المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 490342
يتصفح الموقع حاليا : 122

البحث

البحث

عرض المادة

بعض الممارسات العقدية المخالفة عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية

 

حج المشاهد والسجود لها

قولهم أنّ كربلاء أفضل من الكعبة :

لقد اعتبر الشيعة كربلاء وغيرها من أماكن قبور أئمتهم المزعومة حرمًا مقدسًا، وأنها أفضل من الكعبة.

حيث يروون عن جعفرهم : « إن لله حرمًا هو مكة ولرسوله حرمًا هو المدينة ولأمير المؤمنين حرمًا وهو الكوفة، ولنا حرمًا وهو قُم[1]، ستُدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة، من زارها وجبت له الجنة »[2].

وقال علي بن الحسين : « اتخذ الله أرض كربلاء حرمًا آمنًا مباركًا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرمًا بأربعة وعشرين ألف عام، وقدسها وبارك عليها، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة، وأفضل منزل ومسكن يسكن فيه أولياءه في الجنة »[3].

تنفس أبو عبد الله عليه السلام، وقال : « إن بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام على بقعة كربلاء، فأوحى الله إليها أن اسكتي يا كعبة البيت الحرام، ولا تفتخري على كربلاء، فإنها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة، وإنها الربوة التي أَوَتْ إليها مريم والمسيح، وإنها الدالية(جذع طويل يركب مثل تركيب مداق الأرز وفي رأسه مسافة يسقى بها) التي غُسل فيها رأس الحسين عليه السلام وفيها غسلت مريم عيسى عليه السلام م واغتسلت من ولادتها، وإنها خير بقعة عرج رسول الله منها وقت غيبته »[4].

وتروي كتب الشيعة : أنه ما « من ماء ولا أرض إلا عوقبت لترك التواضع لله، حتى سلّط الله على الكعبة المشركين، وأرسل إلى زمزم ماء مالحًا حتى أفسد طعمه... »[5].

ومع أن كربلاء افتخرت إلا أنه لم يصبها من ذلك شيء فهي القائلة في رواياتهم : « أنا أرض الله المقدسة المباركة، الشفاء في تربتي ومائي ولا فخر... »[6].

غلوهم في أئمتهم

اعتقادهم أن الأئمة يعلمون الغيب، ويعلمون ما كان وما يكون، ومتى يموتون ومتى يبعثون، فقد روى الكليني في الكافي بسنده عن الصادق؛ قال : « إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم »[7].

وروى أيضًا بسنده عن الصادق أيضًا قال : « كان أمير المؤمنين كثيرًا ما يقول : أنا قسيم الله بين الجنة والنار... ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا لمحمد، ولقد حملت مثل حمولته، وهي حمولة الرب، وأن رسول الله يدعى فيُكسى وأُدعى فأكسى... ولقد أعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي : علمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، ولم يعزب عني ما غاب عني، أبشر بإذن الله وأؤدي عنه »[8].

ولايتركنا  الكليني حيارى : هل ذلك خاص بعليّ، أو أن الأئمة من بنيه ورثوا ذلك عنه، فيروي عن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه علي بن موسى الإمام الثامن عندهم أما بعد : « فنحن أمناء الله في أرضه، عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الإسلام، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق، وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم أخذ الله علينا وعليهم الميثاق »[9].

المطلب الثالث

زيارة القبور والطواف حولها والانكباب عليها واتخاذها قبلة كبيت الله :

زيارة الأضرحة فريضة من فرائض مذهبهم[10] يكفر تاركها، وكشف لنا شيخهم (آغا بزرك الطهراني) « الذريعة » أن ما صنفه شيوخهم في المزار ومناسكه قد بلغ ستين كتابا كلها ألفت لتأصيل هذا الشرك وتشييد بنائه.

ومع أن المسلمين اتفقوا على أنه لا يشرع الطواف إلا بالبيت الحرام، كما قال تعالى : ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [ الحج : 29 ].

ولكن شيوخ الشيعة : شرعوا لأتباعهم الطواف بأضرحة الموتى من الأئمة، ووضعوا كعادتهم من الروايات على آل البيت ما يسبغون به هذا الشرك.

فقد جعل النوري من أبواب مستدرك الوسائل : باب جواز الطواف على القبور، وذكر أن ممن فعل ذلك فاطمة - رضي الله عنها - حيث قال : « ودخلت فاطمة - عليها السلام - المسجد وطافت بقبر أبيها وهي تبكي وتقول : إنا فقدناك فقد الأرض وابلها »[11].

وهذه الروايات المجيزة للطواف بالقبور مخالفة لما ورد في الكافي : « لا تشرب وأنت قائم ولا تبل في ماء نقيع، ولا تطف بقبر، ولا تخل في بيت وحدك »[12].

ولعل ذلك هو الذي جعل الحر العاملي يُعنون أحد أبواب كتابه « وسائل الشيعة « « باب عدم جواز الطواف بالقبور »[13].

لكن المجلسي التفت إلى هذه الروايات فأخذ يلويها بالتأويل فقال : « يحتمل أن يكون النهي عن الطواف بالعدد المخصوص الذي يطاف بالبيت يحتمل أن يكون يراد بالطواف المنفي هناك التغوط »[14].

من مناسك المشاهد والأضرحة، أداء ركعتين أو أكثر عند قبور الأئمة، وكل ركعة تؤدى عند القبور تفضُل على الحج إلى بيت الله الحرام مئات المرات، ففي البحار : « من زار الرضا أو واحدًا من الأئمة فصلى عنده، فإنه يكتب له مائة حجة ومائة عمره وعتق مائة رقبة في سبيل الله وكتبت له مائة حسنة وحط عنه مائة سيئة »[15].

انظر كيف يفضلون الصلاة عند القبور على الحج إلى بيت الله الحرام فيقدمون الشرك على التوحيد.

ومن مناسكهم الانكباب على القبر، ووضع الخد عليه، وتقبيل الأعتاب ومناجاة صاحب القبر حتى ينقطع النفس كما يقولون.

فهذه زيارة للحسين أوصى بها جعفر الصادق وأمر قبل بدء هذه الزيارة بصيام ثلاثة أيام ثم الاغتسال، ولبس ثوبين طاهرين ثم صلاة ركعتين، ثم قال : « فإذا أتيت الباب فقف خارج القبة، وأوم بطرفك نحو القبر وقل : يا مولاي يا أبا عبد الله يا ابن رسول الله إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، الذليل بين يديك المقصر في علو قدرك، المعترف بحقك، جاءك مستجيرًا بذمتك، قاصدًا إلى حرمك، متوجهًا إلى مقامك، إلى أن قال : ثم انكبّ على القبر وقل : يا مولاي أتيتك خائفًا فأمنّي وأتيتك مستجيرًا فأجرني [16].

أيها القارئ الكريم، فماذا يكون الشرك إذا لم يكن هذا شركًا؟

وهم يوهمون الأتباع أن هذا من أفضل القربات، وأن هذا الشرك يوجب غفران الذنوب ودخول الجنة، والعتق من النار، وحط السيئات، ورفع الدرجات، وتوجب طول العمر وحفظ النفس والمال، وزيادة الرزق وتنفيس الكرب، وقضاء الحوائج... إلى غير ذلك[17].

ويرى المجلسي : أن « استقبال القبر أمر لازم، وإن لم يكن موافقًا للقبلة... واستقبال القبر للزائر بمنزلة القبلة وهو وجه الله، أي جهته التي أمر الناس باستقبالها في تلك الحالة »[18].

النياحة على الأئمة وإيذاء الجسد

(باللطم والتطبير )

مع أن النبي ﷺيقول : « ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية »[19].

فإن بعض الروايات الشيعية : تشجّع على النياحة والعويل، وإقامة المآتم على الأئمة، والتقوّي بالطعام على ذلك، في حين ورد النهي عن النياحة والعويل في كتب الشيعة أنفسهم.

فقد روى الشيعة : قول النبي ﷺ : « النياحة من عمل الجاهلية »[20].

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، قال : قال رسول الله ﷺ : « أربعة لا تزال في أمتي إلى يوم القيامة، الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالأنواء والنياحة »[21].

وعن الصادق عن آبائه : قال : « نهى رسول الله ﷺ عن الرنّة[22]عند المصيبة، ونهى عن النياحة والاستماع إليها، ونهى عن إتباع النساء للجنائز »[23].

فكيف يروي جعفر الصادق هذا الخبر ونجد حاله خلاف ما روى، ففي رواية عن الحسن بن زيد قال : « ماتت ابنة لأبي عبد الله عليه السلام فناح عليها سنة، ثم مات له ولد آخر فناح عليه سنة، ثم مات ابنه إسماعيل، فجزع عليه جزعًا شديدًا، فقطع النوح، قال : فقيل لأبي عبد الله أصلحك الله، أيناح في دارك؟! فقال : إن رسول الله ﷺ قالـ لما مات حمزة : « ليبكين حمزة لا بواكي له »[24].

فالرواية هنا ذكرت البكاء فقط وليس النياحة.

إن ما حدث للإمام الحسين يعّد بحق مأساة من أكبر المآسي في التاريخ الإسلامي، لكن الشيعة إذا نظرنا إلى واقعهم اليوم رأينا اللطم والنياحة الجماعية، ويسير الشيعة في إباحتهم النوح واللطم على الأئمة وراء روايات اثني عشرية كثيرة.

ففي رواية عن جعفر الصادق : « لما قتل الحسين t أقامت امرأته الكلبيّة عليه مأتمًا، وبكت وبكين النّساء والخدم حتى جفت دموعهن وذهبت، فبينا هي كذلك إذ رأت جارية من جواريها تبكي ودموعها تسيل، فدعتها، فقالت لها : مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت : إني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق، قال : فأمرت بالطعام والأسوقة فأكلت وشربت وأطعمت وسقت، وقالت : إنما يريد بذلك أن نتقوّى على البكاء على الحسين t»[25].

وتذكر إحدى الروايات : تجويز الأئمة للنياحة في النهار، وتلقين النائحة ما تقول في نياحتها.

عن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الجعفري، قال : أتينا خديجة بنت عمر بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب t نعزّيها بابن بنتها، فوجدنا عندها موسى بن عبد الله بن الحسن، فإذا هي في ناحية قريبًا من النساء فعزيناهم ثم أقبلنا عليه، فإذا هو يقول لابنة أبي يشكر الرّاثية، فقالت :

اعدد رسول الله واعدُد بعده

أسد الإله وثالثًا عبّاسًا

واعدد عليَّ الخير واعدد جعفرا

واعدد عقيلا بعده الرّوّاسا

فقال : أحسنت وأطربتني، زيديني، فاندفعت تقول :

ومنّا إمام المتقين محمد

وفارسه ذاك الإمام المطهّر

ومنّا عليّ صهره وابن عمّه

وحمزة منّا والمهذّب جعفر

فأقمنا عندها حتى كاد الليل أن يجيء، ثم قالت خديجة : سمعت عمي محمد بن علـي صلوات الله عليه وهو يقول : إنما تحتاج المرأة في المآتم إلى النوح لتسيل دمعتها، ولا ينبغي لها أن تقول هجرًا، فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح[26].

ومن الأمور التي سادت في أوساط الشيعة : إيذاء الجسد باللطم والضرب بالحديد، وهو ما يسمى (التطبير)[27].

 

[1] قُمّ : بالضم والتشديد كلمة فارسية، وهي مدينة مقدسة عند الشيعة مشهورة في إيران وأهلها كلهم شيعة إمامية، انظر معجم البلدان(ج3/ ص397).

[2] المجلسي : بحار الأنوار(ج12/ ص267).

[3] السابق(ج101 / ص107).

[4] نعمة الله الجزائري : الأنوار النعمانية(ج2/ ص86، 87).

[5] المجلسي : بحار الأنوار(ج101 / ص109).

[6] لمصدر نفسه.

[7] الكليني : أصول الكافي، كتاب الحجة، باب إن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا(ج1/ ص258).

[8] المصدر السابق : كتاب الحجة، باب إن الأئمة هم أركان الأرض(ج1/ ص196).

[9] الكليني : أصول الكافي، كتاب الحجة، باب إن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء من قبله(ج1/ ص223).

[10]الطوسي : تهذيب الأحكام، ج2 ص14.

[11] النوري الطبرسي : مستدرك الوسائل، كتاب الحج، باب جواز الطواف بالقبور، ج10 ص366.

[12] الكليني : فروع الكافي، (6 / 534).

[13] الحر العاملي : وسائل الشيعة، (10 / 450).

[14] المجلسي : بحار الأنوار، (100 / 126).

[15] المجلسي : بحار الأنوار، (100 / 137- 138).

[16] السابق : (101/ 257- 261).

[17] السابق : (101/ 21- 28).

[18] السابق أيضًا : (101 / 369).

[19] صحيح البخاري : كتاب الجنائز، باب ليس منا من شق الجيوب، ومسلم : كتاب الإيمان، باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب.

[20] الصدوق : من لا يحضره الفقيه(ج4/ ص271، 272)، الحر العاملي : وسائل الشيعة(ج2/ ص15).

[21] النوري الطبرسي : مستدرك الوسائل (ج13/ ص93).

[22] الرَّنَّةُ : الصَّيْحَةُ الحَزِيْنَةُ، يُقال : عُوْدٌ ذُوْ رَنَّةٍ. والرَّنِيْنُ : الصِّيَاحُ عِنْدَ البُكَاءِ. والإِرْنَانُ : الصَّوْتُ الشَّدِيْدُ كإرْنَانِ الحِمَارِ. وأرَنَّتِ القَوْسُ في إنْبَاضِها، والنِّسَاءُ في نِيَاحَتِها. وسَحَابَةٌ مِرْنَانَةٌ. انظر : المحيط، ولسان العرب مادة : رنّ.

[23] الصدوق : من لا يحضره الفقيه(ج3/ ص3)، الحر العاملي : وسائل الشيعة(ج3/ ص12).

[24] الصدوق : إكمال الدين وإتمام النعمة(ص73).

[25] الكليني : أصول الكافي، كتاب الحجة، باب مولد الحسين بن علي(ج1/ ص537).

[26] السابق(ج1/ ص418، كتاب الحجة، باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة).

[27] محمد زكريا النداف : مسائل الاعتقاد عند الشيعة الاثني عشرية(ج2/ ص803).

 

  • الاحد PM 03:19
    2025-04-06
  • 145
Powered by: GateGold