ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
ابحث الأن .. بم تُفكر
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
يتصفح الموقع حالياً 82
تفاصيل المتواجدون
من هنا الطريق
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
المواد

منذ أن ظهرت الحركات الإسلامية على الساحة السياسية ، وأخذت تعمل للعودة بالاسلام إلى قيادة المجتمع ، أخذ الغرب ممثلا بالولايات المتحدة الأمريكية ينظر بعين الريبة والحذر إليها ، ولم يتوان عن استخدام أية طريقة ممكنة لكي يتخلص منها ، أو على الأقل أن يحتويها

إن سفور الكفر والشر والإجرام ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح، واستبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف التفصيل الرباني للآيات. ذلك أن أي غبش أو شبهة في موقف الكفار والمجرمين وفي أساليبهم المتعددة والمتنوعة ترتد غبشاً وشبهة في موقف المؤمنين.

من أجل هذا فإن الحديث عن العلمانية وبيان نقضها لأصل الدين، وخروجها عما أجمع عليه السابقون واللاحقون من المسلمين يعد حلقة في سلسلة استبانة سبيل المجرمين، ونرجو أن يكون خطوة جادة على طريق استعادة الهوية واستئناف هذه الأمة لمسيرتها الحضارية.

إن ما قرأناه من نصوص للخطاب العلماني حول الإسلام ليست أكثر من محاولة لتمرير المشاريع النهضوية والتنويرية الغربية إلى الفضاء الإسلامي متجاهلين الفروق الحضارية والتاريخية والثقافية بين الأمتين الأوربية والإسلامية .

لا أعتقد أننا بحاجة إلى التذكير بأن ما يتحكم بالموقف العلماني الذي عرضناه آنفاً بشكل مكثف هو معيار مادي فلسفي غربي اعترف العلمانيون بذلك أم لم يعترفوا، وأن الخلفية الإلحادية أو الشكية أو اللاأدرية هي التي يستبطنها أغلب العلمانيين في تناولهم للإسلام

إن الموقف العلماني من الإسلام عموماً ليس مستغرباً إلا لكونه يصدر من أناسٍ يقولون إنهم مسلمون، ولكن إسلامهم ليس استثناءً بين الأديان ، فهو ليس إلا مجموعة أساطير مخلوطة من أساطير الشعوب القديمة البابلية، والسومرية

لقد أخذ الجابري على الأصوليين اهتمامهم الشديد بالمباحث اللغوية والمسائل النحوية ، واعتبرهم غفلوا عن المقاصد الشرعية ، وصنع من ذلك إشكالية جعلها محور دراسته وهي إشكالية اللفظ والمعنى

بدأت فكرة العلمانية تغزو العالم الإسلامي منذ زمن طويل لكنها لم تتمكن إلا في بداية القرن العشرين الميلادي، حين طبقت - على مستوى الدولة - على أنقاض الخلافة العثمانية ثم سرت إلى أكثر بلدان العالم الإسلامي وكانت هناك عدة عوامل رئيسية ساعدت على ظهور انتقال العلمانية إلى العالم الإسلامي

العلمانية تبدو لأول وهلة للناظر فيها كلمة عربية مشتقة من العلم, بل هي مبالغة تشير إلى الاهتمام بالعلم والعلماء, ولا غبار على هذا – لو كان على ظاهره – من الوجهة الإسلامية حيث اهتمام الإسلام بالعلم والعلماء, ولكنها حينما تكون وسيلة من وسائل الغرب لتغريب المسلمين فإن الأمر يصبح غير ذلك

عندما يتناول المهتمون بالشأن الإسلامي الكلام عن حدث إسقاط الخلافة الإسلامية في تركيا ، ويتناوبون تقليب جوانب تلك النازلة الكبرى التي لا تزال الأمة تعيش آثارها منذ ثمانين عاماً ، فلا ينبغي أن يفهم ذلك على أنه إشادة مطلقة ، أو تزكية عامة لمسلك العثمانيين في إدارة شؤون عموم المسلمين

مجتمع مصر في القرنين الأخيرين، حيث سلط عليه الأعداء الغزو العسكري والغزو الفكري في سبيل صرفه عن دينه، لكنهم باؤا بالفشل ولم يحققوا نجاحاً يذكر يوازي ما قاموا به من الجهود؛ نظراً لارتباط الشعب المصري بعلمائه الشرعيين الممثلين في الأزهر؛ حيث كانوا حصناً منيعاً أمام جهود الأعداء التغريبية .

((العلمانية)) هي الترجمة العربية لكلمة ((Secularism , Secularite )) في اللغات الأوروبية . وهي ترجمة مضللة لأنها توحي بأن لها صلة بالعلم بينما هي في لغاتها الأصلية لاصلة لها بالعلم . بل المقصود بها في تلك اللغات هو إقامة الحياة بعيداً عن الدين، أو الفصل الكامل بين الدين والحياة .

إن سفور الكفر والشر والإجرام ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح، واستبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف التفصيل الرباني للآيات. ذلك أن أي غبش أو شبهة في موقف الكفار والمجرمين وفي أساليبهم المتعددة والمتنوعة ترتد غبشاً وشبهة في موقف المؤمنين.

يتردد كثيراً في وسائل الإعلام والمنتديات وعلى المنابر مصطلح " العلمانية " , والقليل من الناس من غير المتخصصين من لديه معلومات دقيقة , أو مفاهيم محددة واضحة عن العلمانية, ولعلي في هذه الكتابة أسهم في بيان وتوضيح وكشف هذه الجوانب عن العلمانية , مع الاعتراف بصعوبة ذلك في الكتابة الصحفية

كان الغرب النصراني في ظروفه الدينية المتردية هو البيئة الصالحة ، والتربة الخصبة ، التي نبتت فيها شجرة العلمانية وترعرعت ، وقد كانت فرنسا بعد ثورتها المشهورة هي أول دولة تُقيم نظامها على أسس الفكر العلماني ، ولم يكن هذا الذي حدث من ظهور الفكر العلماني والتقيد به - بما يتضمنه من إلحاد

ينهض بهذه الحركة في عصرنا هذا، وبالأخص خلال النصف الثاني من القرن الماضي، طائفة من الباحثين المثقفين ثقافة غربية، تكاد تخلو من تكوين علمي أصلي رصين في إطار الثقافة الإسلامية وعلومها الشرعية

الإسلام دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها (( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثرالناس لا يعلمون )) ( الروم:30 )

يحتفل المسلمونَ في كلِ عامٍ، بذكرى الهجرةِ النبويةِ الشريفةِ، ويتحدث الناسُ والخُطباءُ حولها، وعن معانيها وعن الدروس والعبر المستفادة منها، ونرجو من الله أن نوفق في إبرازِ عبرةٍ جديدةٍ في هذه الذكرى.

فلقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن ( صخرة بيت المقدس ) ومن ثم تساءل البعض عن مدى قدسية هذه الصخرة ومكانتها في الإسلام ، فأدليت بدلوي في الكتابة عن هذه المسألة

لابد أن تتصوّر أنه ليس لك قوة ذاتية، ألم تسمع وصفك في سورة الإنسان {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} ما به؟ {لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} ثم {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}

فما لكم لا تعرفون و حقًا ولا تشكرون له نعمة وما لكم لا ترجون و ثوابًا ولا تخافون له عقابًا ما لكم لا تخافون و عظمة وقُدرة على أحدكم بالعقوبة وأي عذرٍ لكم في ترك الخوف من الله ما لكم لا توحدون الله ولا تؤدون و طاعة ولا تعلمون و عظمة وأنه إلهكم لا إله سواه

فالأفراد والدول والجماعات - هنا وهناك - وفي هذا العصر وكل العصور - ينشدون الأمن والطمأنينة وأن تكون بلدانهم واحة للأمان ولم تجد الكثرة من هؤلاء سبيلاً لتحقيق هذا المطلب الغالي إلاَّ عن طريق القوة المادية المتمثلة في جيوش الشرطة والمباحث وسائر الأجهزة

فقد كثر الحديث في الغرب عن صراع الحضارات كتبرير وتأصيل لمواجهة الإسلام والمسلمين ولإثبات العداء التاريخي بين أصحاب المناهج والحضارات وكمحاولة لإظهار استعلاء الفكر الغربي الديمقراطي بل السعي لفرضه وهيمنته

فالقيادة شأنها عظيم وخطير حتَّى عدَّ البعض ضعف القيادة من أعظم مشاكل المسلمين المعاصرة وقال: المسلمون إلى خير ولكن الضعف في القيادة وقال الآخر: القيادة شطر القضية وشطرها الآخر الأمة بمجموع أفرادها. وكان عثمان بن عفان يقول: إنَّ الله ليُزع بالسلطان ما لا يُزع بالقرآن.

فإن من أعظم الواجبات ترك المحرمات وذلك لقول النّبيّ : «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه» [رواه البخاري ومسلم].

فهذا المعنى يردده الإنسان بلسان حاله ومقاله إذا تواطأ الناس على الانحراف عن منهج الله وكثر المخالفون لدين الله وظهرت منهم علامات السفه والفجور في الأقوال والأفعال مع ادعاءات الرشاد والعقل والإدراك. لقد كان فرعون سفيهًا عندما ادّعى الربوبية والألوهية وقال: ( أّنّا رّبكٍمٍ الأّعًلّى ) [النازعات: 24]

فغربة الأشهر العربية عند المسلمين هي من مظاهر غربة الإسلام وسط أهله وبنيه فقلما تجد من يحصيها ويعرفها أو تعرّف على وظائف أيامها وأحكامها وبينما تجد الجميع يعرف شهر مارس وإبريل تلمس الجهالة المطبقة بشهر ذي القعدة وشهر ذي الحجة.

فقد ينكسر القوي أمام الضعيف بسبب التخييل ويحدث نوع من الشعور بالإحباط والدونية بسبب سياسات التهويل والتهوين مما يساعد شياطين الإنس والجن - على ضعفهم - من التسلط على بعض المسلمين ومع ضعف البصيرة أو غيابها قد يستحكم الأمر في حياة الأفراد والدول والجماعات

كانوا يدعون البشر لصلاحهم في العاجل والآجل أي في دورهم الثلاث في حياتهم الدنيوية والبرزخية والأخروية يدعونهم لصلاح يعقبه فلاح وغاية ما في الدعوات المادية كالديمقراطية أن يتحقق شيء من الخير

الفارق كبير بين الإسلام والعلمانية يظهر ذلك في المنشأ والطريق والغاية ( أّفّمّن يّمًشٌي مٍكٌبَْا عّلّى وّجًهٌهٌ أّهًدّى أّمَّن يّمًشٌي سّوٌيَْا عّلّى صٌرّاطُ مٍَسًتّقٌيمُ ) [الملك: 22]

فالشفاعة تُرفع بها الدرجات وتُقال العثرات وتُقضى الحاجات وهي من دلائل كمال الإيمان وحسن الإسلام ودليل حب الخير للآخرين وحسن الظن بهم كما أنها تزيد من الألفة والترابط بين الأفراد في المجتمع الإسلامي ويوم القيامة يحتاج إليها كل الخلق حتى الفضلاء والمقربون.

فالنـاس كلهـم لآدم وآدم من تــراب ولا فضـل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى . ويقول سبحانه : ( إنَّ أّكًرّمّكٍمً عٌندّ اللَّهٌ أّتًقّاكٍمً ) [الحجرات: 13] .

فالمجددون والحداثيون والتقدميون والإصلاحيون والمثقفون والتنويريون والمبدعون.. وسائر نعوت الإبهار صارت تُطلق في مواجهة ومقابلة الظلاميين والمتخلفين والرجعيين والمتطرفين والجامدين.

فكلمة الضمير جارية على لسان المسلم والكافر والبر والفاجر والرجل والمرأة... نرى صادقًا أو أمينًا فنصفه بأنه إنسان عنده ضمير ونسمع بمن يغش أو يُسيئ معاملة الناس فنقول: عديم الضمير وأحيانًا نناشد الضمير العالمي ونُهيب بالضمير الإنساني ويستصرخ البعض بأصحاب الضمائر الحيَّة.

فالكوارث والمصائب والمحن والمشكلات يُعبر عنها بالأزمات وهذه الأزمات متنوعة فقد تكون اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو أخلاقية أو نفسية قد تكون على مستوى الفرد أو الدولة محلية أو عالمية وهم يقولون أزم الزمان بالقحط.

هل عرفتهم شيئا من أسمائه الحسنى؟ هل علقتهم بها لتكون أملهم عند المصائب وملاذهم عند الفتن؟ هل عرفتهم أن هذه الحياة ما هي إلا معبر سريع إلى الآخرة؟ هل ربيت في قلوبهم أن الله رقيب على سرائرهم مطلع على ضمائرهم!؟ هل خوفتهم من معصيته وبينت لهم شديد نقمته؟ هل عرفوا السبع الموبقات كي يحذروها؟ هل تعلموا نوافل الطاعات كي يلتزموها؟ هل ترعرعوا على تقديم حق الخالق على شهواتهم؟ هل علمتهم الحياء لستر عوراتهم؟ هل أديت ما كلفنك الله من حق نصيحتهم ووعظهم؟

بعد اطلاعه على الأبحاث المقدمة إلى المجمع بخصوص موضوع «العلمانية»، وفي ضوء المناقشات التي وجهت الأنظار إلى خطورة هذا الموضوع على الأمة الإسلامية.

إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنعقد في دورة مؤتمره الخامس بالكويت من 1 - 6 جمادى الأولى 1409 الموافق 10 - 15 كانون الأول (ديسمبر) 1988م، بعد اطلاعه على البحوث المقدمة من الأعضاء والخبراء في موضوع تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية،

يهدف الاقتصاد الإسلامي إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، بتوزيع الثروة توزيعا عادلا. كما قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَاسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}.

تعتبر أحكام الشريعة الإسلامية فوق جميع الأحكام وأسماها وأعلاها. وقد جاء في بيان المؤتمر الثاني لجمعية العلماء خريجي دار الحديث الحسنية المنعقد بمراكش أيام 14 - 15 - 16 جمادى الأولى 1396 هـ موافق 14 - 15 - 16 ماي 1976 م التأكيد على ضرورة جعل التشريع المغربي تشريعا إسلاميا

يعني تطبيق الشريعة الحفاظ على مؤسسة الأسرة وحمايتها، وتشريع القوانين الضرورية لتحقيق فلسفة الإسلام في ذلك، القائمة على احترام الوالدين وإشاعة ثقافة الاحترام والتوقير للأكبر سنا وللأعمام والعمات والأخوال والخالات وغيرهم.

يعني تطبيق الشريعة أن يكون الإعلام هادفا ومحافظا على السلم الاجتماعي وعلى الطابع الإسلامي للمجتمع. وأن ينضبط بضوابط الشريعة ومقاصدها،

الشريعة الإسلامية نظام شامل يحكم كل تفاصيل حياة المسلم ويطال جميع الجوانب الحيوية التي ترتبط به وبهمومه وتطلعاته وانشغالاته. ولهذا حرص المستعمر الفرنسي على إقصائها من الحياة العامة

لما صدر الظهير البربري في الجريدة الرسمية موقعا من قبل السلطان المولى يوسف سنة 16/ 05/1930 كان أول احتجاج رسمي من المغاربة قاده الشيخ عبد الرحمن بن القرشي أحد علماء القرويين وقاضي الجماعة بفاس

كان هذا الهدف واضحا وجليا في جل أدبيات المستعمرين والمقربين منهم، وذلك ما سنحاول التدليل عليه في هذه الفقرة:

هذا هو الهدف الثاني من أهداف السياسة البربرية، بهذا صرح رموز الاستعمار والكتاب الفرنسيون المطلعون على سياسته، ولم يكن الاهتمام بالبربرية إلا غطاء يتسترون وراءه.

اتخذت فرنسا من عادات بعض قبائل البربر المخالفة للشريعة الإسلامية قانونا عاما، فرضته على جميع القبائل البربرية. وأضافت إليه شيئا كثيرا من الفروض والحلول القانونية الفرنسية وجعلت هذا الوضع مؤقتا وتدريجيا

طوال قرون عديدة كانت الشريعة الإسلامية ممثلة في المذهب المالكي هي المرجع الوحيد للمعاملات التجارية والمالية في المغرب القائمة على أصلين هامين: جواز البيع وحرمة الربا.

ظلت الدول التي تعاقبت على المغرب حريصة على تطبيق الشريعة ومن ضمن ذلك الحدود الشرعية، بل إن بعض الحكام مثل يعقوب المنصور (ت 595هـ) كان يقيم الحدود حتى في أهله وعشيرته الأقربين كما أقامها في سائر الناس

يعتمد النظام الجبائي في المغرب وباقي دول العالم الإسلامي على الزكاة الشرعية والأعشار والجزية والغنائم في حالة الحروب مع الأعداء وأموال من لا وارث له

إذا كان المالكية نصُّوا على وجوب الرجوع للكتاب والسنة واعتبارهما المصدر الوحيد للتشريع، ففي المقابل اشتد إنكارهم للتحاكم إلى غير الكتاب والسنة.

إن سيرة الملوك عبر التاريخ المغربي منذ الفتح الإسلامي كانت قائمة على تعظيم شعائر الدين ورعاية حرماته والحفاظ على الشريعة كما أكد على ذلك مؤرخ الدولة العلوية عبد الرحمن بن زيدان

هكذا قرر العلامة المالكي ابن خلدون رحمه الله في كلام طويل قسم فيه الحكم إلى ملك وسياسة وخلافة ننقله بتمامه لأهميته: قال ابن خلدون في المقدمة في الفصل الخامس والعشرون في معنى الخلافة والإمامة (1/ 96):

نقف مع نصين هامين يبرزان وعيا واضحا لعلماء المغرب لمسألة هي لب العلمانية وجوهرها: الحرية المطلقة. التي تهدف إلى التحرر من الأديان والثوابت والأعراف الاجتماعية والمطلقات:

يولي المالكية عناية كبيرة للشريعة الإسلامية بأبوابها المتعددة، ابتداء من الصلاة وباقي الأركان الخمسة ومرورا بأحكام البيوع والزواج والطلاق وانتهاء بأحكام الجهاد.

المذهب الطبيعي الفيزيوقراطي: كانت المسألة الاقتصادية من أبرز المشكلات التي تصدى لها فلاسفة ومفكرو عصر التنوير -كما يسمى- في القرن الثامن عشر، وهو العصر الذي بدأت فيه العلوم والآداب تستقل عن المؤثرات الدينية بدرجة ملحوظة.

الاقتصاد هو: الإله الأكبر للجاهلية الأوروبية المعاصرة دون منازع! والجاهلية الأوروبية مثلها مثل أي جاهلية في التاريخ لا تنتهج خطاً وسطاً متزناً، بل تتحكم فيها ردود الفعل، وتتسم تصرفاتها بالغلو والتطرف والاندفاع،

إذا كانت الرأسمالية ومعها الأفكار الديمقراطية قد ولدت لتكون رد فعل لمساوئ الإقطاع، فإن أقرب تفسير للشيوعية هو أنها رد فعل لمساوئ الرأسمالية. ومع أن الشيوعية تعتقد أنها اكتشفت القانون العلمي لحركة التاريخ والحياة،

إن الواقع السياسي المعاصر الذي تنعكس عليه الصورة الحقيقية للجاهلية الأوروبية ليزخر بالدلائل القاطعة والبراهين القوية ويعج بالمتناقضات الصارخة والظواهر الغربية التي تنذر - مجتمعة بالمصير المشئوم والنهاية المروعة لعالم لا يؤمن بالله ولا يحتكم إلى شريعته.

انتقد المفكرون السياسيون في القرن الماضي والقرن العشرين النظريات السياسية السابقة، وأبدوا اعتراضاتهم المتباينة عليها. فهل انتقدوها لأنها تعطي حق الحاكمية لغير الله،

سبق أن ذكرنا أن الشريعة المسيحية لم تطبق في عالم الواقع، وذكرنا هنالك بعض العوائق التاريخية التي عرقلت قيام مجتمع إسلامي تحكمه هذه الشريعة. على أن إقصاء الشريعة المسيحية عن واقع الحياة لا يعني أنها كانت عديمة التأثير في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية،

وجد الإلحاد في العالم الغربي المسيحي قبل داروين، فقد أباحت الثورة الفرنسية حرية الإلحاد تحت شعار (حرية الاعتقاد) وقدمت الميكانيكية النيوتونية للملاحدة خدمة كبيرة، لكن الإلحاد ظل حتى سنة (1859م) قضية فلسفية محدودة النطاق

قبل أن تبصر نظرية (داروين) النور كان الإيمان المسيحي والأخلاق المسيحية قد تعرضا لضربات قاسية وهزات عنيفة: تهافت النظرية المسيحية عن الكون،

إن النظام الاجتماعي الذي هيمن على الحياة الأوروبية طيلة القرون الوسطى هو نظام "الإقطاع"، وربما كان أبشع وأظلم النظم الاجتماعية في التاريخ. ولا شك أن الظلم دائماً سمة من سمات الحكم الجاهلي لأي مجتمع في كل زمان ومكان،

تضمن هذا المشروع تسعة أبواب تحتوي على ثلاث وتسعين مادة مفصلة على الوجه الآتي : الباب الاول الأمة الإسلامية 4 مواد الباب الثاني أسس المجتمع الإسلامي 13 مادة الباب الثالث الإقتصاد الإسلامي 10 مواد

أدَّى التحريف المتعمد لنصوص الوحي المسيحي والتأويلات البعيدة لأعمال المسيح وأقواله، تلك التي فتحت الكنيسة لها الباب على مصراعيه، إلى استمراء وتسويغ التصرفات الخاطئة التي تلت ذلك فيما بعد،

يأنس لم يتوقف هذا الدين فى كشف حقائق هذا الكون التى تسعد الانسان ليس فى الجوانب المادية فقط بل حتى فى الجوانب النفسية التى تضفى على النفس امانا واستقرارا فاخبرنا عن المواقع والمواقف

أحبابي واخوتي احمد اليكم الله الذي لا اله الا هو واصلي واسلم على اشرف خلق الله نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فلتعلم الدنيا بأكملها رجالا ونساءا اصدقاء واعداء مؤمنين وكافرين محبين

يحسن بنا قبل الخوض في هذا الموضوع أن نوطئ له بمقدمتين: الأولى: عن الدين في نظر الروم طبيعته والتزاماته.

ليس ثمة شك في أن الله -تبارك وتعالى- إنما أنزل على المسيح -عليه السلام- إنجيلاً واحداً مكملاً للتوراة المنزلة على موسى عليه السلام، وما من شك أيضاً في أن المسيح حين هتف ببني إسرائيل:

إن قضية الألوهية لتأتي في طليعة المعضلات الفلسفية العريضة التي شغلت أذهان الفلاسفة والمفكرين قروناً طويلة، لا سيما ما يتعلق بتصور الإله وصفاته، حيث تفاوتت التصورات المنحرفة، فأوغل بعضها في التجريد حتى وصل إلى درجة المعميات والألغاز المبهمة،

عرفت أوروبا الوثنية الدين النصراني منذ القرن الأول للميلاد بوصفه عقيدة شرقية سامية، كتلك العقائد التي ينظر إليها العالم الروماني الأبيقوري على أنها تعاليم مثالية صارمة، ولم يأل أباطرة الرومان جهداً في القضاء على هذه النحلة التي تفشت في مستعمراتهم،

ونظرا لكل الاعتبارات المتقدمة. أعني كل المآسي التي جلبتها العلمانية معها لم يعد هناك بد من الاعتراف بأزمة الحداثة. ولهذا شاع في الغرب الحديث عن ما بعد الحداثة أو نهاية الحداثة

يزعم العلمانيون أن أطروحتهم تستند إلى أسس فلسفية عقلية ضرورية لا مجال للنزاع فيها، وهي بالتالي حتمية، يجب أن يذعن لها الجميع. ومن أنشط العلمانيين لهذه الأطروحة عادل ضاهر في كتابه الأسس الفلسفية للعلمانية.

ادعت العلمانية أنها سيرورة تاريخية لا مفر منها، وأنها أرقى ما وصل إليه العقل البشري. وبالتالي فهي حقيقة مطلقة، تنبني على أصول فلسفية وعقلية واحدة، وتقوم على أرض ديمقراطية صلبة.

إن ضرب التيار الإسلامي أعظم خدمة يقدمها العلمانيون للصهيونية خصوصا وللمشروع الغربي عموما. وخصوصا بعد سقوط الشيوعية حيث أصبح الغرب يرى المواجهة القادمة والخطر الداهم هو الإسلام

لما كانت العلمانية نبتا ونتاجا غربيا فقد حرص الغرب على الدفع بمشروعه نحو المنطقة الإسلامية بغية مزيد من السيطرة والتحكم فيها. ومع خروج جيوشه الاستعمارية عنها أبقى نخبا مغربة يرعاها برعايته ويكفلها بدعمه ويشملها بعطائه

سوقت العلمانية في العالم الإسلامي بمثابة المنقذ من الضلال، وجنة الفردوس الموعودة التي يعيش الإنسان في ظلها النعيم المقيم والرفاهية المطلقة. في كتابه القرآن من التفسير الموروث (85 - 86) تحدث أركون عن الإخفاقات الصارخة

أحكام الإسلام وعقائده وعباداته ومعاملاته وأخلاقه وتشريعاته متداخلة متشابكة، بل هي كل لا يتجزأ. وإذا كانت العقيدة هي أس الإسلام وأصله، فإن العبادات والمعاملات خادمة لهذا الأصل وراعية له وحافظة له.

قدمت أن العلمانية فلسفة للوجود بكل مكوناته وتنوعاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وغيرها، وليست محصورة في فصل الدين عن السياسة.

لم أجد من كتب عن عمد وقواعد العلمانية، وإنما أثبت ما أوردته هنا اعتماداً على الاستقراء لأفكار ومباديء العلمانيين، وقد لخصت ذلك فيما يلي:

الإسلام يرفض العلمانية رفضاً قاطعاً سواء أكانت العلمانية بمعنى فصل الدين عن الحياة، أم بمعنى اللادينية؛ لأنها دعوة ضد الإسلام.

وقد كان لتسرب العلمانية إلى المجتمعات الإسلامية أسوأ الأثر على المسلمين في دينهم ودنياهم. وإليك بعض الآثار السيئة التي جنتها المجتمعات الإسلامية من تطبيق العلمانية:

بدأت فكرة العلمانية تغزو العالم الإسلامي منذ أكثر من قرن من الزمان لكنها لم تتمكن إلا في بداية القرن العشرين الميلادي، حين طبقت - على مستوى الدولة

العلمانية ظهرت في أوروبا نتيجة لظروف خاصة بعضها يتعلق بالكنيسة وديانتها المحرفة، وطغيانها الأعمى في شتى المجالات الدينية والاقتصادية والسياسية

وعلى الرغم من أن الحضارة العلمانية الغربية قد قدمت للإنسان كل وسائل الراحة وكل أسباب التقدم المادي، إلا أنها فشلت في أن تقدم له شيئاً واحداً وهو السعادة والطمأنينة والسكينة

ثانياً: الصراع بين الكنيسة والعلم: الصراع بين الدين والعلم مشكلة من أعمق وأعقد المشكلات في التاريخ الفكري الأوروبي إن لم تكن أعمقها على الإطلاق.

أولاً: طغيان رجال الكنيسة: لقد عاشت أوروبا في القرون الوسطى فترة قاسية، تحت طغيان رجال الكنيسة وهيمنتهم، وفساد أحوالهم، واستغلال السلطة الدينية لتحقيق أهوائهم

ذهب البعض إلى أن الفكر العلماني الأوروبي مرَّ بمرحلتين: المرحلة أو (الصورة) الأولى: مرحلة العلمانية المعتدلة، وهي مرحلة القرنين السابع عشر والثامن عشر

برغم ما في هجمة أتاتورك وجنايته على الإسلام من الضراوة والقسوة والشراسة - فإن جناية علي عبدالرازق في كتابه (الإسلام وأصول الحكم) أشد وأخطر

كانت العلمانية في بداية ظهورها تهدف إلى تحقيق غرض وهو من أهم الأغراض التي أشغلت أذهان القائمين عليها، ألا وهو فصل الدين عن السياسة

الإسلام يرفض العلمانية رفضاً قاطعاً سواء أكانت العلمانية بمعنى فصل الدين عن الحياة، أم بمعنى اللادينية؛ لأنها دعوة ضد الإسلام.

المقصود بطرق وأساليب الطرح العلماني ،بأنها الطرق والأساليب التي يقوم بها تعساء العلمانية للدعوة إلى باطلهم وأفكهم ،ويرى المتابع لأساليب الطرح العلماني بأنها ليست أساليب واحدة

الفرقة ، والطائفة المستضعفة ، عددا ، وفكرا ، إذا أرادت أن تنشر فكرها ومبدأها ، فلا بد لها من خططا استراتيجية ، وطرقا بعيدة المدى ، تحقق لها أهدافها على المدى البعيد ،