المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 490354
يتصفح الموقع حاليا : 119

البحث

البحث

عرض المادة

الأحاديث الواردة في حق المهدي في ميزان علماء الأزهر

يكاد يجزم علماء الأزهر أن الأحاديث النبوية الواردة في حق المهدي لا تنطبق بحال على مهدي الشيعة الذي ينتظرونه، وإنما تنطبق على المهدي الذي يعتقد أهل السُّنَّة بظهوره في أخر الزمان.

فها هو الشيخ إسماعيل صادق العدوي يصرّح : بأن هذا المهدي الذي يتكلمون عن خروجه من السراديب، هو غير المهدي الذي ورد في أحاديث السنة، فهناك لبْس بين المهدي الذي أخبر به ﷺ وبين مهدي الشيعة[1].

يقول الأستاذ الشيخ محبّ الدين الخطيب :

« من عقائدهم الأساسية أنه عندما يقوم المهدي وهو إمامهم الثاني عشـر الـذي هـو حـي الآن بزعمهم ينتظـرون خـروجـه ـأي ثورتـه ليـثوروا معـه ـ، وإذا ذكـروه فـي كتبـهم يكتـبون في جانب اسمه حرفي (عج) أي : « عجل الله فرجه « عندما يقوم هذا المهدي من نومته الطويلة التي زادت على ألف ومائة سنة، وسيحيي الله له ولآبائه جميع حكام المسلمين السابقين مع الحكام المعاصرين لقيامـه ـوعلى رأس الجميع أبو بكر وعمر فمن بعدهماــ فيحاكمهم على اغتصابهم الحكم منه، ومن آبائه الأحد عشر إماما؛ لأن الحكم في الإسلام حق لهم وحدهم من الله منذ توفي رسول الله ﷺ إلى أن تقوم الساعة، ولا حق فيه لأحد غيرهم، وبعد محاكمة هؤلاء الطواغيت المغتصبين يقتص منهم، فيأمر بقتل وإعدام كل خمسمائة معًا حتى يستوفي في قتل ثلاثة آلاف من رجال الحكم في جميع عصور الإسلام، ويكون ذلك في الدنيا قبل البعث النهائي في يوم القيامة »[2].

أما مهدي السُّنَّة يحب صحابة النبي ﷺ، ويترضّى عنهم، ويتمسك بسنتهم، كما يحب أمهات المؤمنين ولا يذكرهن إلا بالثناء الجميل[3].

ويفصّل الدكتور محمد عبد المنعم البري في الفرق بينهما :

۞ فأهل السُّنَّة ينتظرون مهديًّا، لكنه من ولد الحسن لا من ولد الحسين، وأن الحديث الذي جاء بأنه من ولد فاطمة، جاء عامًّا خصصه حديث آخر، وهو مروي عن علي بن أبي طالب t؛ أنه قال : « المهدي من ولد ابني هذا وأشار إلى الحسن »[4]، وليس من ولد الحسين رضي الله عن الجميع[5].

۞ أنه إمام حق، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا، يأتي بشرى للمؤمنين، ويعم الإسلام كل مكان في عصره، ويأتي لا منتقمًا لأعدائه، ولا متشفيًا من ظالمين إن كانوا ظلمة ـــ.

۞ أنه ليس مختفيًا عن الأنظار، وليس مغيّبًا في سرداب، بل إنه يولد كما يولد الناس، ولكنه يختص بصفات بشرّ بها رسول الله ﷺ في الأحاديث[6]التي جاءت في هذا الشأن.

۞ أن اسمه محمد بن عبد الله[7]، وليس محمد بن الحسن[8].

ويزيد الأستاذ الدكتور محمود أحمد خفاجي :

۞ أن المهدي عند أهل السُّنَّة ليس معصومًا[9].

ويمكن أن يضاف إلى هذه المقارنات بين مهدي السُّنَّة ومهدي الشيعة :

۞ أن مهدي السُّنَّة يقيم المساجد ويعمرها، أما مهدي الشيعة فيهدم المساجد ويخربها، فيهدم المسجد الحرام والكعبة، ومسجد النبي ﷺ، ولا يبقى مسجدًا واحدًا على وجه الأرض، كما صرحت بذلك رواياتهم.

۞ أن مهدي السُّنَّة يحكم بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ، أما مهدي الشيعة الرافضة فيحكم بحكم آل داود.

۞ أن مهدي السُّنَّة حقيقة ثابتة دلت عليها أحاديث النبي ﷺ وأقوال العلماء قديمًا وحديثًا، أما مهدي الشيعة فوهم من الأوهام لن يخرج في يوم من الأيام[10].

 

[1] الشيخ إسماعيل صادق العدوي : نظرة في فكرة الشيعة (ص29).

[2] محب الدين الخطيب : الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية (ص22).

[3] عليّ الصلاّبي : علي بن أبي طالب، شخصيته وعصره (ص 682).

[4] رواه أبو داود في سننه بلفظ : حدثنا عن هارون بن المغيرة، قال، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن أبي اسحاق، قال : قال عليّ t، ونظر إلى ابنه الحسن، فقال : إن ابني هذا سيد كما سماه النبي ﷺ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم بينكم، يشبهه في الخُلُق ولا يشبه في الخَلْق، ثم ذكر قصة، يملأ الأرض عدلاً. انظر :سنن أبي داود، كتاب المهدي، وقال الألباني :حديث ضعيف، انظر : سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (ج13/ ص1096، دار المعارف، ح (6485).

[5] لعل في هذا سر لطيف، أن الحسن t ترك الخلافة لله، فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة، وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لله شيئًا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه، انظر : المنار المنيف لابن القيم(ص155)، مكتب المطبوعات الإسلامية.

 

[6]من هذه الصفات التي وردت في الأحاديث، ما رُوي عن أبي سعيد الخدري t قال : قال رسول الله ﷺ : « المهدي منّي؛ أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلا، كما ملئت جورًا وظلمًا، ويملك سبع سنين«، سنن أبي داود : كتاب المهدي (4285)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (6736) أجلى الجبهة : مُنْحسر الشّعر من مقدّم رأسه أو واسع الجبْهة. أقنى الأنف : القنا في الأنف طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه انظر : لسان العرب، مادتي : جَلـَه، قنا.

[7] يدل على هذا حديث عبد الله بن مسعود t، عن النبي ﷺ، أنه قال : « لو لم يبق في الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي... »، سنن أبي داود، كتاب المهدي (4282)، وسنن الترمذي، كتاب الفتن، باب ما جاء في المهدي، برقم (2230)، وقال : حديث حسن صحيح.

[8] انظر : البري : الشيعة الاثنا عشرية في دائرة الضوء(ص291، 292).

[9] أ. محمود أحمد خفاجي : دراسات في نشأة الفرق الإسلامية(ص179، 180).

[10] انظر : علي محمد محمد الصلابي :علي بن أبي طالب شخصيته وعصره(ص682، 683).

  • الاحد PM 03:17
    2025-04-06
  • 145
Powered by: GateGold