« الحمد لله وكفي وصلاة وسلاما على النبي المصطفي صلوات الله وسلامه عليه أما بعد : فزيارة القبور سنة، قال ﷺ «زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة »[1]. وقال رَسُولُ اللهِ ﷺ : «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا »[2].

وللزيارة آداب لا يحق لأحد أن يتجاوزها، فيسن أن يزور القبر وهو قائم، وأن يسلم على أهل القبور، ويدعو لهم، فيقول السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، ولا بأس بقراءة القرآن، لأن الملائكة تتنزل موضع القراءة.

وأما التجاوز بما ليس من الشريعة في شيء، بطلب العون من أصحاب القبور، أو النفع أو الضر، فهو من الشرك المنهي عنه، قال الله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [ الأعراف : 194 ].

 وقال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ﴾ [ الأعراف : 197 ].

فالدعاء إنما يتوجه به لله رب العالمين، فهو النافع الضار المعطي المانع، قال تعالى ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾[ البقرة : 186 ].

وليس في الإسلام فضل لمسجد معين تزاد فيه الدرجات، ويُضاعف فيه الثواب لخصوصه عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وما عداها فكلها سواء، فعن جابر مرفوعا : «الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة». والله تعالى أعلى وأجلّ ».

***

فتوى رقم(9492 ) حول حكم متابعة ومشاهدة الفضائيات الشيعية، خاصة أن هناك قنوات منها موجهة للأطفال.. فبما تنصحوننا ؟؟

الإجابة

« الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد؛ فإن مما يُفسد على الناس أمر دينهم؛ الشبهات والشهوات، ولما كانت هذه القنوات من شأنها نشر الشبهات ليل نهار، والتلبيس على الناس بكلام باطل، وروايات مكذوبة، وتكفير للصحابة الكرام والطعن في أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، فلا يجوز للمسلم أن يسلم نفسه لمثل هذه الافتراءات، وسماع هذا الباطل؛ وقد قال سبحانه : ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام : 68].

وإذا كان هذا يتعلق بمسلم - غير متخصص في الرد على هذه الشبهات، والرد على هذه الفِرق - فالمنع في حق الأطفال من باب أولى، ومن ثم فإننا ننصحك بحذف هذه القنوات

^[1] حديث صحيح : سنن ابن ماجه، بَابُ : مَا جَاءَ فِي زِيَارَةِ الْقُبُورِ ح رقم 1569، قال الشيخ الألباني : صحيح.

^[2] حديث صحيح : رواه مسلم ح رقم : 2305، باب استئذان النبي ﷺ ربه عز وجل ــ.