المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413608
يتصفح الموقع حاليا : 238

البحث

البحث

عرض المادة

الزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن حريصا على هداية قومه

                        الزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن حريصا على هداية قومه (*)

مضمون الشبهة:

يزعم بعض المغرضين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن حريصا على هداية قومه، ويستدلون على ذلك بأنه - صلى الله عليه وسلم - دعا على بعضهم، ويمثلون لهؤلاء بعقبة بن أبي معيط وأبي جهل وأمية بن خلف، وقد قتلوا جميعا كفارا يوم بدر. وهم بذلك يطعنون في منطلقات دعوته - صلى الله عليه وسلم - ويشككون في حرصه - صلى الله عليه وسلم - على هداية قومه أثناء دعوته إياهم.

وجها إبطال الشبهة:

1) كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحرص الناس على هداية قومه أجمعين، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين، أنقذ من آمن بدعوته من النار، ودعا لمن لم يؤمن بالهداية؛ امتثالا لقوله سبحانه وتعالى: )وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (107)( (الأنبياء).

2) دعا الأنبياء السابقون على أقوامهم عامة، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يدع على قومه عامة، وإنما خص بعضهم ممن لا يرجى منهم إيمان ولا خير.

التفصيل:

أولا. مظاهر حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على هداية قومه أجمعين:

إن من أشرف ميزات النبي - صلى الله عليه وسلم - امتلاء قلبه الشريف بالشفقة والرحمة والرأفة بجميع الخلائق، المسلم وغير المسلم؛ ليتعلق الناس كلهم بهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - وبرسالته العالمية التي هي إنقاذ ونجاة، وسعادة في الدنيا والآخرة، فلو عقل كل إنسان مصلحته لبادر إلى الإيمان برسالة هذا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وانضم إلى مظلة القرآن، ودوحة الإيمان الحق، والإسلام الحنيف.

قال - سبحانه وتعالى - مبينا هذه الصفة: )لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم (128)( (التوبة)؛ أي شديد شاق عليه وقوعكم في الحرج، ولقاؤكم المكروه، بالمؤمنين - منكم ومن غيركم - رءوف رحيم في الدنيا والآخرة، وقال سبحانه وتعالى: )وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (107)( (الأنبياء)، ذكر بعض العلماء أن من فضله - صلى الله عليه وسلم - أن الله تعالى أعطاه اسمين من أسمائه، فقال: )بالمؤمنين رءوف رحيم (128)( (التوبة).

ومن أمثلة هذه الرحمة: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعطي بعض المؤلفة قلوبهم المال الكثير غير المألوف لدى العرب، وينعم عليهم بأفضاله حتى ينقذهم الله ويعافيهم من نقمة الكفر، ويظفروا بنعمة الإسلام.

 وعن ابن شهاب الزهري قال: «غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة فتح مكة، ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه من المسلمين فاقتتلوا بحنين فنصر الله دينه والمسلمين، وأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ صفوان بن أمية مائة من النعم ثم مائة ثم مائة»[1].

وروي عن أنس «أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - غنما بين جبلين، فأعطاه إياه، فأتى قومه فقال: أي قوم، أسلموا، فوالله، إن محمدا ليعطي عطاء ما يخاف الفقر، فقال أنس: إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها»[2].

ومن شفقته على أمته صلى الله عليه وسلم: تخفيفه وتسهيله عليهم في أحكام الشريعة، وتركه أشياء مخافة أن تفرض عليهم، مثل: سنة السواك، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» [3]. ومثل: صلاة الليل فقد قال: «خذوا من العمل ما تطيقون، إذا نعس أحدكم وهو يصلي، فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس، لا يدري لعله يريد أن يستغفر الله، فيسب نفسه» [4].

ومثل: نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صوم الوصال، وهو ألا يصوم أياما متوالية، وكذلك: كراهته دخول الكعبة لئلا يتعب أمته، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمع بكاء الصبي، فيتجوز في صلاته، أي يخففها.

ومن شفقته صلى الله عليه وسلم: أنه دعا ربه وعاهده فقال: «أيما رجل سببته ولعنته، فاجعل ذلك له زكاة ورحمة، وصلاة وطهورا، وقربة تقربه بها».[5] وما روي عن عائشة أنها قالت: «ما خير رسول الله بين أمرين أحدهما أيسر من الآخر إلا اختار أيسرهما» [6] [7].

إن ما ذكرناه الآن هو غيض من فيض وقليل من كثير، ولكنه يدل دلالة قاطعة على رحمته - صلى الله عليه وسلم - ورأفته بأمته ورغبته في هداية الناس أجمعين.

وعليه فإننا لا نبالغ حينما نقول: إننا لا نعلم رسولا من الرسل الكرام - عليهم السلام - كان حريصا على هداية الناس مثل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن حرصه - صلى الله عليه وسلم - ما كان عليه من الرحمة والرأفة بأمته، والحرص على نجاتها.

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا، فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه، فأنا آخذ بحجزكم[8]، وأنتم تقحمون[9] فيه» [10].

فهو - صلى الله عليه وسلم - آخذ بحجزهم حتى لا يقعوا في النار، وهم يتفلتون من بين يديه ليقعوا فيها، هوـ صلى الله عليه وسلم - يريد نجاتهم، وهم يريدون هلاك أنفسهم، هو - صلى الله عليه وسلم - يريد سعادتهم في الدارين، وهم يريدون شقاوتهم في الدارين.

ومن حرصه - صلى الله عليه وسلم - على أمته تأخير دعوته المستجابة لتكون شفاعة لهم؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» [11].

ومن حرصه - صلى الله عليه وسلم - على أمته ما أكرمه الله - سبحانه وتعالى - به من أنه سيرضيه فيها يوم القيامة ولا يسوءه. قال الله عز وجل: )ولسوف يعطيك ربك فترضى (5)( (الضحى).

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا قول الله - عز وجل - في إبراهيم: )رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم (36)( (إبراهيم)، وقول عيسى عليه السلام: )إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (118)( (المائدة). فرفع يديه وقال: "اللهم أمتي أمتي"، وبكى، فقال الله عز وجل: "يا جبريل، اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل - عليه السلام - فسأله، فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قال، وهو أعلم، فقال الله عز وجل: يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك» [12] [13].

فمن كان هذا حاله وحرصه وشفقته ورحمته، كيف يقال: إنه لم يكن حريصا على هداية قومه أجمعين؟!

إننا لنعجب أشد العجب من زعم هؤلاء! ألا يعلمون ما كان يكن - صلى الله عليه وسلم - في نفسه من حرص على هداية الناس ونجاتهم وخلاصهم مما هم فيه من غم الدنيا وهم الآخرة، وما يتلجلج في صدره الشريف في ليله ونهاره، وما يشغل فكره - صلى الله عليه وسلم - تجاههم، وما يأخذه من الخوف عليهم في دنياهم وآخرتهم، ومن كثرة بكائه وحزنه عليهم، وما يتقطع قلبه - صلى الله عليه وسلم - أسى وحزنا وجزعا وفزعا على تقصيرهم أو عدم اتباعهم، وتأسفه الطويل على إعراضهم، فكان يعز عليه ما يشق عليهم... حتى إن الله - سبحانه وتعالى - واساه أكثر من مرة بألا يرهق نفسه ويهلكها حزنا وأسى وحسرة وجزعا عليهم.

قال الله عز وجل: )فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا (6)( (الكهف)؛ أي: فلعلك قاتل نفسك أو مهلكها حزنا وأسفا على إعراضهم عنك، وقال سبحانه وتعالى: )طسم (1) تلك آيات الكتاب المبين (2) لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين (3)( (الشعراء)، وقال سبحانه وتعالى: )فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون (8)( (فاطر). هكذا يواسيه الله - عز وجل ــ ويسليه حتى لا يهلك نفسه عليهم أسى وحزنا وحسرة وجزعا[14].

فأي قلب كريم! وأي رجل رحيم! هذا الذي يواسيه ربه - عز وجل - حتى لا يهلك أسى وحزنا على بوار الكافرين من قومه، الذين آذوه أشد الإيذاء، بل كان يقول في أشد لحظات إيذائهم له: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» [15]!

أما يعلم المدعون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لو كان يريد إهلاك قومه لفعل، وقد واتته الفرصة لذلك؛ إذ إنه لما كذبه قومه، أتاه جبريل - عليه السلام - فقال له: «إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد أمر ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم"، فناداه ملك الجبال وسلم عليه وقال: "مرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين" [16]! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا» [17] [18].

تلك هي الرحمة التي منعته أن يدعو على قومه "أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده". وقد تحقق ما كان يطمح إليه - صلى الله عليه وسلم - فقد آمن بعضهم، ومات بعضهم وترك أولادا دخلوا في دين الله أفواجا بعد فتح مكة، من أمثال عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص... وغيرهم كثير.

ثانيا. لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - بدعا من الأنبياء في الدعاء على بعض قومه:

إذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين، وإذا كان - صلى الله عليه وسلم - أبى إنزال العقاب على قومه لما جاءه جبريل - عليه السلام - ومعه ملك الجبال فإن ذلك لا يمنع أنه - صلى الله عليه وسلم - دعا على من اشتد به إيذاؤه، ويئس من إيمانه بإخبار ربه له.

ومن تلك الإيذاءات ما جاء في صحيح البخاري من أنه - صلى الله عليه وسلم - «كان يصلي في حجر إسماعيل عند الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر - رضي الله عنه - حتى أخذ بمنكب عقبة، ودفعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: "أتقتلون رجلا أن يقول: ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم» [19]؟!

وفي مرة ثانية جاء عقبة هذا والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي عند الكعبة، فوضع رجله على عنق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كادت عيناه تندران[20].

وفي مرة ثالثة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي عند الكعبة، وصناديد قريش جلوس، فقال بعضهم: «من ينطلق إلى سلا جزور بني فلان، فيأتي به فيضعه على ظهر محمد وهو ساجد؟ فذهب أشقى القوم عقبة بن أبي معيط، فجاء به ووضعه على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهم يتضاحكون ويميل بعضهم على بعض، فلم يزل ساجدا حتى جاءت فاطمة - وهي فتاة صغيرة - فأخذته عن ظهره، ثم أقبلت عليهم فسبتهم ووبختهم، فدعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائلا: "اللهم عليك بهذا الملأ من قريش، اللهم عليك بعتبة بن ربيعة، اللهم عليك بشيبة بن ربيعة، اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، اللهم عليك بعقبة بن أبي معيط، اللهم عليك بأمية بن خلف» [21]. وقد استجاب الله دعاءه - صلى الله عليه وسلم - فقتلوا جميعا يوم بدر[22].

فهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - وجد ما وجد من هؤلاء الأشقياء، وقد علم أن الله ختم على قلوبهم فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم، ولم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - بدعا من الرسل في هذا، فقد دعا على هؤلاء المعاندين كما دعا نوح - عليه السلام - على قومه، قال سبحانه وتعالى: )وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا (26) إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا (27)( (نوح).

وكما دعا موسى - عليه السلام - على فرعون وملئه، قال سبحانه وتعالى: )وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم (88)( (يونس).

يقول الأستاذ سيد قطب تعليقا على دعاء موسى عليه السلام )وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا( (يونس: ٨٨): "ينشأ عنها إضلال الناس عن سبيلك، إما بالإغراء الذي يحدثه مظهر النعمة في نفوس الآخرين، وإما بالقوة التي يمنحها المال لأصحابه فيجعلهم قادرين على إذلال الآخرين أو إغوائهم، ووجود النعمة في أيدي المفسدين لا شك يزعزع كثيرا من القلوب التي لا يبلغ من يقينها بالله أن تدرك أن هذه النعمة ابتلاء واختبار، وأنها كذلك ليست شيئا ذا قيمة إلى جانب فضل الله في الدنيا والآخرة، وموسى - عليه السلام - يتحدث هنا عن الواقع المشهود في عامة الناس، ويطلب لوقف هذا الإضلال، ولتجريد القوة الباغية المضلة من وسائل البغي والإغراء - أن يطمس الله على هذه الأموال بتدميرها والذهاب بها، بحيث لا ينتفع بها أصحابها، أما دعاؤه بأن يشد الله على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم، فهو دعاء من يئس من صلاح هذه القلوب، ومن أن يكون لها توبة أو إنابة، دعاء بأن يزيدها الله قسوة واستغلاقا حتى يأتيهم العذاب، وعندئذ لن يقبل منهم الإيمان؛ لأن الإيمان عند حلول العذاب لا يقبل، ولا يدل على توبة حقيقية باختيار الإنسان" [23].

لكن هناك أمرا تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد، ويتمثل هذا الأمر في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يدع على قومه عامة، ولكنه خص أناسا منهم بالدعاء عليهم، وقد نصت كتب السير والتاريخ على أسمائهم، أما من سواه من بعض الأنبياء - عليهم السلام - فقد دعوا على أقوامهم عامة، وقد ذكرنا منذ قليل دعاء نوح وموسى عليهما السلام.

فهل يعقل بعد هذا كله أن ينسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - عدم حرصه على هداية قومه؟!

الخلاصة:

  • بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين، فكان رءوفا رحيما بمن بعث إليهم، فقد أنقذ الله - سبحانه وتعالى - من آمن به من النار، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو لمن لم يؤمن به أن يهدي الله قلبه للإسلام، وتتجلى رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما أدمى الكفار قدميه في الطائف وأغروا به صبيانهم، وعلى الرغم من ذلك فإنه لم يدع عليهم، بل قال: «عسى أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده».[24] وقد حدث ما تمناه فأسلم من أسلم منهم قبل الفتح، وعند الفتح الأكبر لمكة أسلم معظمهم ودخلوا في دين الله أفواجا.
  • مع هذه الرحمة من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه دعا على بعض الكفار، منهم: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو جهل، وعقبة بن أبي معيط، وأمية بن خلف، وهؤلاء من صناديد الكفر الذين آذوه - صلى الله عليه وسلم - أشد الإيذاء، ولم ير خيرا فيهم، وقد استجاب الله - سبحانه وتعالى - دعاءه فقتلوا جميعا في غزوة بدر الكبرى.
  • لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - بدعا من الرسل في الدعاء على قومه، فقد دعا نوح - عليه السلام - على قومه، يقول تعالى: )وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا (26)( (نوح)، كما دعا موسى - عليه السلام - على قوم فرعون كما يقول القرآن حاكيا عنه: )ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم (88)( (يونس: 88)؛ بل إنه - صلى الله عليه وسلم - لم يدع على قومه عامة وإنما خص بعضهم ممن لا يرجى فيهم خير.

 

 

(*) ردود على أباطيل وشبهات حول الجهاد، عبد الله البراك، النور للإعلام الإسلامي، عمان، 1418هـ/ 1997م.

[1]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله شيئا قط فقال لا (6162).

[2]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله شيئا قط فقال لا (6161).

[3]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب السواك يوم الجمعة (847)، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب السواك (612).

[4]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب الوضوء من النوم ومن لم ير من النعسة والنعستين أو الخفقة وضوءا (209)، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين، باب أمر من نعس في صلاته أو استعجم عليه القرآن بأن يرقد (1871).

[5]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة" (6000)، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب من لعنه النبي أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا (6781).

[6]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحدود، باب إقامة الحدود والانتقام لحرمات الله (6404)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب مباعدته للآثام واختياره من المباح أسهله (6193)، واللفظ له.

[7]. انظر: شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم، د. وهبة الزحيلي، دار الفكر، دمشق، ط1، 1427هـ/ 2006م، ص133: 135 بتصرف.

[8]. الحجز: جمع حجزة، وهي معقد الإزار والسراويل.

[9]. تقحم: تقع.

[10]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب الانتهاء عن المعاصي (6118)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب شفقته على أمته ومبالغته في تحذيرهم مما يضرهم (6095)، واللفظ له.

[11]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب لكل نبي دعوة مستجابة (5945)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب اختباء النبي دعوة الشفاعة لأمته (513)، واللفظ له.

[12]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب دعاء النبي لأمته وبكائه شفقة عليهم (520).

[13]. محبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وطاعته بين الإنسان والجماد، د. خليل إبراهيم ملا خاطر، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة، ط3، 1420هـ، ص114: 116.

[14]. محبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وطاعته بين الإنسان والجماد، د. خليل إبراهيم ملا خاطر، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة، ط3، 1420هـ، ص119، 120 بتصرف.

[15]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأنبياء، باب ) أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم (  (الكهف: ٩) (3290)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد (4747).

[16]. الأخشبان: الجبلان المحيطان بمكة.

[17]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى (3059)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي من أذى المشركين والمنافقين (4754).

[18]. شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم، د وهبة الزحيلي، دار الفكر، دمشق، ط1، 1427هـ/ 2006م، ص135.

[19]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، سورة غافر (4537).

[20]. تندر: تخرج.

[21]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب إذا ألقى على ظهر المصلي قذر أو جيفة لم تفسد عليه صلاته (237)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي من أذى المشركين والمنافقين (4751).

[22]. السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة، د. محمد محمد أبو شهبة، دار القلم، دمشق، ط8، 1427هـ/ 2006م، ج1، ص296، 297 بتصرف.

[23]. في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، مصر، ط13، 1407هـ/ 1987م، ج3، ص1817.

[24]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى (3059)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي من أذى المشركين والمنافقين (4754).

 

  • الثلاثاء AM 12:21
    2020-09-22
  • 1786
Powered by: GateGold