المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412278
يتصفح الموقع حاليا : 370

البحث

البحث

عرض المادة

بعــل

Baal
«بعل» كلمة فينيقية تعني «السيد» أو «المولى» أو «الزوج» أو «المالك» أو «الرب». ورغم أن مجمع الآلهة الكنعاني كان يترأسه «إيل»، فإن ابنه بعل إله الخصب (الذي كان يُعرَف أيضاً باسم «هدد») كان يلعب الدور الأساسي في المجمع، وقد أصبحت كلمة «بعل» مرادفة لكلمة «إله» بحيث أصبح هناك «بعل شامَيم» (بعل السماء)، أي «إله السماء»، و«بعل هارعد»، أي «إله الرعد». وقد أصبح «بعل شاميم» الرب السامي الأسمى في الألف الأخير قبل الميلاد، كما أصبح تجسيداً للشمس والسماء ذاتها، ولذا فهو مانح المطر والشمس والخصب والمحصولات. كما كان لكل بلد إله يبدأ اسمه بكلمة «بعل» وينتهي باسم تلك البلد أو المدينة، مثل «بعل فغور» أو «بعل جرمون». ولم يكن البعليم (جمع بعل)، مثل يهوه، آلهة حرب، بل كانت آلهة طبيعة مسالمة تمثل قوى الخصب والحياة وتتزاوج فيما بينها، فهي تنقسم إلى ذكور وإناث، وكانت زوجة بعل تُسمَّى «بعلة» أو «عشتارت» أو «عشيراه» أو «عنات». وكان الكنعانيون يختارون الأماكن المرتفعة، كالجبال والتلال، فيبنون عليها أبنية تصبح مذابح يخصصونها للإله. ومنذ دخولهم إلى فلسطين، أخذ العبرانيون عن الكنعانيين الكثير بما في ذلك الزراعة وعبادة بعل. وكانوا يعبدون يهوه وبعلاً جنباً إلى جنب.وقد سمَّى شاؤول أحد أبنائه يوناثان (أي: يهوه أعطى)، وسمَّى الآخر إيشبعل (أي: رجل بعل).كما أنهم عبدوا يهوه من خلال طقوس الخصوبة المرتبطة بعبادة بعل.وكان عامتهم يرون أن يهوه هو الإله القومي (إله التاريخ)،وأن بعلاً هو مانح الخصوبة (إله الطبيـعة)، ولــذا كانــوا يلجأون إلى يهوه في المناسبات القومية وفي لحظات الأزمة ويلجأون إلى بعل في حياتهم اليومية.


وقد حاول الأنبياء في القرن التاسع قبل الميلاد، ابتداءً من إلياهو على وجه الخصوص، إقناع الشعب بأن يهوه هو الإله القومي واليومي، وأنه هو إله الطبيعة والتاريخ. وربما كانت ثورة الأنبياء رد فعل لما قامت به إيزابيل، زوجة الملك آخاب، التي بنت معبداً للإله بعل بجوار معبد يهوه في السامرة، وبذا أصبحت عبادة بعل عبادة مستقلة. وبعد سقوط أسرة عمري، بدأ ياهو في تنقية العبادات. ومع هذا، استمرت عناصر من عبادة بعل، الأمر الذي اضطر معه أنبياء القرن الثامن قبل الميلاد إلى العودة للهجوم عليها مرة أخرى.
وقد تركت عبادة بعل أثرها العميق في عبادة يهوه. والواقع أن الإشارة إلى يهوه بأنه «الأب»،وإلى الإنسان بأنه «ابن الإله»،هي أثر من آثار عبادة بعل.وقد تَطوَّر مفهوم الإله في العقلية الدينية اليسرائيلية بعد أن أصبح يهوه حاملاً لصفات البعولة (البعلية) وقدراتها.

وتقترن عبادة بعل في الوجدان الديني الإثني اليهودي بالخروج من الانعزالية اليهودية لأن عبدة بعل يعبدون إله الأغيار. ويجب أن نتذكر أن اليهود الأوائل كانوا يؤمنون بإله قومي واحد ولم يكونوا موحدين. ولــذا، فــإن الاسـتنكار اليهــودي لعبــادة بعل ليس دينياً وحسب وإنمـا هو قـومي أيضــاً. وفي الأدب الصهــيوني، يُقــارن أعضـاء الجمـاعــات اليهودية المندمجون في مجتمعاتهم بعبدة بعل.

  • الاحد AM 12:14
    2021-04-18
  • 1008
Powered by: GateGold