المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413711
يتصفح الموقع حاليا : 250

البحث

البحث

عرض المادة

التعليق على أحداث الصلب

التعليق على أحداث الصلبشهود الصلب:لعل هذه واحدة من أهم عناصر قضية الصلب، وإنها لترينا أن شهود الصلب كن نساء وقفن ينظرن من بعيد ذلك الذي علق على الصليب، ولم تكن هناك فرصة للتحقق والمعاينة عن قرب.يقول مرقس: " وكانت أيضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة. اللواتي أيضا تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل. وأخر كثيرات صعدن معه إلى أورشليم " (15: 40 -41) .وكذلك يقول متى في (27: 55 -56) .ويقول لوقا: " وكان جميع معارفه ونساء كن تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظن ذلك " (23: 49) .ويقول يوحنا: " وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية " (19: 25) .ويقول جون فنتون: " لقد هرب التلاميذ عند القبض على يسوع، ورغم أن بطرس قد تبعه من بعيد إلى فناء دار رئيس الكهنة، فإننا لا نسمع عنه شيئا أكثر من هذا، بعد إنكاره ليسوع.إن مرقس ومتى ولوقا يخبروننا أن شهود الصلب كن نساء تبعن يسوع من الجليل إلى أورشليم، وقد رأين دفنه، واكتشفن القبر خاليا صباح الأحد، وقابلن يسوع (بعد قيامته) (1) .ويعلق العلماء على ما قاله يوحنا عن وجود مريم أم المسيح عند الصليب بقولهم: " إنه من غير المحتمل أساسا أن يكون قد سمح بوقوف أقارب يسوع وأصدقائه بالقرب من الصليب " (2) .كذلك تقول دائرة المعارف البريطانية تعليقا على اختلاف الأناجيل في شهود الصلب: " نجد في الأناجيل (الثلاثة) المتشابهة أن النساء فقط تبعن يسوع، وأن القائمة التي كتبت بعناية واستفاضة لا تضم والدته - وأنهن كن ينظرن من بعيد " (مرقس 15: 40) .ولكن في يوحنا نجد أن والدته مريم تقف مع مريمين أخريين والتلميذ المحبوب تحت الصليب، ومن تلك الساعة أخذها التلميذ المحبوب إلى خاصته.هذا بينما لا تظهر والدته في أورشليم - حسبما ذكرته المؤلفات القديمة - إلا قبيل عيد العنصرة وفي رفقة إخوته (أعمال الرسل 1: 14) (3) .من ذلك نتبين أن شهود الأحداث الرئيسية التي قامت عليها العقائد المسيحية وهي الصلب، والقيامة، والظهور، إنما كن - على أحسن الفروض - نساء شاهدن ما شاهدن من بعيد، ثم قمن بعد ذلك بالرواية والتبليغ. . .والآن يحق لنا التعليق على أحداث الصلب فنقول: إن اعتماد كتاب أحد الأناجيل على ما رواه كاتب إنجيل آخر، كان أولى به أن يوجد تآلفا بين الأناجيل، ويمنع التناقض والاختلاف بينها. ولكن ما حدث كان على النقيض من ذلك.وإذا أخذنا بما ترويه الأناجيل عن الصلب وأحداثه، لوجدناها قد اختلفت فيه من الألف إلى الياء.ويكفي أن يراجع القارئ ما ذكرته الأناجيل عن حادث القبض وملابساته - المحاكمات - توقيت الصلب (اليوم والساعة) - صرخة اليأس على الصليب - شهود الصلب، كل ذلك وغيره كثير يكفي للقول بأن الأناجيل اختلفت فيما بينها اختلافا بعيدا. وهو اختلاف يكفي لرفضه ما يذكره أحد الأناجيل - على الأقل - إذا أخذنا برواية الإنجيل الآخر. فأيهما نأخذ به، وأيهما نرفضه؟رب قارئ درج على الإيمان التقليدي بما ترويه الأناجيل، لا يجد مفرا الآن من أن يقول: " إنما العلم عند الله ".

  • الخميس PM 11:21
    2016-01-14
  • 4283
Powered by: GateGold