ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
إنكار رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة وانكار الشفاعة
ذهب الإباضية تبعا لأئمتهم المعتزلة إلى نفي رؤية المؤمنين لله تعالى بشبه باطلة واهية وقرروا ذلك في كتبهم ومن آخر ذلك ما ذكره مفتيهم الخليلي في كتابه الحق الدامغ وبعد أن سرد ثلاثة عشر حديثا كلها تثبت الرؤية قال: "وأنت أيها القاريء الكريم تدرك ببصيرتك أن الأخذ بظواهر هذه النصوص يفضي إلى ما يرده العقل ويكذبه البرهان"!
فإذا كان هذا موقف إمامهم ومفتيهم -وهو تابع لأسلافه- وهو رد حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام وتقديم عقله الناقص عليه فذكر ذلك يغني عن رده، وإلا فإن رؤية المؤمنين لله عز وجل ثابتة في القرآن والسنة وأقوال سلف الأمة قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "والذي عليه جمهور السلف أن من جحد رؤية الله في الدار الآخرة فهو كافر".
إنكار الشفاعة والقول بتخليد العصاة في النار
وهذه المسألة أيضا مما تابع فيه الإباضية أئمتهم المعتزلة وحجتهم في ذلك داحضة وقد رد عليهم أهل السنة باطلهم هذا بما جاء في القرآن والسنة.
قال الإمام الآجري رحمه الله: "اعلموا رحمكم الله أن المنكر للشفاعة يزعم أن من دخل النار فليس بخارج منها وهذا مذهب المعتزلة يكذبون بها" إلى أن قال: "وليس هذا طريق المسلمين إنما هذا طريق من قد زاغ عن طريق الحق وقد لعب به الشيطان".
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "من كذب بالشفاعة فليس له فيها نصيب".
الإيمان عند الإباضية
قال الإباضية في تعريفهم للإيمان: "الإيمان هو التصديق بالقلب حيث صرح القرآن بإضافة الإيمان إلى القلب. . . . فإذا حقق العبد الإيمان في قلبه وأرساه في نفسه انتقل إلى درجة أعلى مما كان فيه وهي درجة الظن بمعنى اليقين" (1).
وهذا هو قول الجهمية وأتباعهم الأشعرية.
أما أهل السنة فالإيمان عندهم: اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح يزيد وينقص.
الأسماء والصفات
أ- يقول الإباضية في توحيد الأسماء والصفات:
أثناء الحديث عن اشتقاق الاسم قالوا: "الاسم مشتق من السمة وهو العلامة: يقول المرء: كان الله تعالى في الأزل بلا اسم ولا صفة. فلما خلق الخلق جعلوا له أسماء وصفات، فلما أفناهم بقي بلا اسم وصفة ... والاسم أيضا ما دل على الذات من غير اعتبار معنى يوصف به الذات" (2).
وهذا من أعظم الضلال وأقبح الكفر أن يكون الله تعالى بلا اسم ولا صفة!
وقد كفر جمعٌ من الأئمة من قال إن أسماء الباري سبحانه مخلوقة، ومنهم: الإمام الشافعي، والإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، عثمان بن سعيد الدارمي، ونعيم بن حماد، ومحمد بن اسلم الطوسي، ومحمد بن جرير الطبري وابن خزيمة، وغيرهم.
(1) منهج الطالبين وبلاغ الراغبين في أصول العقائد الإسلامية (1/ 69).
(2) أصول العقائد الإسلامية ـ العقيدة (2/ 25).
ب - يقول الإباضية في أقسام الصفات وأحكامها: "صفة الذات التعريف: صفات الذات أمور اعتبارية أي معان لا حقيقة لها في الخارج. . . " (1).
ج - الواجب في حق الله تعالى هو ما ترتب على ثبوته له كمال وعلى عدمه نقص ومحال كجميع صفات الذات (2).
يقول الإباضية: "الصفات المستحيلة: كل صفة من صفات المخلوق مستحيلة على الله تعالى والله تعالى لا يشبه شيئا من خلقه. . . وسنكتفي بذكر بعض منها على سبيل المثال: استحالة الموت. . . . . . . . . " (3) إلخ.
وقد ضل الإباضية عن الصراط المستقيم في طريقة نفي الصفات، فالنفي عند أهل السنة يشترط فيه أن يتضمن إثبات كمال لا نقص فيه.
وأما نفي الإباضية فهو متضمن للنقص بل وتعريفهم غير مانع لنفي النقائص.
(1) أصول العقائد الإسلامية ـ العقيدة (2/ 39).
(2) منهج الطالبين وبلاغ الراغبين، قسم العقيدة (2/ 47).
(3) مختصر من: منهج الطالبين وبلاغ الراغبين في أصول العقائد الإسلامية (2/ 53).
فهم يقولون: "كل صفة من صفات المخلوق مستحيلة على الله تعالى" فلو كان هذا التعريف صحيحا، فالمخلوق موصوف بعدة صفات يلزم الإباضية نفيها عن الله، فالمخلوق الإنسان يوصف بأنه حي، وقادر، ومريد، وبأن له وجود، فعلى قاعدة الإباضية في النفي يلزمهم نفي أن يكون الله حي أو قادر أو مريد أو موجود أو عالم أو غير ذلك مما ثبت وصف المخلوق به، وأيضا نفي الإباضية للصفات جعلهم يشبهون الله بالمخلوقات الناقصات، فهناك مخلوقات لا تتحرك ولا سمع لها ولا بصر ولا تتكلم وتنتقل من مكان إلى مكان، فقاعدتهم مخروقة وغير صحيحة ومتناقضة قامت على غير أساس من تقوى الله بل قامت على حثالة أفهام الفلاسفة الألفاظ التي يستحيل أن يسأل بها عن الله عز وجل ـ ثم ذكر عدة ألفاظ ومنها ـ متى، كم، أين. . . " (1).
وقد ثبت في صحيح الإمام مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الجارية أين الله؟ (2).
(1) منهج الطالبين وبلاغ الراغبين في أصول العقيدة الإسلامية (2/ 61).
(2) أخرجه مسلم في صحيحه برقم: (877).
-
الخميس PM 05:25
2022-06-16 - 1467