المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409086
يتصفح الموقع حاليا : 214

البحث

البحث

عرض المادة

أصحاب بولس الشمشاطي

الفرق المسيحيةأصحاب بولس الشمشاطي:99- ومن الموحدين الذين أظهروا أصحاب بولس الشمشاطي، ويقول فيه ابن حزم: "كان بطريركا بأنطاكية، وكان قوله التوحيد المجرد الصحيح، وأن عيسى عبد الله ورسوله كأحد الأنبياء عليهم السلام، خلقه الله في بطن مريم من غير ذكر، وإنه إنسان لا إلهية فيه. وكان يقول: لا أدري ما الكلمة، ولا روح القدس.ومن هذا يتبين أن مذهب بولس هذا كان توحيداً خالصاً، وأن عيسى ليس إلا رسولاً من رب العالمين، وإنه كان إذا عرض له البحث في كلمة الله، وروح القدس أمسك عن ذلك، ولم يخض فيه، وتوقف واعتصم بذلك.ويقول ابن البطريق في بيان مذهب بولس هذا: " أن المسيح إنسان خلق من اللاهوت كواحد منا في جوهره، وأن ابتداء الابن من مريم، وإنه اصطفى ليكون مخلصاً للجوهر الإنسي، صحبته النعمة الإلهية، وحلت فيه بالمحبة والمشيئة، ولذلك سمي ابن الله، ويقولون أن الله جوهر واحد، وأقنوم واحد، ويسمونه بثلاثة أسماء، ولا يؤمنون بالكلمة. ولا بروح القدس، وهي مقالة بولس الشمشاطي بطريرك أنطاكية، وهم البوليقانيون".هذا ما قاله ابن البطريق في معتقد بولس الشمشاطي، وهو لا يختلف في جوهره عن كلام ابن حزم الأندلسي فيه، وإن اختلفت العبارات، فالاصطفاء لتخليص الجوهر الإنسي هو ما عبر عنه ابن حزم بالرسالة،والنعمة الإلهية التي حلت فيه هي الوحي واختياره ليكون رسول الله إلى الناس يهديهم، والنبوة التي جاءت في عبارة ابن البطريق حكاية لقول بولس هذا كناية عن المحبة، ولعل بولس لم يجرها على لسانه، أو لم تجئ في بيانه، ولكن ابن البطريق المسيحي المثلث تكلم عن الموحدين بمنطقه وتعبيره، وإن كان المراد غير موافق للمثلثين.
دخول الوثنية على التوحيد:100- وكان بجوار الموحدين الذين كانوا أقوالهم السائدة المنتشرة في ربوع المسيحيين، وجدت آراء كثيرين ممن دخلوا في المسيحيين وفيهم بقايا الوثنية، ولا تزال رؤوسهم مملوءة بها درسوه، ففهموا المسيحية على ضوء ما عرفوه أولاً. واهتضموا المسيحية متمثلة في نفوسهم بما أستكن في تلك النفوس من آراء ومعتقدات سابقة، وإن ذلك ليشبه من بعض الوجوه تلك النحل المختلفة الني ظهرت في المسلمين في إبان الغرفة التي تلت مقتل الخليفة الثالث والرابع. وما أدخل من آراء ونحل في عصر يزيد ومن وليه.ولكن الإسلام بنور القرآن الكريم وحفظه، وهدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما استحفظه عليه المسلمون من كتاب وسنة، وما كلاً الله به هذا الدين المتين - قد نفى عنه الدخل، وذهب الزبد جفاء، وبقى الدين، كما بعث نبيه عليه الصلاة والسلام صافياً من غير رنق ولا تكدر.أما في المسيحية فلأن الكتب قد عراها ما بيناه في الكلام عليها، وأختلط فيها الغث والسمين والطيب بالخبيث، وضلت العقول، فلم تستطيع أن تميز بين الصحيح وغير الصحيح، وذاهب الكوكب الساري الذي يضئ وسط الدجنة الحالكة، وهو كتاب مبين لا يأتيه الباطل، ولا يتطرق إليه الريب، يكون فيصل التفرقة بين المسيحية ألحقه، والأساطير الباطلة التي أفسدتها.أتباع مرقيون:دخلت تلك الأوهام على المسيحيين الموحدين وبرزت بينهم، كما تبرز رءوس الشياطين وسط أرض قد كسيت بالسندس الأخضر من الزرع وجاءت على نحل مختلفة، وأهواء متباينة، ونزعات متضاربة، وبأسماء كثيرة.فمنهم من كان يقول أن هناك آلهة ثلاثة: صالح، وطالح، وعدل بينهم، وهم أتباع مرقيون، ولعل هذه النحلة من آثار المجوس، لأنهم هم الذين يقولون بإله الخير وبإله الشر.ولقد قال ابن البطريق في هذه النحلة وأصحابها: "وزعموا أن مرقيون هو رئيس الحواريين، وأنكروا بطرس" فالمنتحلون لهذه النحلة يزعمون أن مرقيون داعيتها والمنادي بها حواري من حواريي عيسى عليه السلام، بل كبير الحواريين وشيخهم، والمقدم فيهم ورئيسهم.

  • الاربعاء PM 02:04
    2016-11-02
  • 6670
Powered by: GateGold