المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409086
يتصفح الموقع حاليا : 215

البحث

البحث

عرض المادة

مغالطات

يلجأ العلمانيون إلى خلق وقائع أو فرضيات وهمية مغلوطة بعيدة عن روح البحث العلمي النزيه لتبرير مشروعهم الفكري أو لنقد معارضيهم، يحاولون من خلالها إيصال رسائل قدحية سلبية في حق الإسلام وعلومه ورموزه وعلمائه. وهي في غنى عن أي تعليق، دعك من الصحفيين الباحثين عن لقمة العيش ككثير من صحفيي الأحداث المغربية عندنا، لا حتى في روادهم الكبار رأسمالهم عند حديثهم عن الحركات الإسلامية المغالطات والأكاذيب، لنقرأ ما سطرته أنامل أحد روادهم الكبار وأساطينهم الذين رباهم الغرب على عينه، في صدد حديثه عن فشل مشروعه الفكري ومعاناته من قبل ما سماه إسلام السلطة وإسلام المعارضة أي: الإسلاميين، وتحدث عن الأخيرين بقوله: ثم من قبل حركات المعارضة الأصولية التي تدعو إلى الحروب الأهلية من أجل إعادة نموذج «دولة المدينة» التي أسسها النبي في يثرب (1).ومتى دعت الجماعات الإسلامية إلى الحروب الأهلية؟ولا بأس بالكذب المفضوح عند العفيف الأخضر ما دام يروي غليله في خصومه، قال: الترابي كان كلما قتل بعض من أعضاء مليشياته «المجاهدين» في الإحيائيين والمسيحيين يعقد لهم قرانا على حوريات الجنة ليضاجعوهن في يوم موتهم، لأن «الشهيد» لا يموت، بل يمر من الدنيا إلى الجنة. انتحاريو حماسيضعون واقيا فولاذيا على أعضائهم التناسلية ليتمكنوا يوم قتلهم من مضاجعة الحوريات .. (1)يظن اللاعفيف أن قُراءَه من البلادة بمكان بحيث لن يتنبهوا لكذب له قرنان كهذا. ولعل مصادره فيما ذكر حول حماس هي الصحف الإسرائيلية، فهي وحدها التي تروج لمثل هذه الثقافة البئيسة.ومن كذباته التي لا تحصى قوله في مقال «كيف ننتقل من المدرسة السلفية إلى المدرسة العقلانية؟»: فعندما يفتي، منذ أسابيع، مفتى السعودية الشيخ عبد العزيز الشيخ بأن قيادة المرأة للسيارة مماثلة لارتكابها للزنا المستوجب لحد الرجم (2).وقال في مقال «العلمانية ليست ضد الدين وهي مفتاح الحداثة المعاصرة»: ابن تيمية كفر المسلمين بالجملة. كفر المعتزلة وخصومهم الأشاعرة بمن فيهم حجة الإسلام الغزالي، وكفر الفلاسفة بمن فيهم قاضي القضاة ابن رشد، وكفر المتصوفة بمن فيهم شيخ العارفين ابن عربي وكفر الشيعة بمن فيهم الإمام علي بن أبي طالب (3).من عادة محترفي الكذب حرصهم على أن يكون لكذبهم مصداقية ما، أما هذا الرجل فكذبه من طينة أخرى، وهو الآن على فراش الموت لا رحم الله فيه مغرز إبرة.وقال القمني عن فقهاء الإسلام: بينما وجهة نظر فقهاء الإسلام في بلادنا هي وجهة نظر مقدسة، فإن كانت حديثا نبويا ولو موضوعا فهو مقدس لا يصح نقده والتعدي عليه. انتكاسته (36).وطبعا القمني يعلم أنه يكذب في كل كلمة قالها هنا، ولكن كما قال تعالى عن المشركين {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} فصلت26.كل فقهاء الإسلام من لدن الصحابة إلى هذه الأعصار يعتبرون أنفسهم مجتهدين يصيبون ويخطئون، وأن أقوالهم ليست مقدسة، ولا يوجد عندنا نحن المسلمين حديث موضوع مقدس، فكتب العلماء طافحة بالتحذير من رواية الموضوع، فكيف يعده مقدسا لا يصح نقده؟.ومن جنس المغالطة السابقة: قال هاشم صالح في الإسلام والانغلاق اللاهوتي (233): وحتى اليوم فيكفي أن تشرب كأسا واحدة من الخمر لكي تصبح كافرا وتخرج من أمة الإسلام.وهذا كذب له قرون لا قرنان، كما يقال.ومن مغالطاته ما زعمه أن في زمن ابن تيمية أن من شرب كأسا من الخمر أو لم يصم شهر رمضان أصبح مرتدا (1).واللجوء إلى الكذب سنة ماضية في العلمانيين، فهذا فرج فودة وفي محاولة يائسة وبئيسة للرد على دعاة تطبيق الشريعة، أنها لو طبقت فرضا فطرحت مسألة صلح كامب ديفد، فرأى فريق أنها غير شرعية، فسيكون من خالف هذا الحكم فهو مخالف لحكم الله، وأنه انضم لحزب الشيطان، ولا سبيل إلا أن يتهموا بالفسق والظلم تمهيدا لاستتابتهم أمام فقهاء في الدين، فإن تابوا فأهلا بها ونعمت ودرس للآخرين، وإن أصروا فقد كفروا كفرا صريحا (1).هكذا يكتب، بل يكذب الجهول ناسجا أكذوبة من خيال محض، مع أن المسألة لا تعدو أن تكون حكما فقهيا اختلف فيه علماؤنا قديما وحديثا كما اختلفوا في عشرات المسائل الشرعية ولم يحدث بينهم لا خصام ولا شقاق ولا تكفير ولا تفسيق. ولكن فودة طريد الوفد رسم لنفسه ولقرائه هدفا يجب الوصول إليه بأي ثمن، ولو بالكذب المفضوح.واعتبر مفتي الماركسية خليل عبد الكريم أن الفقهاء المالكية منعوا آراء العلماء الذين بعد مالك، وقال: أما نقدها وتوهينها فهي أمور محظورة، ومن يجرؤ ويفعل ذلك فهو مارق تعدى على الإسلام ورموزه وأزرى بهم (2).والقارئ يعلم أن هذه الأكاذيب والتهريجات لا تخفى عليه، لأنه يعلم أن كتب الفقه مليئة بالنقد والنقد المضاد، ولكن هذا مبلغ علم مفتي الماركسية.

  • الاثنين PM 05:52
    2016-01-11
  • 3246
Powered by: GateGold