المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409037
يتصفح الموقع حاليا : 327

البحث

البحث

عرض المادة

إنجيل متى ونبوءة مذبحة بيت لحم

[وبتولية السيدة مريم واشقاء السيد المسيح:]

يقول متى (ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ودعا اسمه يسوع) صح 25:1

البتول (1) من النساء: العذراء المنقطعة عن الزواج إلي عبادة الله.

وعرف الرجل امرأته: أى عاشرها معاشرة الأزواج حيث جاء فى سفر التكوين (وعرف آدم امرأته فحبلت وولدت قايين) صح1:4

وواضح من نص إنجيل متى أن يوسف عاش مع زوجته حياة زوجية عادية بعد ولادة المسيح حيث أن الولادة مانع مؤقت للمعاشرة الزوجية، وقد أنجبت السيدة مريم من بعد المسيح أخوة وأخوات حيث قال متي (أخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا) صح55:13

ويؤكد ذلك إنجيل مرقس عندما قال اليهود عن المسيح (أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان) مرقس 3:6 وكذلك (أوليست أخواته ههنا عندنا) مرقس 3:6 ويقول متى (وفيما هو يكلم الجموع إذا أمه وإخوته قد وقفوا خارجا طالبين أن يكلموه) صـ46:12

ويضيف إنجيل يوحنا أن أخوه المسيح لم يؤمنوا به (فقال له أخوته انتقل من هنا واذهب إلي اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضا أعمالك .. لأن أخوته لم يكونوا يؤمنون به) يوحنا 7: 3::5

ووصف كل من إنجيل متى ولوقا يسوع بأنه الابن البكر لمريم، وكلمة البكر تعني الأول وهذا يدل على وجود أبناء آخرين (فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته فى المذود) لوقا 7:2

ونعلم أن الأناجيل قد كتبت بعد وفاة المسيح فلو كان يسوع ليس له أخوة ما كانوا وصفوه بالبكر. إن تأكيد متى ولوقا على بكورية يسوع يدل على علمهم بوجود أخوة له وإلا وصفوه بالابن الوحيد.

كما الأناجيل لم تذكر أى زوجة أخرى ليوسف النجار لتقول أن يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان إخوة غير أشقاء للمسيح.

هكذا يظهر واضحا أن السيدة مريم عاشت حياتها الزوجية الطبيعية وأنجبت أخوة وأخوات للمسيح وذلك لأنها كانت الأداة لتحقيق إرادة الله فى ميلاد المسيح بالمعجزة الإلهية.

ويبدو أن كلمة (البكر) كانت تشكل عائقا وأشكالا للقائلين بعدم إنجاب السيدة مريم بعد ولادة المسيح فقاموا بحذفها من إنجيل متى (إصدار دار المعارف المصرية) صـ51 وأصبحت (ولم يعرفها حتى ولدت الابن) ونتساءل إذا كان مثل هذا الحذف يحدث الآن فماذا حذف فى العصور السابقة وماذا أضيف؟

يقول القديس باسيليوس (أن المسيحيين لا يطيقون أن يسمعوا بزواج العذراء بعد ولادتها السيد المسيح) ويضيف القمص ميخائيل مينا (أن القديسة مريم دائمة البتولة قبل الولادة وحال الولادة وبعد الولادة ايضا)


(1) العذراء بالعربية: بتول وفى العبرية بتولا وفى الأرامية: بتولتا

ونتساءل على أى أساس بنيت الآراء تلك. أن نصوص الأناجيل صريحة كما رأينا. ويروى اتباع بوذا أنه لم يكن له أخوة (لأن الرحم الذي حمل البوذا يعد بمثابة حرم ولا يمكن شغله أو استخدامه مرة أخرى (1) فهل تأثر المسيحيون الأوائل بالتراث الديني البوذي؟

إن التسليم بما جاء فى الأناجيل عن حياة السيدة مريم الزوجية الطبيعية وإنجابها أخوة للمسيح ستثير مشاكل عديدة مع تألية المسيح.

فكيف يكون للأله أخوة بشريون تكونوا من نفس الجسد؟ وهل يعتبرون فى تلك الحالة انصاف آلهة؟ وهل سيشركهم المسيح معه فى إدارة الكون بصفتهم أخوة له؟

وهذه المشاكل قد واجهت الهندوس الذين يؤمنون أيضا بثالوث مكون من براهما وفيشنو وسيفا فعندما تجسد فيشنو فى صورة رجل يدعى راما كاندرا له ثلاثة أشقاء اضطر رجال الدين الهندوس إلي اعتبار أن الاله قد اتحد بالأربعة أجساد ولكن بنسب مختلفة فكان نصيب راما كاندرا النصف من الإله (8/ 16) وأخيه لاكشمانا الربع (4/ 16) والربع الباقي لكل من الأخوين (2/ 16)، (2/ 16)!! (2)

إن ممارسة السيدة مريم لحياتها الزوجية سيتنافي مع تسميتها بوالدة الإله حيث يقول القديس كيرلس (إذا كان المسيح إلها فكيف يضن على الذي ولدته بلقب أم الله) وكذلك يتناقض مع إيمانهم بصعود جسدها إلي السماء حيث يقول القس بنيامين


(1) فلاسفة الشرق: أ. و. ترملين
(2) WORLD MYTHOLOGY: LAROUSSE PAGE 212

البروتستانتي (1) (وضع الرسل الجسد فى القبر فظهر المسيح ونقل جثتها المقدسة إلي السماء فى سحابة وهناك اتحد أيضا الجسد بالنفس وفاز بالسعادة الأبدية) ولا يوجد أى سند من الأناجيل الأربعة لصعود الجسد إلي السماء ولا يوجد بها أى أمر من المسيح بتسمية أمه مريم أو إعطائها أية ألقاب، ولكن آراء أباء الكنيسة الشخصية تطغى على نصوص الأناجيل.

ويفرض هنا سؤال نفسه: هل كانت السيدة مريم التي يدعونها (أم الله) تعلم بألوهية ابنها؟

ويجيب الدكتور بترسن سميث (2): كلا، إن العذراء لم تفكر فى ولدها كاله.

ويجيب إنجيل لوقا (وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها) صح 19:2 كذلك (وكان يوسف وأمه يتعجبان مما قيل فيه) لوقا 32:2 وكذلك (فلما أبصراه اندهشا) لوقا 48:2 أن مريم وزوجها كانا يندهشان ويتعجبان عند ظهور علامات النبوة (إرهاصات) على طفلهما يسوع فكيف يخطر ببالهما هذا الأمر المختلق بعد وفاته أى ألوهيته؟ لاحظ أن ماقاله لوقا هنا يناقض ما قاله فى أول إنجيله عن تنبيه ملاك الرب لمريم وتبشيرها بعلو منزلة ابنها وأهمية الدور الذي سيؤديه فى حياة الأمة اليهودية.

[ملحوظة:]

تعترض الكنيسة القبطية على اعتبار (يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان) إخوة المسيح، وتذكر أنهم كانوا أبناءا لخالته زوجة كلوبا وأن اليهود كانوا يدعون أولاد الخالة وأولاد العم (إخوة) ونسوق الرد فى النقاط التالية:

1 - حيثما ذكر هؤلاء الأولاد فى الأناجيل، ذكرت مريم معهم (أمه وأخوته) ما عدا موضع واحد فى إنجيل يوحنا وهذا يؤدي إلي الأرجحية الطبيعية أنها كانت أمهم وليست خالتهم (أنظر متى 46:12 ولوقا 19:8 وأعمال الرسل 14:1

2 - استعمل مرقس وهو يهودي فى إنجيله لفظ أقرباء (ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا أنه مختل) صح 21:3

فلماذا يلجأ لاستعمال لفظ أخوه بصورة مجازية؟!

3 - إذا سلمنا جدلا أن اليهود تعارفوا على استعمال لفظ (أخ) مجازا للتعبير عن ابن الخالة فهل نسينا أن لوقا كاتب الإنجيل وسفر أعمال الرسل لم يكن يهوديا وقد خاطب فى إنجيله الأميين (غير اليهود) وقد استعمل مصطلحات يونانية فى صياغة الإنجيل مثل (سيد) بدلا من العبرانية (ربي) أى (معلم)

كذلك الغيور بدلا من الكنعانية (القانوي) الذي استخدمها متى فى (4:10) ولم يستخدم اللفظ العبري (جلجثه) كما فعل متى وفضل اللفظ اليوناني (كرانيون)

 


(1) ريحانة النفوس: القس بنيمامين صـ43
(2) حياة يسوع: بترسن سميث

[وها هو لوقا يشير إلي إخوة المسيح أيضا:]

(وجاء إليه أمه وأخوته ... فأخبروه قائلين: أمك وإخوتك واقفون خارجا) لوقا 19:8

كذلك:

(مع النساء ومريم أم يسوع ومع اخوته) أعمال الرسل 14:1

4 - أشار المؤرخ يوسيفوس إلي استشهاد يعقوب (62م) ذاكرا أنه أخ ليسوع الناصري ومن البديهي أن المؤرخين لا يستعملون ألفاظا مجازية (1).

[إنجيل متى ونبوءة مذبحة بيت لحم:]

كما رأينا أن مذبحة أطفال بيت لحم التي حدثنا عنها إنجيل متى، لم نجد لها أى ذكر أو إشارة فى الأناجيل الثلاثة الأخرى (2) أو عند المؤرخين الذين سجلوا حياة الملك هيرودس الكبير. إن إنجيل متى يدلل على حدوث تلك المذبحة بذكر عبارة من العهد القديم (سفر ارميا) كنبوءة بها، فلنقرأ إنجيل متي (حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل: صوت سمع فى الرامة نوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين) متى 2: 17 - 18

ونعود إلي سفر ارميا المقصود (صوت سمع فى الرامة نوح بكاء مر راحيل تبكي على أولادها وتأبي أن تتعزي عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين .. أمنعي صوتك


(1) ENCYCLOPEDIA JUDAICA VOL 6 PAGE 10
(2) إن تسجيل لوقا لطفولة المسيح بالتفصيل كما بينا يناقض ادعاء متى بحدوث هذه المذبحة.

عن البكاء وعينيك عن الدموع لأنه يوجد جزاء لعملك يقول الرب، فيرجعون من أرض العدو .. فيرجع الأبناء إلي تخمهم) ارميا 31: 15 - 18

الرامة: مدينة تقع فى إقليم اليهودية بالشمال الغربي لأورشليم، وهي من المدن التي سكنها بنو بنيامين (أحفاد راحيل) حيث جاء فى سفر يشوع (وكانت مدن سبط بني بنيامين حسب عشائرهم: أريحا وبيت حجلة ووادي قصيص وبيت العربة وصمارايم وبيت ايل وجبعون والرامة وبئيروت .. ) يشوع 21:18

راحيل: زوجة (يعقوب) عليه السلام وهى أم يوسف عليه السلام وأخيه بنيامين وهما من أسباط بنى إسرائيل الاثني عشر.

ارميا: هو ارميا بن حلقيا أحد أنبياء بني إسرائيل من عنائوت فى أرض بنيامين. وقد عاصر ارميا النبي الملك يوشيا بن آمون ملك يهوذا (إقليم اليهودية) وابنه الملك (يهويا قيم) (1) ثم الملك صدقيا.

اين يوشيا (يهويا قيم) توفي قبل الغزو 3 شهور ومن المعروف تاريخيا أن نبوخذ نصر البابلي 605 - 562ق. م قام بغزو مملكة يهوذا والاستيلاء على عاصمتها أورشليم عام 598ق. م وأسر ملكها يهوياكين ومعه آلافا من جنوده (2) ونقل هؤلاء الأسرى إلي بابل وهو ما عرف بالسبي البابلي الأول. وقد قام نبوخذ نصر بتعيين صدقيا ملكا على أورشليم وبذلك ظلت مملكة يهوذا تحت النفوذ البابلي لمدة أحد


(1) توفي الملك قبل الغزو البابلي بثلاثة شهور فقام نبوخذ نصر بأسر ابنه وخليفته يهوياكين الذي كان فى الثامنة عشرة من عمره (الحضارات السامية: موساكتي)
(2) يقدرهم ول ديورانت بعشرة آلاف أسير (قصة الحضارة)

عشر عاما، وبعد تلك الفترة ثارت مملكة يهوذا على الحكم البابلي تحت زعامة ملكها صدقيا، فعاجل نبوخذ نصر هذه الثورة بحملة عسكرية واستولي على أورشليم فى عام 586ق. م ودمر وأحرق هيكل سليمان وقتل وأسر الآلاف من أهلها ويعرف هذا بالسبي البابلي الكبير (1)

وقد أعفي البابليون ارميا من قرار النفي العام لأنه كان يدعو إلي الاعتراف بنفوذ البابليين وأن بابل سوط عذاب فى يد الله.

ويصف ارميا فى سفره ما أحدثه الغزو البابلي من خراب ودمار والبكاء والعويل على القتلي والمأسورين الذين بلغوا الآلاف، ثم يبشر بعودة هؤلاء الأسرى إلي وطنهم.

ونعود ثانية إلي إنجيل متى، إن كاتب إنجيل متى قد ربط أحزان مدينة الرامة على اولادها أحفاد راحيل المأسورين فى بابل بأحزان مدينة بيت لحم على أطفالها المذبوحين على يد الملك هيرودس على حد ادعائه.

ونتساءل هل كل بكاء وصراخ مذكور فى أسفار الأنبياء يعتبره متى مشاركة وجدانية ونبوءة بالمذبحة المزعومة؟! إن وجود فجوة زمنية تبلغ 598 عاما وفاصل جغرافي بين بيت لحم التي تقع جنوب أورشليم ومدينة الرامة التي تقع فى شمالها الغربي بالإضافة إلي اختلاف الظروف التاريخية، كل تلك العوامل تثبت عدم تحري متى الدقة فى كتابة الأنجيل والاستشهاد بعبارات العهد القديم.


(1) معالم العصر التاريخي فى العراق القديم: د. نبيلة محمد عبد الحليم.

ويعلق وليم باركلي على تلك النبوءة قائلا: الصورة التي يرسمها ارميا هنا هى صورة الشعب اليهودي وهو فى طريقه إلي السبي مارا بمدينة الرامة حيث دفنت راحيل، ولكن متي يستخدم هذه النصوص ليجعلها تناسب الصورة الجديدة فى قصة ميلاد المسيح، وإن بدالنا أسلوب متى هذا غير مقنعا لنا فقد يكون مقنعا لليهود الذين كتب لهم متى بشارته ويضيف ر. ت فرانس: لم تكن بيت لحم واحدة من المدن التابعة للسبط الذي منه راحيل (1)

[إنجيل متي ويوحنا المعمدان وطريق الرب:]

يقول متى متحدثا عن يوحنا المعدان (النبي يحيى بن زكريا): فإن هذا هو الذي قيل عنه باشعياء النبي القائل صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب، اصنعوا سبله مستقيمة) متى 3:3

ولد النبي يحيى بن زكريا قبل ولادة المسيح بستة أشهر (إنجيل لوقا) وبدأ رسالته قبل رسالة المسيح حيث أن المسيح تعمد على يديه فى الأردن، لذلك اعتبرت الأناجيل مجئ يوحنا قبل المسيح إنما هو تمهيد وتهيئة لرسالة المسيح فاستشهدت بعبارة سفر أشعياء المذكورة. ولنقرأ سفر أشعياء (صوت صارخ فى البرية، أعدوا طريق الرب، قوموا فى القفر سبيلا لالهنا، كل وطاء يرتفع وكل جبل وأكمة


(1) التفسير الحديث لانجيل متى: ر. ت. فرانس صـ87 يوحنا كلمة عبرية تعني الله حنان

ينخفض، ويصير المعوج مستقيما والعراقيب سهلا) (1) أشعياء 3:40 وهذا النص ينسبه العلماء إلي أشعياء.

الثاني الذي قام باكمال سفر النبي أشعياء بن آموص الذي كتب التسعة والثلاثين إصحاحا الأول وهذا الأشعياء الثاني عايش الاسر اليهودي ببابل وعاني مع المأسورين هوان الاستبعاد وذل السخرة، هو هنا يرفع صوته مبشرا بنهاية الأسر وقرب العودة إلي الوطن.

ويقول أشعياء أن الله سيتقدم اليهود الأسري فى طريق عودتهم من بابل ألي أورشليم كما تقدمهم في طريق خروجهم من مصر إلي فلسطين من قبل مارا بسيناء (وكان الرب يسير أمامهم نهارا فى عمود سحاب ليهديهم فى الطريق وليلا فى عمود نار ليضئ لهم لكي يمشوا نهارا وليلا) خروج 21:13

وأكد أشعياء تلك البشري قائلا: (هيئوا طريق الشعب، أعدوا السبيل، نقوه من الحجارة، ارفعوا الراية للشعب) أشعياء 10:62

هكذا يدعو أشعياء لتهيئة طريق الشعب والرب للعودة إلي أرض الوطن.

ويكرر أشعياء فى إصحاح آخر (أعدوا أعدوا هيئوا الطريق ارفعوا المعثرة من طريق شعبي) أشعياء 14:57


(1) كتب أشعياء الثاني سفره منذ حوالي خمسائمة سنة قبل الميلاد (فلاسفة الشرق: أ. و. توملين)

هكذا يتضح تماما أن اشعياء يتكلم عن الطريق بين بابل وأورشليم أى بين منطقة الأسر والمملكة اليهودية.

لاحظ أن متي قد تجاهل تماما طريق الشعب وأخذ فقط من نبوءه اشعياء طريق الرب، هل هناك أية علاقة بين طريق العودة من بابل ورسالتي المسيح ويوحنا؟!

وقد جاء خلاص اليهود على يد الملك كورش الفارسي الذي قام بغزو بابل 538 ق. م والسماح لليهود بالعودة إلي وطنهم، فخلع عليه اليهود لقب (مسيح) رغم أنه وثني ولا يؤمن باله سماوى (هكذا يقول الرب لمسيحه كورش .. أنا أسير قدامك والهضاب أمهد، أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف) أشعياء صح 45: 1 - 2

ويذكر لنا الكتاب المقدس للهندوس (الريج فيدا) أن (بالاراما) الشقيق الأكبر للإله المتجسد كريشنا كان يأتي قبله ليمهد له الطريق لاعبا دور الكومبارس (1)

[تعرف يوحنا المعمدان على المسيح:]

تذكر الأناجيل أن يوحنا تعرف على السيد المسيح عندما جاء إليه ليعتمد منه (ولكن يوحنا منعه قائلا أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلى) متى 14:3 ويقول إنجيل يوحنا (وشهد يوحنا قائلا إني قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه، وأنا لم أكن أعرفه لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس) يوحنا 32:1


(1) WORLD MYTHOLOGY: LAROUSSE

ويقول متي أن صوتا من السماء قد نبه يوحنا إلي شخصية المسيح قائلا (هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت) متى 17:3

ولكننا نفاجأ بيوحنا المعمدان يرسل تلميذين إلي المسيح ليستعلما منه عن شخصه وإن كان هو المسيح المنتظر أم لا (أما يوحنا فلما سمع فى السجن (1) بأعمال المسيح أرسل اثنين من تلاميذه وقال له أنت هو الآتي أم ننتظر آخر) متى 12:11

[هل إنجيل متى يناقض نفسه:]

أم أن يوحنا قد شك فعلا فى شخصية المسيح نتيجة موقفه المتخاذل وتخليه عنه فى ازمته وهو قريب له (كما أخبرنا لوقا) ونبي مثله؟

وهدا هو رأي الكنيسة البروتستانتية (2)

إن التبرير الذي تسوقه الكنيسة يسئ إلي شخصية المسيح لأن التخاذل والتخلي عن الأقرباء عند الشدائد والهروب من المسئولية ليست من صفات الأنبياء أو حتى القادة، ويظهر واضحا أن سؤال يوحنا كان استفهاميا وليس استنكاريا، أن الكنيسة قد اختارت الإساءة إلي شخصية المسيح حتى لا تثبت تناقض إنجيل متى مع نفسه (وقد وقع إنجيل لوقا أيضا فى هذا الخطأ)

إنجيل متى يناقض نفسه مرة أخرى:

يقول متى أن المسيح بشر تلاميذه الإثنى عشر قائلا (متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط اسرائيل الاثني عشر) متى 28:19 إنه يبشرهم بالمجد الذي سيستمتعون به فى العالم الآخر، ويبدو أن المسيح لم يفطن ولم يتنبأ بخيانة يهوذا الأسخريوطي، ووعده بكرسي من كراسي المجد. إن إنجيل متى يلعن ذلك التلميذ الخائن (ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان، كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد) متى 24:26

هكذا إنجيل متى يبشر الرجل بالمجد ثم يلعنه ويتوعده بسوء العاقبة، إن العقيدة المسيحية تؤمن بأن الله قد تجسد فى صورة الإنسان ليصلب ويموت من أجل خطايا البشر وبذلك يكون موقف التلميذ يهوذا مشرفا وعظيما لأنه قام بمساعدة الله وتسهيل مهمته لكي يقبض عليه ويصلب. فلماذا يلعنونه ويتوعدوه بالعقاب مادام الله يريد ذلك وجاء إلى الأرض بمحض إرادته من أجل محبة البشر كما يقولون؟

[متى ومرقس ولوقا وأعمى أريحا:]

يقول إنجيل متى (وفيما هم خارجون من أريحا تبعه جمع كثير وإذا أعميان جالسان على الطريق، فلما سمعا أن يسوع يجتاز صرخا فائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود) متى 29:20

يقول مرقس (وفيما هو خارج من أريحا مع تلاميذه وجمع غفير، كان بارتيماوس الأعمي جالسا على الطريق، فلما سمع أنه يسوع ابتدأ يصرخ ويقول يا يسوع ابن داود ارحمني) مرقس 10: 46 - 48

هكذا يذكر متى أنهما اعميان ويذكر مرقس أنه كان أعمي واحدا وذكر اسمه تأكيدا لمعرفته، واتفق كل من متى ومرقس على حدوث ذلك عند خروج المسيح من مدينة أريحا.

يقول لوقا (ولما اقترب من أريحا كان أعمى جالسا على الطريق فلما سمع الجمع مجتازا سأل ما عسى أن يكون هذا فأخبروه أن يسوع مجتاز فصرخ قائلا يا يسوع ابن داود ارحمني .. ثم دخل واجتاز فى أريحا) لوقا 18: 35، 1:19

يتفق لوقا مع مرقس فى أنه أعمي واحدا فقط ولكن لوقا يذكر حدوث ذلك عند الدخول لمدينة أريحا مختلفا مع متي ومرقس.

إذا متي بالغ فى العدد، ولوقا خانته الذاكرة فى ترتيب الأحداث.

الأناجيل ومسح جسد المسيح بالطيب:

يقول متى (تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح .. وفيما كان يسوع فى (بيت عنيا) فى بيت سمعان الأبرص، تقدمت إليه امرأة معها قرورة طيب كثير الثمن فسكبته على رأسه وهو متكئ فلما رأي تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين لماذا هذا الإتلاف) متى 6:26

ويقول لوقا (وفى اليوم التالي ذهب إلي مدينة تدعى (نايين) فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه وأرسل إلي يسوع .. وسأله واحد من الفريسيين أن يأكل معه فدخل بيت الفريسي واتكأ، وإذا امرأة فى المدينة كانت خاطية إذ علمت أنه متكئ فى بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتبل قدميه وتدهنهما بالطيب.

فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك تكلم فى نفسه قائلا لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة التي تلمسه (لوقا 11:7، 7: 36 - 39.

ويقول يوحنا (ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلي بيت عنيا حيث كان (لعازر) الميت الذي أقامه من الأموات، فصنعوا له هناك عشاء .. فأخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها .. فقال واحد من تلاميذه وهو يهوذا الأسخريوطي المزمع أن يسلمه.

لماذا لم يبع هذا الطيب ويعط للفقراء) يوحنا 12: 1 - 4

يحدد متى ويوحنا المدينة التي حدثت فيها القصة ببيت عنيا بإقليم اليهودية فى حين يحددها لوقا بمدينة نايين بالجليل.

ويختلف كل من متى ولوقا ويوحنا فى صاحب المنزل الذي استضاف المسيح فالأول يقول أنه سمعان الأبرص والثانى قال أنه من الفريسيين والثالث قال أنه (لعازر) ويقول متى أن المرأة سكبت الطيب على رأس المسيح فى حين يقول لوقا ويوحنا أنه مسحت به قدميه.

[يختلف الثلاثة (متى ولوقا ويوحنا) فى زمن حدوث تلك القصة:]

يقول متى أنها حدثت قبل عيد الفصح بيومين ويقول لوقا بحدوثها قبل قتل يوحنا المعمدان أى فى بداية رسالة المسيح ويقول يوحنا بحدوثها قبل الفصح بستة أيام. ويقول متى أن التلاميذ هم الذين اغتاظوا من تصرف المرأة ويقول لوقا أن صاحب المنزل هو الذي تكلم فى نفسه ويذكر يوحنا أن تلميذا واحدا فقط هو الذي استنكر تصرف المرأة وهو يهوذا الأسخريوطي.

 

 


(1) قام هيرودس انتيباس بإيداع يوحنا المعمدان السجن لأنه كان يعارض زواجه من هيروديا زوجة أخيه هيرودس وليس (فيلبس كما أخطأت الأناجيل)
(2) سيرة المسيح: إصدار كنيسة قصر الدوبارة.

  • الجمعة PM 09:54
    2022-08-19
  • 913
Powered by: GateGold