المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409015
يتصفح الموقع حاليا : 223

البحث

البحث

عرض المادة

إضافات محرر انجيل متى

· جئت لأكمل لا لأنقض .. وإضافات متى.

· الجحش والاتان ونبوءة زكريا

· يهوذا الخائن والثلاين من الفضة .. وإضافات متى

· آية يونان النبي .. وإضافات متي

[جئت لأكمل لا لأنقض .. وإضافات متى]

يقول انجيل متى على لسان السيد المسيح (لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس أوالأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل) متى 5: 17 الناموس: شريعة موسى.

يعلن السيد المسيح هنا أنه لن يغير شيئا من شريعة موسى أو تعاليم أنبياء بنى اسرائيل.

وهذا التعهد لم يف به السيد المسيح ولا تلاميذه، حيث أن المسيح قام بالغاء قائمة المحظور والمحرم من الحيوانات والطيور النجسة التي وردت فى سفر اللاويين التي احتوت النسر والعقاب والحدأة والغراب والنعامة والبوم والهدهد والببغاء وابن عرس والفار وثعبان الماء والخنزير والجمل والأرنب .. إلخ. (لاويين صح 11). لقد احل السيد المسيح أكل ما سبق بقوله (اسمعوا وافهموا ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان) متى 15: 10

كذلك منعت المسيحية تعدد الزوجات الذي تبيحه شريعة موسى رغم أن الأناجيل لا تحتوى على أية إشارة تؤيد هذا المنع ويخبرنا الكتاب المقدس أن النبي سليمان كان له سبعمائة (700 زوجة)، وأبيه النبي داود كان له ثماني زوجات (سفر ملوك أول صح 11: 3) (سفر أخبار الأيام الأول صح 3: 1)

كما قام بولس الرسول بإلغاء الختان رغم أنه كان عهدا بين إبراهيم أبي الأنبياء (عليه السلام) والله كما جاء فى سفر التكوين (قال الله لإبراهيم .. هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون فى لحم غرلتكم) سفر التكوين 17: 9 - 11

قام بولس الذي يكن تلميذا للمسيح بإلغاء الختان لأنه كان عقبة أمام الكثير من الوثنيين لاعتناق المسيحية ضاربا بالعهد المبرم بين إبراهيم عليه السلام والله عرض الحائط فيقول: (إذ قد سمعنا أن أناسا خارجين من عندنا ازعجوكم بأقوال مقلبين أنفسكم وقائلين أن تختتنوا وتحفظوا الناموس، الذي نحن لم نأمرهم) أعمال الرسل 15: 24

كما ألغت المسيحية تقديس يوم السبت كما جاء فى شريعة موسى واستبدلوا به يوم الأحد ويعلق وليم باركلي قائلا: أن متى هو الانجيل الوحيد الذي ذكر تعهد المسيح بعدم نقض وتغيير شريعة موسى، وقد أثار هذا القول دهشة الناس، حتى أن البعض قالوا أن متى وهو يكتب إنجيله لليهود، أضاف هذا الكلام من عنده ليقنع ويسترضي اليهود.

ونقول إذا كان السيد المسيح قد تعهد فعلا كما جاء فى إنجيل متى بالمحافظة على الشريعة الموسوية (الناموس) ورواية منى صحيحة، فإن إخلال المسيح بعد ذلك بذلك العهد يتنافى مع شخصية السيد المسيح وآداب النبوة.

[الأناجيل والجحش والأتان وإضافات متى]

يقول متى: (حينئذ أرسل يسوع تلميذين قائلا لهما اذهبا إلي القرية التي أمامكما فالوقت تجدان أتانا مربوطة وجحشا معها فحلاهما وأتياني بهما) صح 21: 22

الأتان: أنثى الحمار

ويقول مرقس: (ارسل اثنين من تلاميذه وقال لهما اذهبا إلي القرية التي أمامكما فللوقت وأنتما داخلان إليها تجدان جحشا مربوطا لم يجلس عليه أحد فحلاه وأتيا به) 11: 12

ويقول لوقا: (تجدان جحشا مربوطا لم يجلس عليه احد) 19: 30

نلاحظ اتفاق مرقس ولوقا على أن المسيح طلب جحشا فقط وأن التلميذين وجدا جحشا فقط ولكن متى يضيف أتان إلى الجحش.

ونتساءل لماذا يضيف متى الأتان إلي روايتي مرقس ولوقا؟

والإجابة: أن متى كان مولعا بالبحث فى العهد القديم لاستخراج ما يثبت تنبؤ أنبياء العهد القديم بمجئ المسيح. وقد اقتبس متى (75) أية توضح أن المسيح تتميم للبركة الموعودة لابراهيم ونسله (1). ولقد اقحم متى عبارات العهد القديم وزج بها فى كل مناسبة ليصنع منه نبوءات عن السيد المسيح.

لقد وجد متى فى سفر زكريا بالعهد القديم آية تقول (ابتهجي جدا يا ابنة صهيون، اهتفى يا بنت اورشليم. هو ذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان) زكريا 9: 9

وقد رأى متى أن تلك الآية تنطبق على دخول المسيح لأورشليم (رغم أن المسيح لم يكن فى يوم من الأيام ملكا كما بينا من قبل)

ولكن هذه الآية تحتوى على حمار وجحش فى حين رواية إنجيل مرقس الذي اعتمد عليه متي فى كتابة إنجيله تحتوى على جحش فقط كما طالعناها. فأضاف متى الأتان إلي الجحش ليحدث التطابق بين العهد القديم والإنجيل ويصنع منها نبوءة عند دخول المسيح إلي اورشليم لاحظ أن متى لم ينتبه إلي أن سفر زكريا ذكر أنه كان حمارا ذكر وأخبرنا أنها كانت أنثى (أتان)

[يهوذا الخائن والفضة وإضافات متى:]

يقول متي (حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الأسخريوطي إلي رؤساء الكهنة وقال ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه إليكم فجعلوا له ثلاثين من الفضة) متى 26: 14

ويقول مرقس: (ثم إن يهوذا الأسخريوطي واحدا من الاثني عشر مضي إلي رؤساء الكهنة ليسلمه إليهم ولما سمعوا فرحوا ووعدوه أن يعطوه فضة) مرقس 14: 10

ويقول لوقا: (ففرحوا وعاهدوه أن يعطوه فضة) لوقا 23: 4


(1) حياة يسوع: بترسن سميث. ترجمة القس حبيب سعيد صـ32

وهنا أيضا نجد متي قد أضاف (ثلاثين) ليصنع نبوءة من العهد القديم عن خيانة يهوذا.

يقول متي (حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني اسرائيل) 27: 9

إن متى أضاف من عنده كلمة ثلاثين إلى رواية مرقس حتى تطابق الآية الموجوده فى العهد القديم والتي كان يظن متى أنها تقع فى سفر أرميا، ولكن الذاكرة قد خاتنه لأن تلك العبارة تقع فى سفر زكريا (11: 12)

ويدافع البعض عن خطأ متى هذا نافيا عنه ضعف الذاكرة مرجعا السبب إلى اختلاف تقسيم وفهرسة الكتاب المقدس بين اليهود والمسيحيين، والرد على ذلك عند المؤرخ اليهودي يوسيفوس حيث يذكر لنا عدد وأسماء الأسفار القانونية للعهد القديم عند اليهود فى تاريخه (قديمات اليهود) ونقله عنه يوسابيوس القيصري (1)

يقول يوسيفوس: عدد الأسفار عند اليهود فقط اثنان وعشرون سفرا.

من 1إلى 5 أسفار موسى الخمسة (التوراة)

6 - يشوع

7 - القضاه وراعوث

8 - صموئيل

9 - الملوك ... 10 - اخبار الايام

11 - عزرا ونحميا

12 - أستير

13 - أشعياء

14 - إرميا ومراثي إرميا.

15 - حزقيال ... 16 - دانيال

17 - الأنبياء الصغار الاثنى عشر:

هوشع - يوئيل - عاموس - عوبديا - يونان - ميخا - ناحوم - حبقوق - صفنيا - حجى - زكريا - ملاخى

18 - أيوب

19 - مزامير

20 - أمثال

21 - الجامعة

22 - نشيد الأنشاد

· والنسخة العبرية للعهد القديم الموجودة بين أيدينا لا تختلف عما أورده يوسيفوس ما عدا: تم فصل سفر القضاة وراعوث إلي سفرين منفصلين


(1) تاريخ الكنيسة: يوسابيوس القيصري، الكتاب الثالث الفصل العاشر صـ134.

· سفر الأنبياء الصغار تحول إلي اثني عشر سفرا

· إرميا والمراثي تحولا إلي سفرين منفصلين أيضا.

· كذلك سفر عزرا ونحميا إلي سفرين منفصلين

· لذلك تحتوى النسخة العبرية على 36 سفرا (1+11+1+1=14) +22

وهناك اتفاق بين ما ذكره يوسيفوس وأوريجانوس (1) والنسخة العبرية الحالية على أن قسم الأنبياء يبدأ بسفر إشعياء (ذكر القس: منيس عبد النور أن قسم الأنبياء عند اليهود يبدأ بإرميا) (2)

ونخلص إلي أن ماكتبه (زكريا) كان يتبع سفر الأنبياء الصغار الأثني عشر وليس له علاقة بسفر إرميا كما أن قسم الأنبياء بالعهد القديم كان يبدأ بإشعياء النبي وليس


(1) طبعة شتوتجارت BIBLIA HEBRAICA: STUTTGART
(2) شبهات وهمية حل الكتاب المقدس: د. قس. منيس عبد النور صـ335، صـ 336

بإرميا كما ذكر لتبرير خطأ إنجيل متى ويبدو أن القس منيس عبد النور غير مقتنع بما ذكره فساق سببا آخر.

وهو التشابه بين اسمي (إرميا) و (زكريا) باليونانية (ايريو) و (زيريو) أى أن كاتب الإنجيل قد دونها (زيريو) والنساخ نقلوها (ايريو)

ولكن لم يرد فى أى مصدر من المصادر المسيحية أن هناك نسخة لإنجيل متى كتب فيها (زيريو) أى زكريا، فهل كل الناسخون ارتكبوا نفس الخطأ؟! أم أن كاتب الإنجيل نفسه هوالذي نقل الاسم خطأ من العهد القديم ولم ينبهه الروح القدس؟!

ملحوظة: تذكر دائرة المعارف اليهودية (1) أن مخطوطات أسفار العهد القديم كانت تحفظ على شكل لفائف ( Scrolls) بحيث تختص بسفر واحد فقط، وأن الأنبياء الصغار الإثني عشر كان يشملهم سفر واحد يقع فى لفافة واحدة (ٍ Single scrolls) . وفى نهاية القرن الثاني الميلادي قام اليهود بتجميع اللفائف داخل مجلدات ( Volumes) وبعد ذلك بعدة قرون تم تجميع المجلدات داخل كتاب واحد ( Codex form) .

آية يونان النبي وإضافات متى:

يقول إنجيل مرقس (فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكى يجربوه فتنهد بروحه وقال لماذا هذا الجيل يطلب آية الحق أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية) مرقس 8: 11

الفريسيون: طائفة يهودية امتازت بالتعالي والثقة والكبرياء لاعتقادهم أنهم مميزون ومفضلون على سائر الطوائف اليهودية.

وتلك الطائفة كانت تستنكر استبداد الكهان بالشعائر والمراسم الدينية وكذلك ينكرون عادات الأجانب والمتشبهين بهم.

ونعود إلي نص إنجيل مرقس الذي أوضح رفض المسيح القيام بمعجزة أمام الفريسيون ولكن متي لم يسمح لفرصة كتلك تمضي دون أن يستغلها فى إثبات التطابق بين أسفار الأنبياء وحياة المسيح. يقول متى (أجاب قوم من الكتبة والفريسيون قائلين يا معلم نريد أن نرى منك آية فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطي له آية إلا آية يونان النبي، لأنه كمان كان يونان النبي فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان فى قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال) متى 12:38 - 40

يونان النبي هو النبي يونس الذي أرسله الله إلي أهل نينوي.

يذكر متى أن المسيح بموته ودفنه لمدة ثلاثة أيام ثم قيامته من الأموات (على حد زعمهم) ببقاء يونان النبي فى بطن الحوت.

هل قال المسيح ما رواه إنجيل متى عنه؟

وإذا كان قد قال ذلك لماذا لم يذكره مرقس؟؟

إذا افترضنا أن المسيح قال ذلك فإننا لا نجد مشابهة بين ما حدث ليونان النبي داخل الحوت وما حدث للمسيح داخل القبر.

أولاً: أن يونان النبي لم يمت فى جوف الحوت بل ظل حيا يصلي ويدعو ربه (فصلي يونان فى جوف الهه من جوف الحوت وقال دعوة من ضيقي الرب فاستجابني صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي) يونان صح2:1 - 2 تحتوى النسخة

ولكن تقول الأناجيل أن المسيح قد مات على الصليب ودفن ميتا إلي أن قام من الموت فى أول الأسبوع (الأحد) ونادي يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه فى يديك استودع روحي، ولما قال هذا أسلم الروح) لوقا 46:23

ثانياً: مكث يونان فى جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال (يونان 17:1)

ولكن المسيح بقى فى القبر يوما واحدا (هوالسبت) وليلتين ويعلق على ذلك وليم باركلي قائلا: هنا تعترضنا صعوبة فان السيد المسيح لم يبق فى القبر ثلاثة أيام وثلاث ليال.

فكيف يفسر هذا القول؟


(1) ENCYCLOPEDIA JUDAICA VOL. 2PAGE 827 من الواضح أنه فى زمن كتابة الأناجيل (القرن الأول الميلادي) لم يكن هناك فهرسة ولا ترتيب لأسفار العهد القديم لوجود تلك الأسفار حينئذ على شكل لفائف منفصلة.

ويؤيده ر. ت فرانس قائلا الآية (40) يجب حذفها لأنها إضافة لاحقة أعطت معني جديدا لا ينسجم مع العبارة حيث يجمع متي ومرقس ولوقا (يختلف معهم انجيل يوحنا) (1) على أن الصلب قد تم يوم الجمعة ودفن يوم الجمعة ليلا ويقولون أنه قد قام من الموت فجر يوم الأحد (وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر) متى 1:28

لاحظ أن أول أيام الأسبوع بالنسبة إلي اليهود هو الأحد.

ثالثا: أن ما حدث ليونان النبي كان عقابا له لأنه عصى أوامر ربه. ولكن ما حدث للمسيح (وهو لم يحدث أساسا) على حد زعمهم كان بمحض إرادته وبواقع حبه للانسان الخاطئ الذي جاء لينقذه من خطيئته.

إذا لا يوجد تشابه على الإطلاق بين ما حدث ليونان النبي وما يزعمون حدوثه للمسيح. ويذكر وليم باركلي أن إنجيل لوقا لم يذكر شيئا عن بقاء يونان فى جوف الحوت أو مقارنة ذلك ببقاء المسيح فى قلب الأرض، لذلك يرجح بعض الشراح أن يسوع لم يقارن نفسه بيونان من حيث بقائه فى بطن الحوت هكذا يشكك المفسرون فى رواية متى ويرجحون عليها رواية لوقا.


(1) التفسير الحديث لانجيل متى: ر. ت فرانس صـ234

 

  • الجمعة PM 10:19
    2022-08-19
  • 823
Powered by: GateGold