دخول جميع هؤلاء الناس النار، لمجرد عدم اعتناق الإسلام مع طبيعة العدل الإلهي، خاصة وأن سبل الإيمان لم تتوفر لهم مثلما توفرت لغيرهم؟

ينكر بعض الجاحدين حقيقة وجود الجنة والنار، ويزعمون أنهما مجرد وسيلة اصطنعها رسول المسلمين صلى الله عليه وسلم؛ ليغري أتباعه ببذل المال والنفس في سبيل دعوته، وهم بهذا ينكرون مبدأ الثواب والعقاب في الآخرة

يزعم بعض المغالطين أن ما ورد في وصف ما يرفل فيه أهل الجنة من صور النعيم؛ كالمآكل والمشارب والقصور والرياحين والحور العين، وما يتضور منه أهل النار؛ من جحيم وغسلين[1] وزقوم[2] - أوصاف حسية تندرج تحت الخطاب الحسي المادي

يدعي بعض المشككين أن اللعنة التي حلت على إبليس وتسببت في طرده من رحمة الله - هي اللعنة نفسها التي حلت على آدم وحواء وتسببت في إخراجهما من الجنة وهبوطهما إلى الأرض، ولو أن اللعنة لم تحل عليهما لبقيا في الجنة.

يرفض بعض الطاعنين أمور الدين؛ لارتباطها بالغيب وبالوحي، وبطبيعة لا تتفق مع العقل والمنطق.

يشكك بعض المغالطين في حشر الوحوش يوم القيامة، ويتساءلون: كيف تحشر الوحوش والطيور والبهائم، وهي غير مكلفة كالإنسان؟

يزعم بعض المغالطين أن الإسلام قد أخمد جذوة الفكر والتحضر وقوة الإدراك وروح الابتكار لدى شعوب البلاد التي فتحها - على عكس اليونان والرومان من قبله - وأن الجمود الذي أصاب العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة سببه الإسلام.

يزعم بعض المشككين أنه لم يكن ثمة أثر للحياة الثقافية أو العلمية أو الفكرية في قرون الإسلام الأولى، بل والأخيرة، كما يزعمون أن اللغة في ثقافة العرب لم تكن أداة للثقافة، بل كانت هي الثقافة نفسها، فأنت مثقف بلغت القمة إذا أنت ألممت باللغة: مفرداتها ومترادفاتها ونحوها وصرفها ونثرها وشعرها

يدعي بعض المغرضين أن الإسلام ظلم العلماء غير المسلمين الذين ابتكروا الأشياء النافعة للحياة والبشرية، إذ قرر أنه لا نصيب لهم ولا جزاء عند الله على علومهم وابتكاراتهم، ويرمون من وراء ذلك إلى اتهام الإسلام بالظلم والتجني على العلماء.

يدعي بعض المشككين أن الإسلام دين جامد لا يتفاعل مع الحضارة الحديثة، فلا مناص من نبذه إذا أردنا أن نلحق بركب الحضارة المندفع. ويرمون من وراء ذلك إلى إقصاء الإسلام بعيدا عن الحياة والتطور الحضاري.

يزعم بعض المغرضين أن الإسلام دين التواكل والسلبية، وأن تعاليمه لم تعد صالحة لعصرنا الحاضر، وهي عاجزة عن النهوض بالبشرية، وقد صارت رجعية تجاوزها الزمن، محملين بذلك الإسلام أخطاء المسلمين، ويرمون من وراء ذلك إلى الصد عن الإسلام ووصمه بالرجعية والتخلف.

يزعم بعض المغرضين أن الإسلام لم يعش إلا مدة قصيرة، هي أيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين، ثم اضمحل بعد ذلك ولم يعد له وجود حقيقي.

يدعي بعض المغالطين أن الإسلام ضد التقدم والمدنية، وأنه يقف في طريق التقدم الفكري والحضاري، ويدعون أنه تقليد مشوه لحضارة اليونان والرومان التي أخذها العرب من الكتب السريانية التي بين أيديهم، وأن المسلمين لا قدرة لهم على البحث والتفكير والإبداع

يدعي بعض المتوهمين أن الدين الإسلامي لا علاقة له بالفن، وأن الدين - بناء على هذا - لا تؤثر فيه الصور شبه العارية، ولا الأغاني الهابطة، ولا خوف عليه من الأطباق الهوائية - الدش - التي تنقل العري والشذوذ ليل نهار، فكل هذه الأمور بسيطة في نظر هؤلاء ولا تتهدد مسيرة الإسلام

يزعم بعض المغالطين أن رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كانت دعوة اجتماعية، وأن الاضطراب الذي انتاب الحياة العربية قبل الإسلام يحتم أن تظهر حركة إصلاحية تعالج أسبابه، وربما يزيدون على ذلك أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - في جملة تعاليمه لم يتعد العقلية العربية في تطلعاتها ومطامحها.

يزعم بعض المتوهمين أن الإسلام وباء قاتل وداء موجع للبشرية كافة، وأنه لكي يتم التخفيف من هذا الداء، فإنه يجب عمل إعادة صياغة لأصول الإسلام من قرآن وسنة وتراث تشريعي، وحذف ما لا يتناسب منه مع أمزجة الآخرين، ولا يتماشى مع أهوائهم.

يدعي بعض المشككين أن الإسلام وضع بعض المبادئ التي تتسم بالعنصرية والتعصب، إذ إنه لم يسو بين المسلمين وغير المسلمين في الحقوق والواجبات، وفي ذلك إهدار لإنسانية غير المسلم وحط لكرامته، هادفين من زعمهم هذا إلى تشويه حقيقة الإسلام والمسلمين في تعاملهم مع الغير.

يدعي بعض المفترين أن أبناء الدم الآري أرقى من غيرهم، وأن الجنس الأوربي عامة والألماني خاصة يفضل بطبيعته غيره من الشعوب الأخرى السامية،[2] وتبع هذا الزعم شعور عند القوم بالاستعلاء والكبرياء والتعالي.

يزعم بعض المغالطين أن نهضة العالم العربي الحديثة إنما أحدثتها الحملة الفرنسية على مصر في آخر القرن الثامن عشر؛ فهي التي أمدت العرب بما لم يكونوا يعهدون من منجزات الحضارة الغربية ونظمها، كالمطبعة والمجامع العلمية والمجالس النيابية، ولذلك تعتبر الحملة الفرنسية - من أجل ذلك

يرى أنصار بعض الاتجاهات الفكرية المعاصرة أنه لا بد من التقريب بين مبادئ الإسلام والحضارة الغربية، ولو أدى ذلك إلى التخلي عن كثير من الأسس الإسلامية، كالقضايا المتعلقة بالمرأة والحجاب... إلخ. وهم كثيرا ما يهتفون بهتافات جديدة، مثل: تطوير الإسلام

يدعي بعض المتوهمين أن الإسلام قد أيد نظام الرق والاسترقاق، ولم يتعرض له بأكثر مما تعرضت له المسيحية، بل يدعون أن الإسلام لم يحظر الرق والاسترقاق، فأباح أن يتخذ المسلمون الإماء والجواري والعبيد، وعليه فإن الإسلام في زعمهم قد أجازه وعمل على نشره، فالرق معضلة إسلامية.

يزعم بعض المغرضين أن الإسلام قد شجع تجارة الرقيق، ويستدلون على زعمهم بإباحته لنظام التسري بالجواري، كما يزعمون أن في هذا دعوة إلى الدعارة والإباحية.

يدعي بعض المتقولين أن الإسلام يجيز للسيد أن يدفع أمته إلى العمل في الدعارة، وذلك في قوله عز وجل: )ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم (33)( (النور)

يدعي بعض الطاعنين أن الإسلام لم يسو بين الرجل والمرأة؛ وذلك حين أهدر حقوق المرأة بإباحته للرجل أن يتسرى بملك يمينه، في حين أنه حرم على المرأة أن تستمتع بعبدها، ويتساءلون: أليس هذا من مظاهر الاعتداء على حقوق المرأة؟!!

يدعي بعض المغرضين أن الإسلام جائر وظالم بتعصبه للرابطة الإيمانية، واعتبار الولاء على أساس الأخوة الإسلامية وعدم اعتبار ولاء المواطنة والقومية هو الأساس، وهذا تحامل ومجافاة للآخر وعدم إعطائه الحرية؛ لأن واجبات المواطنة تسبق أي واجبات أخرى

زعم بعض المغالطين أن الإسلام يبيح الغدر والخيانة ويدعو إلى نقض العهود والمواثيق؛ إذ يجيز نبذ الدولة المسلمة العهود ونصرة المسلمين المستضعفين، إذا اعتدى الكفار المعاهدون لهذه الدولة المسلمة على هؤلاء المستضعفين.

يدعي بعض المغالطين أن الإسلام شريعة روحية تعبدية، ولا يعدو أن يكون دعوة دينية مقصورة على مجرد الاعتقاد وإقامة الصلات الروحية بين العبد وربه؛ فلا تعلق لهذا الدين بالشئون المادية في الحياة، كالسياسة والحرب والمال... إلخ.

يزعم بعض المغرضين أن نظام الحكم في الإسلام نظام يستبد به رجال الدين، ويقولون: إن أوربا تركت هذا النظام بعد الثورة الفرنسية، وإن صاحب السلطة السياسية في النظام الإسلامي وكيل ونائب عن الله؛ لأنه قائم على تنفيذ الشريعة، وهو يشبه حكم الكنيسة وسلطة الباباوات في العصور الوسطى

يزعم بعض المشككين أن أسباب تخلف المسلمين لا ترجع إلى عدم الامتثال لما رسمه الإسلام من قواعد الحياة الفضلى، وإنما ترجع إلى الفساد الجوهري في الأنظمة الفكرية والتشريعية التي أقرها. ويرمون من وراء ذلك إلى القول بعدم صلاحية الإسلام لقيادة أمة نحو التقدم.

يدعي بعض المشككين أن الإسلام - كغيره من الأديان - خرافة محلها الضمائر والقلوب لا أرض الواقع، ولا أثر له في إصلاح الحياة بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية، زاعمين أن الدين أفيون الشعوب، وتنهدات الجماعات المظلومة، ولو رفع الظلم لزال الدين

يدعي بعض المشككين أن الإسلام - كغيره من الأديان - خرافة محلها الضمائر والقلوب لا أرض الواقع، ولا أثر له في إصلاح الحياة بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية، زاعمين أن الدين أفيون الشعوب، وتنهدات الجماعات المظلومة، ولو رفع الظلم لزال الدين

يدعي بعض المشككين أن حركات الإصلاح ومناهجه التي يقوم بها بعض علماء الإسلام - لا فائدة منها، بل هي مخالفة لتعاليم الدين الصحيح في نظرهم، ويتساءلون: إذا كان الدين الإسلامي تاما - كما يدعي المسلمون - فما الفائدة من حركات التجديد التي تظهر على الساحة الإسلامية كل يوم؟!

يدعي بعض المغرضين أن المنادين بالحل الإسلامي إنما يعوزهم وجود برنامج تفصيلي لما يدعون إليه، وهو ما يعني أن توليتهم إدارة مجتمع أو دولة يوازيه دخول في مرحلة تجريب طويلة، يختبرون فيها ما بين أيديهم من تصورات منتقصة لم تعمل في الحياة الحديثة من قبل

يدعي بعض المغرضين أن الدين الإسلامي بمنأى عن العلم، ولعجزه عن مجاراته وتناقضه معه؛ أغفله في أحيان، ونفر منه في أحيان أخرى، واستنادا إلى ما ادعوه من عجز وما توهموه من تعارض؛ يدعون إلى فصل هذا عن ذاك. ويرمون من وراء ذلك إلى اتهام الإسلام بالجهل والرجعية؛ لتزهيد الناس فيه، وذلك من خلال وصمه بما ليس فيه.

يدعي بعض الواهمين أن الاهتمام بدراسة تعاليم الإسلام في مجتمع المدينة كان محصورا في أضيق نطاق؛ إذ كان عدد الذين يقومون بذلك ضئيلا للغاية، كما أن نشاطهم لم يتعد حدود المسجد، ويزعمون أنه قد ترتب على هذا أن كثرت حوادث الاغتصاب والزنا، والوقوع في المحرمات.