المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409167
يتصفح الموقع حاليا : 347

البحث

البحث

عرض المادة

الطعن في تشريع الإسلام الاغتسال من الجنابة

 

 الطعن في تشريع الإسلام الاغتسال من الجنابة (*)

 

مضمون الشبهة:

في غمار حملة التشكيك في تشريعات الإسلام العظيمة يذهب هؤلاء المشككون إلى أن التطهر أو الاغتسال من الجنابة موضوع أثبت العلم عدم صحته، وأنه ليس ذا قيمة علمية، وإنما هو فقط يحمل قيمة ونزعة دينية.

 

ويقولون ـ على حد زعمهم ـ: إن الأفضل أن يظل الإنسان بعد الجماع دون اغتسال؛ لأن الرجل والمرأة تتحسَّن صحتهما على هذا الحال، ويزدادا نضارة وشبابًا.

 

رامين من وراء هذا الافتراء إلى أن تشريعات الإسلام ليست صائبة في نظر الطب الحديث.

 

وجه إبطال الشبهة:  

لقد أوجب الإسلام على أتباعه الاغتسال من الجنابة، وهذا يتفق تمام الاتفاق مع ما توصل إليه العلماء حديثًا من أن الاغتسال بعد العملية الجنسية ضروري للغاية؛ حيث يعيد للجسم نشاطه بعد

إصابته بالفتور والخمول من جراء هذه العملية، ويزيل الإفرازات السامة التي تخرج من كل غدد الجسم أثناء عملية القذف، والتي تكون طبقة بلاستيكية على الجلد، وعدم الاغتسال يؤدي إلى امتصاص

الجلد السموم التي خرجت منه مرة أخرى، كما يؤدي إلى تفاقم الروائح الكريهة، والأمراض الجلدية، وتحويل الكائنات الحية الدقيقة المتعايشة إلى كائنات ممرضة.

بالإضافة إلى ذلك؛ فإن استخدام القرآن للفظة الجنابة يعد إعجازًا علميًّا آخر؛ إذ إنه مصطلح يُعبِّر بدقة عن هذه الحالة؛ فالمعنى اللغوي للجنابة ـ وهو مأخوذ من تجنيب الشيء عن مكانه ـ يتفق مع خروج الإفرازات أثناء عملية القذف لتُجَنَّب على الجلد من الخارج.

 

التفصيل: 

 

1)  الحقائق العلمية:

أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن الاغتسال بعد العملية الجنسية (الجماع) أمر مهم جدًّا، وأن ترك الجسم بعد الجماع دون اغتسال ينتج عنه أضرار كثيرة، ويسبب مشكلات صحية عديدة؛ لذلك ينصح الأطباء المتخصصون بتعميم الجسم بالماء بعد العملية الجنسية في أسرع وقت ممكن.

 

فحالة الجسم الفسيولوجية عند المواقعة الجنسية تختلف عن حالته في الظروف العادية، فالمواقعة الجنسية تتطلَّب جهدًا جسميًّا يمارسه الرجل والمرأة، وهذا الجهد الذي يمارس أثناء المواقعة الجنسية يختلف عن ذلك الجهد الذي يمارس في الظروف العادية، كالجهد الذي يمارس في التمارين الرياضية وغيرها؛ ففي المواقعة الجنسية يفرز الجسم هرمونات مختلفة معظمها جنسية وذلك أثناء وبعد المواقعة، وتلعب هذه الهرمونات دورًا مهمًّا كي تحقق الاستجابات الجنسية الأربع، المعروفة بمرحلة الإثارة والتهيج (excitation)، ومرحلة الاستقرار (plateau)، ومرحلة الإنزال (orgasm)، ومرحلة الخمود (resolution)، ومن المعروف أن عموم الهرمونات بعد أن تؤدي وظيفتها في الجسم فهي لا تبقى على تركيبها في الدم؛ بل تتعرض إلى عمليات التأيُّض، ويخرج ما تخلَّف من تأيضها عن طريق وحدات الإخراج المختلفة ومنها العرق. فعلى سبيل المثال؛ فإن الهرمون المثير للدورة النزوية والمعروف باسم الإستروجين (estrogen) يحمل بواسطة النظام الوريدي الطحالي (splenicvenoussystem) إلى الكبد، وفي الكبد يتأيض هذا الهرمون.

 

ويزداد إفراز هرمون الإدرينالين أثناء المواقعة الجنسية فينتج عن ذلك زيادة في ضربات القلب، وسرعة التنفس، وارتفاع ضغط الدم، ويقوم هرمون الإدرينالين بتهيئة الجسم لمقابلة الإجهاد؛ حيث يقوم بتسريع تحويل الطعام إلى طاقة في العضلات.

 

وتصل تأثيرات هرمون الإدرينالين ذروتها عند القذف؛ فيفقد الإنسان 6 كيلو سعر حراري في الدقيقة عند الإنزال، ثم يفقد نحو 4,5 كيلو سعر حراري في الدقيقة بعد الإنزال.

 

من هنا تبرز لنا مهمة ووظيفة الوحدات الإخراجية المنتشرة على جميع بشرة الإنسان في حالة المواقعة الجنسية، وخاصة تلك الكبيرة منها التي يتركَّز وجودها في مناطق محدَّدة من الجسم كفرجي المرأة والرجل، ومنطقة الإبطين وحول الحلمتين، التي لا تثار لتنتج إفرازاتها عن طريق المثيرات والمنبهات الحرارية، وإنما ترتبط إفرازاتها بالأمور الجنسية، وتعمل جميع هذه الوحدات الإخراجية على إخراج السموم وما تولَّد في الجسم من مركبات سامة لتستقر على سطح البشرة، ولا يعني هذا أن تكون الإفرازات والسوائل التي تخرج من وحدات الغدد العرقية مرئية للعين، فالناس يعرقون في الجو البارد مثل ما يعرقون في الجو الحار، وأن العرق في الحالة الأولى يتبخَّر مباشرة فور خروجه، ولهذا تسمَّى هذه العملية بـ "التعرق غير الملموس"، ويتبخر ماء هذه الإفرازات وتبقى السموم والمواد الكيميائية على سطح البشرة، كما أن الإفرازات التي تفرزها الغدد العرقية البعيدة ـ الكبيرة([1]) ـ هي غير مرئية أصلًا مثل العرق العادي؛ لأن هذه الإفرازات عند خروجها تشكل طبقة غير مرئية تشبه المادة البلاستيكية.

 

وعليه ندرك أن السموم التي تخرج بواسطة الغدد العرقية الصغيرة([2]) أو الكبيرة لا تذهب عن الجسم وإنما تجنَّب عليه فقط؛ حيث تنتقل من موضعها الداخلي إلى موضعها الخارجي؛ أي: إنها لا تزال موجودة على جسم الإنسان.

 

 

قطاع في الجلد يوضح تركيب الشعرة والغدد العرقية والدهنية، ويبيِّن أن الغدد العرقية في

أعلى جرابات الشعر لتخرج إفرازاتها تحت الشعر مباشرة

وإذا كان خالق الكون جلَّت قدرته قد خلَّصنا نحن البشر من هذا الأذى بخروجه من داخل الجسم إلى خارجه ـ فينبغي على كل عاقل مدرك ألا يتركه على الجسم ليتراكم ويسبب مشكلات صحية محتملة سنذكرها فيما بعد، أو يتركه ليعود ثانية إلى داخل الجسم عن طريق إعادة الامتصاص، خاصة عندما يتراكم على الجسم وتزداد كميته، وينتشر على جميع أجزاء البشرة؛ إذ تدل نتائج الدراسات أن للجلد قدرة على امتصاص كثير من العناصر والمركبات الكيميائية التي تتصل به بشكل مباشر، وله قدرة أيضًا على إعادة امتصاص بعض العناصر والمعادن التي تخرج منه وتبقى عليه.

 

فالمعادن السامة التي تخرج عن طريق هذه الوحدات كالرصاص مثلًا عندما تبقى كثيرًا على الجلد تترك فرصة لإعادة امتصاصها، وتدل الدراسات على أن زيادة كمية المعادن الثقيلة الضارة، وزيادة مدة بقائها على الجلد ـ يؤدي إلى زيادة تأثيرها السام على الجسم؛ ولذلك ينبغي إزالتها عن الجسم بالغسل([3]).

 

ومن الفوائد الصحية للاغتسال من الجنابة أن الجماع ـ وقذف المني بأيّ سبب كان ـ يؤدي إلى فتور وارتخاء يعلَّل طبيًّا بوهن شديد في الجملة العصبية عند وصول شريكي الجماع إلى اللذة والقذف؛ وذلك بسبب حصول توسع في الأوعية الدموية المحيطة؛ الأمر الذي يؤدي بصاحبه إلى فقدان قسط كبير من نشاطه العضلي والذهني، والاغتسال عند ذلك ينبه الشبكات العصبية الحسية لتوقظ الجهاز العصبي من سباته، وليسترجع البدن بذلك حيويته ونشاطه، كما ينشط الدوران الدموي، ويعيد إليه توازنه([4]).

 

بالإضافة إلى ذلك؛ فإن إنزال المني يترك رائحة في جميع أجزاء الجسم، خاصة الثنايا؛ نتيجة للإفرازات التي تفرزها الغدد العرقية الموجودة تحت الإبط, وحول السرة, وحول الأعضاء التناسلية, وإذا تركت هذه الإفرازات اللزجة على الجسم فإنها تلتصق بالملابس, ثم تأتي البكتيريا فتحللها وتخرج منها رائحة غير مستحبة.

 

وإلى جانب ما ذكرناه من فوائد الاغتسال؛ فإن العملية الجنسية تلقي بظلالها على جلد الإنسان، وهذا الجلد يؤدي وظيفة مهمة جدًّا, وهي: إفراز العرق من آلاف غدد العرق الموجودة فيه, ويحتوي العرق على مواد دهنية وأملاح, فإذا كان الجلد قذرًا من تراكم هذه الأملاح والمواد الدهنية عليه ـ انسدت مسام الغدد العرقية, وينتج عن ذلك أن عملية العرق لا تؤدَّى كما يجب، كما أن وجود القذارة على الجلد قد يؤدي إلى حدوث عدوى الأمراض المعدية، ونظافة الجلد بالاغتسال من أهم لوازم الصحة الشخصية([5]).

 

ومن الاكتشافات الطبية الحديثة فيما يخص فوائد الغسل من الجنابة ما اكتشفه طبيب سعودي وتداولته مواقع الإنترنت المختلفة، وهذا الاكتشاف مفاده أن تأخير الغسل بعد الجماع يتسبب في آلام الظهر؛ حيث إن فقرات الظهر بينها سائل المحِّ المغلف بغضروف، وهذا السائل يحتاج لتدفق الدم إليه حتى يظل محتفظًا بمرونته الدائمة، وإذا أجنب الإنسان ولم يبادر بالاغتسال؛ فإن ذلك يحدث له ارتخاء وفتورًا يسبِّب ضعفًا في الدورة الدموية؛ الأمر الذي يؤدي إلى جفاف هذا السائل، ومن ثم تآكل الغضروف المحيط بهذا السائل وتفطره، وبالتالي الضغط على فقرات الظهر ضغطًا متواصلًا مسببًا الألم([6]).

 

المشكلات الصحية المحتملة من تراكم إفرازات الغدد العرقية:

توجد على جميع بشرة الإنسان أجناس وأنواع مختلفة من الكائنات الحية الدقيقة يطلق عليها اسم الفلورا الميكروبية، وتحمل كل منطقة من الجلد فلورا ميكروبية خاصة بها؛ إذ تعيش معظمها على الطبقة السطحية من الجلد وفي الجزء العلوي من جراب الشعرة، وهناك نوعان من الفلورا الميكروبية التي توجد على الجلد؛ النوع الأول يعرف بالفلورا الميكروبية المقيمة، وهي التي توجد بصورة دائمة على الجلد، وتتكون من أنواع بكتيرية محددة، ويختلف نوع البكتيريا المقيمة على الجلد وعددها باختلاف مناطق الجسم، ومنها المكورات العنقودية المختلفة، ويحمل كثير من الناس نوعًا من المكورات البكتيرية تسمَّى "المكورات العنقودية الذهبية" (Staphylococcusaurous)، هذا النوع لا يعتبر من ضمن الفلورا الطبيعية في جسم الإنسان؛ ولذلك يشكل خطورة على من يحملها وعلى المجتمع، كما يستوطن الجلد بعض البكتيريا العصرية، أما النوع الثاني من الفلورا الميكروبية فيعرف بالفلورا الميكروبية العابرة، وهي التي تستوطن الجلد لمدَّة زمنية محددة دون أن تتكاثر عليه، هذا النوع من الميكروبات ربما يكون من النوع غير الممرض أو من النوع الممرض، ويحدِّد زمن بقائها على الجلد عوامل عديدة، منها وجود الفلورا الميكروبية المقيمة، وحالة الجلد الصحية، وقوة المقاومة في الجسم.

 

وتعدُّ المواد السكرية والمواد الدهنية والمواد البروتينية - التي هي في الأصل من محتويات إفرازات الغدد العرقية- من أهم العوامل التي تعمل على زيادة تكاثر ونمو الكائنات الحية الدقيقة الموجودة بصورة طبيعية على بشرة الإنسان؛ الأمر الذي يسبب له مشكلات مختلفة أقلها تأثيرًا هي تلك التأثيرات الشكلية التي تتمثل في الروائح الكريهة.

 

على أية حال؛ فإن أهم المشكلات التي تنتج من تراكم إفرازات وحدات الغدد العرقية تتمثل في عدد من الأمور، أهمها المشكلات الآتية:

 

  1. الروائح الكريهة :

 

إن جميع الإفرازات التي تنتجها الغدد العرقية هي في الأصل إفرازات عديمة الرائحة، لكن البكتيريا التي توجد في جرابات الشعر، وعلى سطح الجلد في حالة الغدد العرقية البعيدة ـ تقوم بتحليل هذه الإفرازات لتنتج أحماضًا دهنية من النوع قصير السلسلة، وتنتج الأمونيا ومواد أخرى ذات روائح كريهة، كما أن الغدد العرقية الصغيرة التي توجد تحت الإبطين تعمل على إصدار الروائح الكريهة عن طريق إمداد البكتيريا الموجودة في هذه الأماكن ببيئة رطبة تؤدي إلى تكاثر البكتيريا المسببة لانبعاث هذه الروائح.

 

وقد تتسبب الغدد العرقية ـ وخاصة الكبيرة منها ـ التي تكثر في مناطق العانة وتحت الإبطين وحول السرة ـ خاصة بعد المواقعة الجنسية ـ في انبعاث الرائحة الكريهة، وعدم إزالة هذه الإفرازات بالغسل يعمل على تراكم هذه الإفرازات في هذه المناطق، وتعمل عندئذٍ البكتيريا على تحليل هذه الإفرازات لتنبعث من الشخص الروائح الكريهة التي تجعل من حوله ينفر منه، ولا يطيق الاقتراب منه ومجالسته، أو على الأقل تجعل الزوجين ينفران من بعضهما أثناء المواقعة الجنسية؛ لكثرة صدور الروائح الكريهة من مناطق الملاعبة الجنسية، ولذلك نرى أن الغالبية العظمى في المجتمع الغربي يقومون بالاغتسال قبل المواقعة الجنسية؛ هروبًا من هذه الروائح الكريهة التي تنبعث من مواقع الملاعبة الجنسية في أجسامهم.

 

  1. إعادة امتصاص السموم والعناصر الضارة:

سبق أن أشرنا إلى أن الغدد العرقية الصغيرة والكبيرة تعمل على إخراج إفرازاتها التي تحتوي على المواد السامة من المعادن الضارة والمركبات الكيميائية المؤذية التي دخلت في الجسم، أو السموم التي تولدت داخل الجسم؛ نتيجة تأيُّض المواد الغذائية أو تأيُّض الهرمونات وغيرها من مركبات الجسم، وأشرنا إلى أن الغدد العرقية الكبيرة لا تثار بالحرارة، ولكنها تثار بالمثيرات العاطفية نتيجة إفراز الهرمونات المختلفة، خاصة في حالة المواقعة الجنسية التي تكون فيها حالة الجسم الفسيولوجية مختلفة عن حالته في الظروف العادية المتعلقة بإجهاد الجسم عن طريق العمل الشاق أو التمارين الرياضية مثلًا. لذا؛ فإن بقاء السموم على البشرة مدّة زمنية طويلة يعمل على إعادة امتصاص بعضها ودخولها في الجسم من جديد، فيسبب الإنسان لنفسه بذلك إعادة احتمال حدوث المشكلات الصحية التي تنتج عادة من هذه السموم بعدما كانت قد جُنِّبَت على بشرته، ولم يبقَ على ذهابها من جسمه تمامًا إلا القيام بعملية يسيرة سهلة منشطة، ألا وهي الاغتسال، كما أن تراكم الإفرازات على البشرة من شأنه أن يسبب المشكلات الصحية الأخرى.

 

  1. تحويل الكائنات الحية الدقيقة المتعايشة إلى كائنات ممرضة:

يلعب تراكم إفرازات الغدد العرقية على بشرة الإنسان دورًا مهمًّا في الإصابة بالأمراض؛ فعندما يضعف الجهاز المناعي في الجسم أو يحدث اضطراب مثلًا في إحدى وسائل الدفاع؛ فإن الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش بصورة طبيعية على الجسم تنتهز فرصة ضعف مقاومة الجسم، وتأخذ في التكاثر بشكل مضطرد، وتغزو بعض الأنسجة أو الأعضاء مسببة مشكلات مختلفة.

 

ومن العوامل التي تهيِّئ هذه الفرصة لهذه الكائنات الحية الدقيقة تعاطي العقاقير المثبطة للجهاز المناعي مثل الكورتيزون، والعقاقير السامة للخلايا، وتعاطي المضادات الحيوية لفترات طويلة، وتلعب المكورات البكتيرية العنقودية (الفطريات) التي توجد على الجلد بصوره طبيعية ـ دور الكائنات الانتهازية في حالة ضعف المقاومة في الجلد؛ لتكون سببًا في حدوث الأمراض.

 

  1. تسهيل فرصة العدوى للبكتيريا الانتهازية:

ربما تسبب المكورات العنقودية الذهبية التي يحملها بعض الأشخاص على أجسامهم أضرارًا صحية بالغة، إذا وجدت الفرصة للتكاثر والدخول في أنسجة الجسم وفي الدورة الدموية؛ إذ تظهر الأمراض التي يسببها هذا النوع من البكتيريا على هيئة أمراض سطحية وأمراض جهازية، وتتمثل الأمراض السطحية في التهابات الجلد، والجروح المختلفة، والحصف الجلدي، وجرابات جزيئات الشعر، والدمامل والـخُرّاج، أو تسبِّب تسمُّم الدم أو عطب البدائل الطبية المزروعة في الجسم، خاصة عندما تستوطن المناطق المزروعة.

 

ولا يحدث ذلك غالبًا إلا عندما تضعف مقاومة الجلد؛ فقد جعل المولى سبحانه وتعالى الجلد سدًّا منيعًا يحول دون دخول الميكروبات في الجسم، وفي الوقت نفسه جهازًا يقوم بقتل الميكروبات التي تصيبه، فالجلد يستطيع أن يقتل البكتيريا السبحية في يوم واحد، والمكورات العنقودية في ثلاثة أيام، كما يستطيع أن يقضي على الفطريات أيضًا، غير أن إهمال النظافة وقلة الاغتسال تؤدي إلى ضعف مقاومة الجلد للكائنات الحية الدقيقة الموجودة عليه بصورة طبيعية أو الممرضة التي تسقط عليه، وتستطيع هذه الكائنات عندئذٍ أن تهاجم الجلد وتسبب الأمراض الجلدية المختلفة، أو أنها تتمكن من الدخول في داخل الدورة الدموية، وتكون عندئذٍ أشد خطورة على الجسم.

 

  1. تفاقم مشكلات الأمراض الجلدية:

يسبِّب تراكم إفرازات الغدد العرقية تفاقم مشكلات الأمراض الجلدية المصاب بها الإنسان؛ فهي تسهِّل عملية حضانة الكائنات الحية الدقيقة، وتعمل في الوقت نفسه كمواد مغذية لهذه الكائنات, فتعمل على زيادة فلورا الكائنات الحية الدقيقة على الجلد، كما أنها تعدُّ مذيبًا يقوم بمهمة استخراج المواد المسببة للحساسية، أو المواد المسببة لإثارة الجلد وتهييجه من أنسجة القماش أو المجوهرات التي تتصل بشكل مباشر بالجلد لتؤذيه وتضره, وذلك عن طريق إضعافه أو بطريقة أخرى لم يتم تحديدها حتى الآن، فتضر بالطبقة القرنية. ومن ثم؛ تزيد من مشكلات التهاب جرابات الشعر، والحصف الجلدي، والقوباء، وحب الشباب، والثآليل، والدخنية، وهو التهاب جلدي يتسم بالحك والتعرق المفرط، ومرض الشري، وهو طفح جلدي ذو بثور حكاكة([7]).

 

2)  التطابق بين الحقائق العلمية وما جاء به القرآن الكريم:

أمر الله عز وجل بالاغتسال من الجنابة فقال سبحانه وتعالى:)وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون (6)((المائدة).

 

وقال عز وجل: )يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا(43)( (النساء).

 

فتبيَّن من هاتين الآيتين أن الغسل واجب على كل مسلم إذا أجنب، فأخذ المشككون ذلك، وزعموا أن تشريع الإسلام الغسل بعد الجنابة ليس ذا قيمة علمية، وإنما هو يحمل قيمة ونزعة دينية، فهل أوجب الإسلام الغسل بسبب ذلك أم هناك أسباب أخرى؟ وهل أثبت العلم أنه ليس ذا قيمة علمية؟ هذا ما سنعرفه من خلال ما يأتي:

 

  • من الدلالات اللغوية:

 

الجنابة:تعود لفظة الجنابة إلى مادة (جنب)، فتقول مثلًا: جنَّبت الشيء؛ أي: أبعدته، ونقلته من موضعه إلى موضع آخر في ناحية أو في جانب من المكان نفسه.

 

ذكر الجوهري في الصحاح: الجنْب معروف، فنقول: قعدت إلى جنب فلان أو إلى جانب فلان، والجنب والجانب يعني: الناحية، فنقول: جنَبته، وجنَّبته الشيء؛ أي: نحيته، ورجل جنب من الجنابة([8]).

 

وذكر ابن منظور في لسان العرب: الجنْب والجنْبة والجانب: شق الإنسان وغيره، فتقول مثلًا: قعدت إلى جنب فلان وإلى جانبه، وجنَّب الشيء وتجنَّبه وجانبه وتجانبه واجتنبه؛ أي: بعد عنه، وجنَبه الشيء وجنَّبه إياه وجنَبه يـجنـُبه وأجنبه؛ أي: نحّاه.

 

وذكر أن الجنابة هي المني؛ استنادًا إلى قول ابن الأثير: الجنُب الذي يجب عليه الغسل بالجماع وخروج المني([9]).

 

والجنابة في الشرع هي مخالطة الرجل والمرأة، وتعني: خروج المني بشهوة في النوم أو اليقظة من ذكر أو أنثى([10]).

 

والغسل: تمام غسل الجسد كله([11]).

 

  • من أقوال المفسرين:

 

ذهب المفسرون إلى أن الآيتين أوجبتا الغسل على الجنب صراحة؛ فقد قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: )ولا جنبا((النساء:43): أي: "لا تصلوا وقد أجنبتم"، وقال في قوله تعالى: )حتى تغتسلوا((النساء 43): "نهى الله سبحانه وتعالى عن الصلاة إلا بعد الاغتسال، والاغتسال معنى معقول، ولفظه عند العرب معلوم"([12]).

 

وقال الطاهر ابن عاشور: "والمعنى: لا تصلوا في حال الجنابة حتى تغتسلوا"([13]).

 

ويقول الشعراوي في تفسير قوله تعالى: ) ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا ( (النساء:43): "ومعروف ما هي الجنابة: إنها الأثر الناتج عن التقاء الرجل بالمرأة، ويقال: إنها اللذة التي يغيب فيها الفكر عن خالقه، وهذه لذة يسمُّونها "جماع اللذات"؛ لأنها تعمل في البدن تلك الرعشة المخصوصة التي تأخذ خلاصات الجسم؛ ولذلك قيل: إنه نور عينيك ومخ ساقيك فأكثر منه أو أقلل، أنا أعطيك هذا القدرة وأنت حر، ونحن نغتسل لنعيد النشاط إلى النفس البشرية، وليس لأحد شأن بهذه المسألة ما دامت تتم في ضوء شريعة الله، وشأننا في ذلك أن نأتمر بأمر ربنا ونغتسل من الجنابة، سواء فهمنا الحكمة من وراء ذلك أو لم نفهم"([14]).

 

وقال القرطبي في تفسير سورة المائدة: )فاطهروا((المائدة:6)، أمر بالاغتسال بالماء([15])، أما الشعراوي فقال فيها: "وهناك فرق بين إخراج ما ينقض الوضوء وهو ما يؤذي، وبين إخراج ما يُمتع؛ فإنزال المني أو حدوث الجماع يقتضي الطهارة بالاغتسال، ونعلم أن الإنسان حين يستمتع بطعام أو يستمتع برائحة، أو بأي شيء هو محدود بوسيلة الاستمتاع به، أما الاستمتاع بالجماع فلا يعرف أحد كيف يحدث؛ الأمر الذي يدل على أن جميع ذرات التكوين الإنساني مشتركة فيها، ومادام الأمر كذلك فالطهور يقتضي أن يغسل الإنسان كل جسمه"([16]).

 

ويجيب ابن القيم رحمه الله عن سؤال مهم، وهو: لماذا أوجب الله الغسل من المني دون البول؟ فيقول: "هذا من أعظم محاسن الشريعة وما اشتملت عليه من الرحمة والحكمة والمصلحة؛ فإن المني يخرج من جميع البدن، ولهذا سماه الله سبحانه وتعالى "سلالة"؛ لأنه يسيل من جميع البدن، وأما البول فإنما هو فضلة الطعام والشراب المستحيلة في المعدة والمثانة، فتأثُّر البدن بخروج المنى أعظم من تأثره بخروج البول، وأيضًا فإن الاغتسال من خروج المني أنفع شيء للبدن والقلب والروح، بل جميع الأرواح القائمة بالبدن، فإنها تقوى بالاغتسال، والغسل يخلف عليه ما تحلَّل منه بخروج المني، وهذا أمر يعرف بالحس، وأيضًا فإن الجنابة توجب ثقلًا وكسلًا، والغسل يحدث له نشاطا وخفة، ولهذا قال أبو ذر: لما أغتسل من الجنابة كأنما ألقيت عني حملًا.

 

 وبالجملة؛ فهذا أمر يدركه كل ذي حس سليم وفطرة صحيحة، ويعلم أن الاغتسال من الجنابة يجري مجرى المصالح التي تلحق بالضروريات للبدن والقلب مع ما تحدثه الجنابة من بعد القلب والروح عن الأرواح الطيبة، فإذا اغتسل زال ذلك البعد، ولهذا قال غير واحد من الصحابة: إن العبد إذا نام عرجت روحه، فإن كان طاهرًا أذن لها بالسجود، وإن كان جنبًا لم يؤذن لها، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم الجنب إذا نام أن يتوضأ، وقد صرح أفاضل الأطباء بأن الاغتسال بعد الجماع يعيد إلى البدن قوته، ويخلف عليه ما تحلل منه، وإنه من أنفع شيء للبدن والروح، وتركه مضر، ويكفي شهادة العقل والفطرة بحسنه، وبالله التوفيق.

 

على أن الشارع لو شرع الاغتسال من البول لكان في ذلك أعظم حرج ومشقة على الأمة، تمنعه حكمة الله ورحمته وإحسانه إلى خلقه"([17]).

 

إن من الدلالات اللغوية لهاتين الآيتين وأقوال المفسرين فيهما يتبين أن في هاتين الآيتين ـ اللتين شرعتا الغسل من الجنابة ـ إعجازًا علميًّا من جانبين:

 

الأول: لفظة "الجنابة"؛ حيث إن اختياره سبحانه وتعالى لهذه اللفظة في وصف الإنسان بعد العملية الجنسية هو أفضل اختيار على الإطلاق، ويدل على علمه سبحانه وتعالى المطلق؛ لأن الغدد الكبيرة والصغيرة ـ وهي الوحدات الإخراجية ـ تقوم بإخراج السموم وما تولَّد في الجسم من مركبات سامة أثناء قذف المني؛ لتستقر هذه السموم على سطح البشرة، وهذه السموم تخرج على هيئة إفرازات وسوائل لكنها غير مرئية، ويتبخَّر ماء هذه الإفرازات وتبقى السموم والمواد الكيميائية على سطح البشرة، مكونة طبقة غير مرئية تشبه المادة البلاستيكية. وعليه؛ فإن السموم التي تخرج بواسطة الغدد العرقية الصغيرة أو الكبيرة لا تذهب عن الجسم، وإنما تجنَّب عليه؛ حيث تنتقل من موضعها الداخلي إلى موضعها الخارجي.

 

لذلك؛ فإن في استخدام لفظ "الجنابة" في هذا الموضع إعجازًا علميًّا توصل إليه العلم الحديث وأثبته العلماء؛ لأن لفظة "جنب" في اللغة بمعنى جنبت، فجنبت الشيء؛ أي: أبعدته ونقلته من موضعه إلى موضع آخر في ناحية أو في جانب من المكان نفسه، وهذا ما يحدث أثناء عملية الإنزال بالضبط؛ حيث تخرج هذه السموم والإفرازات من الجسم لتُجنَّب على سطحه من الخارج.

 

ومن هنا يتجلَّى لنا بوضوح هذا الإعجاز العلمي والانسجام البليغ في إطلاق اسم الجنابة على المواد التي تخرج من الجسم وتستقر تحت الشعر أو عليه؛ فهي جنابة بالفعل؛ أي: إنها أذًى لم يذهب عن الجسم تمامًا، وإنما جنِّب عليه فقط، وقد تنبَّه إلى هذا الأذى الإمام النسائي رحمه الله فعقد بابًا في كتابه "السنن" سماه "باب إزالة الجنُب الأذى عنه قبل إفاضة الماء عليه"([18])([19]).

 

الثاني: الحكمة من الغسل، وتتمثل في أن هذه السموم والإفرازات الناتجة عن العملية الجنسية تخرج وتتراكم على الجسد عند عملية القذف، وإذا كان خالق الكون جلَّت قدرته قد خلَّصنا نحن البشر من هذا الأذى بخروجه من داخل الجسم إلى خارجه، فينبغي على كل عاقل مدرك ألا يتركه على الجسم يتراكم، ويسبب مشكلات صحية محتملة كالروائح الكريهة الناتجة عن ذلك، أو إعادة امتصاص السموم والعناصر الضارة، وتحويل الكائنات الحية الدقيقة المتعايشة إلى كائنات ممرضة، وتسهيل فرصة العدوى للبكتيريا الانتهازية، وتفاقم مشكلات الأمراض الجلدية إلى غير ذلك من المشكلات الصحية المترتبة على عدم الاغتسال من الجنابة.

 

لذلك أمرنا الله عز وجل أن نزيل بالغسل الجنابة التي أصابتنا، وقد أظهرت نتائج الدراسات والأبحاث أن هذا الغسل شرع لحكمة عظيمة كما بينا سابقًا.

 

ومن الحكم الإلهية في تشريع الإسلام الغسل أن وجوبه على المسلم يقيه من خطر الإفراط الجنسي، الذي يؤدي بصاحبه إلى الإنهاك والمرض؛ فإن التفكير في الغسل والإعداد له يجبر المرء على الاعتدال في طلب اللقاء الجنسي، ويحفظ بذلك قدراته وحيويته لعمر مديد، فالمؤمن لا يعيش لغريزته وشهواته فحسب، ولكنه يعيش لرسالة الله قبل أي شيء آخر.

 

هكذا يتجلَّى لنا شيء من الحكمة في وجوب الغسل على من أصابته الجنابة، فبالغسل نزيل الإفرازات والسموم التي تخرج من داخل الجسم وتستقر تحت كل شعرة أو عليها، ويحمينا الله عز وجل بذلك من مشكلات صحية محتملة ربما تنتج من تراكم إفرازات الغدد العرقية على البشرة.

 

وبعد أن ذكرنا شيئًا من الحكم الإلهية في تشريع الإسلام للاغتسال من الجنابة نقول: إن الواجب الشرعي على المسلمين أن يأتمروا في كل الأحوال بما أمر به الإسلام، وأن ينتهوا عن كل ما نهى عنه دون الحاجة إلى معرفة الأسباب أو الحكمة، لكن المولى خالق الكون وعالم الغيب سبحانه وتعالى يعلم أن الإنسان عجول وحريص على أن يتحسَّس السبب أو الحكمة من كل أمر يقضيه أو فعل يفعله، ويتطلع إلى أن يعرف كيف يحدث الله عز وجل أية معجزة في الكون؛ وذلك كي يطمئن قلبه، فهذا نبي الله وخليله إبراهيم عليه السلام يسأل الله سبحانه أن يريه كيف يحيي الموتى، يقول سبحانه وتعالى:) وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي((البقرة/260)؛ ولذلك فإننا نرى أن المولى عز وجل يظهر للإنسان من حين لآخر عبر مرور القرون والأحقاب حقيقة في الكون أو في خلقه لم يعرفها الإنسان من قبل إلا بعد أن أخضع الأمور المتعلقة بهذه الحقيقة للتجربة والفحص بآلياته وأجهزته المتطورة، ويذهل ويندهش عندما يرى أن القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف قد ذكر أو أشار إلى هذه الحقيقة قبل أن يعرف سرها الإنسان في عصر من العصور، فتكون هذه آية من آيات الله سبحانه وتعالى على قدرته وإبداعه، وسيظل الإنسان إلى أن تقوم الساعة يرى من هذا الآيات المعجزة؛ إذ يقول المولى عز وجل: )خلق الإنسان من عجل

سأريكم آياتي فلا تستعجلون((الأنبياء/37)([20]).

 

أمّا زعمهم أن الأفضل أن يظل الإنسان بعد الجماع دون اغتسال، وأن الرجل والمرأة تتحسَّن صحتهما على هذا الحال ويزدادا نضارة وشبابًا ـ زعم باطل لا أساس له من الصحة، ولا يوجد دليل علمي واحد يثبت ذلك، ومادام أنه ليس هناك دليل على ذلك، فالصحيح هو ما أثبتناه بالأدلة العلمية والتجارب القاطعة.

 

3)  وجه الإعجاز:

 

أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن الاغتسال بعد العملية الجنسية أمر ضروري؛ وذلك لأن ترك الجسم بعد الجماع دون اغتسال يسبب كثيرًا من الأضرار والمشكلات الصحية كالروائح الكريهة التي تتفاقم، وإعادة امتصاص الجسم للسموم والعناصر الضارة، وتحويل الكائنات الحية الدقيقة المتعايشة إلى كائنات ممرضة، وتسهيل فرصة العدوى للبكتيريا الانتهازية، بالإضافة إلى تفاقم مشكلات الأمراض الجلدية.

 

ومن هذا؛ يتبين أن العلم لا يختلف أبدًا مع تشريعات الإسلام العظيمة، فقد أقر ضرورة الاغتسال بعد الجماع، وأثبت أن عدمه مضرٌّ  أشد الضرر بالإنسان، وهذا لا شك إعجاز علمي يثبت عظمة هذا الدين.

 

 

 

(*) خرافة التطهر من الجنابة، جهاد علاونة، مقال منشور بموقع: الحوار المتمدنwww.ahewar.org. الإعجاز العلمي في لفظ الجنابة وحكمها الشرعي، د. عبد البديع حمزة زللي، بحث منشور بمجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، العدد (23).

 

[1]. الغدد العرقية البعيدة (الكبيرة): هي أكبر من الغدد الإخراجية الصغيرة، ولها قنوات أو أنابيب أطول وأكثر التفافًا من تلك الخاصة بالغدد العرقية الصغيرة؛ فهي تكبر عنها بمقدار عشرة أضعاف، وتفتح هذه الغدد دائمًا في غِمد الشعرة أو جرابها الذي يكون في داخل البشرة؛ لذا فإن ما تفرزه هذه الغدد من مواد متنوعة يكون تحت الشعرة مباشرة.

 

[2]. الغدد العرقية الإخراجية الصغيرة: هي صغيرة الحجم، أنبوبية بسيطة، من النوع شديد الالتفاف، تفتح على سطح بشرة الإنسان بثغور أو فتحات صغيرة جدًّا. ولذلك؛ فإن الإفرازات التي تخرج منها تبقى ببساطة على الشعر، خاصة ذلك الدقيق منه الذي لا يُرَى غالبًا بسهولة.

 

[3]. الإعجاز العلمي في لفظ الجنابة وحكمها الشرعي، د. عبد البديع حمزة زللي، مرجع سابق، ص190- 191.

 

[4]. حكمة فرض الاغتسال من الجنابة، مقال منشور بمنتديات: أتباع المرسلين www.ebnmaryam.com.

 

[5]. حكمة غُسْل الجنابة في ضوء المعطيات الطبية الحديثة، د. حمزة عبد الكريم حماد، بحث منشور بموقع: دار القرآن الكريم www.dar-quran.com.

 

[6]. تأخير الغسل من الجنابة من أسباب آلام الظهر، نذير وضاح، مقال منشور بموقع:www.ahramag.com.

 

[7]. الإعجاز العلمي في لفظ الجنابة وحكمها الشرعي، د. عبد البديع حمزة زللي، مرجع سابق، 194- 199.

 

[8]. الصحاح تاج اللغةوصحاح العربية، مادة: جنب.

 

[9]. لسان العرب، مادة: جنب.

 

[10]. الإعجاز العلمي في لفظ الجنابة وحكمها الشرعي، د. عبد البديع حمزة زللي، مرجع سابق، ص177- 178.

 

[11]. لسان العرب، مادة: غسل.

 

[12]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/ 1985م، ج5، ص204- 209.

 

[13]. التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، مج3، ج3، ص62.

 

[14]. تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، أخبار اليوم، القاهرة، ط1، 1991م، ج4، ص2259.

 

[15]. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج6، ص103.

 

[16]. تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، مرجع سابق، ج5، ص2956.

 

[17]. إعلام الموقعين عن رب العالمين، ابن قيم الجوزية، تحقيق: طه عبد الرءوف سعد، دار الجيل، بيروت، 1973م، ج2، ص76- 77.

 

[18]. السنن الكبرى، النسائي، تحقيق: حسن عبد المنعم، مؤسسة الرسالة، بيروت، ج1، ص167.

 

[19]. الإعجاز العلمي في لفظ الجنابة وحكمها الشرعي، د. عبد البديع حمزة زللي، مرجع سابق، ص192.

 

[20]. المرجع السابق، ص193- 194.

 

  • الاربعاء PM 03:54
    2020-09-02
  • 1110
Powered by: GateGold